Translate

الأحد، 4 يوليو 2010

الأب الروحي لحزب الله في ذمة الله

الأب الروحي لحزب الله في ذمة الله

المهاجر العدد الثالث تموز 2010

المهاجر
العدد الثالث- السنة لحادية عشر
تموز- يوليو 2010

النادي الثقافي العربي
ثقافي رياضي اجتماعي
Arabische Kultur Verein e.v

محتويات العدد
أحلام مشروعة
قراءة في سطور الصحافة الألمانية
مجتمعات الاغتراب .. وفكر الاندماج
حذاري من أوهام الانتصار
بيروت بين التضامن مع غزة، والحرب
مع إسرائيل والقيود المفروضة على الفلسطينيين في لبنان
قيادة السيارات بالعينين بدلا من اليدين
أونو 2011".. سيارة الغلابة
السعودية تطلق أول سيارة محلية استخدامات المضادات الحيوية
مدارس قرطبة فى برلين
مجزرة إسرائيلية علي مرمرة

أحلام مشروعة
كثيرة هي الإحباطات التي تجثم على صدر الإنسان العربي ، والتي تكاد أن تخنقه وتقتله.
هذه الإحباطات ناتجة من الهزائم المتتالية على المستويات القومية والقطرية، بل وعلى مستوى الإنسان البسيط في حياته اليومية، وفي أحلامه المشروعة. ووسط هذا الجو الخانق من الهزيمة والإخفاق لا يستطيع الإنسان أن يمنع نفسه من الحلم والأمل.
أول الأحلام أن تتحرر بلادنا من الاحتلال الأجنبي الذي يسعى إلى إطالة أمد وهن الأمة، وإضعافها، ونهب ثرواتها، ومنع وحدتها، وتفكيك إمكاناتها، حتى لا تتضافر جهودها للقضاء على عدوها.
وما أشبة الليلة بالبارحة، فها نحن الآن في عام 2010 م، وكأننا نسمع أخ عربي منذ قرن من الزمان، أي منذ مائة عام وهو يحلم نفس الحلم.
ففي هذا الوقت كان الاحتلال البريطاني والفرنسي والإيطالي قائما لمعظم بلادنا العربية، لكن ويا للحسرة، فبعد مائة عام كاملة وبعد أن اعتقدنا أن الاحتلال الغربي قد أجليناه عن أرضنا نجد أنه عاد من جديد في العراق والصومال وأفغانستان وهاهو يهدد سوريا ولبنان والسودان.
ونلمح هنا أن نظمنا السياسية في الفترة القومية وفي فترة التحرر قد حوصرت وحوربت، وليتنا بعد أن نحقق الاستقلال الوطني نقيم نظما سياسية مفتوحة فيها من القوة والمتانة والمنعة ما يحفظ استقلال بلادنا.
إننا نريد أن نؤسس نظما سياسية بالمقاييس العالمية ولا يهمنا أن تكون هذه النظم جمهورية أو ملكية دستورية، المهم أن تكون قائمة ونابعة من إرادة شعبية تعمل لصالح الأمة كلها وليس لصالح قلة من نخبة الأمة فقط. أن تكون هذه الأمة قادرة على اختيار حكامها ومحاسبتهم وعزلهم إذا انحرفوا.
نريد نظماً سياسية تحفظ للإنسان العربي كرامته وتعامله معاملة آدمية وتحترم حقوقه. نريد أن تنتهي سياسة الاعتقالات وإلقاء الناس في السجون.
نحلم بأن يتم احترم كرامة الإنسان العربي داخل أقسام ومراكز الشرطة، لا أن يتم تعذيبه وضربه وإهانته وتهديده باغتصاب زوجته إذا هو لم يعترف بجريمة لم يرتكبها .
نحلم بأن يتعلم الطالب في كليات الشرطة كيف يحافظ على حقوق الإنسان ويحترمها، وكيف يسهر على أمن الناس وحل مشاكلهم ومطاردة اللصوص، لا أن يتعلم كيف يعتقل إخوانه المواطنين ويعذبهم.
ونحلم بان يكون في بلادنا برلمانات حقيقية ناتجة عن انتخابات حرة نزيهة، ونحلم أن تختفي ظاهرة تزوير الانتخابات والالتفاف على إرادة الأمة، وأن تختفي معها البرلمانات التي ليس لها من الديمقراطية إلا مبنى كبير وفخم، وقنوات تليفزيونية تنقل المسرحيات الكلامية التي تتم تحت القبة.
سوف يترتب على هذا الحلم السياسي حلم إعلامي، وهكذا فإننا نحلم بإعلام مهني محترم يحترم عقلية القارئ والمستمع والمشاهد العربي، وليس إعلاما يذيع وينشر الأكاذيب ويزيف وعي الإنسان العربي ويقلب الحق باطلا والباطل حقا، ويهتم بأجساد الفنانات وفضائحهم.
نحلم بإعلام ينقل قضايانا كما هي ولا ينقل ما يعجب الحكام فقط ويحجب مالا يعجبهم.
نحلم بإعلام وطني مستقل ينحاز للاستقلال الوطني، والتنمية الوطنية، والثقافة العربية الأصيلة، وليس إعلاما يردد ما يقوله الإعلام الغربي ويكون امتدادا له.
نحلم بأن يكون امتلاك وسائل الإعلام متاحاً لكل أحد وفقا لقوانين عادلة، وليس إعلاما يتم الترخيص به من أجهزة الأمن لمن ترضى عنه هذه الأجهزة ويتم منعه عن المعارضين المغضوب عليهم.
نحلم بإعلام مستقل بعيدا عن التدخلات الحكومية، إعلام قومي يعبر عن هوية الأمة كلها بكل طوائفها ولا تسيطر عليه فئة خاصة لتحارب به فئات أخرى.
ولازلنا نحلم بمسئولين وطنيين لا يملكون إلا منازلهم ومرتباتهم، يفكرون في هموم الفقراء والبسطاء ولا يجعلون أنفسهم أدوات لمساعدة الأثرياء ورجال الأعمال والمستثمرين.
نحلم بمسئولين ببلادنا لا يستسلمون لمطالب واشنطن ومعها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من أجل إقرار سياسات رأسمالية تنحاز للأغنياء ضد الفقراء، مسئولين يفكرون في إقامة اقتصاديات وطنية مستقلة تعتمد أنماط التنمية التي تتناسب مع ظروف بلادنا ومواردنا.
نحلم بأن نرى رجال المال والاقتصاد في بلادنا لا يسعون للعمولات والسمسرة وإقامة توكيلات السلع المستوردة، وإنما يسعون لإقامة صناعات وطنية، ويعملون على توطين التكنولوجيا المتقدمة في بلادنا ويحاربون البطالة ويوفرون فرص العمل الحقيقية.
نحلم أن نرى المسئولين في بلادنا همهم الأول هو الأسواق العربية والإسلامية والتكامل معها، وليس الهزيمة والانسحاق أمام الأسواق الغربية وكل ما هو غربي.
كما نحلم بعدالة حقيقية في بلادنا تنصف المظلوم وتنحاز له وتضرب على يد الظالم مهما كان حاكماً أو مسئولا كبيراً.
نحلم بعدالة توفر الاطمئنان للإنسان البسيط حتى لا يقع فريسة في فم حيتان لا ترحم.
وها نحن قد وصلنا إلى ذروة الأحلام وهي أن نرى وعيا عربيا تجاه قضية الوحدة، وأن يتم محاصرة ثقافة التجزئة والقطرية والتفتيت.
وإذا كانت تجربة الجامعة العربية ( جامعة الرؤساء) فشلت فشلا ذريعا، فإننا نحلم بأن يبذل المخلصون جهودا حثيثة للوصول إلى أفكار جديدة وشكل جديد من أشكال الوحدة، يضرب بيد من حديد على كل حاكم لا يحترم النظام الجمعي العربي ويخرج عليه.
نحلم بشكل وحدوي عربي تكون قراراته ملزمة يحترمها الجميع، وتكون هذه القرارات بالأغلبية وليست بالإجماع، وأن ينتج عن ذلك أن ينتقل الإنسان العربي في أنحاء العالم العربي بدون تأشيرة دخول، وأن تكون هناك حرية لحركة رؤوس الأموال بين الدول العربية كذلك، وأن يتطور الأمر حتى يصل إلى سوق عربية مشتركة وبرلمان عربي مشترك وجيش عربي مشترك.
ولو "بَطّلْنا" نحلم نموت

قراءة في سطور الصحافة الألمانية

ـ مطالب بالإطلاع على الاتصالات الهاتفية
ـ المآذن لا تشكل تهديدا أو خطرا
ـ خفوت بريق أوروبا
ـ الاتجاه لدفن المسلمين دون توابيت
ـ ميركل: منتخب ألمانيا نموذجا للاندماج
ـ اليورو يحتضر
ـ تعميم ضريبة الإذاعة والتلفزيون على جميع الأسر


مطالب بالإطلاع على الاتصالات الهاتفية
دعا وزراء داخلية الولايات الألمانية في مؤتمر لهم في مدينة هامبورغ، إلى الإسراع في وضع قانون جديد يخوّل للشرطة مجددا الإطلاع على بيانات الاتصالات الهاتفية. وحذر المؤتمر من أن تعقّب المجرمين أضحى أمرا شاقا منذ أن قضت المحكمة الدستورية الاتحادية بعدم دستورية قانون "تخزين بيانات الاتصالات". وعلمت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من مصادر في المؤتمر أن غالبية كبيرة من الوزراء طالبوا بصياغة قانون جديد على المستوى الاتحادي، إلا أن ولاية شمال الراين¬ ويستفاليا لم تنضم لتلك المطالب.
وأشار المؤتمر إلى زيادة عدد الحالات التي يفشل فيها المحققون في التوصل إلى معلومات حول أشخاص يشتبه في تورطهم في جرائم، خاصة مثل جرائم الاحتيال الالكتروني أو الاستغلال الجنسي للأطفال.
يذكر أن المحكمة الدستورية الاتحادية قضت يوم 2 آذار/ مارس الماضي بعدم دستورية اللوائح في قانون الاتصالات، التي تنظم تخزين بيانات الاتصالات بهدف الملاحقة الجنائية. وسمحت المحكمة للسلطات المختصة بالإطلاع على البيانات المخزنة فقط في حالات استثنائية.

المآذن لا تشكل تهديدا أو خطرا
صرح أستاذ القانون الدولي والمستشار والخبير لدى المحكمة الدستورية بألمانيا ماثياس روهه أن الإسلام أصبح جزءً لا يتجزأ من المجتمع الألماني وأن المسلمين لديهم كل الحق في إنشاء مساجد ومآذن لهم، مشيرا إلى أن المآذن لا تشكل تهديدا أو خطرا.
وأضاف في محاضرة بعنوان "المسلمون في ألمانيا - الأوضاع القانونية والتحديات الاجتماعية" ألقاها في مقر جمعية الدعوة الإسلامية العالمية بطرابلس - أن الدستور الألماني يضمن الحقوق الإنسانية لكل الألمان والتي لا يمكن تغييرها أو تقليصها أو إنقاصها بأي مبادرة أو استفتاء أو غيره لأن ذلك يعد مخلفا لكل القوانين في ألمانيا.
واستعرض الوضع القانوني للمسلمين في ألمانيا والمشاكل والتحديات التي تواجههم وحلولها الممكنة، موضحا أن هناك أكثر من 4.5 مليون مسلم يتوزعون في المجتمع الألماني بمختلف مذاهبهم وعاداتهم وتقاليدهم.
وأشار إلى خلو المجتمع الألماني من ظاهرة التخوف من الإسلام "باستثناء بعض الحالات الناجمة عن الاعتقاد الخاطئ وعدم فهم الإسلام بصورته الصحيحة"، موضحا أنه تم بناء أكثر من ألفي مسجد في ألمانيا خلال العقود الأربعة الماضية.
وفي هذا الصدد، لفت إلى القرار السويسري بحظر بناء مآذن للمساجد في سويسرا، مؤكدا أن المآذن لا تشكل تهديدا أو خطرا على سويسرا. وأوضح أن القانون السويسري يعارض القانون الأوروبي العام والمتعلق بحرية الأديان، وأنه على سويسرا أن تلغي هذا القرار لأنها بذلك تخرج من منظومة قوانين حقوق الإنسان.
وأكد أهمية دور العلماء المسلمين في التفريق بين ظاهرة التطرف والثقافة الإسلامية بصورتها الصحيحة التي ينتمي إليها غالبية المسلمين في العالم وإبراز الصورة الصحيحة للإسلام في المجتمعات الأوروبية.

خفوت بريق أوروبا

ذكرت وكالة فرونتكس لإدارة الحدود والتابعة للاتحاد الأوروبي أن الأزمة الاقتصادية وتشديد القيود على الحدود يؤديان إلى تراجع كبير في الهجرة غير القانونية إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال نائب المدير التنفيذي للوكالة في مؤتمر صحفي أنه تم اكتشاف أكثر من 106 آلاف مهاجر غير شرعي في المجمل عند الحدود البحرية والبرية للاتحاد الأوروبي في 2009 وهو ما يقل 33 في المئة عن العام السابق.
وأضاف أن "انعدام الوظائف عامل رئيسي للتراجع". وقال إن الإجراءات التي اتخذتها ليبيا وموريتانيا والسنغال لمنع المهاجرين غير القانونيين من المغادرة في المقام الأول ساعدت أيضا على وقف التدفق.
ويستخدم تسعة من بين عشرة مهاجرين غير قانونيين اليونان كنقطة انطلاق لدخول الاتحاد الأوروبي.
وتم اكتشاف 6600 عمليات عبور غير شرعية للحدود بشكل إجمالي في اليونان في الربع الأول من 2010 بما يقل سبعة في المئة عن نفس الفترة من العام الماضي.
وقال أن"معظم الأشخاص الذين يدخلون اليونان يخططون لمواصلة رحلتهم إلى دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي".
وعززت وكالة فرونتكس عمليات المراقبة عند الحدود اليونانية التركية ولكنها نفت تقارير صحفية بأن لديها خططاً فورية لاستخدام طائرات بلا طيار.

الاتجاه لدفن المسلمين دون توابيت


تعتبر ولاية برلين الألمانية من الولايات المتشددة في قضايا الحجاب، خصوصا في المدارس، وفي قضايا السماح لتلاميذ المدارس بالصلاة أثناء الاستراحة. لكن الحكومة المحلية الحالية، التي يقودها الحزب الديمقراطي الاشتراكي، ربما تفلح في إجازة دفن المسلمين في المقابر من دون توابيت.
وذكرت مفوضة شؤون الأجانب في حكومة برلين، أنها تعد مشروع برنامج للاندماج يسمح، بين أشياء أخرى، للمسلمين بدفن موتاهم في المقابر الألمانية من دون تابوت. وقالت السيدو/ بلوم، من حزب اليسار، إن ذلك ينسجم مع العاصمة باعتبارها مدينة متعددة الثقافات.
وأشارت إلى مطالب أخرى تتعلق بتعزيز سياسة توظيف الألمان، من جذور أجنبية، في الدوائر الحكومية، وتوسيع تدريس مادة الدين الإسلامي في المدارس، للطلبة المسلمين، باللغة الألمانية. وعبرت عن أملها في تمرير المشروع خلال هذا العام على حكومة برلين، ومن ثم على البرلمان المحلي.
ومعروف أن معظم المقابر الألمانية، خصوصا في المدن الكبيرة، تخصص ركنا منزويا لدفن من توفاهم الله في ألمانيا. ويسمح هناك بالصلاة والقراءة على القبر، إلا أنه من المحظور رسميا إخراج الجثامين من التوابيت ودفنها بالأكفان.
وكانت المحكمة الإدارية العليا في برلين قد حظرت على تلاميذ المدارس المسلمين الصلاة أثناء استراحة الظهر في أرجاء المدرسة. وبررت المحكمة قرارها بأنه يخدم الشؤون التربوية في المدارس ولا يمس الحقوق الدينية. وجاء القرار إثر شكوى تقدم بها تلميذ مسلم ، بسبب منعه من تأدية صلاة الظهر في الصف خلال فترة الاستراحة.
وحاول يونس م. (تركي) رفع الشكوى إلى محكمة الدستور، إلا أن محاميه فشل في ذلك. وانتقد اتحاد الجمعيات الإسلامية التركية في ألمانيا، المقرب من الحكومة التركية، القرار وقال إنه يأسف لصدوره عن محكمة إدارية وليس عن مؤسسة دينية.
يذكر أن برلين (4.5 مليون نسمة) كانت من الولايات المتحمسة لسن قانون حظر لبس الحجاب في المدارس إلى جانب ولاية بادن - فورتمبيرغ (10.2 مليون نسمة)، وولاية الراين الشمالي فيستفاليا (20 مليون نسمة) وسكسونيا السفلى (7.6 مليون)، وبافاريا (11 مليونا) وهيسن (6 ملايين) وبريمن (0.7 مليون)، وأعلنت عن رغبتها في حظر ارتداء الحجاب على المعلمات أثناء التدريس.
وكانت مجلة "دير شبيغل" قد أجرت استفتاء حول موضوع الحجاب، كشف أن نحو 60% من الألمان يرون أن قرار المحكمة الدستورية الاتحادية عام 2004 السماح بلبس الحجاب في صفوف المدارس "خاطئ".

ميركل: منتخب ألمانيا نموذجا للاندماج

أكدت المستشارة الألمانية ، أنجيلا ميركل ، أن منتخب ألمانيا لكرة القدم أصبح نموذجا للاندماج الناجح في البلاد.
وقالت ميركل في حديث بثته القناة الأولى إن المنتخب أصبح مثالا يمكن الاقتداء به في أنحاء البلاد سواء بالنسبة للمواطنين من أصل ألماني أو للمقيمين الراغبين في الاندماج مع المجتمع.
وأشارت ميركل إلى أن نسبة الألمان من أصل أجنبي في المنتخب أكبر بكثير من نسبتهم في المجتمع ولكنهم يمثلون "النماذج الرائعة المشتركة".
الجدير بالذكر أن نحو 11 لاعبا من قوام المنتخب الألماني البالغ 23 لاعبا لهم جذور أجنبية وهم:دينيس أوجو (نيجيريا) ، جيروم بواتينج (غانا) ، كاكاو (البرازيل) ، ماريو جوميز (أسبانيا) ، مسعود أوزيل (تركيا) ، ميروسلاف كلوزه (بولندا) ، بيوتر تروخوفيسكي (بولندا) ، سامي خضيرة (تونس) ، ماركو مارين (البوسنة والهرسك) ، لوكاس بودولسكي (بولندا) ، سيردار تاشي (تركيا).

اليورو يحتضر


أظهرت دراسة لمعهد بريطاني متخصص أن سعر اليورو سيصبح مساويا للدولار في 2011 بسبب ضعف الانتعاش الاقتصادي في أوروبا ولاسيما بالمقارنة مع الولايات المتحدة، هذا إن بقيت العملة الأوروبية الموحدة على قيد الحياة حتى ذلك الحين.
وكتب المدير العام لمركز بحوث الاقتصاد والإعمال (سي اي بي آر) أنه وعلى الرغم من صعوبة توقع متى سيحدث ذلك "فان انفجار اليورو أمر شبه محتوم". وأضاف "في الانتظار، هناك أمر مؤكد إلا وهو أن اليورو سيكون ضعيفا".
وتابع أن العملة الأوروبية الموحدة "خسرت أصلا 30 سنتا مقابل الدولار هذا العام، وستخسر على الأرجح العشرين سنتا الباقية التي تفصلها عن مساواة (الدولار) عندما يصبح رفع أسعار الفائدة الأميركية أكيدا ووشيكا في الوقت الذي ستبقى فيه معدلات الفائدة في منطقة اليورو عند مستوى متدن بسبب الضعف الاقتصادي" في المنطقة.
وفي الواقع فان الباحثين في المعهد البريطاني يعتبرون ان "الاحتياطي الفدرالي الاميركي (المصرف المركزي) سيبدأ برفع معدلاته لاسعار الفائدة في مطلع العام استجابة لرسوخ النمو الاقتصادي (الاميركي) في الوقت الذي سيكون فيه المصرف المركزي الأوروبي مشلولا بسبب الضعف الاقتصادي الأوروبي".
من جهة أخرى، إذا استمر النمو الاقتصادي العالمي فان معدلات النمو ليست متساوية بين الاقتصاديات الناشئة والدول المتطورة.
وفي هذا السياق كتب تشارلز ديفيس الاقتصادي في المعهد البريطاني ان "الانتعاش الاقتصادي قوي خصوصا في الأسواق الناشئة في حين أن مخاطر جلية لا تزال تحدق بالاقتصاديات المتطورة
بات واضحاً الآن أن الأزمة التي انفجرت علناً منذ أواخر العام الماضي في اليونان، البلد العضو في الإتحاد الأوروبي وفي منطقة عملة اليورو، والمتمثلة في إعلان الحكومة الجديدة هناك عن تعذر إمكانية سداد الديون المتراكمة على البلد خلال السنوات الأخيرة ومطالبتها بإعادة جدولة الديون أو توفير مساعدات لسدادها، ليست مقتصرة على اليونان وحده.
وإجراءات التقشف التي فرضتها الهيئات الأوروبية المقررة، بما فيها البنك المركزي الأوروبي، وكذلك صندوق النقد الدولي، على حكومة أثينا كشرط لتوفير القروض المالية الضرورية التي طلبتها الحكومة لاستمرار تسديد فوائد الديون وأقساطها، مثل هذه الإجراءات بدأت تتكرر بشكل أو بآخر في بلدان أوروبية أخرى، استباقاً لاحتمال الوصول الى وضع شبيه بالوضع اليوناني. كل ذلك كان له انعكاساته على وضع العملة الأوروبية الرئيسية، اليورو، التي يتبناها 16 بلداً من البلدان الـ 27 الأعضاء في الإتحاد الأوروبي، حيث فقد اليورو منذ ستة أشهر أكثر من 20 بالمئة من قيمته مقابل الدولار الأميركي، ووصل إلى أدنى قيمة له مقابل الدولار منذ أربع سنوات.
ويرد ضمن قائمة البلدان المهددة اسم إسبانيا، البلد الذي يعاني أعلى نسبة بطالة في منطقة اليورو وثاني أعلى نسبة بطالة في الإتحاد الأوروبي، وهي نسبة تجاوزت في الأسابيع الأخيرة 20 بالمئة من قوة العمل. كما ترد أسماء بلدان أخرى مثل البرتغال وأيرلندا، وحتى إيطاليا. في حين تسعى دول أوروبية أخرى، في منطقة اليورو وخارجها، إلى اتخاذ إجراءات احترازية لاستبعاد شبح السيناريو اليوناني.
وفي كل هذه الدول، وغيرها، مثل ألمانيا، يجري الحديث في الآونة الأخيرة عن إجراءات تقشف وتقليص في النفقات العامة، لتخفيض حجم الدين العام (الحكومي)، من جهة، ولتخفيض العجز في الموازنة العامة لكل دولة. وهو عجز وصل في اليونان إلى نسبة تتجاوز 13 بالمئة من الناتج الداخلي الإجمالي للبلد. هذا، في حين تشترط قواعد منطقة اليورو، كما حددتها اتفاقية ماستريخت ، ألا يتجاوز العجز في الموازنة نسبة 3 بالمئة من الناتج الإجمالي. ولذلك مطلوب من اليونان أن يشد الأحزمة بشكل عنيف وسريع، بحيث تنخفض هذه النسبة بالقدر المطلوب خلال فترة زمنية محدودة، وتعود اليونان، كما وغيرها من بلدان منطقة اليورو، تحت الخطوط الحمراء المحددة في الاتفاقيات الموقعة

التقشف يمس الضمانات الاجتماعية

المعضلة التي تثير غضب قطاعات واسعة من الفئات الشعبية في اليونان، وفي غيرها من البلدان الأوروبية، هي كون التقشف يجري بالدرجة الأولى على حساب هذه الفئات الشعبية، وخاصة العمال والموظفين والمتقاعدين أو المرشحين للتقاعد، كما على حساب بعض قطاعات الفئات الوسطى، التي عليها أن تتحمل كلها عواقب الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، التي لم يتسببوا بها، بل تسبب بها كبار المضاربين وأصحاب الاحتكارات والتكتلات المالية الكبيرة ، والذين يفلتون غالباً من الحساب ودفع الثمن.
في سياق إجراءات التقشف، أعلنت حكومة اليونان أنها ستسعى إلى تخفيض نفقات الضمانات الاجتماعية بنسبة 10 بالمئة خلال العام 2010، وتجميد الأجور في القطاع العام حتى العام 2014 ووقف صرف الرواتب السنوية الإضافية، وتخفيض النفقات العامة بنسبة تفوق 40 بالمئة، وهو ما يمس بالدرجة الأولى قطاعي التعليم والصحة، إلى جانب الضمانات الاجتماعية، هذا بالإضافة إلى توجه الحكومة للسعي لرفع سن التقاعد.
الأزمة ليست مقتصرة على اليونان ...
أيرلندا، التي كان اقتصادها قد نما بنسبة 5 بالمئة تقريباً في العام 2007، أي قبل انفجار الأزمة المالية في الولايات المتحدة، وبنسب أعلى في السنوات السابقة، انكمش الاقتصاد بحوالي 2 بالمئة في العام 2008، وأكثر من 7 بالمئة في العام 2009، فيما ارتفعت البطالة من 5 بالمئة إلى أكثر من 13 بالمئة حالياً،. ومشكلة أيرلندا، التي كانت إحدى أفقر دول أوروبا قبل عقود قليلة وتحولت في مطلع القرن الجديد إلى إحدى أغناها، أنها استقبلت خلال العقدين الماضيين حجماً كبيراً من الاستثمارات الخارجية، وخاصة الأميركية، حيث جرى فتح فروع ومنشآت للشركات عابرة الحدود، وفي المقدمة شركات المعلوماتية الأميركية الكبرى، وهي كلها شركات قلّصت من مشاريعها بعد انفجار الأزمة في الولايات المتحدة في أواخر العام 2008. مما انعكس سلباً على الاقتصاد الأيرلندي. وهكذا، اضطر رئيس حكومة أيرلندا إلى إجراء ضغط في الموازنة العامة المعلنة في أواخر العام 2009 والى اتخاذ خطوات تقشفية أخرى.
في إسبانيا، أعلنت حكومة خوسيه لويس ثاباتيرو في الشهر الأول من العام 2010 عن خطة لتخفيض النفقات بمقدار 50 مليار يورو تشمل تقليصاً بنسبة 4 بالمئة في نفقات القطاع العام. كما سعت إلى رفع سن التقاعد من 65 إلى 67 عاماً. وهو ما أثار موجة من الاحتجاجات الشعبية الواسعة في البلد. ولم تتمكن المفاوضات بين الحكومة والنقابات من التوصل إلى اتفاق حتى أواسط حزيران/يونيو، مما يترك المجال أمام إجراءات جزئية من جانب الحكومة، مقابل مزيد من التحرك الاحتجاجي في الشارع.
وفي البرتغال، اتفق رئيس الحكومة جوزيه سوكراتيش مع رئيس المعارضة اليمينية في شهر أيار/مايو الماضي على تخفيض النفقات العامة بهدف تقليص العجز في الموازنة من أكثر من 9 بالمئة في العام 2009 إلى زهاء 7 بالمئة في العام 2010 وأقل من 5 بالمئة في العام 2011.
وفي إيطاليا، قررت الحكومة إجراءات تقشف لتخفيض العجز في الموازنة، والذي بلغ أكثر من 5 بالمئة في العام 2009، إلى أقل من 3 بالمئة في العام 2012.
وحتى ألمانيا، كبرى اقتصادات الإتحاد الأوروبي والقارة كلها، قررت الحكومة رزمة ضغط في النفقات لتخفيض العجز في الموازنة، إلى أقل من 3 بالمئة في العام 2013.
هل للاتحاد من فائدة ؟
المفارقة تكمن في دور الإتحاد الأوروبي نفسه، حيث يبدو هنا، بمؤسساته الرئيسية، بما في ذلك المفوضية والبنك المركزي، وكأنه حامي حمى تطبيقات "الليبرالية الجديدة"، التي تضحي بالضمانات الاجتماعية والمكتسبات العمالية في سبيل تحرير السوق. وهو ما بدأ يدفع بعض الأوساط في البلدان الأكثر تضرراً إلى التفكير بمدى فائدة البقاء في منطقة اليورو أو في الإتحاد نفسه. مع العلم بأن خيار الخروج منه ليس قراراً سهلاً وله كلفته أيضاً على الأمد المباشر، ولا يبدو، بالتالي، خياراً مطروحاً في الأمد القصير.
لكن هذه التطورات تريح، إلى حد ما، بلداً مثل تركيا كان يطمح للانضمام إلى الإتحاد الأوروبي، لكنه يجد الآن في التطورات الأوروبية الأخيرة مزيداً من التبرير لسياسة الانفتاح شرقاً التي اتبعتها حكومته في السنوات الأخيرة.

مجتمعات الاغتراب .. وفكر الاندماج

في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، أصبح موضوع الاندماج هو الشغل الشاغل لكلٍ من المجتمعات الغربية والأقليات على حد سواء. فتصاعد الاحتياجات الأمنية أسقط الحرج عن الطبقات الحاكمة والسياسيين والمفكرين في معالجتهم لموضوع الأقليات، خاصة الإسلامية والعربية، واندماجها في المجتمع بشكل سلمي وفعال يسد الطريق على مخاوف الاختراق من جانب الجماعات التي تنادي بالانعزال، وتتبنى العنف كوسيلة تعبير واكتساب النفوذ. في المقابل، انشغلت الأقليات في محاولة الدفاع عن خصائصها العقائدية والفكرية، ونفي التهم عنها بتشكيل خطر على بلادها الجديدة، وعن أفرادها بالتعصب والانغلاق، في محاولة مستميتة لمقاومة تيار يسعى لإقصائها والنيل من حقوق مواطنتها.
وإذا كانت العلاقة بين المغترب والمجتمع المضيف له هي علاقة شراكة، أو هكذا يجب لها أن تكون، فإن أحد أهم الركائز في أية شراكة فاعلة بين طرفين هي قيامها على الندية، وعلى فهم كلٍ منهما لقدرة الآخر وإمكاناته وأيضا احتياجاته. هذا الفهم يتطلب تواصلاً دائماً يقوم على الصراحة التامة، وعلى شرح الذات للآخر بطريقة لا لبس فيها، والتعبير عن كل المخاوف والاحتياجات التي يطلبها كل طرف من الآخر والعمل على بناء آلية مشتركة لبناء الثقة وحل المشكلات.
ويخطئ من يظن أن أياً من الطرفين قد قام بدوره على أكمل وجه. فلا المجتمعات المضيفة عبرت عن مخاوفها من الأقليات بشكل سليم يطرح مشكلة الاندماج بأبعادها الدينية والأخلاقية والديموغرافية، ولا الأقليات شرحت - بشكل كامل- متطلباتها وحاجتها إلى الحفاظ على هويتها الخاصة، بشكل لا يعيق اندماجها ولا يستلب حقوقها في المواطنة. وإذا كانت مجتمعات الغرب لا تزال تحاول التوفيق بين التزاماتها الدستورية والعقد الاجتماعي الذي ارتضته لنفسها بعزل الدين عن الدولة واحترام حقوق الفرد والأقليات في نفس الوقت، فإن الأقليات لا تزال تحاول سبر أغوار ذاتها، والتوفيق بين جذورها التاريخية ومتطلبات حياتها الجديدة لضمان بقاء كينونتها الخاصة على قيد الحياة، والحفاظ على مكتسباتها الدستورية بحكم المواطنة في ذات الوقت.
الهوية ومعضلة التواصل من أجل الاندماج
وإحدى المشكلات التي تواجه الأقليات هي تحديد الهوية الخاصة بها. فبدون هوية جامعة تشكل ملامح واضحة للإطار العقائدي والفكري لكل من هذه الأقليات، فإن من الصعب تقديم صورة متكاملة تعين الآخرين على فهمها، وبالتالي التعامل والتواصل معها. وهذه الهوية أيضاً تلعب دور المرجعية التي تمتلك القدرة على جمع أفراد الأقليات على رأي واحد، وبالتالي تفعيل أهميتها في مجتمعاتها الجديدة، ومنحها الثقل اللازم للتأثير على القرارات السيادية التي تمس مصالحها الحيوية واليومية.
على أن التوافق حول الهوية ليس أمراً هيناً، فهناك أزمة هوية حقيقية في مجتمعات المهاجرين العربية والإسلامية، وهي امتداد لأزمة تعيشها مجتمعاتها الأم. هذه الأزمة نشأت بسبب الخلل المتراكم في ربط الماضي الثقافي والحضاري بالحاضر، عبر عقود من التاريخ شهدت تشويهاً متعمداً وغير متعمد لأحداث تاريخية ووقائع سياسية وفكرية، وتجاهلاً لمشكلات محورية تركت بلا حسم أو معالجة، ظناً من البعض أن مآلها إلى زوال بفعل الزمن. غير أن النتيجة التي لم يرغب فيها أحد كانت قصوراً في معرفة التاريخ واستقرائه، وجموداً في الفكر والاستنباط، وجهلاً بالذات ترك بصماته ليس فقط على فهمنا لمن نكون، بل وطريقة تفكيرنا في الآخرين والتفاعل معهم.
وإذا أردنا أن نحدد أسباب انعدام أو شلل الهوية، فعلينا أن ننظر بتمعن إلى عناصر هذه الهوية ومقوماتها، وعلينا أيضاً أن نحدد منطقة التأثير لهذه الهوية، وهذه نقطة بالغة الأهمية. فبادئ ذي بدء، إذا أردنا أن نحدد هوية جامعة للأقليات العربية، فإن القومية العربية والتي تقوم دعامتها على اللغة العربية في الأساس، تصبح هي الإطار الأكثر قابلية لاحتواء الشعوب العربية. في المقابل، فإن الهوية الإسلامية القائمة على الدين الإسلامي هي الإطار الوحيد القادر على تمثيل الأقليات الإسلامية، سواء الناطقة باللغة العربية أو بـغيرها ، والتي تنتمي إلى النطاق الجغرافي المحيط بالعالم العربي، أو التي تبنت الإسلام من أهل البلاد الأصليين.
على أن أياً من الخيارين لا يأتي منفرداً، بل يأتي دوماً بتابع له يسير كظله، فََشِِلَ البعض في رؤيته وتجاهله الكثيرون رغم خطورة تأثيره، وأعني بذلك القبلية و ما تحتويه من منظومة العادات والتقاليد. ورغم اتفاق معظم المؤرخين والمهتمين بالثقافة العربية والإسلامية على الدور الأساسي الذي لعبه الدين في تشكيل الوعاء الحضاري لهذه الأمة، إلاَّ ـ أو غير ـ أن هذا لا يخفي حقيقة الدور الذي لعبته وتلعبه ثقافة القبيلة في توجيه الشخصيتين العربية والإسلامية، سواء في الماضي أو الحاضر، وهو دور عدَّه البعض بناءً، ورأى فيه الآخرون سبباً في عجز الأمة عن مواكبة ركب الحداثة.
وفي حين اختفت مظاهر القبلية في بعض المجتمعات العربية أو أجزاء منها (مثل شمال مصر أو سوريا)، فإن التقاليد حافظت على تواجدها القوي رغم اضمحلال الصورة النمطية للقبلية في تلك المجتمعات. وعلى الجانب الآخر، استمرت المنظومة القبلية في التواجد المؤثر في العديد من الدول العربية والإسلامية، بدءًا بأفغانستان، مروراً بباكستان وجزيرة العرب والعراق والأردن، وعطفاً على السودان والصومال، وانتهاء بدول المغرب.
الهوية بين القبلية والدين:
هذا التأثير ظل بعيداً عن بؤرة الاهتمام على امتداد عقود كاملة، رغم المشاكل التي أحدثها والتي أثرت على البنيان التاريخي والثقافي للأمة. ومشكلة القبلية ليست في منظومتها القائمة على التمايز والسيطرة فحسب، بل على التناقض الذي تمثله في وجه العامل الأساسي في بناء المجتمع الإسلامي وبالتبعية المجتمع العربي (كجزء من المجتمع الإسلامي)، ألا وهو الدين الإسلامي. فالدين أتى بمنظومة متكاملة للمجتمع الإنساني تلعب فيه العدالة الاجتماعية وسواسية البشر دوراً محورياً لا غنى عنه. في المقابل، مثلت القبلية أنموذجاً طبقياً وسيطرة هرمية الشكل قوامها "الأصل والأنساب" عوضاً عن الكفاءة والأخلاق. وكان لابد لهذا التناقض أن يبرز للسطح وأن تبرز مع الوقت إشكالية الحفاظ على كلا النظامين دون إضعاف أحدهما، وكان هذا بالطبع مستحيلاً. وفي البداية، عمد البعض إلى المزاوجة بين العادات والتقاليد المتوارثة، وبين التعاليم والأوامر الدينية. هذا الخلط جعل من الصعب أحيانا الفصل بين ما هو شأن ديني وتشريع سماوي، وما هو موروث قبلي أو عرف مجتمعي. ثم تطور الأمر إلى إلباس بعض القضايا العامة لباساً دينيا كي يعصمها من النقد والمراجعة. هذا الخلط أثَّر سلباً على العقل العربي والإسلامي، لأنه- وبمرور الوقت- خلق حزمةً من المتناقضات التي تراكمت على طريق التطوير الفكري. وأدى ذلك في نهاية المطاف إلى جمود العقل العربي، الذي أصبح عاجزاً عن التعامل مع مشكلات استطاعت أن تصاحبه عبر قرون كاملة من التجاهل والجهل. وبين جمود العقل واختلاط الأساسيات بالثانويات، ضاعت الهوية في متاهات التناقض الفكري بين أوامر سماوية وقوانين وضعية وعادات مكتسبة.
مسألة الحكم وعلاقة القبلية بالدين
خذ مثلاً موضوع الحكم و تداول السلطة في ظل الديمقراطية .. ستجد أن الأمة انقسمت إلى عدة معسكرات، قاسمها الوحيد الذي يجمعها هو اتفاقها على أن لا تتفق!!. فمعسكر الإسلاميين ينادي بنظام الشورى الذي طبقه الرسول- عليه الصلاة والسلام- بحذافيره، لكنهم لا يشرحون لنا كيف تُمارس الشورى في دول تعداد سكانها يتعدى الملايين، أو ما هي ضمانات حماية المجتمع من انحرافات الحاكم إن حدثت. بل إن هذا النموذج لا يقدم آلية واضحة لاختيار الحاكم باستثناء الافتراض أنه يخشى الله في رعيته، كما لا يطلع الفرد على كيفية الحكم أو حتى كيفية تحديد سقف زمني لمدة الحكم. ثم إن سيف الطاعة المسلط بقوة الأمر الإلهي "وأطيعوا أولي الأمر منكم" قد يتم إشهاره كلما تململت الرعية.
وعلى النقيض، رأينا أنصار الفكر الشمولي ينادون بسلطة الشعب المطلقة في الحكم، لكنهم لا يفسرون لنا كيف يمكن لك أن تحكم نفسك إذا كنت غير قادر على التعبير عن قناعاتك الدينية والشخصية، لمجرد أنها تختلف عن المنهج الذي أختاره أرباب الحكم. أولئك القادمون على ظهور المدرعات والمزينة صدورهم بأنواط خدمة لا يعرفون حتى إلامَ ترمز.
وبين الفريقين رأينا أدعياء الديموقراطية ينصِّبونها على أنها الحل الجامع لمشاكل المجتمع، والتي يحمِّلون وزرها على الدين والثقافات والعادات المتوارثة، لكنهم لا يقولون لنا ماذا يتوجب علينا فعله إذا اتفقت الأغلبية على أمر يهدم القيم الأساسية أو يخالف شرعاً لا لبس فيه.. هل يتوجب علينا- عندئذٍ- أن نتجاهل حكم الأغلبية، وأن نسلك طريق التمرد وما يتبعه من تدمير للمجتمع المدني؟، أم أن المطلوب هو الانزواء بعيداً عن التيار الغالب، حتى لو كان يدمر قيماً لا تقوم للمجتمع قائمة بدونها؟
وفي المقابل، ما هي الضمانات الحقيقية التي تمنع خطف هذه الديموقراطية الحاكمة على يد جماعات النفوذ، والتي تتسلح بأدوات إعلامية قادرة على سلب لب الملايين من البشر، بصور وكلمات لا يعرف أحدٌ من أين أتت ولا أين تنتهي، هذا بالطبع على افتراض أن عملية الاقتراع كانت سليمة، وأن ظروف الترشيح لا تتطلب إعجازا بشريا تتضاءل بجانبه مشاقّ الصعود إلى قمة أفرست.
إذا كنا نريد أن نفهم مشكلتنا مع نماذج الحكم وطرق تعاملنا معها، علينا أن ننظر إلى الماضي بتجرد وإلى الحاضر بتمعن. وإذا فعلنا ذلك سندرك أن مشكلتنا مع الحكم، هي أننا لا نزال نعيش أسرى القبلية والنظام العشائري الذي ساد تاريخ ما قبل الإسلام، وظل موجوداً وبقوة حتى وقتنا هذا. عندما أرسى الرسول- عليه الصلاة و السلام- أساس الدولة الإسلامية، فإنه فعل ذلك بإرساء مبادئ العدل والمساواة واحترام آدمية البشر. ثم أتى الخلفاء الراشدون من بعده وطبقوا هذه المبادئ خلال حكمهم. فرأينا ابن الخطاب يعاقب ابن الوالي الذي اعتدى على أحد أبناء الأمصار، و يقر بخطئه في الحكم، ويقبل المساءلة في مال بيت المسلمين، ويقر بمسؤوليته عن توفير بنية أساسية في إمبراطورية شاسعة لم يكتمل عقدها الأول.
هذه المبادئ الأصيلة في الإسلام، تتعارض مع هرمية القبيلة التي تمنح شيخ القبيلة سلطات قوية، وبدرجة أقل رؤساء العشائر، ثم السلطة الأبوية على مستوى العائلة، والتي لا تقبل التجاوز بغض النظر عن صحة مواقفها من عدمه. لذلك لم يكن مفاجئاً أن نرى الحاكم في فترة الخلافة الأموية وما بعدها، وقد عصم نفسه من الحساب طبقاً للنظام القبلي، بل وأصبح الحكم ذاته محصوراً في القبيلة وحكراً على عشيرة واحدة بعينها. وبالرغم من تتابع موجات التغيير السياسي عبر التاريخ الإسلامي، فإن القبلية استمرت، وبشكل يبعث على الدهشة، في الحضور بقوة على كلاً من الساحتين السياسية والاجتماعية. فلم يخلو أي نظم سياسي حكم في المنطقة من البعد القبلي وجوهر الولاء فيه، بدءًا من دولة الخلافة العباسية، مروراً بممالك التفتت وانتهاءً بالخلافة العثمانية وورثتها من دول وممالك، سمتها الأساسية هي حصر الحكم في عائلات وقبائل معينة دون غيرها.
وإلى يومنا هذا، يظل النظام القبلي حاضراً بقوة وهو يشكل المستقبل كما صنع الماضي والحاضر من قبل. وتكفي قراءة واحدة للظروف المحيطة بما يسمى "الثورة العربية"، لنرى حجم الدور الذي لعبته القبلية في تشكيل وجه المنطقة السياسي في ماضينا القريب، وكيف أنها حكمت وما زالت تحكم العقلية العربية إلى تاريخنا المعاصر. وحتى تلك الدول التي مرت بظروف نشأة وتفاعلات تاريخية أضعفت القبلية في مقابل مشروع طموح يستهدف بناء نظام مؤسساتي، فإنها قد عانت من انتكاسات ثقافية وتخبط سياسي أضعف مشروع الدولة العصري، وانتهى الأمر إلى وقوعها أسيرة جماعات نفوذ، قاسمها المشترك حماية تأثيرها وفرض أفكارها ضمن إطار يشبه إلى حد بعيد إطار القبلية، ولكن عوضاً عن شيخ القبيلة و زعماء العشائر، ظهر إلى السطح "الزعيم الأوحد" محاطاً بمجموعة من رجال النظام الأقوياء، لتعود لعبة النفوذ الطبقي للواجهة مرة أخرى.
القَبَلِيَّةُ واستخدامها للدين:
ومن المثير للانتباه هنا، أن القبلية- في سياق سعيها للبقاء في وجدان الإنسان العربي- استخدمت الدين وبتصرف، من أجل بناء "درع" ديني يحميها من المساءلة باعتبارها تطبيقاً لتشريع سماوي. فما شرعته السماء، لا يجوز تحديه من قبل بشر. وهكذا تم استبدال كلمة شيخ القبيلة بـ "أولي الأمر" الذين أصبحت طاعتهم من الواجبات الدينية، وشق عصا الطاعة عليهم باتت سبباً لهدر الدم باعتبار أن عصيانهم هو خروج عن الملة ومخالفة للجماعة. وضاق هامش الاختلاف في الرأي حتى تم عدَّه ضرب من الزندقة والتجديف على الدين. وعادت مسألة الحكم لتكون امتيازا وليس تكليفاً، فيما غابت المساءلة خلف غيوم الطاعة الملزمة بأمر من الشرع والكتاب المنزل من السماء.
على أن المشكلة الحقيقية في هذا التوظيف أن القبلية، بطبقيتها القائمة على التفاضل بين البشر، تتناقض مع مضمون الإسلام الحقيقي الذي ينادي بمساواة لا تعترف إلا بسواسية البشر في الأفضلية وتمايزهم في العمل، حتى وإن اختلفت أصولهم وتمايزت قدراتهم المادية. وهذا التناقض أثر على هوية الإنسان المسلم السياسية والأخلاقية، وجعله عرضة للاختراقات الفكرية بين شيوعية شمولية، ورأسمالية مسيطرة، وإسلام أصولي انعزالي. ومن الطبيعي أن يؤدي هذا الاختراق إلى بلبلة فكرية، قطَّعت أوصال الحاضر ودمرت جسوره مع الماضي، فأصبح من الصعب تبني أنموذج سياسي يصلح للتطبيق على أرض الواقع.
وفي ظل هذه المعمعة، جاءت متطلبات التواصل لتدق أبواب المُهاجر الفرد، فأضحى يواجه تساؤلات مجتمعه الجديد عن هويته وقناعاته السياسية، ورؤيته لنظام الحكم وسيادة القانون. وبطبيعة الحال كان العجز عن تقديم شيء مقنع- بسبب هذا التناقض الفكري - إلى ساحة المهجر، مدعاة للانتقاص من الذات من جانب المهاجرين أنفسهم الذين ضاقوا ذرعاً بكل هذه المتناقضات، وللتهميش من جانب الآخرين الذين أعياهم المنطق في فهم هذا التطبيق المبتسر والمعيب للشرائع السماوية، وفضلوا إسقاطنا من المعادلة السياسية والاجتماعية عوضاً عن السماح لنا بجلب كل هذه المتناقضات إلى نظامهم الذي ارتضوه. فمن الإنصاف- والحال هذه- أن لا نلوم إلاَّ أنفسنا على ذلك الحصاد، فالآخرون ليسوا مطالبين بتحديد هويتنا أو القيام بواجبنا.
القبلية ومردود التعصب والانغلاق الفكري.. صنوان لا يفترقان
وما دمنا في سياق البحث في القبلية و فهم تأثيرها في مجتمعاتنا، فلا بأس من الخوض في مناطق أخرى علنا نحصل على رؤية أفضل للتأثير الذي لعبته القبلية في صياغة الواقع الذي نعيش اليوم. ولنبدأ بمنطقة شائكة مثل التعصب القومي والقطري، والذي يعبر عن نفسه عبر انحياز البعض إلى جانب مواطنيه الذين ينحدرون من نفس البلد أو حتى نفس المدينة بل وحتى القرية في بعض الأحيان. وهو انحياز لا ينحصر في مجرد التفضيل المعنوي بل يمتد إلى التفضيل المادي الملموس عبر التعاون الاقتصادي وتبادل المنافع وحتى تبادل فرص العمل فما بينهم. هذا الانحياز المقترن دوماً بسمة الإقصاء للآخرين افتقد إلى أي أساس مقبول في الدين أو حتى المنطق، ورغم ذلك فأنه انتشر على نطاق واسع وأخذ يعبر عن نفسه بوضوح في مجتمعاتنا العربية والإسلامية عبر التحزب والتفرق، مصحوبا بصعود الأنانية العشائرية والفردية التي عبرت عن نفسها من خلال مظاهر انتشار الفساد و"الواسطة" و"المحسوبية" في مجالات العمل والسياسة والاقتصاد، وعلى حساب قيم التكافل والتعاون في المجتمع . ولم تسلم الناحية الإنسانية والإجتماعية، فرأينا انغلاق العائلات على بعضها البعض، ورفض حالات الزواج لأبنائها وبناتها إذا كان شريك الحياة المتقدم آتياً من قبيلة أو قرية أو حتى عائلة أخرى!
هذا الانغلاق والتعصب للأصل حمله المهجرون بدورهم إلى بلاد المهجر، وكان ولا يزال أحد أهم الأسباب وراء تصدع مجتمعات المهجر وانعدام قدرتها على حماية مصالحها وأفرادها. فعوضاً عن التعاون الفعال بين أفراد الجالية - وقد أتى معظمهم من دول متعددة- حل التنابذ والتنافس بينهم على أسس عرقية وحتى طائفية ومذهبية، وكان من الطبيعي أن يتسبب هذا الشقاق في انعدام وحدة المواقف أمام تحديات المهجر، والإضرار بصورة الجالية في وجه التساؤلات الحادة والمتتابعة من جانب مجتمعاتهم المضيفة. فالمتابع من خارج الجالية يواجه لوحة بازلتية من أجزاء متنافرة يفترض فيها أن تصنع شكلاً معبراً عن محتوى ذات مضمون، لكنها أعجزته وهو يحاول عبر مراقبته لنا ولسلوكياتنا أن يفهمنا ويفهم ثقافتنا، ويحاول أن يتواصل معنا بغية الفهم والمعرفة.
لكننا فشلنا مرة أخرى في الارتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجهنا، وتركنا الفوارق التي رسمتها قبلية لا تمت لديننا بصلة، تباعد فيما بيننا وترسم صورة منفرة لمجتمع يكره أفراده بعضهم بعضاً بلا سبب حقيقي، (إلا من جذور تعصب أعمى نقل المسافات التي باعدت بين الأقطار، ليضعها بين البشر). ولا يخلو الأمر والحال تلك من سخرية لاذعة، إذ رأينا أعراباً يعايرون أعراباً باختلاف ألوانهم، وأعراباً يعايرون عجماً باختلاف ألسنتهم في مخالفة صريحة لتعاليم الإسلام الذي لا يعترف بفضل عربي على أعجمي إلا بالتقوى. ونسي الجميع أو تناسوا، أنهم غرباء في أرض احتضنتهم رغم اختلاف ألوانهم وألسنتهم عن سكانها الذين قبلوهم بين ظهرانيهم. فلماذا نتوقع من الآخرين أن يتقبلوننا، ونحن نرفض أن نتقبل بعضنا البعض رغم اشتراكنا في الكثير، ولماذا نطلب تعاونهم ونحن نرفض مد يد العون لبعضنا البعض؟
إلا أن ثمةَ بُعداً آخر يلقي بظلاله على هذه المسألة، وهو أن مشكلة هذا التعصب القطري- والقبلي في جوهره- أنه قائم على موالاة القريب والانحياز الأعمى له في أغلب الأحوال، بغض النظر عن صحة موقفه أو سلامة دوافعه. هذا الانحياز طبع الشخصية العربية وأدى التمادي فيه إلى إلغاء دور العقل والمنطق في الحكم على الأمور، وهو ما استتبع بالضرورة انغلاقاً فكرياً على نماذج وأفكاراً متوارثة، جاء بعضها من التراث القبلي القديم وحافظت على قوة حضورها، رغم مخالفتها في بعض الأحيان للدين والمنطق.
هذا الانحياز والانغلاق الفكري امتد إلى مجالات التعامل مع أهل المهجر وقضايا المهجر، فنشأ عنه انعزال عبَّر عن ذاته في رفض التواصل، ورفض الرأي الآخر المخالف، وأحيانا تحقير صاحبه: فإذا كان من الجالية فهو جاهل أو منحل أو حتى خائن إذا استفحل الأمر، وإذا كان من المضيفين فهو عنصري أو حقود أو له مصلحة خاصة أو ضغينة مخفاة.
هذا الانغلاق- في نظري- هو أخطر ما تواجهه جالياتنا المهاجرة، ليس فقط لأنه يمزق الروابط بين الجاليات وأفرادها، بل ويدمر الجسور بينها وبين مجتمعاتها الجديدة، ويقتل فرص تحقيق اندماج ناجح وعادل يكفل للمهاجر الحفاظ على جذوره، دون التضحية بفرص نجاحه ومواطنته أو سلامة مجتمعه الجديد. والأهم من ذلك، أن هذا الانغلاق الفكري هو بوابة الاختراق التي يأتي منها كل هجوم يستهدف أساسات ومقومات هذه الأمة، لأن فكراً وإيماناً لا يستندان على الصراحة، ولا يقبلان تحدياً في المنطق أو جرأة في النقد، لهما عرضة للاختراق والتشكيك. والدفاع عن جذور هذه الأمة وخاصة دينها لا يكون في عزلها، بل في تغذيتها وتقويتها ثقافياً وفكرياً. وعلى كل من يريد لأبنائنا أن يدافعوا عن جذورهم ودينهم، أن يدرك أهمية أن يفهم هؤلاء حقيقة ما يدافعون عنه وأن يقتنعوا ويؤمنوا به، فهماً لا تلقيناً، ووعياً لا ترديداً، وإلاَّ نبذوه عند أول فرصة وتخلوا عنه بلا رجعة.
العقلية القبلية وسيادة القانون
مثال آخر على الدور الذي لعبته القبلية في تشكيل مجتمعاتنا الأم وبالتالي جاليات المهجر، هو موضوع الدولة وسيادة القانون. وغني عن الذكر أن القبلية في حد ذاتها هي صورة بدائية لنظام حكم وإدارة تقوم على منح النفوذ بشكل هرمي، يضع السلطة في يد زعيم القبيلة ورؤساء العشائر، ثم كبير العائلة ومن ثم الأب داخل الأسرة المنفردة. هذه الهرمية منحت كل مستوى من السلطة قدرة أكبر على السيطرة على المستوى الذي يليها. وإلى هنا فإن التشابه بين القبلية وسيادة الدولة يظل ملموساً. لكن التعارض يغدو واضحاً عند اختبار مبدأ المساواة أمام القانون. فالعشائر في النظام القبلي تظل قادرة على ممارسة النفوذ بشكل يمنح أفرادها أفضلية على أفراد العشائر الأضعف، وذلك يلغي فعلياً مبدأ المساواة وينتقص من سيادة القانون، ويتعارض بوضوح مع الدين الذي نص على تقديم العدالة عن كل ما سواها، وإنصاف المظلوم بغض النظر عن نفوذ ظالمه.
لكن الأسوأ جاء عندما أصبح على القبائل إن تتعامل فما بينها ضمن أطياف مجتمعاتها، فأصبحت الغلبة والنفوذ للقبيلة الأقوى، ومصالحها هي الأولى، حتى وإن تعارض ذلك مع المساواة والعدالة بمفهومها المطلق. لذلك كان من الطبيعي أن ترى القبلية التقليدية في سيادة القانون، تهديداً لها وانتقاصاً من مكتسباتها. وهي وإن كانت غير راغبة في مواجهة علنية مع مفهوم سيادة القانون ودولة المؤسسات، إلا أنها عملت وبشكل مستتر على إفراغ هذا المفهوم من محتواه الفكري وقدرته التطبيقية على الأرض. لذلك أصبح مألوفاً لدينا أن نرى القانون المدني يطوع لصالح المفاهيم القبلية وليس العكس.
وإلى يومنا هذا، لا زالت بعض المفاهيم- مثل نبذ عائلة القاتل ومنع بقائهم في منطقة قبيلة القتيل- شائعة التطبيق في دول تدعي المدنية وسيادة القانون، رغم تعارضها الحاد مع القانون الوضعي وحتى الإسلامي الذي يمنع معاقبة البشر على ذنب لم يرتكبوه (ولا تزر وازرة وزر أخرى). وهناك طيف من الأمثلة لا يتسع المجال هنا لذكرها بالتفصيل، مثل جرائم الشرف والمحاباة في فرص العمل والاستيلاء على ممتلكات الدولة بوضع اليد تحت مسمى العرف، وغيرها كثير. المهم أنها كلها تصب في اتجاه واحد: عدم احترام سيادة القانون والدولة ما إن تعارضت مع مصالح القبيلة أو الفرد النافذ. والمعضلة الحقيقية تكمن في الحقيقة البسيطة التي تنص على أنه "لا دولة بلا مؤسسات أو سيادة"!
هذا الاستطراد في موضوع القبلية وسيادة القانون مهم لفهم وإدراك عمق المشكلة التي تمثلها جاليات المهجر لمجتمعاتها المستقبلة لها. أولاً، هناك العديد من المهاجرين وطأت أقدامهم أرض بلدهم الجديدة بشكل غير شرعي، وهذا في حد ذاته انتهاك لقوانين تلك البلاد. ثانياً، جلب المهاجرون معهم أفكارهم وقناعاتهم عن سيادة القانون واستهتارهم بها إلى مجتمعاتهم الجديدة، وحاولوا التعامل مع القانون فيها بمثل تعاملهم مع قوانين دولهم الأم، وكانت هذه هي الطامة الكبرى. فتلك المجتمعات الجديدة مرت بأنماط تطور عنيفة دفعت خلالها ثمناً باهظاً حتى استقرت على سيادة القانون كضمانة للسلم الاجتماعي، لذلك فإن تسامحهم لخرق القانون شبه منعدم وهو غير مقبول كونه في نظرهم يهدد بقاء الدولة ذاتهلذلك كان من الطبيعي أن يتولد خوف عميق من المهاجرين وتأثيرهم السلبي على سيادة القانون، وفي ظل الخوف، نجح البعض في تضخيم انحرافات بعض المهاجرين وتحويلها إلى صورة نمطية استقرت في الأذهان مفادها، أن المهاجرين بطبيعتهم يميلون للخروج على القانون وتحدي سلطة الدولة، خاصة عندما تمادى البعض في تحدي الدولة والقانون، وقد أغفلوا أنهم لا يمثلون أنفسهم فحسب، بل والجالية بأسرها.
ولذلك فمن المهم جداً لجاليات المهجر أن تتعامل بحساسية شديدة مع مسألة سيادة واحترام القانون، ليس فقط من زاوية الأخلاق والضمير، ولكن أيضاً من أجل مصالحها وتعظيم فرص بقائها. وعليها أن تعمل جاهزة ليس فقط على كشف ومقاومة عناصرها الفاسدة والخارجة على القانون، بل وعلى التأكيد على المبادئ الإنسانية التي بشر بها دينهم الإسلامي وتعاليمه التي تدعو للعدل والمساواة واحترام حقوق البشر، ودرء الشبهة التي يحاول البعض إلصاقها بالدين الإسلامي بأنه يفتقر إلى الفضيلة والمثل العليا.
وأيضاً على الجاليات أن تعمل على منح فرص ومساعدات حقيقية للقادمين الجدد والتكافل معهم من أجل بناء مستقبلهم الجديد بطرق شرعية، وحمايتهم من الانزلاق إلى الخروج على القانون بدعوى البقاء. ويمكن لهذه الجاليات، متى توحد صوتها، أن تخاطب سلطات المهجر وتسألها تقديم العون الحقيقي - وليس الظاهري- لتحقيق الاندماج الناجح الذي يرغب فيه ويستفيد منه الجميع. لكن مفتاح النجاح الحقيقي لهذه الجهود هو في الاحترام الكامل والالتزام التام بسيادة القانون، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى إزالة الصورة النمطية عن المهاجرين كخارجين عن القانون والنظام العام.
بقي أن نوضح نقطة في بالغ الأهمية: حتى في داخل النظام القبلي، هناك نقاط إيجابية علينا ألا نتركها ونحن نسعى نحو التطور والاندماج، خاصة عندما تتوافق كلية مع البناء الديني والاجتماعي للأمة. فروح التكافل والتعاون في القبيلة هي مظاهر إيجابية يجب أن تستمر، وكذلك استمرار الهيكلية الأسرية التي تحفظ المجتمع من التفتت. لكن علينا أن نضع كل هذا في إطاره الصحيح، وهو ما كان ينبغي علينا أن نفعله منذ مئات السنين عند قدوم الدين الإسلامي، بدلاً من محاولة المزاوجة والتطويع بين القبلية والدين، والتي انتهت بنا إلى هذا الطريق المسدود.
ومن المؤكد إن مجتمعاتنا الأم تعاني اليوم من أزمة هوية طاحنة ونحن- كامتداد طبيعي لها- نعاني بالمثل، ولكن في بيئة مختلفة. لكننا على الرغم من ذلك نمتلك ميزةً لا تتوافر لديهم، وهي أننا غير معنيين بقيود فرضتها الظروف وحتى الأنظمة هناك، لذلك فإن لدينا فرصة حقيقية لإصلاح هذا الخلل وإعادة مجتمعاتنا إلى جادة الصواب، شريطة أن نعمل وبجد وفق رؤية منهجية تحكم العقل والمنطق، وتتمسك بالأسس الصحيحة التي تقوم عليها الأمة، واستعادة هويتها بشكلها المنزه عن الشوائب والمدخلات، والتي باتت تهددها في الصميم. ومتى فعلنا ذلك، نكون قد أسدينا خدمة جليلة لأنفسنا ولمجتمعاتنا الأم، عبر توفير النموذج والقدوة لكل من يرغب صدقاً في انتشال هذه الأمة من بحر الضياع الذي تبحر فيه بلا هداية
* كاتب وباحث - كندا

حذاري من أوهام الانتصار

هل نستطيع القول بأن تركيا قد تعود لتحكم الأمة العربية كما كانت في أيام الخلافة الإسلامية، والتي أبدلها المسلمون أنفسهم بالخلافة الانكليزية وبعدها وحتى يومنا هذا بالخلافة الأميركية ، أو بمعنى أخر ، أليس من الأفضل للشعوب العربية أن يحكمهم رجل لايخاف أن يقول الحقيقة مثل اردوغان أو غيره من السياسيين الأتراك .
والشيء الذي لم يعد يفهمه الكثير منا ، أين هذه الشعوب العربية الآن ؟ وكيف تسمح تلك الشعوب أن يتولى أهل الكتاب مسؤولية إطعام شعب معزول ، شعب جائع ، شعب من المسلمين العزل ، أليس من الأفضل أن تتقدم الشعوب العربية بدعوى قضائية ضد الحكام العرب الذي سمحوا للحكومة الإسرائيلية أن تفعل ما تفعله الآن.
لماذا أصبحت أجساد شعوبنا مرمى رخيص لجميع مجرمي الحروب ، لماذا تستطيع إسرائيل أن تفعل ما تفعله ، وتكتفي الدول العربية والإسلامية بالاستنكار والتنديد ثم تصمت تلك الأصوات لترتفع مرة أخرى حينما يدعو الواجب أن نستنكر ونندد ، ولعلنا إذا نظرنا إلى التاريخ العربي الحديث لوجدنا أن جميع ما فعلته تلك الدول وعلى مدى أربعين عاماً أو أكثر هو فقط الاستنكار والتنديد.
علينا هنا أن لا يأخذنا الوهم ونقول ( كما سمعتها في إحدى خطب الجمعة ) أن ما حصل هو انتصار لشعب غزة ، وان العالم الغربي سوف يقف الآن على جانبنا وأن إسرائيل قد أصبحت منعزلة وكلام كثير يجعلنا نعيش في عالم أحلام كاذب ، لأن الجميع يعلم أن إسرائيل منذ أن قامت لم تهتم للرأي العالمي ، كما تهتم به الدول العربية، فهي دخلت بيروت وقامت بمجزرة صبرا وشاتيلا ، ثم مجزرة قانا ، وبعدها تدمير البنية التحتية في لبنان وغزة ، وفي كل مرة كنا نعتمد على الرأي العالمي ، كانوا يقولون لنا هؤلاء البسطاء أننا انتصرنا على إسرائيل وإنها فضحت نفسها ، فإسرائيل وبعد ستة أيام من مجزرة سفينة الحرية عادت واعترضت مرة أخرى سفينة ايرلندية وأجبرتها على الانصياع على الاستسلام لقواتها وقطرها إلى الميناء الإسرائيلي، وها هي تهدد كل السفن التي تنوى مناصرة غزة.
أن مجرد ارتفاع بعض الأصوات الشريفة من العالم الغربي ضد الظلم الذي يلحق بشعب غزة ليس معناه أن نجلس وننتظر و نعتبر هذا انتصاراً ، لأن كل هذه الكلمات لن تنفع مريضًا من غزة يحتاج إلى دواء و لا يجده ، لن تنفع أماً وأباً لا يستطيعان إطعام أولادهما ، ليس علينا أن نكتفي بالكلمات، أن نخرج ونتظاهر ، لأن المشكلة ليست إسرائيل ، المشكلة هي الدول العربية والأمة الإسلامية التي لا تستطيع فرض رأيها على دولة إسرائيل ، المشكلة هي الخوف من إسرائيل ومن الغرب.
إن ما حصل هو نكسة أخرى من النكسات التي تضاف إلى تلك الأمة العربية الخالدة ، لأن ما حصل سوف ننساه بعد أسبوع أو شهر ، وسوف ينام الرأي العالمي مرة أخرى ، إلى أن تحصل نكسة أخرى ، ثم ننتصر على إسرائيل وهمياً بقرار من مؤسسة حقوق الإنسان أو منظمات إنسانية أخرى وننسى ، ومرة أخرى ننسى أن إسرائيل لا تهتم بأي قرار دولي أو إنساني أو حقوقي لأن العرب ساعدوا إسرائيل بكل عدوان قامت به، بصمتهم أحيانا وبقبول النصائح الأميركية أحيانا أخرى وبخوفهم على مناصبهم دائماً وأبداً ، فالجميع يعلم أنه بعد حرب لبنان وحرب غزة لم تقم أي دولة عربية بمراجعة حساباتها مع إسرائيل، بل أن الجامعة العربية وحتى وقتنا هذا تتمنى وتطلب من إسرائيل موافقتها على قرار قمة بيروت "السلام ،السلام ، الاستسلام يا إسرائيل".
طبعاً علينا أن نشكر جميع المنظمات الإنسانية على هذا المجهود الهائل التي قامت به لإحقاق الحق ودفع الظلم عن شعب يعيش في سجن كبير فرضته عليه حسابات سياسية وحسابات أمريكية تريد بناء شرق أوسط جديد تكون الهيمنة فيه لها، ولكن هذه الجهود تنقصها جهود سياسية تضع هذا الحق في الطريق المستقيم الذي يجعل الدول العربية والإسلامية تكون هي المسئولة عن القضايا المصيرية العربية ، ولعلنا كنا نتمنى أن تقوم الجامعة العربية بإرسال وفد رفيع المستوى إلى تركيا كي يقدم التعازي بشهداء قافلة الحرية ويشكر الحكومة التركية على الموقف التي اتخذته ضد الحكومة الإسرائيلية ، ولكن يبدو أن العرب في شأن والأتراك في شأن أخر .
إسرائيل لا تملك مالاً ، فالمال يقدم لها من المنظمات اليهودية العالمية، بينما يحاكم وحتى أيضا في البلاد العربية من يتبرع للمنظمات العربية والإسلامية ، ولكنها تملك الإعلام الهادف، الذي يجعلها دائماً الضحية، وأن كل ما تقوم به هو الدفاع عن نفسها وحماية شعبها من إرهاب حزب الله وحماس، ومع أن الجميع يدرك أن هذه ليست هي الحقيقة.
في الناحية الأخرى نجد أن الدول العربية تملك مالاً لا تستعمله إلا لبناء ناطحات سحاب وحلقات لسباق السيارات وينسى الجميع (حتى الشعوب العربية أيضا) أن هناك منطقة عربية تدعى غزة يموت شعبها حصارا وجوعاً.
إن قتلى قافلة الحرية سوف ينساهم العالم الغربي والعالم العربي، كما نسينا مذابح صبرا وشاتيلا وقانا ومذابح العراق والمذابح التي تقع كل يوم في أفغانستان وباكستان والشيشان .
في النهاية حضرت مؤتمر إل Bürger Forum الذي يضم مؤسسات دينية وثقافية واجتماعية إسلامية ومسيحية ، وتمنيت أن يقوم رجال الخير والعلم والثقافة من تأسيس Islam Forum تجتمع فيه جميع المؤسسات الإسلامية لكي يكون بينهم تواصل وحوار لخدمة المسلمين

بيروت: بين التضامن مع غزة، والحرب مع إسرائيل
والقيود المفروضة على الفلسطينيين في لبنان
دعت منظمة حقوق الإنسان الساسة اللبنانيين الاتفاق حول منح الفلسطينيين المقيمين في لبنان حقوقهم الإنسانية
فبعد أن تقدم نواب الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط في منتصف يونيو / حزيران بأربعة مشاريع قوانين لمجلس النواب حول منح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حقوقهم المدنية والإنسانية ، إلا وتصاعدت حدة الاتهامات المتبادلة ليس كما هو معتاد بين فريقي 8 و14 آذار وإنما على أساس طائفي بحت
فرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري
اقترب من موقف حزب الله وكتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط فيما يتعلق بدعم مشاريع القوانين ، فيما ابتعد عنه حلفاؤه المسيحيون في قوى 14 آذار ، كما ابتعد نواب "تكتل التغيير والإصلاح" الذي يرأسه العماد ميشيل عون عن حليفهم حزب الله وتبنوا موقف اليمين المسيحي المتمثل بالقوات اللبنانية وحزب الكتائب .
وكان جنبلاط تقدم في منتصف يونيو / حزيران بأربعة مشاريع قوانين عاجلة إلى مجلس النواب ترمي إلى إعطاء الفلسطينيين حقوقاً مدنية في الضمان الاجتماعي والعمل وتملك شققا سكنية وحقوقاً عينية عقارية.
وجاء هذا التحرك من جانب جنبلاط في محاولة لإظهار الدعم للشعب الفلسطيني عقب مجزرة أسطول الحرية ، كما تزامن مع الإعلان عن تنظيم سفينة لبنانية محملة بالأغذية والأدوية لكسر الحصار على قطاع غزة تحمل على ظهرها مجموعة من الفتيات والسيدات اللبنانيات من مختلف الطوائف والمذاهب والأديان وأطلق عليها اسم "مريم" .
وبالنظر إلى أن "مريم" التي تقل على ظهرها 50 امرأة تحدت إسرائيل صراحة ولم تخش تهديداتها ، فقد كان المتوقع أن يقف جميع اللبنانيين خلف مقترحات جنبلاط ، خاصة وأن البعض يتساءل " كيف يمكن التضامن مع المحاصرين في قطاع غزة والقوانين اللبنانية تفرض حصاراً على أشقائهم في مخيمات الشتات في لبنان؟ " ، إلا أن "اليمين المسيحي" فيما يبدو كان له حسابات أخرى بعيدة تماما عن تفهم معاناة اللاجئين الفلسطينيين الإنسانية لأكثر من ستين عاما


صحيح أن بعض نواب "اليمين المسيحي" الذين عارضوا مقترحات جنبلاط يستندون إلى المخاوف من "التوطين" ، إلا أن ما يشكك في نواياهم في هذا الصدد هو أن الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء متفقون على رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين وضرورة تنفيذ قرار الأمم المتحدة 194 حول حق العودة .
هذا بالإضافة إلى أن السفينة "مريم " تحمل على متنها ناشطات مسيحيات لبنانيات وهو ما يرجح أن عددا من النواب المسيحيين يغذون النعرة الطائفية ولا يعبرون عن رغبة مسيحيي لبنان في تخفيف معاناة إخوانهم الفلسطينيين سواء في المخميات أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة .بل وهناك من اتهم بعض هؤلاء النواب بأنهم شجعوا منح الجنسية للمسيحيين بين اللاجئين الفلسطينيين ، فيما استخدموا حجة التوطين على مدى العقود الماضية لإذلال بقية اللاجئين الفلسطينيين ودفعهم إلى مغادرة لبنان لكي لا تكون هناك أغلبية مسلمة في حال لم يتم تنفيذ القرار 194 في المستقبل وتم التحايل عليه من قبل إسرائيل
أوضاع مأساوية
فمعروف أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وعددهم حوالي 300 ألف شخص يعانون من ظروف إنسانية ومعيشية صعبة للغاية لأنهم ممنوع عليهم التملك والعمل في أكثر من ستين وظيفة وغير مسموح لهم بإدخال كيس أسمنت واحد إلى المخيمات من أجل إصلاح منازلهم أو التوسع فيها قليلاً مثل بناء غرفة إضافية لإيواء أعداد الأبناء المتزايدة ، هذا فيما يستطيع أي شخص من جنسية أخرى أن يذهب إلى لبنان ويشتري أراض ويقوم بالبناء فيها ، وهو الأمر الذي وصفته منظمات حقوق الإنسان بالإجراء التمييزي العنصري ، كما علقت عليه صحيفة "القدس العربي" اللندنية قائلة :" إن هناك فارقا شاسعا بين رفض التوطين الذي هو عمل مشروع وبين تجويع أكثر من 300 ألف فلسطيني وحرمانهم من أبسط حقوقهم المدنية ، الأمر الذي يشوه وجه لبنان الديمقراطي والإنساني ويسيء إلى تضحيات شعبه الهائلة لنصرة القضية الفلسطينية العادلة
ولعل ردود الأفعال التي صدرت عقب ظهور الاصطفاف الطائفية والتي تسببت في تأجيل مناقشة الاقتراحات في مجلس النواب لمدة شهر تظهر مدى الغضب الذي اعترى كثيرين تجاه تصرف النواب المسيحيين

فزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط علق على رفض عدد من النواب المسيحيين من كتل حزب الكتائب والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر في مجلس النواب اللبناني إعطاء حقوق مدنية للاجئين الفلسطينيين ، قائلا :" إن الكلام اليميني لم يتغير منذ 62 عاما وإنه لم ير أغبى من اليمين اللبناني في حياته "
وأضاف " إذا كنتم تريدون التأجيل فنحن نؤجل المشكلة ، والحصار على غزة فشل وقويت حماس " ، وأبدى خشيته من أن يتكرر مشهد مخيم نهر البارد ، قائلا :" كما حذر رئيس الوزراء سعد الحريري فإنه مع استمرار الأوضاع المأساوية ستقوم حركات أصولية في المخيمات وسنرمي الجيش على الموت ، لم أر أغبى من اليمين اللبناني في العالم " ، واختتم جنبلاط قائلا :" نحن ننتظر قيام دولة فلسطينية وإلى حينه نعطي هذا اللاجئ البائس أدنى حقوقه الإنسانية".

تحذيرات الحريري

في السياق ذاته ، حذر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عقب تأجيل مناقشة الاقتراحات من أن رفض إعطاء حقوق مدنية للفلسطينيين هو استثمار في "مشروع إرهابي" في المستقبل ، قائلا :" إننا في لبنان نعطي الحق لأي مواطن غير فلسطيني بأن يعمل ويبني ونحن نتفهم الهواجس ولسنا بحاجة إلى فحص دم لمعرفة موقفنا من رفض التوطين وهناك مجموعة من الإعلاميين واللبنانيين في طريقهم إلى غزة لفك الحصار ولا يجوز أن تأتي الوفود إلينا لفك الحصار عن المخيمات ، نحن اليوم أمام حقوق إنسانية وهناك فلسطينيون لهم الحق بامتلاك منزل ما فإذا توفي الوالد لا يستطيع الأبناء أن يعملوا حصر إرث".
وأضاف " إذا كنتم خائفين من التوطين فالدستور يرفض التوطين وأنتم برفضكم تستثمرون بأكبر مشروع إرهابي في المستقبل" ، واختتم قائلا :" أتمنى النظر إلى هذا الاقتراح ببعده الإنساني وألا يتم النظر إليه من منطلق طائفي أو مذهبي لأننا نعمل انقساماً في البلد".
وبجانب ما ذكره جنبلاط والحريري ، أعربت مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان في لبنان عن صدمتها وصدمة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من موقف النواب المسيحيين في البرلمان اللبناني لرفضهم منح اللاجئين الفلسطينيين بعضاً من حقوقهم المدنية.
وقالت المؤسسة في بيان لها إن نتائج الجلسة البرلمانية كانت مخيبة للآمال وأصابت الفلسطينيين وكل المهتمين بحقوق الإنسان بالصدمة والذهول وأزالت كل أجواء التفاؤل التي سادت خلال الفترة الماضية من إمكانية تحسين أوضاع الفلسطينيين في لبنان.
بل وذهب البعض إلى وصف بعض نواب اليمين المسيحي اللبناني بأنهم ينظرون للأمور بطريقة طائفية وعنصرية ، وهو الأمر الذي تسبب في السابق بغرق لبنان في الحروب الأهلية وتمزيق وحدته الوطنية وزعزعة استقراره الاجتماعي وإغراقه في مستنقع الديون الخارجية.
وأيا كانت صحة الاتهام السابق ، فإن الأمر الذي لا جدال فيه هو أن الشعبين اللبناني والفلسطيني ضد التوطين وأنه من مصلحة لبنان عدم تشديد الخناق على المخيمات الفلسطينية حتى لا تتكرر أحداث مخيم "نهر البارد" الدامية .
لبنان يحمل إسرائيل مسئولية سلامة السفن
وفي رسالة وجهها إلى الأمم المتحدة ، حمل لبنان حكومة إسرائيل المسئولية عن سلامة السفن اللبنانية التي تنوي التوجه إلى قطاع غزة وذلك ردا على تأكيد تل أبيب أنها ستستخدم كل الوسائل لمنعها من الوصول إلى القطاع المحاصر.
وأعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أن لبنان رد على رسالة مندوبة البعثة الدائمة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة غابرييلا شاليف إلى الأمين العام للأمم المتحدة برسالة موجهة إلى بان كي مون أدان فيها حصار غزة وحمل إسرائيل مسئولية أي هجوم على السفن.
وحمل البيان إسرائيل مسئولية أي عدوان على السفن ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط عليها لتنفيذ القرار 1701 ووقف خروقاتها اليومية لسيادته وتهديداتها المستمرة ضد لبنان وشعبه وبنيته التحتية.
كما أدان الحصار المفروض على غزة واعتبر أنه يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني فضلا عن تهديده السلم والأمن الدوليين، محملا إسرائيل المسئولية الكاملة عن هذا الحصار.
وكانت ممثلة إسرائيل في الأمم المتحدة هددت في رسالة وجهتها بتاريخ 18 حزيران/ يونيو 2010 إلى المنظمة الدولية بأن إسرائيل ستتصدى للسفينتين اللبنانيتين بكل الوسائل من الاحتجاز إلى التوقيف وإخضاع الناشطين على متنهما سواء أكانوا رجالا أم نساء للمحاكمة. وزعمت الرسالة أن منظمي العملية يؤكدون أنهم يريدون تقديم مساعدة إنسانية لشعب غزة ، لكن لا تزال طبيعة هذه العمليات مريبة.
هذا وقد وحصلت إحدى السفينتين اللتين يتم التحضير لانطلاقهما من لبنان إلى قطاع غزة على إذن من السلطات بالإبحار باتجاه قبرص على أن يسبق انطلاقها التحقق من التزامها بالمعايير القانونية. ولا تسمح القوانين اللبنانية بانتقال السفن مباشرة إلى الموانئ الخاضعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلية بما فيها مرفأ غزة.
وتنتظر باخرة أخرى ستحمل بالأدوية وستقل خمسين امرأة لبنانية وأجنبية الضوء الأخضر من السلطات للتوجه إلى قبرص بدورها.
وكشفت تقارير صحفية أن الإذن الذي منح لسفينة ناجي العلي هو بالتوجه إلى الشواطئ القبرصية ومن هناك تتوجه إلى غزة ، علما بأن هناك مرسوما رئاسيا قبرصيا يمنع أي سفينة من التوجه من الشواطئ القبرصية إلى غزة.
أما السفينة الأخرى وهي سفينة مريم والتي يفترض أن تحمل حوالي 50 سيدة فهي حتى هذه اللحظة لم تستوف الإجراءات القانونية اللبنانية اللازمة.
إسرائيل تستعد
وبدأت إسرائيل في تهيئة الرأي العام الإسرائيلي والدولي لتكرار سيناريو العدوان على أسطول الحرية وعلى سفينة "مرمرة" خصوصاً التي سقط فيها تسعة شهداء.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن سلاح البحرية الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات في حالة تأهب قصوى استعداداً لمواجهة السفن والاعتداء المحتمل عليها.
في ذات السياق ، قّدر تقرير داخلي في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن تواجه إسرائيل ثمانية قوافل لكسر الحصار المفروض على القطاع خلال الأشهر القليلة المقبل، تشمل 20 سفينة.
وقالت صحيفة "هآرتس" إن لبنان تتعرض لضغوطات دبلوماسية كثيفة من الولايات المتحدة وفرنسا واسبانيا بناء على الطلب الإسرائيلي بتفعيل الضغوطات على لبنان لمنع خروج السفن نحو غزة.
وأضافت إن الحكومة الإسرائيلية تكثف في الأيام الأخيرة اتصالاتها عبر القنوات الدبلوماسية لإفشال المبادرة اللبنانية لكسر الحصار، وطالبت الفاتيكان بمنع مشاركة عدة راهبات، كما طالبت مصر بالتدخل.
ونقلت عن مصادر أمنية قولها أن السيطرة على السفن الإيرانية واللبنانية ستكون أسهل من سابقتها، السيطرة على السفن التركية، خصوصاً وأنها سفن مبحرة من دول معادية، وقالت أن التعامل معها سيكون حازماً وقاسياً.
الحرب مغامرة محفوفة بالمخاطر
هذا وتناقلت وسائل الإعلام خبرا يشير إلى وجود نيّة مبيتة لدى المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بشن حرب شرسة على لبنان لتقزيم قوة حزب الله المتنامية من جهة، ولإضعاف النفوذ والدور السوري والإيراني الآخذ في التصاعد في المنطقة من جهة أخرى، حيث لا تخفي إسرائيل انزعاجها وقلقها من التعاظم المستمر في قوة الحزب وتعزيز ترسانته العسكرية بصواريخ متطورة قادرة على ضرب الأهداف والمدن الإسرائيلية المختلفة، وهو ما جعلها تكثف من احتياطاتها وتدريباتها الميدانية والعسكرية خلال الفترة الماضية، من خلال التعامل مع سيناريوهات عديدة ومحتملة تواجه خلالها إسرائيل هجوماً من عدة محاور أو بالأسلحة التقليدية والبيولوجية.
فالحرب من وجهة النظر الإسرائيلية إن وقعت لن تكون هذه المرة شبيهة بالحرب الأخيرة على لبنان التي قصفت خلالها طائراتها الحربية المدنيين اللبنانيين الآمنين، وأحدثت دماراً واسعا في البنية التحتية وشبكات الكهرباء والمياه وخطوط الاتصالات، بهدف إحداث انقلاب شعبي لبناني على حزب الله من خلال إحراجه أمام شعبه، ودفعه إلى مراجعة حساباته جيدا عند مجرد التفكير بعمل ما ضد المناطق الشمالية في إسرائيل، وهو ما فشلت في تحقيقه برأي اللبنانيين من خلال احتفاظ الحزب بمكانته وثقله على الساحة اللبنانية، وتحفيزه على تعزيز قدراته العسكرية والصاروخية لمواجهة أي حرب إسرائيلية في المستقبل.
من الواضح أن الحرب التي تخطط لها إسرائيل ويحضّر لها المطبخ السياسي والأمني هناك ناتجة عن حالة التوتر والقلق التي تعيشها الأوساط الإسرائيلية خلال الفترة الحالية من خلال الشعور بأخطار محدقة تواجهها، مصدرها دول وجهات تحيط بإسرائيل وتعتبرها معادية لها، الأمر الذي دفعها إلى إجراء التدريبات والمناورات الميدانية والعسكرية في إطار استعداداتها لنقطة الصفر.

قيادة السيارات بالعينين بدلا من اليدين

نجح باحثون في جامعة برلين الحرة فى تطوير تقنية جديدة لقيادة السيارة تعتمد على متابعة حركة عين السائق وبدورها توجه السيارة في الاتجاه الذي ينظر إليه، وفى موقع مطار تيمبلهوف التاريخي، عرض الدكتور راؤول روجاس وفريقه المتخصص بالذكاء الاصطناعي كيف يمكنهم قيادة السيارة وهى مزودة بإلكترونيات معقدة من خلال حركة العين.
ويقول روجاس "إن البرنامج يجعل من الممكن أن تقود أي سيارة بمجرد تحريك عينيك".ولهذا الغرض صمم خبراء الكمبيوتر في الجامعة بالتعاون شركة سينسو موتوريك برنامجاً حاسوبيا يسمى"آى درايفر" أو برنامج "القيادة بالعين"، حيث يتم التقاط حركة العين وتحويلها إلى إشارات إلكترونية للتحكم في عجلة القيادة.
ووفق هذا النظام المتطور تنتقل إشارة التحكم من العين إلى كاميرا مثبته في خوذة السائق ثم إلى الكمبيوتر الموضوع في السيارة. ويتلقى برنامج "آى درايفر" في هذا الكمبيوتر أوضاع حركات العين على فترات منتظمة ويستخدمها للتحكم في عجلة القيادة. وكلما نظر السائق إلى اليسار أو اليمين تحولت عجلة القيادة في الاتجاه الذي ينظر إليه. ويتم ضبط سرعة السيارة مسبقاً وتبقى ثابتة طالما تم التعرف على وضع النظر. وإذا أغمض السائق عينيه فإن السيارة تتوقف من تلقاء نفسها وهكذا يتم التخلص من خطورة احتمال أن يغفو السائق في أثناء القيادة. ويمكن للسائق أن يختار بين نظامين : "القيادة الحرة" و" التوجيه". ففي نظام "القيادة الحرة" يتم ربط حركة ووجهة نظر العين مباشرة مع محرك عجلة القيادة. وفى نظام "التوجيه"، تسير السيارة بشكل تلقائي في معظم الوقت. وفقط عندما يكون هناك تفرع في الطريق أو تقاطع، فإن السيارة تتوقف وتطلب من السائق اختيار الاتجاه
التالي. وهذا يتطلب من مرتدي الخوذة أن ينظر يسارا أو يمينا لمدة ثلاث ثوان
وإذا أطال السائق النظر في اتجاه معين ، فإن برنامج "آى درايفر" يؤكد صوتيا أنه قد تم قبول الاختيار. ويتم نقل القرار إلى كمبيوتر السيارة.

"أونو 2011".. سيارة الغلابة

تستعد شركة "فيات" التي تتخذ من تورينو مقرًا لها لغزو العالم مرة أخرى بالسيارات الرخيصة، وذلك بعدما طرحت رسميًا نسخة مستحدثة من طراز "أونو" الذي يعد من أشهر الموديلات الاقتصادية في الآونة الأخيرة .
ويشبه طراز "أونو" المدمج، والذي ينتمي لفئة "الهاتشباك"، سيارتي "بونتو" و"باندا" من حيث التصميم الخارجي، كما تم تزويده بفتحات تهوية في الجزء الأمامي، فضلا عن تغطية الأبواب الجانبية بمادة البلاستيك .
وتحاول "فيات" من خلال ذلك الطراز الجديد تقديم سيارة رخيصة في السعر والتكاليف، وذلك كون البلاستيك أكثر مقاومة للخدوش التي تحدث نتيجة الاصطدامات الخفيفة من المعدن، وأرخص في عملية الإصلاح .
ويأتي الطراز الجديد، الذي استمر إنتاجه في إيطاليا من عام 1983 وحتى 1995، بتصميم متميز ملائم للعصر الحالي، حيث يجمع بين الموديلات الصغيرة التي تناسب المدن المزدحمة وبين السيارة العائلية المدمجة .
وزودت الشركة الايطالية صغيرتها "أونو" بمحرك سعة 1000 سي سي بقوة 75 حصاناً، إلى جانب محرك آخر سعة 1400 سي سي بقوة 85 حصان، على أن يتم إنتاج الاثنين بمصانع الشركة الإيطالية في البرازيل .
يشار إلى أن معظم الشركات العالمية خاصة "فيات" بدأت تتجه في الآونة الأخيرة إلى صنع طرازات صغيرة رخيصة من أجل مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية من ناحية والاختناقات المرورية من جهة أخرى .

تكنولوجيا "الدواسة الذكية"

يبدو أن أزمة شركة تويوتا اليابانية والتي سحبت على إثرها الملايين من السيارات، جعلت جنرال موتورز تبتكر تكنولوجيا جديدة تحت مسمى "الدواسة الذكية" وذلك من خلال أنظمة نقل الحركة والتحكم الإلكتروني بصمامات حقن الوقود .
وتعتمد التكنولوجيا الجديدة لـ"جنرال موتورز" والتي تعرف أيضا بتقنية "الأولوية للمكابح" على تعديل أجهزة التحكم الحالية لتخفيض قوة المحرك في الحالات التي يتم فيها الضغط على دواسة المكابح والوقود في الوقت نفسه .
وأشارت تامصادر، أن خطة توسيع تلك التقنية، ستكون نهاية 2012 وتشمل التوازن في سرعة التنفيذ، كما تتطلب أيضا تزويد المكابح بالقدرة على إيقاف السيارة ضمن مسافة معينة، ما يعزز من سلامة السائقين .
يشار إلى أن شركة تويوتا اليابانية سحبت أكثر من 8 مليون سيارة، بعدما أظهرت تحقيقات داخلية أجرتها الشركة اليابانية، أن نظام تشغيل التدفئة يمكن أن يتسبب في التصاق دواسة البنزين في موضعها أثناء الضغط عليها .
ويتكبد الصانع الياباني جراء تلك المشكلة خسائر بالملايين بسبب امتناع العملاء عن شراء سيارات تويوتا، وهو ما جعل الشركة تسرع بحملة سحب الطرازات، وإعلانها عن تكنولوجيا جديدة تنهى تلك المشكلة، وهي إعادة المحرك إلى سرعة دورانه الابتدائية عندما يرفع السائق قدمه عن دواسة البنزين ويحولها إلى دواسة الفرامل .
وكانت هيئة سلامة المرور على الطرق السريعة في الولايات المتحدة الأمريكية قد طلبت يد العون من وكالة "ناسا" المتخصصة في الفضاء لحل معضلة التسارع المفاجئ غير المقصود المتعلق بدواسات وقود موديلات تويوتا .
وينتظر أن تسهم خبرة "ناسا" الكبيرة في مجال الإلكترونيات والمكونات الصلبة، والبرمجيات وتحليل المخاطر في حل المشكلة والتي استعصت على خبراء كثر في صناعة السيارات، وهو ما صاحب استدعاء نحو 10 ملايين وحدة من أنحاء العالم .
ومن المقرر أن تجري أيضا الأكاديمية الأميركية للعلوم، تحقيقاً موسعاً، يتناول أنظمة التحكّم الإلكترونية للسيارات، على أن تنجز في غضون 15 شهراً.

رؤية جديدة للتنقل داخل المدن
بحلول عام 2030، ستصبح المدن موطناً لأكثر من 60 بالمئة من سكان العالم الذين يبلغ عددهم حالياً 8 مليار شخصاً. وهذا سيشكل ضغطاً هائلاً على البنية التحتية العامة التي تسعى مسبقاً لتلبية الطلب المتزايد على وسائل النقل والخدمات الأساسية.
وتتطلع جنرال موتورز مع شريكتها الإستراتيجية، مجموعة شنغهاي لصناعة السيارات (SAIC)، نحو تحقيق رؤية مشتركة تتمثل في مواكبة الحاجة إلى التنقل الشخصي من خلال إحداث تغيير جذري في وسائل النقل الشخصية داخل المدن. حيث تبحث الشركتان عن حلول عديدة للسائقين في المستقبل. ويبرز من بين أفضل الحلول الواعدة مركبة EN-V النموذجية الجديدة.

تحافظ EN-V، المركبة الكهربائية ذات الاتصال الشبكي، على المبدأ الأساسي للتنقل الشخصي – وهو الحرية – مع المساهمة في إبعاد السيارات عن الجدال القائم حول المسائل البيئية، بالإضافة إلى إعادة تعريف الريادة في التصميم. حيث تم تصميم EN-V، وهي مركبة كهربائية بمقعدين، لتخفيف وطأة الازدحام المروري، وتوفير مواقف السيارات، ونقاوة الهواء، والقدرة على تحمل تكاليف المدن في المستقبل.
وقد تم الكشف عن ثلاثة طرازات EN-V في شنغهاي، وهي تمثل ثلاثة ميزات مختلفة تركز على الطبيعة الممتعة للتنقل في المستقبل، وتشمل: Jiao (الفخر)، وMiao (التألق)، وXiao (المرح). وسيتم عرض هذه المركبات النموذجية من 1 مايو إلى 31 أكتوبر في جناح مجموعة (SAIC) وجنرال موتورز خلال معرض شنغهاي إكسبو العالمي 2010. ومن المتوقع أن تصبح شنغهاي واحدة من أبرز المراكز الرئيسية لحلول التنقل الشخصي في المستقبل.
وبهذه المناسبة، قال كيفين ويل، الرئيس والمدير العام لمجموعة جنرال موتورز في الصين: "تعتبر EN-V بمثابة إعادة ابتكار للسيارات من خلال تقديم منظومة جديدة في عالم السيارات تجمع بين الاعتماد على الكهرباء وإمكانية الاتصال الشبكي. وتوفر EN-V حلاً مثالياً للتنقل داخل المدن وتضمن أن تكون القيادة في المستقبل خالية من البترول والانبعاثات الضارة ومن الحوادث والازدحام، فضلاً عن قيادة أكثر متعة وأناقة من أي وقت مضى".

الوسائد الهوائية في السيارات تحمي الأجنة

تعكف العديد من شركات صناعة السيارات في الفترة الحالية، على تطبيق عددًا من الأفكار الخاصة المتعلقة بعوامل الأمن والسلامة، لتقليل نسبة الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث الطرق، والتي تحصد كل عام الآلاف من الأرواح .
وفى ضوء الجهود المبذولة للحد من تلك الظاهرة، فاجأت دراسة جديدة أجريت في "جامعة واشنطن"، بأن فوائد الوسائد الهوائية لا تقتصر فقط على حماية السائق أثناء الحوادث، بل تقوم أيضا بالحفاظ على حياة الأجنة أثناء الاصطدام الشديد بالنسبة للسيدات الحوامل .
وقالت الدكتورة مليسا تشيف، أخصائية علم الأوبئة في الجامعة، إن الحوامل اللواتي يركبن السيارات المزودة بوسائد هوائية لا يتعرضن للتعقيدات التي قد ترافق الحمل مثل الولاة القيصرية، بينما نصح الدكتور ناثان فوكس، المساعد في الطب النسائي، بضرورة وجود أكياس الهواء في السيارة بالنسبة للسيدة الحامل .
يشار إلى أن العديد من الشركات الكبيرة في صناعة السيارات بدأت تهتم في الآونة الأخيرة بعوامل الأمن والسلامة، خاصة شركة فولفو السويدية التابعة لمجموعة فورد الأمريكية والتي أطلقت منذ شهور مجموعة جديدة من مقاعد الأطفال المتطورة تستهدف حمايتهم من الحوادث .
وصممت فولفو المقاعد بطريق مريحة وبسيطة، حيث يمكن تعديل مسند الرأس وفق سبعة ارتفاعات مختلفة، وتعديل وضعية حزام الأمان بالصورة التي تناسب ارتفاع كتفي الطفل، كما يوفر المقعد للطفل دفئاً تاماً في حالة جلوسه أو نومه .
ويوجد في المقعد حزام أمان يمكن ربطه حول كتفي الطفل وحول الوسط أيضا، وهو معزز بخمس نقاط للتثبيت، بالإضافة إلى مسند مصمم بطريقة تؤمن تركيبه على أنواع مختلفة من مقاعد السيارات، وبالإمكان أيضاً تعديل جانبيه لتوفير أكبر قدر من الحماية ضد الصدمات الجانبية.
والجدير بالذكر أن فولفو تعتبر من الشركات الرائدة في عوامل الحماية داخل السيارة، وقد أعطت أهمية كبرى لحماية أعناق الركاب من خلال تعميم نظام "WEPS" المبتكر، حيث يحول ذلك النظام دون اندفاع رأس السائق أو الراكب إلى الأمام ثم إلى الخلف بسرعة عند حصول التصادم .
السعودية تطلق أول سيارة محلية الصنع

أطلق الملك عبد الله آل سعود أول سيارة سعودية تحمل اسم "غزال 1"، وهو مشروع تخرج من إنتاج طلبة كلية الهندسة بجامعة الملك سعود .
حضر مراسم إطلاق السيارة، وفقا لوكالة الأنباء السعودية، وزير التعليم العالي ، ومدير الجامعة ووكلاء الجامعة وفريق مشروع السيارة "غزال1".
وشارك في إنتاج السيارة، التي تم عرض نموذجًا أوليًا لها خلال معرض جنيف الماضي، 55 طالباً، بمساعدة شركتين إيطاليتين هما "StudioTorino" و"Magna Steyr" وقد لعبتا دوراً هاماً في تقديم التدريب اللازم لهؤلاء الطلبة .
ويبلغ أبعاد الموديل الجديد 4.8 متر طولاً و 1.9 متر عرضًا، بينما تم بناء الهيكل على قاعدة عجلات ومحرك مرسيدس "G-Class"، حيث لم يتم تغيير المواصفات الأساسية للإطارات والأجزاء الميكانيكية .
وتنوي المملكة العربية السعودية استثمار 400 مليون يورو لإنتاج 20 ألف وحدة سنويا على ثلاث سنوات"، حيث أكد سيد محمد درويش أستاذ الهندسة الصناعية في الجامعة من قبل، أنه وضع خطة عمل كاملة لذلك الطراز .
الجدير بالذكر أن جامعة الملك سعود تعد واحدة من أفضل 300 جامعة في العالم، وعلى الرغم من أن الطلبة لم يقوموا بتصميم هذه السيارة من الصفر، إلا أنها خطوة جيدة لتأهيل الطلبة والمهندسين ليخوضوا في هذا المجال




شيروكي: "السيارة الأعلى سلامة
أعلنت مجموعة كرايسلر أن جيب غراند شيروكي 2011 الجديدة بالكامل حصلت على جائزة السيارة الأعلى سلامة التي يمنحها معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة وهو أعلى تصنيف يمنحه المعهد.
وقال سكوت كونسلمان النائب الأول للرئيس للشؤون الهندسية بمجموعة كرايسلر "إن جيب غراند شيروكي 2011 الجديدة بالكامل هي المركبة الأولى التي يتم طرحها منذ تحالفنا مع شركة فيات وجائزة السيارة الأعلى سلامة هي طريقة رائعة لبدء الهجوم بمنتجاتنا لعام 2011. ويؤكد اعتراف معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة بخمسة من منتجاتنا على قدرات كرايسلر الهندسية وريادتها في حماية الركاب".
وقال الرئيس والمدير التنفيذي لعلامة جيب التجارية " تحقق جيب غراند شيروكي 2011 الجديدة بالكامل للمستهلكين مستويات أعلى من السلامة والأمان، بالإضافة إلى قدرات جيب الأسطورية وعلاوة على تجربة القيادة الممتعة. ومع أكثر من 45 نظاماً مختلفاً للسلامة والأمان تعمل بصورة متناغمة - من بينها نظام التحكم إلكترونياً في الثبات (ESC) ونظام التخفيف من الانقلاب ومساند الرأس النشطة ونظام تثبيت السرعة المتوائم ونظام التحذير المبكر من الاصطدام ونظام رصد النقطة العمياء/مسار متعامد خلفي - فإن جيب غراند شيروكي الجديدة تتيح للعملاء الاستفادة من مستوى جديد للحماية على الطرق الممهدة والوعرة".
المضادات الحيوية وسوء استخدامها

تعددت الآراء حول استخدامات المضادات الحيوية

هناك من يؤكد عدم تناولها إلا عند الضرورة وآخرون يتناولونها بشكل عشوائي. ومع هذا وذاك يجب استشارة الطبيب قبل تناولها لأن الاستخدام الأمثل بإتباع الإرشادات الطبية السليمة يؤدي إلى نتائج إيجابية وفعالة. أما إذا أسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة لا يحمد عقباها.
هل تلعب المضادات الحيوية دورا مهما في علاج العديد من الأمراض؟
نعم تلعب المضادات الحيوية دورا مهما في علاج العديد من الأمراض، وهي سلاح ذو حدين، فإن استخدمت الاستخدام الأمثل بإتباع إرشادات الطبيب وتوجيهات الصيدلي كان لها أثر إيجابي وفعال، وإن استخدمت بطريقة عشوائية وأسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة قد تودي بحياة المريض. وهناك اعتقاد شائع بأن المضادات الحيوية يمكنها شفاء أي التهاب.
كيف يمكن معرفة نوع البكتيريا المسببة للمرض؟
الطبيب المختص هو الذي يملك القدرة على معرفة نوع البكتيريا المسببة للمرض وذلك عن طريق أعراض المرض الظاهرة على المريض (الطريق السريرية) أو من خلال أخذ عينة من الجزء المصاب ومن الدم أو من البول وزراعتها لمعرفة نوع البكتيريا المسببة لهذا المرض (الطرق المخبرية) وبناء على تشخيص المرض يتم صرف الدواء المناسب.
وفي بعض أنواع البكتيريا التي اكتسبت مناعة ضد مضاد حيوي معين لكثرة استعماله يجري فحص المناعة ومدى فعالية المضاد الحيوي ضد هذه البكتيريا، ولهذا الغرض تزرع البكتيريا المأخوذة من المريض في مزرعة خاصة بها أقراص مختلفة الألوان وكل منها مشرب بنوع معين من المضادات وبعد ترك المزرعة لمدة معينة نلاحظ وجود هالة شفافة خالية من البكتيريا حول كل قرص، والمضاد الحيوي الأكثر تأثيرا على البكتيريا هو الذي تتكون حوله الهالة الشفافة الأكثر اتساعا.
ماذا عن أنواع المضادات الحيوية؟
يوجد في العصر الحالي أكثر من مائتي نوع من المضادات الحيوية، ولكل نوع منها أسماء متعددة تختلف باختلاف الشركة المصنعة للدواء ويتم تصنيعها على شكل أقراص أو كبسولات أو حقن وبعضها على هيئة مساحيق أو مراهم جلدية أو كريمات أو نقط للعين أو للأذن إلى غير ذلك من الأشكال. وتختلف أنواع المضادات الحيوية باختلاف مدى تأثيرها على البكتيريا، فمن الأدوية ما يكون فعالا بشكل رئيسي على البكتيريا إيجابية الجرام، ومنها ما يكون فعلا ضد البكتيريا سالبة الجرام، والبعض الآخر فعال ضد النوعين، ومنها ما يقتل البكتيريا ومنها ما يمنع نموها.
كيف يختار الطبيب المضاد الحيوي المناسب للمريض؟
يختار الطبيب المضاد الحيوي المناسب للمريض والجرعة الدوائية اللازمة والشكل الدوائي الملائم بناء على عدة عوامل، منها:
ـ التشخيص السريري والمختبري: وذلك لمعرفة نوع البكتيريا الغازية ومعرفة المضاد الحيوي المناسب.
ـ صفات المضاد الحيوي، يجب معرفة صفات المضاد المختار من حيث:
ـ تركيزه في الجسم لأن المضاد قد يكون فعالا ضد بكتيريا معينة ولكن تركيزه في الجسم لا يصل إلى الحد المطلوب، وبالتالي لا نحصل على النتيجة المرجوة.
ـ سمية الدواء وآثاره الجانبية: فينبغي الموازنة بين أضرار الدواء ومنفعته للمريض، فإذا ترجحت المنفعة على الضرر فلا بأس من صرفه للمريض.
ـ كلفة الدواء: بعض المضادات الحيوية ذات تكلفة عالية ولها بدائل أرخص ومساوية لها في التأثير وأحيانا قد تفوقها علاجيا.
عوامل تتعلق بالمريض ومنها:
ـ العمر والجنس والوزن.
ـ حالة أعضاء الجسم خاصة الكلية والكبد.
ـ حالة الجهاز المناعي للمريض وخطر تفاعلات الحساسية الناجمة عن استعمال بعض المضادات الحيوية.
ـ شدة العدوى.
ـ إذا كانت المريضة حاملا أو مرضعا.
ـ إذا كان المريض يعاني من أمراض أخرى أو يتناول أدوية أخرى.
هل معظم الأدوية لها آثار جانبية؟
نعم معظم الأدوية التي يتعاطاها المريض تسبب آثارا جانبية غير مرغوبة، بعضها يكون أعراضا خفيفة لا تشكل خطرا على المريض وبعضها قد يهدد حياته. والمضادات الحيوية شأنها شأن باقي الأدوية قد ينجم عن استعمالها آثار جانبية قد تكون خفيفة وقد تكون شديدة وذلك لأسباب متعددة، منها ما يحدث بسبب طبيعة جسم الإنسان، أو بسبب خصائص الدواء، أو بسبب زيادة الجرعة الدوائية الموصوفة، أو أحيانا عند استخدام دواء آخر أو مع تناول أغذية معينة أو بسبب عدم التشخيص السليم أو غيرها من الأسباب.
ما أكثر الآثار الجانبية للمضادات الحيوية شيوعا؟
- من أكثر الآثار الجانبية للمضادات الحيوية شيوعا: ظهور حساسية لأجسام بعض المرضى عند تناول نوعية من المضادات وخصوصا مجموعة البنسلين، وتختلف درجة الخطورة من شخص إلى آخر، فمنها ما هو قليل الخطورة مثل الإسهال الخفيف والقيء والحرقان الخفيف في المعدة أو طفح جلدي وهرش، ومنها ما هو أخطر من ذلك مثل الإسهال الشديد أو صعوبة التنفس، وفي هذه الحالة يجب على المريض التوقف فورا عن أخذ الدواء والاتصال بالطبيب المعالج.
وقد تتسبب بعض أنواع المضادات الحيوية خصوصا واسعة المدى - في قتل البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء بسبب عدم إتباع الإرشادات الطبية واستخدام الدواء لفترة طويلة مما يسهل إصابة الأمعاء بهجمات بكتيرية ضارة تؤدي إلى عدوى جديدة يصعب علاجها.
بعض المضادات الحيوية تستطيع عبور الحاجز المشيمي وتصل في حالة الحمل إلى الجنين محدثة آثارا جانبية بالغة على الجنين، وخصوصا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وكذلك بعض المضادات قد تؤثر على الرضيع من خلال لبن الأم.
هل هناك أدوية معينة تؤثر على المضادات الحيوية وتتأثر بها؟
نعم هناك بعض الأدوية التي تؤثر على المضادات الحيوية وتتأثر بها إذا أخذت معها في الوقت نفسه، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي: معظم المضادات الحيوية تؤثر على فعالية حبوب منع الحمل إذا أخذت في الوقت نفسه مما يؤدي إلى احتمالية الحمل، لذا على المرأة استخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل بعد استشارة الطبيبة المعالجة. تتعارض أغلب المضادات الحيوية بعضها مع بعض في الوقت نفسه.
لذلك عند تناول المريض المضاد الحيوي مع أدوية أخرى يجب إخبار الطبيب أو الصيدلي بذلك، لأن تناول المريض أكثر من دواء في الوقت نفسه قد يزيد فعالية أو تأثير أحد الأدوية على دواء آخر مؤديا إلى آثار جانبية خطيرة، كما قد يتسبب في إبطال أو تقليل فعالية الدواء الآخر وقد يؤدي استعمال أكثر من دواء إلى إنتاج مركب آخر له تأثيرات عكسية للدواء الأصلي.
هل سوء استعمال المضادات الحيوية يؤدي إلى أن تكتسب البكتيريا مناعة ضدها؟
قد تكتسب البكتيريا مناعة ضد المضادات الحيوية نتيجة لسوء الاستعمال، وذلك عند الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية أو حينما تعطي بجرعات غير مناسبة، أو تعطى بالقدر المطلوب على فترات غير منتظمة بين الجرعات، أو تعطي لمدة قصيرة غير كافية للعلاج. ومن الأسباب كذلك الاستعمال غير الملائم للمضادات في حالات لا تحتاج إلى معالجة بل تشفى ذاتيا، ومناعة البكتيريا ضد المضادات الحيوية قد تكون طبيعية، حيث تخلق البكتيريا ولديها القدرة على مقاومة بعض أنواع المضادات الحيوية أو كلها، وقد تكتسب البكتيريا هذه المناعة بطرق مختلفة.
تعددت الآراء حول استخدامات المضادات الحيوية هناك من يؤكد عدم تناولها إلا عند الضرورة وآخرون يتناولونها بشكل عشوائي. ومع هذا وذاك يجب استشارة الطبيب قبل تناولها لأن الاستخدام الأمثل بإتباع الإرشادات الطبية السليمة يؤدي إلى نتائج إيجابية وفعالة. أما إذا أسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة لا يحمد عقباها.
هل تلعب المضادات الحيوية دورا مهما في علاج العديد من الأمراض؟
نعم تلعب المضادات الحيوية دورا مهما في علاج العديد من الأمراض، وهي سلاح ذو حدين، فإن استخدمت الاستخدام الأمثل بإتباع إرشادات الطبيب وتوجيهات الصيدلي كان لها أثر إيجابي وفعال، وإن استخدمت بطريقة عشوائية وأسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة قد تودي بحياة المريض. وهناك اعتقاد شائع بأن المضادات الحيوية يمكنها شفاء أي التهاب.
كيف يمكن معرفة نوع البكتيريا المسببة للمرض؟
الطبيب المختص هو الذي يملك القدرة على معرفة نوع البكتيريا المسببة للمرض وذلك عن طريق أعراض المرض الظاهرة على المريض (الطريق السريرية) أو من خلال أخذ عينة من الجزء المصاب ومن الدم أو من البول وزراعتها لمعرفة نوع البكتيريا المسببة لهذا المرض (الطرق المخبرية) وبناء على تشخيص المرض يتم صرف الدواء المناسب.
وفي بعض أنواع البكتيريا التي اكتسبت مناعة ضد مضاد حيوي معين لكثرة استعماله يجري فحص المناعة ومدى فعالية المضاد الحيوي ضد هذه البكتيريا، ولهذا الغرض تزرع البكتيريا المأخوذة من المريض في مزرعة خاصة بها أقراص مختلفة الألوان وكل منها مشرب بنوع معين من المضادات وبعد ترك المزرعة لمدة معينة نلاحظ وجود هالة شفافة خالية من البكتيريا حول كل قرص، والمضاد الحيوي الأكثر تأثيرا على البكتيريا هو الذي تتكون حوله الهالة الشفافة الأكثر اتساعا.
ماذا عن أنواع المضادات الحيوية؟
يوجد في العصر الحالي أكثر من مائتي نوع من المضادات الحيوية، ولكل نوع منها أسماء متعددة تختلف باختلاف الشركة المصنعة للدواء ويتم تصنيعها على شكل أقراص أو كبسولات أو حقن وبعضها على هيئة مساحيق أو مراهم جلدية أو كريمات أو نقط للعين أو للأذن إلى غير ذلك من الأشكال. وتختلف أنواع المضادات الحيوية باختلاف مدى تأثيرها على البكتيريا، فمن الأدوية ما يكون فعالا بشكل رئيسي على البكتيريا إيجابية الجرام، ومنها ما يكون فعلا ضد البكتيريا سالبة الجرام، والبعض الآخر فعال ضد النوعين، ومنها ما يقتل البكتيريا ومنها ما يمنع نموها.
كيف يختار الطبيب المضاد الحيوي المناسب للمريض؟
يختار الطبيب المضاد الحيوي المناسب للمريض والجرعة الدوائية اللازمة والشكل الدوائي الملائم بناء على عدة عوامل، منها:
ـ التشخيص السريري والمختبري: وذلك لمعرفة نوع البكتيريا الغازية ومعرفة المضاد الحيوي المناسب.
ـ صفات المضاد الحيوي، يجب معرفة صفات المضاد المختار من حيث:
ـ تركيزه في الجسم لأن المضاد قد يكون فعالا ضد بكتيريا معينة ولكن تركيزه في الجسم لا يصل إلى الحد المطلوب، وبالتالي لا نحصل على النتيجة المرجوة.
ـ سمية الدواء وآثاره الجانبية: فينبغي الموازنة بين أضرار الدواء ومنفعته للمريض، فإذا ترجحت المنفعة على الضرر فلا بأس من صرفه للمريض.
ـ كلفة الدواء: بعض المضادات الحيوية ذات تكلفة عالية ولها بدائل أرخص ومساوية لها في التأثير وأحيانا قد تفوقها علاجيا.
عوامل تتعلق بالمريض ومنها:
ـ العمر والجنس والوزن.
ـ حالة أعضاء الجسم خاصة الكلية والكبد.
ـ حالة الجهاز المناعي للمريض وخطر تفاعلات الحساسية الناجمة عن استعمال بعض المضادات الحيوية.
ـ شدة العدوى.
ـ إذا كانت المريضة حاملا أو مرضعا.
ـ إذا كان المريض يعاني من أمراض أخرى أو يتناول أدوية أخرى.
هل معظم الأدوية لها آثار جانبية؟
نعم معظم الأدوية التي يتعاطاها المريض تسبب آثارا جانبية غير مرغوبة، بعضها يكون أعراضا خفيفة لا تشكل خطرا على المريض وبعضها قد يهدد حياته. والمضادات الحيوية شأنها شأن باقي الأدوية قد ينجم عن استعمالها آثار جانبية قد تكون خفيفة وقد تكون شديدة وذلك لأسباب متعددة، منها ما يحدث بسبب طبيعة جسم الإنسان، أو بسبب خصائص الدواء، أو بسبب زيادة الجرعة الدوائية الموصوفة، أو أحيانا عند استخدام دواء آخر أو مع تناول أغذية معينة أو بسبب عدم التشخيص السليم أو غيرها من الأسباب.
ما أكثر الآثار الجانبية للمضادات الحيوية شيوعا؟
- من أكثر الآثار الجانبية للمضادات الحيوية شيوعا: ظهور حساسية لأجسام بعض المرضى عند تناول نوعية من المضادات وخصوصا مجموعة البنسلين، وتختلف درجة الخطورة من شخص إلى آخر، فمنها ما هو قليل الخطورة مثل الإسهال الخفيف والقيء والحرقان الخفيف في المعدة أو طفح جلدي وهرش، ومنها ما هو أخطر من ذلك مثل الإسهال الشديد أو صعوبة التنفس، وفي هذه الحالة يجب على المريض التوقف فورا عن أخذ الدواء والاتصال بالطبيب المعالج.
وقد تتسبب بعض أنواع المضادات الحيوية خصوصا واسعة المدى - في قتل البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء بسبب عدم إتباع الإرشادات الطبية واستخدام الدواء لفترة طويلة مما يسهل إصابة الأمعاء بهجمات بكتيرية ضارة تؤدي إلى عدوى جديدة يصعب علاجها.
بعض المضادات الحيوية تستطيع عبور الحاجز المشيمي وتصل في حالة الحمل إلى الجنين محدثة آثارا جانبية بالغة على الجنين، وخصوصا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وكذلك بعض المضادات قد تؤثر على الرضيع من خلال لبن الأم.
هل هناك أدوية معينة تؤثر على المضادات الحيوية وتتأثر بها؟
نعم هناك بعض الأدوية التي تؤثر على المضادات الحيوية وتتأثر بها إذا أخذت معها في الوقت نفسه، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي: معظم المضادات الحيوية تؤثر على فعالية حبوب منع الحمل إذا أخذت في الوقت نفسه مما يؤدي إلى احتمالية الحمل، لذا على المرأة استخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل بعد استشارة الطبيبة المعالجة. تتعارض أغلب المضادات الحيوية بعضها مع بعض في الوقت نفسه.
لذلك عند تناول المريض المضاد الحيوي مع أدوية أخرى يجب إخبار الطبيب أو الصيدلي بذلك، لأن تناول المريض أكثر من دواء في الوقت نفسه قد يزيد فعالية أو تأثير أحد الأدوية على دواء آخر مؤديا إلى آثار جانبية خطيرة، كما قد يتسبب في إبطال أو تقليل فعالية الدواء الآخر وقد يؤدي استعمال أكثر من دواء إلى إنتاج مركب آخر له تأثيرات عكسية للدواء الأصلي.
هل سوء استعمال المضادات الحيوية يؤدي إلى أن تكتسب البكتيريا مناعة ضدها؟
قد تكتسب البكتيريا مناعة ضد المضادات الحيوية نتيجة لسوء الاستعمال، وذلك عند الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية أو حينما تعطي بجرعات غير مناسبة، أو تعطى بالقدر المطلوب على فترات غير منتظمة بين الجرعات، أو تعطي لمدة قصيرة غير كافية للعلاج. ومن الأسباب كذلك الاستعمال غير الملائم للمضادات في حالات لا تحتاج إلى معالجة بل تشفى ذاتيا، ومناعة البكتيريا ضد المضادات الحيوية قد تكون طبيعية، حيث تخلق البكتيريا ولديها القدرة على مقاومة بعض أنواع المضادات الحيوية أو كلها، وقد تكتسب البكتيريا هذه المناعة بطرق مختلفة.

إفشاء أسرار البيت والعائلة
يوجد نماذج من الأزواج أو الزوجات يتلذذون بإفشاء أسرار الحياة العائلية والزوجية. وتتطور المسائل إلى حد خطير في بعض الأحيان عندما يفشي الزوج أو الزوجة تفاصيل العلاقة الجنسية وأسرارها، وهذا للأسف موجود عند النساء أكثر من الرجال.
ومن النتائج الخطيرة لإفشاء هذه الأسرار هو حصول خيانات زوجية كأن تصف المرأة لزوجها أدق التفاصيل في جسم صديقتها، وهنا يعلق في ذهن هذا الرجل هذه التفاصيل ويصبح يتخيل هذه المرأة البعيدة عنه ويتمنى الحصول عليها والوصول إليها كي يشبع غريزته، وفي نفس الوقت يزهد في زوجته ويبتعد عنها لأنه يملكها ويعرف ما لديها.
وليس فقط أسرار العلاقة الزوجية من الناحية الجنسية التي يجب المحافظة عليها بل الحياة الاجتماعية والمشاكل التي تحصل بين الزوجين وأسبابها ودوافعها، وكما نعرف فإن البيوت أسرار وصدق المثل القائل "من بره رخام ومن جوه سخام" أي أن البيت من الخارج مبني على أحدث طراز ومن الرخام ولكن من الداخل شحبار وسناج أسود وسخام.
إن أحد أهم الأسباب في إفشاء الأسرار هو الفضفضة أو كما تسميها بعض النساء "الزهزهة" أو التسلية حيث تقول بعض النساء قبل البدء بالكلام : يا رب سامحني إني نويت الزهزة وهي تظن بذلك أنها تتسلى وتمزح. وتبدأ أختنا بالله بالحديث "شروق وغروب" لا تراعي الله فيما تقول بل تبهر الحديث وتضيف له المقبلات والبهارات والمطيبات حتى يحلو الجو وتسمع القهقهات والضحكات وترف التعليقات من هنا وهناك خاصة في الجلسات الصباحية والترويقات التي تستمتع بها بعض الأخوات.
وفي هذا المجال سأروي قصة مقابلتي لإحدى الصديقات القديمات والتي رأيتها بالصدفة قبل حوالي أسبوع بالقرب من المركز الذي أقوم بالتدريس فيه، وبعد السلام والسؤال عن أخبار الأهل في البلاد سألتها عن أخبار صديقتها التي رأيتها عندها في البيت عندما قمت بزيارتها في إحدى المناسبات، فردت علي صديقتي بعصبية واضحة بعد أن امتقع لونها وقالت رجاء لا "تجيبي لي سيرة هذه المخلوقة" فأنا أكره هذه الإنسانة كره العمى وأتمنى لها الموت، فقلت لها : لماذا كفى الله الشر؟ ماذا حصل؟ لقد كنتما مثل الأخوات والأكل معا والشرب معا، وزوجك وزوجها أصحاب، وكنت تبالغين في مدحها وما بينكم إلا المحرمات. فقالت صديقتي هنا حطنا الجمال لقد خرقت اللي ما تتسمى هذه المحرمات. وربما كنت أنا فضولية أكثر من اللازم عندما سألتها وكيف؟ فقالت : لقد كنا نجلس دائما مع بعض وكما قلت نأكل سويا ونشرب القهوة ونذهب مشاوير ورحلات، ويذهب أزواجنا أحيانا إلى بعض المقاهي العربية يلعبون الورق ويتناولون الأرجيلة ونحن لا نحس بغياب الأزواج حيث نتسلى مع بعض وقد كانت جميع أسراري عندها، وبعض أسرارها عندي، وهنا قاطعتها وسألتها لماذا جميع ولماذا بعض؟ وهل هي كانت حريصة أكثر منك في إفشاء الأسرار؟ فأجابت نعم في هذه عندك حق فأنا أعتبر نفسي "هبلة" ولساني ليس للسر عنده مطرح، ماذا أفعل؟ فهذه خصال متأصلة وموجودة عندي منذ الصغر. والكلام طبعا لصديقتي وأضافت قائلة عندما أرتاح لإنسان ما وأؤمن له حينها لا أخفي عنه شيئا وقد حصل في يوم من الأيام وبالتحديد قبل سنة سوء فهم بسيط بيني وبين هذه المخلوقة فاتصلت بزوجي على الموبايل الخاص به وأخبرته بكل شيء كنت أقوله لها عنه وعن أهله وعندما كنا نتشاجر ونختلف كأي زوجين، وذهبت في الحديث مع زوجي إلى أبعد حد!!!
وبعد سماع زوجي لكل ذلك جاء هائجا مائجا ورفع صوته ويده علي وقال لي أنت طالق بالثلاثة فأنت لا تصلحين زوجة ولا أم ولا ربة بيت، وقد طلب مني مغادرة البيت وهنا توسلت إليه أن أبقى بالبيت أنا وأطفالي الثلاثة حتى لو حصل الطلاق فأنا لا أريد الفضائح ولا أهل ولا أقارب لي في هذه البلاد. ولكنه أصر على موقفه وقال أنا طلقتها ولا يجوز أن تبقى معي في نفس البيت، وبعد تدخل أهل الخير وبعض الجيران المحترمين وافق على أن أبقى في البيت ويخرج هو حيث أقام عند صديق له مدة أسبوعين ثم سأل أحد الشيوخ في أحد المساجد وأفتى له هذا الشيخ بأنه كان في حالة غضب شديد ولا يقع الطلاق في هذه الحالة ويعتبر طلقة واحدة وقد رجعنا إلى بعض ولكن ليس كما كنا.
وهنا تنبهت أنني أمضيت وقت أكثر من اللازم مع هذه مع هذه الصديقة القديمة فهمست في أذنها وقلت لها يا عزيزتي أرجو أن تكوني قد تعلمت من هذا الدرس وذكرتها بما يلي وبما معناه "إذا أحببت صديقك يوما ما فأحببه هونا عسى أن يكون عدوك يوما ما، وإذا أبغضت عدوك يوما ما فأبغضه هونا ما فعسى أن يكون صديقك يوما ما. وأنه يجب المحافظة على أسرار البيوت حتى تكون آمنة وسعيدة.
واستأذنتها بأن أكتب قصتها مع صديقة الأمس وعدوة اليوم ولكن ليس بالتفاصيل وبدون ذكر أسماء فوافقت.

مجزرة إسرائيلية علي مرمرة

مجزرة إسرائيلية جديدة أطلق عليها العدو"رياح السماء"التي ذهب ضحيتها شهداء أتراك وعدداً كبير من الجرحى نتيجة الإنزال الذي قامت به بواسطة "نخبة نخبها" من مجموعات"الكوماندوس" على السفينة التركية "مرمرة" في المياه الدولية مقابل فلسطين المحتلة.
وإذا ما رجعنا قليلاً بالزمن إلى الوراء وعلى وجه الخصوص إلى"دافوس" ندرك لماذا استهدفت "مرمرة" بالذات..؟ وليس غيرها من أسطول الحرية الذي شق عباب البحر باتجاه غزة بهدف فك الحصار الذي كانت مهمته إنسانية وإرسال رسالة للعالم مفادها أن هنالك شعب محاصر ومجوّع جزاءاً لقناعته السياسية التي لا تتلاءم والسياسة الإسرائيلية ومن لف لفها في المنطقة.
إن هذه العملية وما سبقها من الحركة العنصرية التي أقدمت عليها إسرائيل بما عُرف بـ "الكرسي المنخفض" والتي أُجلس عليها السفير التركي أحمد أوغوز تشليكول مقابل دانيال أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلية، الذي جلس في مقابله على كرسي مرتفع بشكل حاقد ينم عن استعلاء وغطرسة عنصرية مكشوفة.إن
كل هذا ليس صدفة. وهنا ندرك لماذا تصرفت إسرائيل مع تركيا على هذا النحو الدموي على ظهر "مرمرة"،فإسرائيل لم تنس بعد..لا انتفاضة دافوس ونجمها رجب طيب أردوغان الذي صدم عمر موسى بوقفته المشرفة، ولا توقيع الاتفاق الإيراني التركي البرازيلي لتبادل الوقود النووي ... فكان لا بد من إرسال رسالة جديدة واقوي فقررت "مرمرة" أنف تركيا في دماء أبنائها في بقعة دولية تحدياً للعالم اجمع كما تعودت أن تفعل مع الضعفاء بغطاء من الأقوياء .. وهنا يكتمل المشهد الدرامي للعلاقات التركية الإسرائيلية الذي كانت شراراته الأولى الأذان الذي رفعه رجب طيب اردوغان من دافوس معلناً الصلاة جماعة في صفوف العرب وقضيتهم وبلغة عربية فلسطينية..بعدما استبدلها بعض العرب بلغة عبرية أمريكية..سبق كل هذا تجاهل الغرب وأوروبا لابتهالات تركيا باللاتينية..
وهنا يمكننا القول أن إسرائيل وبهذه الحماقة قد وفرت الفرصة لتركيا أو عجلت بدفعها لطرق باب الشرق من جديد ومن البوابة الفلسطينية،مع العلم أن إسرائيل ستبادر وبعض العرب إلى فتح أبواب وأبواب على تركيا للحد من هذا الهدف الذي يمكن أن يبدل كل المعادلات خاصة في ظل تناغم تركي إيراني حول أمور عديدة في المنطقة .. أخيراً. كيف ُيعاب على ناشطي أسطول الحرية على متن "مرمرة"حين واجهوا عسكراً مدججاً بالسلاح وكأن هذا الكوماندوس يهاجم إحدى سفنه المخطوفة وليس سفينة مساعدات إنسانية.. فهل نزل هؤلاء الجنود على ظهر مرمرة حاملين الورود مثلاً.؟؟

أحوال اللغة العربية في برلين

مقابلة مع السيدة نهلة مديرة مدرسة قرطبة
بدأت مدرسة قرطبة مشوارها التعليمي في العام 1995 بعدد قليل من الطلبة ، وسرعان ما حققت المدرسة نجاحاً باهراً حيث وصل عدد طلابها لهذا العام إلى ما يقارب 1400 طالب وطالبة موزعين على 4 أفرع في مناطق مختلفة من تواجد الجالية العربية في برلين ، فهناك فرعين بمنطقة Neukölln وفرع Wedding وآخر بمنطقة Spandau. وتضم المدرسة هيئة تدريسية وصل عددها لهذا العام 47 معلم ومعلمة موزعين على الأفرع الأربعة للمدرسة.
بالإضافة إلى الطاقم التدريسي لمدرسة قرطبة فإن هناك طاقم إداري يشرف على العملية التعليمية و يتشكل من المدير العام ومدراء الأفرع الأربعة ومشرف للّغة العربية وآخر للتربية الإسلامية إلى جانب الاهتمام بالنشاط الفني والإعلامي.
السيدة نهلة هي أول امرأة تتولى إدارة فرع من فروع المدرسة المنتشرة في برلين منذ تأسيسها وحتى العام ، حال تعرفي عليها وجدتها تضج حماسة وفاعلية وافكارا خلابة ، لم اجدها في كثير من المدراء الرجال الذين تعاقبوا قبلها على ادارة المدرسة، سيما وأن "الدليل" كانت ولا تزال تتابع أداء المدارس العربية في برلين وتتواصل معها من خلال العديد من التحقيقات واللقاءات والمقالات التي اجرتها لأهميتها القصوى ليس فقط للجاليات العربية والمسلمة هنا، بل وللألمان الذين اعتنقوا (الإسلام) أو من يتعلم منهم اللغة العربية للمزيد من المعرفة والاطلاع إلتقيتها في مكتبها في فرع المدرسة في
Wedding)
وكان معها هذالحوار
ـ ما هي التطورات التي أضفيتها على المدرسة ؟ وماهي الأهداف التي تسعين الى تحقيقها مستقبلا؟
ــ أهمها هو تأهيل وتطوير الكوادرها التعليمية للمدرسة بكل المستويات ، وذلك لرفع كفائتهم ، ورفع كفاءة وجودة ما يُقدم للطالب . حيث أن الدورات التدريبية التي تعنى بالأساليب التعليمية الحديثة هي أهم الخطوات للنجاح . وبهذا العام عُقدت دورات متعددة طالت شرائح مختلفة بالمدرسة فمنها دورتين تأهيليتن للمعلمين في مجال التدريس ، وأخرى موجهه للطاقم الإداري في الإدارة المدرسية وقد أشرف على هذه الدورات إدارين مختصين، وتعد هذه الدورة هي الثانية من نوعها على مستوى المدرسة بهذا المجال، وكانت العام الماضي الدورة الأولى التي تناولت موضوع الإدارة المدرسية والتي ميزت ذلك العام بإدخال مثل هذه الدورات النوعية في البرنامج التدريسي ، ووجهت أيضاً دورة للأهل، تناولت الطرق المثلى في متابعة الدروس مع أبنائهم ، وهذه خطوة جديدة بطريقتها قديمة بفكرتها لدى المدرسة ، أما أهم ما ميز هذا العام في مجال الدورات والتأهيل ، هي الاستفادة من الصحافة والإعلام العربي حيث بدأ مشوار التعاون بين المدرسة والصحفيين العرب من خلالك والكاتب أمير حمد ممثلا عن مجلة "الدليل" أحد أبرز المجلات العربية التي تعنى بالجاليات العربية في المانيا من خلال عقد دورة في الصحافة المدرسية في الثامن والعشرين من شهر مايو الماضي. ومن هنا أتقدم بالشكر الجزيل لمجلة "الدليل "على هذا التعاون الذي نأمل ان
يستمر
أما على مستوى المجال الفني أُطلقنا لهذا العام فكرة جديدة على ساحة برلين وهي مهرجان الطفل الفني الأول ، والذي كان له صدى واسع وحقق نجاحاً نال إعجاب الجميع، وسيتم إلحاقه بمهرجانات أخرى في الأعوام القادمة مع إطلالة كل ربيع إن شاء الله تعالى
ولا ننسى في هذا المجال أن نذكر الدورات التي قُدمت للطلبة بمجالات مختلفة على المستوى الثقافي والإجتماعي حيث تم التواصل مع الشرطة الألمانية والإسعافات الأولية والذين قدموا دورات قيمة للطلبة بكيفية مواجهة المشاكل التي تلحق بهم في الطرقات ودورات ضد العنف وأخرى بالإسعافات الأولية ، وتشكر المدرسة هذه المؤسسات الحكومية التي تقدم مثل هذه الخدمات، وستكون المدرسة على جاهزية كاملة ودائمة وبجميع أفرعها للتعاون مع الجهات الحكومية لإنجاح مثل هذه الخدمات.
ـ نعلم انك أول من نادى الى الاستفادة من الخبرات العلمية والاكاديمية الصحفية ومن الصحافة العربية في برلين وهذه خطوة تحسب لك ؟ فما الذي تأملين انجازه على المدى القريب والبعيد من الندوات التي تعقدها المدرسة مع الصحافة والاعلام والمثقفين العرب بصفة خاصة؟


ــ بالنسبة للاستفادة من مجال الصحافة لهذا العام لم يكن فقط الدورة الإعلامية التي قدمتها انت و الكاتب امير حمد مشكورين، وإنما سعت مدرسة قرطبة لأن تطلع الجالية على أخبار المدرسة أولا بأول ونشكر بهذا الصدد الصحافة العربية، حيث نسعى لأن تكون هذه المنابر الإعلامية هي حلقة الوصل والمرآة التي يرانا الناس من خلالها. والمدرسة الآن على أبواب نهاية العام الدراسي وتستعد لحفل نهاية العام وتوزيع الجوائز على الأوائل، وسيكون العام المقبل حافلاً أيضا بالأنشطة حيث سيبدأ العام الجديد بعد إطلالة شهر رمضان المبارك وستقيم المدرسة كما تعودنا إفطاراً جماعياً للطلبة. أما بالنسبة للندوات والدورات فستكون أول دورة بشهر نوفمبر من هذا العام ، لتأهيل المعلمين الجدد بالمدرسة وسيليها بالشهر التالي دورة تكميلية لجميع الطاقم ، وستعقد المدرسة الدورة الثالثة بالإدارة المدرسية والدورة الثانية بالإعلام المدرسي ، سيحدد موعد للّقاء التأهيلي مع أهالي الطلبة لمصلحة أبنائهم، كما وستعقد للطلبة أنشطة فنية وأنشطة توعوية من محاضرات باللغتين العربية والألمانية ، لذا أرجو أن يكون للصحافة دور في إبراز أهمية الجانب التعليمي التي تقوم به المدرسة.
ـ ماهي الخطوات التي على الجالية اتباعها للتواصل مع المدرسة العربية التي تحافط بدورها على تعليم ابناء الجالية العربية لغتهم الأم و دينهم وثقافتهم مع السعي للاندماج الايجابي في مجتمعهم الألماني؟
ــ حقيقة يقع دور كبير على الجالية بهذا الأمر حيث أن المدرسة تجهز البرنامج والكوادر وعلى الجالية التجاوب مع ذلك الأمر كل من موقعه الآباءعليهم تسجيل أبنائهم بالمدرسة العربية بسن مبكر( 4 ـ 5) سنوات حيث الفترة التي يكون فيها لدى الطفل قوة وسرعة في التعلم وهي الفترة التي لا يواجه بها الطالب واجبات كثيرة بالمدرسة الألمانية حيث ينهي الدراسة الأساسية للعربية خلال 7 سنوات ويكون مازال بالمرحلة الأساسية بالمدرسة الألمانية التي نرى أهميتها للطالب وضرورة تفوقه بها أيضا. كما لهم دور بالتجاوب والتعاون مع المدرسة بكل ما يُنجح هذه المدرسة من أنشطة تفيد الطالب وتسعي للرقي به وترفع من مستواه ، وبذا يندمج إيجابياً في هذا المجتمع . ونقطة أخرى تقع على عاتق الأهل وهي لا تقل أهميةً عن سابقتها وهي عدم تأخير أبناءهم عن بداية العام الدراسي في شهر سبتمبر حتى لا تحدث فجوة بين مستوى الطلبة.
يقع بعد ذلك دور كبير على الأهل بالمحافظة على ما تعلمه الطالب ، والمدرسة بدورها لديها النية بفتح دوام قصير للطلبة المهنيين الذين أنهوا المرحلة الأساسية من تعلم اللغة العربية ، لمتابعة ما تعلمونه إذا وجدت العدد الراغب بذلك.
وكذلك على أولياء الأمور التواصل مع المدرسة بتقديم الملاحظات التي ترفع من مستوى الأداء التعليمي للإدارة أو للطاقم التدريسي على حد سواء.
أما المؤسسات الأخرى الإعلامية والاجتماعية وغيرها من مؤسسات موجهه للجالية العربية عليها أن تسعى للتوعية بهذا المجال والاهتمالم بهذه المدارس ودعمها بالدعاية والأعلان اللازمين وغير ذلك.
وعلى جميع الأطراف السعي للتعاون الذي يُنجح هذه الخدمة للجالية العربية حيث أنه خدمة لأبنائهم وفلذة أكبادهم.

رابطة الحولة
بناء على ما أدرجته الهيئة الإدارية لرابطة الحولة بجدول أعمالها قامت لجان الشباب والعمل الاجتماعي بوفد مؤلف من سبعة شبان من رابطة الحولة بلقاء مجموعة من الشابات والشبان الألمان في منطقة نويكلن برعاية السيدة كروزي لمشاهدة فيلم Neukölln Unlimited ، يعالج الفيلم المذكور مشاكل عائلة من لبنان تم تسفيرها مع العلم أن بعض الأولاد من مواليد ألمانيا ، حيث كان ذلك للعائلة اللبنانية صدمة كبيرة.
بعد مشاهدة الفيلم التقى الجميع في مقر رابطة الحولة لمناقشة أحداث الفيلم بحضور الحاج أبو نادر والسيد نبيل رشيد من جمعية حقوق الإنسان. وتم الاتفاق على أن يكون هذا اللقاء بداية للقاءات قادمة يتم بها متابعة ومناقشة وتعميق العلاقة وتوطيدها بين الشابات والشباب بمختلف جنسياتهم وعلى أن يكرس كل الجهد لتوسيع أطر التفاهم بما فيه خدمة عملية الاندماج الإيجابي في هذا المجتمع
وركز الأخوة نبيل العبد الله ونبيل الداوود وهما المسؤولان عن الشباب في الرابطة بأن أبواب الرابطة مفتوحة الأبواب دوما وبأي وقت للقاءات متواصلة .
رابطة الحولة
لجنة رعاية الشباب

مدارس قرطبة ـ برلين

ترى قرطبة في الدورات التأهيلية طريقا للنجاح
ومن هنا كان لها موعد مع عدد من الدورات التي عقدت بشهري أبريل وماي من العام 2010 حيث وُجّهت دورتين متخصصتين لمعلمي المدرسة ولطاقمها الإداري، الأولى بعنوان الإدارة والرسالة المدرسية وأهميتها للمدرسة، حيث عقدت الدورة على مدار يومين تخللها الجانب النظري والعملي. وعبر المشاركين عن سرورهم وترحيبهم بمثل هذه الدورات التأهيلية التي تضاعف جودة التعليم والتعلم على حد سواء، خاصة أن الدورة أعدت وقدمت من مدراء ومشرفي المدرسة المتميزين بخبرة عالية. وتعتبر هذه هي الدورة الثانية للمدرسة بهذا المجال . وأما الدورة التأهيلية الثانية بهذه الفترة والتي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى مدرسة قرطبة والمدارس العربية الأخرى وهي بعنوان " الصحافة المدرسية" حيث قدمها : الأستاذة عبير حميد مناجد والأستاذ أمير حمد ، الصحفيين بمجلة الدليل في برلين حيث ألقيا الضوء على أهمية الصحافة المدرسية في التعرف على مواهب الطلاب وتنميتها وإتاحة الفرصة لهم بالتعبير عن آرائهم بقدر من الاستقلالية والمسؤولية التي تنمي جوانب إبداعية وتربوية من خلال فنون الكتابة الصحفية و دورها التربوي والتعليمي.


وتوجهت المدرسة للصحفيين ولمجلة الدليل بالشكر الجزيل على هذه المشاركة الطيبة . وكلا الدورتين اختتمتا بشهادات وزعت على المشتركين وعلى وعد بدورات أخرى في نفس المجال العام المقبل بإذن الله.
وتنظر المدرسة لأهالي الطلبة على أنهم الشريك الهام في تنمية قدرات أبناءهم خاصة إذا تكللت الجهود بتواصل أمثل بين الثلاثي الذي لا ينفصل الأهل والطالب و المدرسة، وهذا ما أشار إليه المحاضر الدكتور أحمد خليفة و ذلك يوم 22-05-2010 حيث قدم الدكتور من خلال المحاضرة مجموعة من النصائح المفيدة لأهالي الطلبة وذلك لأجل تواصل أنجح بين الآباء و الأبناء بالإضافة إلى الأساليب التي يمكن إتباعها لكي يساعد الأهالي أولادهم من أجل تحصيل علمي أفضل دون التلويح لهم بالعقوبات و دون تخويفهم من المستقبل المظلم الذي ينتظرهم !! العلاقة بين الطلبة والمدرسين ، علاقتهم ببعضهم البعض و التعرف على ظروفهم الصحية منها والاجتماعية كلها عوامل تحسن أو تقلل من جودة التعلم وركز على ضرورة إتباع الأهالي أساليب جديدة واتخاذ بدائل في التعامل مع أبنائهم، مثل تقصير مدة المذاكرة ، الترغيب و المكافأة و التدريب على أخذ المبادرة و الإحساس بأهمية العلم و بأهمية اللغة العربية لا لأنها لغة الآباء فقط بل لأنها اللغة الأكثر ثراء في العالم . وهذه المحاضرة والتي وجهت للأهالي قُدمت بمناسبة اللقاء الإداري السنوي بين الأهل وإدارة المدرسة. وفي نفس اللقاء و بنفس الحماس كان لمدرسة قرطبة خاصة و للحضور الكريم عامة الشرف الكبير لاستقبال الوزير الدكتور عصام البشير ،الداعية الإسلامي المعروف، والذي ألقى كلمة نوه من خلالها بجهود المدرسة في مجال تعليم اللغة العربية لأبناء الجالية.

اخوتنا الاعزاء
اننا اذ نرحب بكم فى النادي وفى مجلته نرحب فى الوقت ذاته بكل اقتراحاتكم واسئلتكم كما ونرحب ايضا بكل انتقاداتكم الهادفة بقلوب كبيرة وصدور واسعة
اخوكم رئيس النادي عصام عبيد
الاتصال والاستعلام
Postoffice 1549 , 57206 Kreuztal , Germany
Tel&Fax 02732 28705 Mobile 01714458687
المصادر وسائل اعلام وصحف عربية وعالمية
تنويه
الاراء والمواقف والاخبار التى وردت فى هذا العدد تعبر عن مصادرها وكتابها
ولا تعبر بالضرورة عن اراء ومواقف النادي الثقافي العربي

المشاركات الشائعة