Translate

الجمعة، 13 يوليو 2012

شبكة التجسس على حزب الله موقوفون منذ 4 أشهر.. بينهم مسؤول بالعمليات الخارجية محسوب على الجناح الايراني.. هل كانوا يعدّون لتمرد على نصرالله؟

بالأسماء والمهام.. شبكة التجسس على حزب الله موقوفون منذ 4 أشهر.. بينهم مسؤول بالعمليات الخارجية محسوب على الجناح الايراني.. هل كانوا يعدّون لتمرد على نصرالله؟
 
 
 

 
 
 
١٠ تموز ٢٠١٢
 
::طارق نجم::

يمرّ حزب الله بمرحلة خضّات داخلية وخارجية يحاول ان يحفظ بعضاً من صورته معوّلاً على شخص أمينه العام الذي بات بدوره يحتاج لتلميع صورة اعتراها الصدأ وتحكمت بها اللغة الخشبية. وفي وقت لا تبدو العوامل الإقليمية ولا المحلية تبشر حزب المقاومة بالكثير بعد أن عادى أخوته في الوطن وتخلى عن دوره المقاوم لصالح خوض معارك محلية وفق خطط أملتها رغبة الولي الفقيه ومصالح امبراطورية فارس، فان هيكلية أمست مهترئة من الداخل. وإذ كانت صحيفة "النهار" انفردت بالخبر الذي نشر عن أنّ شبكة تجسس اخترقت حزب الله، قد كشفت الشهر الفائت وهي تضم ثلاثة أشخاص يقيمون في الضاحية الجنوبية، وقدمت الأحرف الأولى من اسمائهم، فإنّ موقع 14 آذار الألكتروني حصل على الأسماء الكاملة ومعلومات اضافية عنهم وطبيعة عملهم. والثلاثة هم: محمد نزار الحسيني من بلدة شمسطار (وهو الأهم بينهم) وجهاد جلول ومحمد السباعي من برج البراجنة وقد اوقفوا بالفعل منذ 4 أشهر على الأقل وليس كما ورد في النهار بأنهم اوقفوا الشهر الفائت.

خلية محمد الحسيني تضم بالفعل عدداً من الناشطين القدامى في صفوف حزب الله والذين يعتبرون بأنه من اسسوا الحزب وكانت لهم ادوار أمنية فاعلة على الأرض وان كان لم يكشف النقاب عن المزيد من أسمائهم حتى الآن. ونقلت مصادر مقربة من الحزب لموقعنا أنّ هؤلاء كانوا ممن ينفذون عمليات خطف الاجانب آبان الثمانينات من القرن العشرين وكانوا يصدرونها تحت اسم منظمة الجهاد الاسلامي وغيرها، في وقت كانوا ولا يزالون يوالوا أجهزة الأمن الايرانية أكثر من ولائهم لحزب الله. وتتابع تلك المصادر أن هذا الواقع دفع بحسن نصرالله وعماد مغنية للطلب من الايرانيين ايقاف نشاط مجموعاتهم التي يتداخل عملها مع جهاز أمن حزب الله وفصل العمل الأمني المشترك منذ العام 1998. وتذكر تلك المصادر بعض التفاصيل التي لم ننشرها في الوقت ومنها ما يتعلق بالتنسيق مع المسؤول الأمني في حزب الله المعروف باسم صادق الايراني وكذلك تحسين واسمه الحقيقي ابراهيم عقيل والذي أقصي كذلك من قبل نصرالله ومغنية للسبب عينه.

وقد أكدت تلك المصادر ما ورد بأنّ الحسيني قد أعلم حزب الله أنه قبض عليه منذ ما يقارب السنتين من قبل أجهزة الأمن الفرنسية بتهم تتعلق بالتهريب وهذا مما منعه من العودة الى لبنان. غير أنّ جهاز أمن حزب الله علم أن الحسيني لم يكن في السجن وأنه كانت يتسكع حتى في بيوت الليل الفرنسية ويقوم بمهام أمنية وفق التعليمات التي تلقاها من الموساد والتي طلبت منه عدم العودة الى لبنان بسبب الاستنفار الأمني الذي قام به حزب الله بعد تفكيك عدد من الشبكات.

ووفق المعلومات المتوفرة، تشير المصادر أنّ حزب الله يصنّف محمد الحسيني على أنه رأس تلك المجموعة والمدبّر لها والمنسق لنشاطاتها وان كان للشخصين الآخرين أدوار رصد وجمع للمعلومات. والحسيني الذي يناهز الثالثة والأربعين من العمر، يعيش حياة مريحة وأحواله المادية جيدة حيث يسكن في أحد أحياء التي تفصل برج البراجنة عن المريجة. ومن السماة الاساسية للمتتبع لحركة الحسيني هي كثرة أسفاره الى خارج لبنان حيث تعتبر ايران مقصده شبه الدوري بالاضافة الى عدد من الدول الاوروبية، لذا يعدّ من وجوه حزب الله الأمنية المعروفة أكثر على مسرح العمليات الخارجية منه على المستوى الداخلي. وللحسيني ارث ديني عريق؛ فجده السيد حسين الحسيني هو أول مفتي جعفري في لبنان عيّن من قبل المجلس الشيعي الأعلى، وقد خلفه المفتي عبد الأمير قبلان.

ومع هذا فإنّ المصادر عينها قد وضعت فرضية أنّ هؤلاء الأشخاص المتهمين بالعمالة لاسرائيل قد ألصقت بهم هذه التهمة جزافاً من أجل تشويه صورتهم واعتقالهم واخفائهم لأنهم عارضوا حسن نصرالله وقيادة الحزب في بعض القضايا وكانوا في حالة تشبه التمرد. وتذكر تلك المصادر بأنّ كواليس حزيب الله تخفي الكثير والكثير من الأسرار التي تتعلق بحقيقة أنّ عدداً لا بأس به من أفرادها يختفون أو تتم تصفيتهم ليعلن لاحقاً أنهم سقطوا آبان 'آداء واجبهم الجهادي” وهو ما ينطبق عادة على عمليات سرية او خلال دورات تدريبية. واذا أن من المستبعد أن يسلم حزب الله عملاء من أمثال الحسيني ومن قبله ابو تراب (محمد الحاج) ليحاكموا على قوس العدالة اللبنانية، فإن السبب يعود الى ما يمثله هؤلاء من كنز معلومات ومصدر احراج لحزب الله خصوصاً أنهم كانوا يمسكون بعدد من الملفات الحساسة للغاية.

وكذلك تشير تلك المصادر أن ما يجري الآن مع هذه المجموعة يشبه إلى حدّ بعيد ما حصل قبل ذلك مع أمين عام حزب الله السابق الشيخ صبحي الطفيلي الذي تمّ استبعاده رويداً رويداً ومن ثم توريطه في قضية الحوزة العلمية في عين بورضاي عام 1998 وترتيب تهم جاهزة ضده مثل المشاركة في قتل نائب حزب الله السابق الشيخ خضر طليس وضابط في الجيش اللبناني مما أدى لاحقاً الى تقييد حركته عبر سلسلة أحكام قضائية تدينه وظلّ تحت ما يشبه الاقامة الجبرية.
المصدر : خاص موقع 14 آذار
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة