Translate

السبت، 29 يناير 2011

المهاجر العدد الأول السنة الثانية عشر كانون الثاني . يناير 2011

المهاجر
النادي الثقافي العربي
المانيا زيغن
ثقافي رياضي اجتماعي
Arabische Kultur Verein e.v
العدد الأول السنة الثانية عشر
كانون الثاني . يناير 2011


الانتفاضة التونسية... هل تنتقل لدول اخرى؟




محتويات العدد






الانتفاضة التونسية... هل تنتقل
في ذكرى ميلاد عبد الناصر
بين انفصال الأمس.. وانفصال اليوم
مهزلة الانتخابات في البلاد العربية
البطالة، والبطالة المقنعة .. والمساعدات
العداء للإسلام في أوروبا يتحرك إلى
أوروبا ترتد عن الوحدة إلى التعصب
تشكيل الحكومة العراقية ... بين مطرقة
التجمّع الفلسطيني في ألمانيا
البيت العراقي في برلين
الجمعية الطبية الألمانية العربية
رأي الشارع الألماني بالعرب والمسلمين
مصر " أم الدنيا" ... و فلسطين
خصوم عرفات قتلوه بسم بولونيوم
هنية يكشف أن مصر لديها رغبة في
45 ألف فلسطيني متضررون من إغلاق
فتوى حاخامات يهود بإنشاء معسكرات
المتحدث باسم فتح حماس تنشر الفوضي
غزة بعد "توافق فصائلي" على التهدئة
هدم قرية العراقيب للمرة التاسعة
تصدعات اجتماعية بين العرب واليهود
لما ذا القرد يأكل الموز
"فتح" في الـ45... حاجة وطنية
الطيب في حفل لـ'وفا': إعلامنا سيرد
أسرار انقلاب عباس على محمد دحلان
الانتفاضة التونسية... هل تنتقل لدول اخرى؟




موسى:إنتفاضة تونس سيكون لها تبعات في العالم العربي

القاهرة- (العرب اونلاين) توقع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى السبت ان انتفاضة تونس الشعبية، التي أطاحت بحكم الرئيس زين العابدين بن علي، ان تؤثر على العالم العربي.
وقال موسى في مؤتمر صحافي، ان الاهتمام العالمي والعربي في تونس يؤكد "على تقارب المجتمعات وتكاملها، وان ما يحدث في تونس يؤثر في الكل، على غير ما يقال".
واضاف موسى ان "ما حدث تطور له ابعاده التاريخية، وفى اطار انتهاء عهد وبداية عهد اخر فى تونس".
وتابع "يجب أن نتطلع للامام والمستقبل، هناك اطر دستورية واضحة، من اساتذة القانون الدستوري، في كيفية التحول الى الوضع الجديد".
وقال موسى "نتابع بالأمل والاهتمام لاستقرار تونس، وفي الا تؤدي الاحداث الى أي قرارات، من شأنها زيادة الامر توترا، وان يصل الوسط السياسي الى توافق الرأي في اطار الدستور".
واوضح موسى ان القمة الاقتصادية العربية التي ستعقد في منتجع شرم الشيخ المصري نهاية الشهر الجاري ستناقش الوضع في تونس.
توقع موسى ان تكون تونس ممثلة في القمة الاقتصادية العربية، الا انه أكد بان الجامعة العربية ليم تم بينها اي اتصال مع الوزير الاول التونسي محمد الغنوشي.
وتأتي تصريحات موسى على خلفية تقارير صحفية اشارت الى احتمال انتقال عدوى الانتفاضة الشعبية في تونس الى بلدان عربية آخرى تعاني من ازمات البطالة والتضخم والديكتاتورية.
واندلعت اضطرابات في الجزائر والمغرب والاردن خلال الايام القليلة الماضية.


الزعماء العرب يرتعدون..
صحف عبرية
2011-01-16

يوم الجمعة الماضي تناولت طعام الغداء في أحد المطاعم التونسية الشهيرة في باريس مع صديق يهودي تونسي مقرب من الحكم. في أثناء الوجبة وضعني في آخر مجريات احداث الدولة. فجأة رن هاتفه النقال. وعلى الخط كان سفير تونس في فرنسا الذي قال له، كما كشف لي لاحقا صديقي، بان منظمة سياسية وربما حتى اسلامية، اعوذ بالله تقف خلف الاضطرابات في الوطن والتي لا تهدأ رغم خطاب الرئيس.
في الوقت الذي روى لي فيه صديقي الانباء، اندفع نحونا شاب من جنوب تونس يحصل على رزقه من ارساليات السمك في فرنسا: 'انتما لا تفهمان شيئا. لا احد يقف خلف هذه المظاهرات، انه فقط نحن الشباب الذين ليس لنا ما نتطلع اليه. وصلنا الى وضع تكون فيه إما الحرية أو الموت'. وكانت كلماته قاسية وصادقة.
بعد ساعات قليلة سمعت النبأ الصاخب: لاول مرة في المغرب العربي، في العالم العربي، الشارع بشكل عفوي وشجاع ينتصر على طاغية ويجبره على الفرار من الدولة التي حكمها بيد عليا على مدى 23 سنة.
العالم العربي لا يعرف كيف يأكل هذه القصة؟ الزعماء العرب يرون فجأة خطرا جديدا يحدق بهم ليس من الاسلاميين، ليس من المعارضة، ليس من طغمة عسكرية بل من الشباب، الذين هم مثلما في الصين او في وارسو، مستعدون لان يموتوا من أجل الحرية.
لا ريب في أن شيئاً ما حصل في تونس في نهاية الاسبوع: فمن جهة رأينا كيف أن تلبد الاحاسيس لبن علي الذي سبق أن خطط لتغيير الدستور كي يسمح لنفسه بان يتقدم للمرة السادسة بترشيحه في 'انتخابات ديمقراطية' تمنحه بشكل دائم اكثر من 90 في المئة من التأييد قد قطعه عن 'ناخبيه'.
من جهة اخرى رأينا مواطنين غير مستعدين للموت وغير مستعدين لان يقبلوا بعد اليوم إمرة طاغية يسد لهم الحياة بل ويسد لهم الشبكة.
ليس واضحا ما الذي ستولده الثورة في تونس. هل من الفوضى سينهض طاغية جديد يستغل المؤسسات القائمة والشرطة القوية جدا في الدولة (شرطي واحد لكل مئة مواطن) ليصبح بن علي جديداً أم ربما يقوم شيء في تونس والدولة التي أنجبت الطبقة الوسطى الاولى في العالم العربي ستحقق ايضا الديمقراطية الحقيقية الاولى.
من كان يمكنه أن يبتسم أمس في منزله في تكساس هو بالذات الرئيس الامريكي السابق جورج بوش، الذي وضع فكرة الرؤيا الديمقراطية في العالم العربي. لم يشترِ الفكرة كثيرون ليس فقط بسبب انعدام الثقافة السياسية الديمقراطية في العالم العربي، بل أيضا لان الدكتاتور في العالم العربي هو أيضا الرد الصحيح على الحكم الاسلامي. ولكن ها هي فجأة تونس تطرح الديمقراطية العربية كخيار ثالث.




في ذكرى ميلاد عبد الناصر شعر نزار قباني

زمانك بستان.. وعصرك أخضر
وذكراك ، عصفور من القلب ينقر
ملأنا لك الأقداح ، يا من بحبه
سكرنا، كما الصوفي بالله يسكر
دخلت على تاريخنا ذات ليلة
فرائحة التاريخ مسك وعنبر
وكنت ، فكانت في الحقول سنابل
وكانت عصافير .. وكان صنوبر

لمست أمانينا فصارت جداولا
وأمطرتنا حبا ، ولا زلت تمطر
تأخرت عن وعد الهوى يا حبيبنا
وما كنت عن وعد الهوى تتأخر
سهدنا..وفكرنا.. وشاخت دموعنا
وشابت ليالينا ، وما كنت تحضر

تعاودني ذكراك كل عشية
ويورق فكر حين فيك أفكر..

وتأبى جراحي أن تضم شفاهها
كأن جراح الحب لا تتخثر
أحبك . لا تفسير عندي لصبوتي
أفسر ماذا ؟ والهوى لا يفسر

تأخرت يا أغلى الرجال ، فليلنا
طويل ، وأضواء القناديل تسهر
تأخرت .. فالساعات تأكل نفسها
وأيامنا في بعضها تتعثر

أتسأل عن أعمارنا؟ أنت عمرنا
وأنت لنا المهدي.. أنت المحرر
وأنت أبو الثورات ، أنت وقودها
وأنت انبعاث الأرض ، أنت التغير
تضيق قبورالميتين بمن بها
وفي كل يوم أنت في القبر تكبر

تأخرت عنا.. فالجياد حزينة
وسيفك من أشواقه ، كاد يكفر

حصانك في سيناء يشرب دمعه
ويا لعذاب الخيل ، إذ تتذكر
وراياتك الخضراء تمضغ دربها
وفوقك آلاف الأكاليل تضفر
تأخرت عنا.. فالمسيح معذب
هناك وجرح المجدلية أحمر ..

نساء فلسطين تكحلن بالأسى
وفي بيت لحم قاصرات.. وقصر
وليمون يافا يابس في حقوله
وهل شجر في قبضة الظلم يزهر؟

رفيق صلاح الدين ..هل لك عودة
فإن جيوش الروم تنهى وتأمر
رفاقك في الأغوار شدوا سروجهم
وجندك في حطين ، صلوا ..وكبروا..,

تغني بك الدنيا.. كأنك طارق
على بركات الله ، يرسو .. ويبحر
تناديك من شوق مآذن مكة
وتبكيك بدر ، يا حبيبي ، وخيبر
ويبكيك صفصاف الشام ووردها
ويبكيك زهر الغوطتين ، ودمر

تعال ألينا.. فالمروءات أطرقت
وموطن آبائي زجاج مكسر ..

هزمنا .. وما زلنا شتات قبائل
تعيش على الحقد الدفين وتثأر
رفيق صلاح الدين ..هل لك عودة
فإن جيوش الروم تنهى ، وتأمر
يحاصرنا كالموت ألف خليفة
ففي الشرق هولاكو ..وفي الغرب قيصر

أبا خالد أشكو إليك مواجعي
ومثلي له عذر.. ومثلك يعذر
أنا شجر الأحزان، أنزف دائما
وفي الثلج والأنواء ..أعطي وأثمر
يثير حزيران جنوني ونقمتي
فأغتال أوثاني ..وابكي..وأكفر
وأذبح أهل الكهف فوق فراشهم
جميعا ، ومن بوابة الموت أعبر
وأترك خلفي ناقتي وعباءتي
وأمشي ؟… أنا في رقبة الشمس خنجر
وأصرخ: يا أرض الخرافات..احبلي
لعل مسيحا ثانيا.. سوف يظهر..

بين انفصال الأمس وانفصال اليوم!
معن بشور
قبل خمسين عاما وحين وقع الانفصال المشؤوم بين مصر وسوريا وانهارت أول تجربة وحدوية جدية في العصر الحديث كتب مفكر عربي كبير، هو مؤسس البعث، الراحل ميشيل عفلق بأن "إحدى غايات مؤامرة الانفصال هي جعل التجزئة حقيقة وحقاً"، وكأنه يستشرف منذ ذلك الوقت أن فشل الوحدة الرائدة بين مصر وسوريا بعد سنوات ثلاث ونصف على قيامها، وعلى قيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لها، سيفتح الباب واسعاً أمام تفشي النزعة القطرية على المستوى الفكري والسياسي لتصيب كل مجتمعاتنا بما فيها الحركات القومية الوحدوية ذاتها، فبعضها حل تنظيمه القومي إلى تنظيمات قطرية كحركة القوميين العرب، فيما عاش حزب البعث صراعاً مديداً بين نزعة قطرية تشد البعثيين إلى الانكفاء التنظيمي والسياسي داخل أقطارهم وبين نزعة قومية كان يتهم المتمسكون بها بالمثالية والطوباوية والغيبية.. الخ...

وعلى مدى العقود الخمسة التي تفصلنا عن 28 أيلول 1961 "يوم الانفصال المشؤوم" قدمت الدولة القطرية نفسها كحل واقعي لمشكلات الشعوب بعيداً عن الشعارات القومية، وبرزت مع هذه الدولة نظريات تبررها، وفلسفات تزينها و"ثقافات" قطرية حتى ولو كان عدد سكان القطر لا يتجاوز عدد سكان حي واحد في مدينة كبيرة كالقاهرة، وبدأنا نسمع عن فن "قطري"، وشعر "قطري"، ومسرح "قطري"، ولهجات "قطرية"، حتى وصلنا إلى شعار خادع كشعار "القطر أولاً" الذي تفشى في السنوات الأخيرة في عدة أقطار، وهو لا يقصد أن المصلحة الوطنية تعلو على المصلحة الفئوية أو الذاتية أو العشائرية أو القبلية أو الشخصية، أو تطغى على المصلحة الأجنبية، بل يقصد بشكل خاص أن "أولوية" القطر تعني انكفاءه وانعزاله وصولاً إلى "عدائه مع الأقطار الشقيقة الأخرى".

ومرت السنون والعقود لكي تنهار أسطورة "الدولة القطرية" التي لم تستطع أن تؤمّن لأقطارها استقلالاً فعلياً، أو أمناً متيناً، أو استقراراً قوياً، أو تنمية جدية، أو ديمقراطية حقيقية، أو وحدة وطنية صلبة، فإذا بالسيادات الوطنية تنهار أمام الاختراقات الأجنبية، وإذا بالأمن والاستقرار يهتزان أمام عجز متزايد للدولة القطرية رغم كل الإنفاق على الأجهزة الأمنية وإطلاق يدها في البلاد، وإذا بالتنمية تتراجع أمام فساد ينهش بها، وسوق تضيق باحتياجاتها، وموارد يتقاسم مغانمها حكام وأسيادهم في الخارج، وإذا بالديمقراطية تتحول إلى استبداد وطغيان يلاحق الناس في ليلهم ونهارهم، وإذا بالوحدة الوطنية تبرز هشة مفتوحة على كل أنواع الإثارة والتحريض والتلاعب.

كان تدهور المشهد القطري أحد أبرز السيناريوهات التي توقعها "مشروع استشرف مستقبل الوطن العربي" الذي أطلقه مركز دراسات الوحدة العربية في أواسط الثمانينات، ولم يقد انكشاف عجز الدولة القطرية إلى قيام الدولة القومية أو الوحدة العربية كما كان مفترضاً، وذلك لأسباب عدة أبرزها أن قوى الوحدة العربية في معظمها باتت مكبلة بقيود القمع أو سلاسل الانزلاق إلى لعبة السلطة، بل باتت سجينة الصراعات الجانبية وأسيرة التجويف والتزييف، ومن نجا من هذه القوى من هذه القيود وجد نفسه إما أسير حصار مستحكم يضعه أمام احتمالين: فإما الالتحاق بمواكب الواقع الراهن أو الانكفاء والخروج من الساحة...

على العكس من ذلك قاد انكشاف عجز الدولة القطرية عن الاضطلاع بمتطلبات مجتمعها ومواطنيها إلى بروز نزعات ما دون القطرية، من عصبيات عرقية ودينية ومذهبية وجهوية، تغذيها قوى خارجية، وترى في استخدامها بخلخلة مجتمعاتها ترجمة حرفية لنظرية "صدام الحضارات" التي تحكمت بسياسات المحافظين الجدد المتحكمين بدورهم بسياسة الدولة الأقوى في العالم، وكلا السياستين محكومة بالنظرية الصهيونية التي طرحت منذ عقود طويلة تقسيم الوطن العربي إلى دويلات طائفية وعنصرية ومذهبية ولكن مع تعديل بسيط وهو أن هذه النظرية باتت اليوم عالمية تنتقل من قارة إلى أخرى من تيمور الشرقية إلى يوغوسلافيا القديمة لتمزق بلدانها الواحدة تلو الآخرى...

وما الانفصال المرتقب في السودان سوى واحد من مشاريع تفتيت الأوطان، غايتها- إذا سمح لنا الأستاذ عفلق أن نستعير تعبيره- أن تجعل من "التفتيت حقيقة وحقاً"، وأن ينتقل النموذج الانفصالي أو التقسيمي إلى غير بلد عربي أو أفريقي.

لقد أصبح الاتفاق الفرنسي- البريطاني المعروف بسايكس- بيكو بالياً، بل إن بعض الأقطار التي أفرزتها تلك الاتفاقية المشؤومة بات يمتلك من الحجم البشري، والموارد المادية، والتطلع للعب دور إقليمي، ما جعله عبئاً وخطراً على أهداف تلك الاتفاقية التي استدعت اتفاقية جديدة، أمريكية- إسرائيلية هذه المرة، تسعى لتفتيت المفتت، ولتجزئة المجزّئ، وتقسيم المقسّم.

ولكن هل نحتاج إلى خمسين عاماً جديدة حتى تكتشف الدويلات الجديدة عجزها عن تلبية طموحات أهلها بعد أن نجحت في استثارة عصبياتهم على أنواعها، بل عجزها في استغلال الحرب والحرمان أو الغبن أو الطغيان لدفع مجتمعاتها إلى الانفصال عن الدولة الأم، فيما هي في الواقع إنما تزيد حربهم حروباً، وحرمانهم حرماناً، وغبنهم غبناً، وطغيانهم طغياناً.

في ندوة انعقدت السبت الفائت في الدوحة، عاصمة قطر، نظمها مركز الجزيرة للدراسات بالتعاون مع معهد أبحاث السلام في جامعة قطر، وبحضور سودانيين من كل ألوان الطيف السوداني وشخصيات عربية لمناقشة "تداعيات استفتاء جنوب السودان سودانياً وعربياً"، لفتني كلام لحكيم من حكماء الجنوب السوداني- وهو من مستشاري رئيس الحركة الشعبية سيلفا كير ويشغل منصب وزير للنفط في الحكومة الاتحادية السودانية، إذ قال د. نوال دينق: "إن الجنوب لا يستغني عن الشمال، والعكس صحيح" وأعطى مثلاً في مسألة النفط الذي تغذي موارده 90 بالمئة من ميزانية الجنوب و30 بالمئة من ميزانية الشمال، فإذا توقف ضخ النفط ليومين، بسبب يتعلق بالجنوب حيث المنبع أو بالشمال حيث المصب، فان الأنابيب ستتعطل، وإذا توقف الضخ أسبوعا فإن الأنابيب ومعها المنشآت كلها تصبح خارج الاستعمال، فالنفط السوداني ثقيل ولا تتحمل منشآته وأنابيب نقله أي توقف.

ويختم الوزير نوال دينق قوله "قد يكون الانفصال مؤقتاً، وقد يكون رسالة للجنوبيين والشماليين معاً، رسالة يدرك الجنوبيون من خلالها أهمية وجودهم في كيان أكبر كالسودان، ويدرك الشماليون أهمية رفع الإحساس بالغبن والتهميش والإقصاء الموجود حالياًً لدى الجنوبيين".

فهل تصح حكمة وزير الطاقة السوداني الجنوبي، ويقتنع بها سريعاً أهل الجنوب بعد أن يستكملوا فرحتهم ونشوتهم بما حققوه من "انتصار" باسم الانفصال، أم سيتركون إقليمهم يواجه مشكلات ما بعد الانفصال الداخلية والخارجية التي لا مجال لتعدادها في هذه العجالة، ويدركون أن الانفصال هو أقصر الطرق إلى الفوضى، وأن وعود الأصدقاء في الغرب، كما في أفريقيا، لن تكون أكثر من سراب في صحراء قاحلة؟ ثم هل يقتنع القيمون على أمر جنوب السودان أن الانفصال ينتمي إلى مرحلة كانت موازين القوى كاسحة لصالح واشنطن وتل أبيب، وأن العالم كله، ومعه منطقتنا، يعيش مرحلة جديدة فيها علاقات قوى جديدة، وموازين قوى جديدة، وحقائق جديدة، يصبح معها كل انفصال أو تفتيت عبئاً على أهله قبل أن يكون عبئاً على الوطن الأكبر؟!

أسئلة مشروعة نطرحها في يوم يبقى حزيناً في حياة السودان، وحياة الأمة، بل في يوم يريد له أعداء أمتنا أن يكون إشارة انطلاق للمزيد من تفتيت السودان والدول العربية والأفريقية على حد سواء ووضعها على طريق الفوضى "المنظمة" أو "الخلاقة" كما يقولون.

مهزلة الانتخابات في البلاد العربية

زيد الشامي
رغم أن الكثير من المواطنين العرب لا يثقون في العملية الانتخابية التي تحدث في الدول العربية، ورغم أن الكثيرين منهم لا يدلون بأصواتهم الانتخابية لعدم ثقتهم بالمؤسسات السياسية القائمة، لكن الانتخابات تحصل كل عام هنا وهناك، ولا يتغير شيء في حياتنا العامة حيث تبقى الأمور تراوح مكانها، لا بل في أحيان معينة تسير إلى أسوأ.

باختصار شديد وكلام واضح، لا يثق مواطنونا في الانتخابات ونتائجها بسبب غياب الشفافية والديمقراطية في حياتنا العامة وحياتنا السياسية، وبسبب ضعف الحياة البرلمانية، وانتهازية وفساد غالبية ممن يفترض بهم أن يكونوا ممثلين للشعب في البرلمانات العربية.

الكل يعرف أن غالبية من هؤلاء الذين يترشحون للانتخابات التشريعية، إنما يفعلون ذلك تطلعاً لامتيازات مالية وسياسية يحصلون عليها بعد انتخابهم. أيضاً فإن غالبية برلماناتنا العربية وأعضاء هذه البرلمانات أو مجالس الشعب، ما كانوا ليصلوا لولا ولاؤهم غير المشكك به للأنظمة العربية الحاكمة.

وعليه، فإننا أمام حالة انتخابية كاذبة، أو بالأحرى عملية ديمقراطية مزيفة وغير حقيقية لا قيمة فيها للصوت الانتخابي ولا للمرشحين، ولا فعالية متوقعة منهم بعد فوزهم بعضوية البرلمان أو مجلس الشعب حيث يفترض أن يمثل العضو المنتخب ويعكس مصالح الفئات والشرائح الانتخابية التي منحته ثقتها وعولت عليه.

لا يمكن توجيه اللوم على النظام العربي الحاكم وحده الذي لا يريد ممثلين حقيقيين للشعب، بل أن المواطنين العرب الذين يشاركون في العملية الانتخابية، يتحملون مسؤولية عما آلت إليه الأمور. هم يتحملون المسؤولية مرتين، أولاً حين يقبلون المشاركة في انتخابات غير نزيهة وغير حرة لاختيار أعضاء لمجالس وهمية وكاريكاتورية، وثانياً حين يقبلون التعاطي مع آليات الفساد التي تحكم العملية الانتخابية، وهي الآليات التي تستخدمها الأحزاب الحاكمة والمرشحون للانتخابات أنفسهم.

فحين يتنازل المواطن عن حقه في التعبير ويقبل بيع صوته بثمن بخس لمرشح يستخدم الفساد والرشوة وشراء الأصوات، فهو يسمح ببساطة بانتهاك حقوقه السياسية وبيعها بثمن بسيط، نحن نعرف أن المرشحين والأنظمة الحاكمة تلعب على وتر الحالة الاقتصادية الصعبة التي تعيشها غالبية من مواطنينا وترزح تحت وطئتها، لكن على المواطن العربي أن يعرف أنه حين يسمح ببيع صوته الانتخابي بمبلغ مالي زهيد أو «علبة سمن» مثلاً، فإنه يساهم في حالة الفساد القائمة ويتنازل عن أخلاقه وكرامته بسهولة، بحيث يقبل أن تنتهك هذه الكرامة لمن يدفع ثمناً أكبر، وعليه فلا يحق لهذا المواطن أن يطالب مرشحه الذي منحه، عفواً... «باعه» صوته، لا يحق له أن يطالب ذلك «النائب» بالعمل على تحقيق مصالح الشعب أو الشريحة الاجتماعية التي انتخبته وصوتت له، لأن الناخب قد قبض ثمن صوته مقدماً وانتهت مسؤولية النائب منذ تلك اللحظة التي دفع فيها ثمن الصوت الانتخابي.

نحن لا نبالغ، لقد حصل ذلك في معظم الانتخابات التشريعية التي شهدتها العديد من الدول العربية أخيرا مثل مصر والأردن على سبيل المثال. ففي مصر، وحسب تقارير إعلامية، « قفزت أسعار الأصوات في الانتخابات البرلمانية إلى الضعف تقريباً قبل إغلاق صناديق الاقتراع بساعتين عما كانت عليه في ساعات الظهيرة التي وصل خلالها سعر الصوت إلى 100 جنيه مصري». وفي إحدى الدوائر الانتخابية لاحظ مشرفو اللجنة الانتخابية "أن مواطناً حاول إدخال 100 بطاقة انتخابية في صندوق الاقتراع، وحينما هم المشرفون بضبطه لاذ بالفرار دون أن يحاول رجال الشرطة المتواجدون بكثافة اعتراضه".

أيضاً اتهم مرشح أحد الأحزاب، مرشحي «الحزب الوطني» "برشوة الناخبين وقيامهم بدفع مبالغ مالية لكل ناخب بالإضافة إلى توزيع علب سمن".

وفي مقر دائرة انتخابية أخرى «وقعت مشادة طريفة بين إحدى الناخبات ووكيل لمرشح عندما وعدها بإعطائها المبلغ المتفق عليها بعد إدلائها بصوتها، لكنه رفض ذلك فتعدت عليه بالسباب والشتائم». ودخلت المنشطات على قائمة وسائل شراء الأصوات، "حيث لجأ أنصار اثنين من المرشحين بدائرة الخليفة والمقطم إلى شراء أصوات الناخبين بتوزيع أقراص منشطات على الناخبين قبل الإدلاء بأصواتهم".

وفي الأردن الذي شهد انتخابات مماثلة حصل التزوير من خلال القانون الانتخابي ابتداء من قانون الصوت الواحد وصولاً إلى تقسيم الدوائر وخاصة المحافظات الكبيرة إلى دوائر، فهذه التقسيمة نجحت إلى حدّ بعيد في فرز نتائج أبعدت شرائح كبيرة في هذه المحافظات عن تمثيل نفسها في البرلمان الحالي، لتصار نتيجتها نوّاباً في غالبيتهم بلون واحد، ولا ننسى دور المال السياسي الذي فرض نفسه على الفقراء والمحتاجين رغم كل التحذيرات التي أعلنتها وزارة الداخلية الأردنية. لا بل إن بعض المراقبين عن كثب لهذه الانتخابات قالوا إن عملية البيع والمقايضة تمت أمام الجميع وعلى مرأى من غالبية الأجهزة الحكومية !

هذا غيض من فيض مما يجري في الانتخابات في البلدان العربية، فإذا كان هذا هو واقع الحال، وإذا لم يكن هناك جدوى من غالبية البرلمانات العربية التي «لا تهش وتنش» فيما أعضاؤها نياماً طوال أعوام الدورة الانتخابية، وإذا كان هؤلاء الأعضاء لا يستطيعون إسقاط وزير أو حكومة، أو معارضة سياسة الحزب الحاكم، وإذا كانت المجالس النيابية تكلف دافعي الضرائب والفقراء الكثير من الأموال والمصاريف، وأخيراً، إذا لم نكن، ولا العالم جميعه في الخارج يثق فيها وبأهمية دورها، فلماذا نتوجه إلى الانتخابات، ولما هذه الانتخابات موجودة بالأصل؟
البطالة، والبطالة المقنعة .. والمساعدات الاجتماعية
أمير حمد


تتعرض في هذا المقال لقضية المساعدات الاجتماعية من جديد، ذلك لأنها تتواكب دوما مع قضايا البطالة، والبطالة المقنعة وكذلك شريحة الأجانب، كأكبر شريحة اجتماعية في ألمانيا مستقطبة للمساعدات الاجتماعية .
سنناقش قضايا الطعن في التعديلات الجديدة لمنظومة المساعدات الاجتماعية ومقترح إلغائها واستبدالها بمنظومة أخرى يطلق عليها "الضمان المالي للمواطنين" الذي دعا إليه "ألت هاوس" رئيس وزراء ولاية تورينغن الأسابق .
لقد واجه قرار الحكومة بشأن تعديل نظام المساعدات الاجتماعية نقدا شديدا من قبل القانونيين، إذ يصفونه بعدم تطابقه مع بنود الدستور الألماني لحماية المواطنين من الفقر.
كان وقد سبق أن ورد في مجلة الدليل المشاكل المالية والطعون التي تواجه الأحزاب الحاكمة فيما يخص الموضوع نفسه إلا أن هذه المرة لم تعد الطعون والاحتجاجات مجرد ثورة كلامية لإظهار قوة برامج الأحزاب وهيكلها العام فيما يخص قضايا الطبقة الشعبية، وإنما نجد أن الاحتجاجات على تمويل منظومة المساعدات الاجتماعية الأخيرة من قبل الحزب اليساري والحزب الاشتراكي قد تحول من طعون في التعديلات المذكورة إلى المطالبة برفعها إلى المحكمة الدستورية.
ما إن قررت الأحزاب الحاكمة في البرلمان تطبيق الإجراءات الجديدة بدءً من 2011 ، إلا وأعلن الحزب الاشتراكي بأن هذه التعديلات غير صحيحة ولا تتماشى مع الوضع المالي للحاصلين المساعدات.
وفي المقابل نجد أن السكرتير العام للتكتل المسيحي قد صرح بأن التعديلات الجديدة المنصوص عليها من قبل الأحزاب الحاكمة تعديلات صحيحة تماما. أما فحوى هذه التعديلات "الضجة الكبرى" فهي رفع المساعدات بمقدار خمسة يورو للكبار من 359 يورو إلى 361 يورو مع عدم تغير حصة الأطفال.
هذا كما صرحت "أنا لينتس " البروفسوره في المعهد العالي في دور المسنين بأن المحكمة الدستورية لن تقبل التعديل المذكور، غير أن السياسيين والأحزاب الحاكمة لن تتردد في عزمها على إبقاء التعديلات كما هي لأن إجراءات المحكمة الدستورية ستستغرق وقتا طويلا لرفض معدل الزيادات الجديدة المقترحة، وعليه ستشغل الأحزاب الحاكمة هذه الفترة لتطبيق "الادخار" على حساب الحاصلين على المساعدات.
من المعروف بأن المحكمة الدستورية قد طالبت الحكومة في فبراير هذا العام بتعديل رفع معدل المساعدات إلى فترة أقصاها نهاية هذا العام .
تقول بروفسوره "أنا لينتس" بأن المحكمة الدستورية لن تقبل قطعا بهذا التعديل علما بأن الأحزاب الحاكمة تعلم ذلك ولكنها تحاول كسب الوقت "للادخار" كما ستحاول كذلك المساومة مع الأحزاب المعارضة قبل أن ترفع الاحتجاج إلى المحكمة الدستورية.
أما "يورغن برخرت" القاضي الاجتماعي بولاية "هيسن" فيذهب أكثر، إذ ذكر بأن انخفاض معدل المساعدات هو واحد من النواقص الكثيرة إذا تدققنا في " هيكل هذا القرار " لقد انتقد كل من "أنا ليتش ، وبرخرت" في مجلس دعم مكاتب العمل والخدمات الاجتماعية هذا القرار وكذلك نقاط أخرى .
في دراسة لمركز حماية المستهلكين لعام 2008 جاء بأن دخل الأفراد البالغين بألمانيا تحت 15% بالنسبة لأدنى الأجور. وتقول هذه الدراسة الجديدة بأن النسبة الحقيقة هي 20% وليس 15% المذكورة وعليه فإن هذه النسبة الكبيرة للأجور المتدنية قضية قابلة للطعن القانوني في المحكمة الدستورية وذلك لأن الأحزاب الحاكمة تحاول تقليصها لصالح برنامجها السياسي الممتلئ بالوعود الانتخابية لكسب الأصوات ....
ثمة نقطة أخرى لا تقل أهمية من سابقتها إلا وهي أن ظاهرة "الفقر المقنع " لم تزل مسكوت عنها. يعني بالفقر المبطن تواجد فئات كبيرة من المواطنين تحصل على أجر متدني، يستوجبها تغطيته بدعم المساعدات الاجتماعية ، إلا أنها لا تقدم طلبا لمثل هذا الدعم انطلاقا من "الخجل والحرج الاجتماعي" أو لأنها لا تعلم بحقها القانوني بالتقديم لمثل هذا الطلب "، علما بان نسبة عدم المعرفة بهذا الطلب قليلة جدا !! ".
تقول الدراسة موضحة بأن 9.4 مليون مواطن ألماني ضمن هذه الشريحة المحتاجة إلى الدعم حتى تكمل دخلها بما يتناسب مع المنصرفات الحياتية اللازمة .
وعليه يؤكد التقرير بأن عدم إدراج هذه النسبة مع الحاصلين على المساعدات يأتي بأرقام خاطئة تماما يستوجب كشفها أمام المحكمة الدستورية، وذلك لأن القياسات المالية التي تتم تنطلق من نسبة الحاصلين على "المساعدات " أي العاطلين عن العمل وليس من المجموع الكلي بإضافة هذه الفئة التي هي في الأصل جزء من هذه الدائرة .
هذا كما اعترض بعض سياسي الحزب الاشتراكي وكذلك أحزاب المعارضة على عدم إجازة مال خاص للكحول والسجائر و .... للحاصلين على المساعدات، إذ أنهم في هذا الوضع لا يجدون ما يمكن الاستغناء عنه ومن جانب آخر يضعف "الادخار" حركة السوق المستهلكة .
مشروع إلغاء المساعدات الاجتماعية Hartz IV
تقدم "ألت هاوس" CDU ورئيس وزراء ولاية "تورنغن" الأسبق بمقترح لحزبه ينص على إلغاء المساعدات الاجتماعية (Hartz IV) ، واستبدالها "بضمان مالي" أساسي لكل مواطني ألمانيا .
من المعلوم أن "ألت هاوس " كان وقد تنازل عن منصبه كرئيس وزراء لولاية تورينغن بعد حادث تزحلق جليدي "توفيت فيه امرأة بعد ارتطامه بها ومنذ ذلك الوقت سلط الضوء عليه بكثافة تحت ضغط إعلامي واضح فاختفى ألت هاوس من الساحة السياسية بعد تنازله عن منصبه وعمله كمستشار بشركة "ماغنر". ما يهمنا هنا هو أن ألت هاوس قد اقترح في تصوره السابق بأن يمنح كل مواطن ألماني 600 يورو تسدد منها 200 يورو للتأمين الصحي وباقي المبلغ (400) للمنصرفات الحياتية.
تقدم ألت هاوس بمقترحه إلى حزبه الحاكم كعضو فيه، إلا أن حزبه لم يبد برأيه فيه إلى الآن .
هذا ومن المعروف بأن ألت هاوس كان من القائمين بإنشاء "مال التضامن "مع ألمانيا الشرقية عام 2007 ، أما في تصوره هذا فقد صرح ألت هاوس بأن هذا المشروع كفيل بمحاربة الفقر "أي أن 400 يورو المتبقية لمنصرفات الحياة في ألمانيا هي أكثر من Hartz IV اليوم 359 يورو ، كما أنه اقترح كذلك دعم الإيجارات وفي المقابل تسقط المعونات الاجتماعية المختصة بها وكذلك "مال الأطفال " والمنح الدراسية.
وعليه يرى ألت هاوس "بأن كل ما يتقاضى أكثر من 18000 يورو سنويا عليه دفع الضرائب. هذا هو نصور ألت هاوس في مشروعه لمكافحة الفقر في ألمانيا أما تمويله فقد جاء في النقاط التالية التي اقترحها :
- تسهيل إجراءات الضرائب .
- تحميل العاملين والمواطنين و فوق كل شيء الشركات أعباء الضرائب كتضامن مع الشعب.
- أن تكون نسبة الضريبة 40% للعاملين وكذلك على العقارات والاستمارات المالية، وترفع ضريبة عائد القيمة، أما الشركات فضريبتها 18% .
البرلمان يرفض مشروع الحكومة
هذا وقد رفض البرلمان القانون المقدم من الحكومة بهدف إصلاح نظام المساعدات التي يتلقاها العاطلون عن العمل والعائلات الفقيرة والمشردون.
والقانون الذي رفضه أعضاء الغرفة العليا من البرلمان يعد أول ضربة تتلقاها حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهو ما دعا البعض إلى طلب تغيير وزراء فيها. وبناء على هذا الرفض يجب على الحكومة أن تبحث مشروع قانون جديد، يمكن أن يمرر أمام البرلمان.
يشار إلى أن مخصصات نظام الرعاية الاجتماعي تلتهم أكثر من نصف ميزانية الدولة السنوية.
العداء للإسلام في أوروبا يتحرك إلى الوسط
توم هنيغان

تصعد الأحزاب السياسية لليمين المتطرف في أوروبا حملتها الدعائية المناهضة للإسلام وتقيم علاقات عبر الحدود تصل بعيدا حتى زيارة إسرائيل للإشادة بها كحصن ضد التشدد الإسلامي.
وصدمت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان النخبة السياسية في فرنسا في الايام الأخيرة عندما شبهت المسلمين الذين يصلّون خارج المساجد عندما تكتظ بالمصلين وخصوصا في رمضان بالاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية.
وحذر أوسكار فريزينغر الذي كان من بين من قادوا الجهود في سويسرا لحظر بناء مآذن للمساجد في اجتماع لليمين المتطرف في باريس السبت من "السالمة السكانية والاجتماعية والنفسية لأوروبا". وتحدث ناشطون من ألمانيا وبلجيكا أيضا في الاجتماع.
وقال السياسي خيرت فيلدرز الذي يدعم حزبه اليميني المتطرف حكومة الأقلية في هولندا انه ينظم "تحالف الحرية الدولي" للربط بين الجماعات النشطة على المستوى الجماهيري في "مكافحة الإسلام".
وفي وقت سابق هذا الشهر زار فيلدرز إسرائيل وعبر عن تأييده للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية قائلا أن الفلسطينيين هناك يجب أن ينتقلوا إلى الأردن. وكان سياسيون آخرون من غلاة اليمين المتطرف من ألمانيا والنمسا وبلجيكا والسويد وغيرها ممن يتفقون معه في آرائه وتوجهاته يقومون بزيارة لإسرائيل في الوقت نفسه.
وقال فيلدرز في امستردام "ثقافتنا تقوم على المسيحية واليهودية والإنسانية، (والإسرائيليون) يخوضون معركتنا".
وأضاف "إذا سقطت القدس فستليها أمستردام ونيويورك".
وقال فيلدرز الذي يسعى لاجتذاب حلفاء مناهضين للإسلام في الخارج أن بعض احزاب اليمين المتطرف الأقدم مثل الجبهة الوطنية في فرنسا والحزب الوطني في بريطانيا "أحزاب عنصرية صريحة لا أبالي بها" وسيتجنب التعاون معها.
وتكتسب الحملات التي تستهدف المسلمين تأييدا في أوروبا وكان أبرز هذه الجهود في الآونة الأخيرة حظر المآذن في سويسرا العام الماضي وقانون حظر النقاب في الأماكن العامة في فرنسا هذا العام والذي قال فيلدرز أن هولندا يجب أن تصدر قانونا مثله العام القادم.
ويقول المحلل الفرنسي البارز دومينيك ريني أن التأييد لهذه الخطوات تجاوز الأحزاب المناهضة للهجرة لينتشر بين أحزاب الوسط حيث أججت العولمة وتقدم سكان أوروبا في السن قلق الناخبين بشأن السيادة الوطنية.
وأضاف أن الأزمة المالية جعلت مزيدا من الناخبين يتفقون مع اليمين المتطرف على أن النخب السياسية في بلادهم تفتقر للكفاءة.
وقال لصحيفة لوموند الفرنسية "بعض الناس يرفضون ما يعتبرونه تغيرا في محيطهم الثقافي أو الديني". وأضاف "هذه هي المشاكل التي فرضتها المساجد والنقاب ولافتات الطعام الحلال".
ويرى البعض في اليمين المتطرف اتجاهات مماثلة في الولايات المتحدة. وحضر فيلدرز اجتماعا حاشدا في نيويورك يوم 11 سبتمبر/أيلول للاحتجاج على مسجد مزمع إقامته قرب موقع مركز التجارة العالمي الذي دمر في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 وقال زعيم حزب الحرية النمساوي هاينز كريستيان ستراش أنه يريد زيارة الولايات المتحدة للاجتماع مع زعماء حركة حفل الشاي.
وكانت مارين لوبان التي تستعد لخلافة والدها جان ماري لوبان في زعامة الجبهة الوطنية قد تبنت في السنوات الأخيرة نهجا أكثر اعتدالا قبل تصريحاتها المناهضة للإسلام. ورفضت أن تردد الآراء المعادية للسامية التي عبر عنها والدها.
لكنها بدأت بالقول " أن كل الإعانات العامة لبناء المساجد ينبغي أن تتوقف.
وقال العديد من السياسيين وزعماء المسلمين أن المسلمين كثيرا ما يصلون في الشوارع لان الأماكن في المساجد غير كافية ودعوا إلى بناء مزيد من المساجد.
وتحدد زيارات غلاة اليمين المتطرف لإسرائيل ما يسميه بعض المحللين "اليمين المتطرف الجديد" تمييزا لهم عن المتطرفين الأقدم الذين كانوا في كثير من الحالات معادين للسامية ويؤيدون الدول العربية ضد إسرائيل.
ويمنحهم إعلان التأييد لإسرائيل الفرصة لمعارضة مواقف المسلمين في بلدانهم لان مسلمي أوروبا في أغلب الحالات مؤيدون للفلسطينيين كما يمنحهم الفرصة للاحتفاء بإسرائيل على أنها الخط الأمامي في محاربة التشدد الإسلامي.
قال فيلدرز في كلمة في تل أبيب "ليس من واجب إسرائيل إقامة دولة فلسطينية". وأضاف "توجد بالفعل دولة فلسطينية وهذه الدولة هي الأردن".
ودافع ما يسمى "إعلان القدس" الذي أصدره أربعة يمينيين أوروبيين آخرين خلال زيارة إسرائيل دفاعا شديدا عن وجود إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها "ضد كل أنواع العدوان وخصوصا الإرهاب الإسلامي".
ونفى هاينز كريستيان ستراش من النمسا وزعيم حزب الحرية الألماني رينيه شتاتكيفيتز والنائب الديمقراطي السويدي كنت ايكيروث وفيليب ديوينتر زعيم حزب فلامز بلانج البلجيكي أنهم يؤججون ببيانهم الخوف المرضي من الإسلام.
وقال ديوينتر في تل أبيب "الصراع العربي الإسرائيلي يوضح الصراع بين الثقافة الغربية والإسلام الراديكالي".
وسعى ستراش إلى ربط الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بأوروبا بطريقة مماثلة قائلا في مؤتمر في عسقلان وهي مدينة تعرضت لهجمات صاروخية من قطاع غزة أن إسرائيل تواجه "خطر الإرهاب الإسلامي الموجه إلى قلب مجتمعنا مباشرة".
واتهمت صحيفة هاارتس الإسرائيلية اليمينيين "بإحلال نموذج المهاجر المسلم ذي السلوك الإجرامي محل اليهود كعدو لدود" وزيارة إسرائيل لمجرد "الحصول على مغفرة اليهود التي تقربهم من السلطة السياسية".

أوروبا ترتد عن الوحدة إلى التعصب الوطني
فيليب ستيفنز
أزمة اليورو هي أزمة أوروبا. القارة تنزلق إلى تعصب وطني جديد. وهذا ليس عودة إلى الشوفينية التوسعية القديمة وإلى عهد الجيوش الزاحفة عبر الحدود، التي تركت مثل تلك الندوب المحزنة خلال النصف الأول من القرن العشرين. الذي نشهده اليوم هو التعصب الوطني لأوروبا التي فقدت ثقتها بمستقبلها.
ومع تقوقع الاتحاد الأوروبي على نفسه استجابة لتحول القوة العالمية باتجاه الشرق، فعلت دوله الأعضاء الأمر نفسه. وأخلى الزعماء في باريس وبرلين وروما، الذين سبق لهم أن رأوا في أوروبا ممثلاً على المسرح العالمي، السبيل أمام سياسيين أصغر يتدافعون لتحديد مصالح وطنية ضيقة.
كانت السيادة الوطنية في السابق معياراً يرفعه عالياً، وبصورة رئيسية، البريطانيون المتشككون في جدوى العمل مع أوروبا. الآن هذا المعيار منتشر عبر القارة، والتضامن الذي أرساه الآباء المؤسسون للاتحاد الأوروبي حجر زاوية لمستقبل أوروبا، هو الآن فكرة معطوبة.
لم يعد من المثير للخيال في هذه الظروف تصور أن هذه التجربة الفريدة في الحكم المتخطي لسلطات الدول يمكن أن تتمزق. والسبب القريب للغاية لوقوع مثل هذا الحدث يمكن أن يكون صدمة اقتصادية أخرى. ومع ذلك، العلة الرئيسية سياسية. ولا يمكن للحكومات التي تصارع من أجل المحافظة على دعمها محلياً أن تكيّف نفسها لعالم لم يعد ينتمي إلى الغرب.
والتعصب الوطني الجديد يُسمع من الضعفاء ومن الأقوياء. ويخشى الناخبون في أيرلندا التي هي أحدث ضحية لأزمة الديون في منطقة اليورو، من أن الاستقلال الذي تم الحصول عليه بشق الأنفس من بريطانيا، قبل نحو قرن تتم خسارته لصالح المفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي. والمؤسسات الأوروبية التي دعمت تحول إسبانيا، والبرتغال، واليونان، إلى الديمقراطية تهدد الآن بأن تصبح عائقا أمام رخائها وازدهارها. وتشكو ألمانيا من أنها تتحمل أعباء فاتورة جيرانها غير المبالين. والحجج التي يتم سماعها فيما يطلق عليه البلدان الطرفية هي أن برلين مهيأة للعيش في أوروبا ألمانية.
أُصاب بالعصبية حين تقول أنجيلا ميركل إن مستقبل اليورو ومستقبل الاتحاد الأوروبي مرتبطان بصورة لا يمكن فكها. والمشكلة هي أنها على حق. فالاتحاد الأوروبي كما عرفناه لن يتمكن من النجاة من انفجار داخلي لمشروعه الأكثر طموحاً. وما يقلقني هو أن الدلائل تفيد، حتى الآن، أن برلين لا تمتلك الإرادة السياسية لإنقاذ العملة المشتركة.
مما لا شك فيه أن دوافع مستشارة ألمانيا في الربط بين اليورو والاتحاد الأوروبي تستحق التكريم والتقدير. ويقول المسؤولون التابعون لها إن القصد هو التشديد على الأهمية التي توليها للدفاع عن العملة الموحدة. ولن تسمح برلين لأوروبا بالفشل، وستنقذ اليورو.
لكن الأسواق ليست عمياء. فقد تتبعت التردد الذي رافق عمليتي إنقاذ اليونان وأيرلندا والمحاذير التي ربطت بها برلين عمليات الإنقاذ في المستقبل. ويمكن للأسواق أن ترى أن ميركل في تشكيلها لسياستها الأوروبية لديها عين على الجمهور وأخرى على المحكمة الدستورية الألمانية. أما فرنسا التي كانت ثقلاً موازناً لاقتصادات الانكماش، فيبدو أنها تعتقد الآن ألاّ خيار أمامها سوى الإذعان.
إن أزمة منطقة اليورو متجذرة في الاقتصاد. في فقاعة السيولة التي سبقت التراجع المالي الشديد، وفي إسراف الحكومات، وفي غياب النظير المالي للاتحاد النقدي. ومع ذلك، فشل صانعي السياسة في استعادة السيطرة على الأمور يشير إلى التحول السياسي الأكثر أهمية؛ لقد فصلت ألمانيا مصالحها القومية عن المصلحة الأوروبية.
والآن يتحرك السبب والنتيجة في هذه الأزمة في الاتجاهين. فاضطراب سوق السندات يعمل على تآكل الثقة بالمشروع الأوروبي الأوسع، والحماس السياسي المتلاشي للاتحاد يستنزف طاقة الحكومات وقدرتها على إنقاذ العملة المشتركة.
والمفارقة هنا هي أنه ليست قبضة السلطة القوية في بروكسل هي التي سرقت من الحكومات قيادتها لمصائرها الوطنية. المجرمان هما العولمة وتحوّل القوة الاقتصادية إلى الشرق. ومع ذلك، حين يطالب الناخبون بالحماية من عوامل عدم الأمان الخاصة بالعمر، يجيب السياسيون بلوم الاتحاد الأوروبي.
أخذت البرتغال، وإسبانيا، وإيطاليا، الآن مكان أيرلندا في نظر الأسواق. وتشكو برلين من توجيه اللوم إليها دون غيرها. وتريد ألمانيا بكل بساطة أن تكون بلداً ''عادياً'' – مثل فرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا، بحيث توازن مصلحتها الوطنية مقابل المصلحة الأوروبية.
لكن ألمانيا ليست بلداً عادياً. إنها أكبر وأقوى وأهم استراتيجياً من أن تتصرف كأي من الدول الأخرى. فالتوافق الأوروبي يعتمد على قيام برلين بدورها كجهة تمتص الصدمات. وجيل الزعماء، من طراز هيلموت كول وهيلموت شميت، فهم هذا. وتشدد ميركل الاقتصادي ليس بديلاً لنفاذ بصيرة كول السياسية.
يقول لي أحد أصدقائي الشخصيين الذين تابعوا عن قرب سياستها الخارجية، إن إملاء ميركل لقائمة جديدة من القواعد بخصوص اليورو يشير إلى ابتعاد مؤلم عن ماضي ما بعد الحرب. ألمانيا بعد عقدين من إعادة التوحيد تتخلص من كل ما يعوق ممارستها لقوتها.
من الممكن إنقاذ العملة الموحدة. إذا تحرك البنك المركزي الأوروبي للقيام بهذه المهمة، فإن بإمكانه شراء كل الديون السيئة. أما اقتصاديات إعادة التوازن إلى منطقة اليورو للسماح للدول الأضعف بسداد ديونها واستعادة تنافسيتها، فهي تحدٍ أكثر تعقيداً.
لا يمكن تجنب التقشف، لكن لا يمكن إخضاع إسبانيا، وأيرلندا، وبلدان أخرى إلى انكماش شبه دائم. ولن تسمح السياسة لأوروبا بأن يعاد تكوينها على الصورة الألمانية. وفي النهاية، كل هذه الأمور متعلق بالسياسة.
لقد تخطت الدول الأوروبية مرحلة شن الحروب المتبادلة على بعضها بعضا وكان ذلك أحد أهم إنجازات الاتحاد الأوروبي. وفي عالم ينتمي اليوم إلى الباسفيكي وليس إلى الأطلسي، فإن التهديد لا علاقة له بذلك. ولا يمكن للتعصب القومي الجديد إلا التعجيل بما هو حتمي.
وبعد الأزمة الاجتماعية التي ظهرت جليا في بلدان عدة مع التظاهرات العنيفة في لندن ضد رفع الإقساط المدرسية والجامعية وإحراق مصرف في أيار/مايو في اليونان ما تسبب بسقوط قتلى والاضطرابات حول إصلاح النظام التقاعدي في فرنسا، فمن المحتمل أن تقضي المرحلة المقبلة بقيام أزمة سياسية.
قال الرئيس السابق الفرنسي للمفوضية الأوروبية جاك دولور مبديا قلقه أن "أوروبا تتراخى وتعبرها تيارات شعبوية وقومية".
وفي هذا السياق يسجل بروز اليمين المتطرف مع تحقيقه اختراقا تاريخيا في السويد عام 2010 وتقدما في دول مثل هولندا والمجر.
ويبدي المسؤولون الألمان في الجلسات الخاصة مخاوف من أن يغتنم الشعبويون أزمة اليورو في بلادهم أيضا ويستفيدون من المعارضة الشعبية المتزايدة لدفع ديون دول الجوار.
تشكيل الحكومة العراقية ... بين مطرقة أمريكا وسندان إيران

عبير حميد مناجد
ترى هل يحمل العام الجديد البشرى للعراق والعراقيين ؟ ...

منذ انتهاء انتخابات السابع من آذار/ مارس من العام الماضي، والتي شهدت اقبلا غير مسبوق داخل العراق وخارجه على صناديق الاقتراع، أدلى فيه العراقيين بأصواتهم غير مبالين بجو الإرهاب الذي أحاط بالعملية الانتخابية خاصة، في ظل استمرار الاحتلال الأمريكي وتدني الأوضاع الأمنية والخدمية بشكل عام.

ورغم خيبة الأمل التي أصابت قطاع كبير من الناخبين، كون فرز الأصوات وإعلان النتائج استمر ثمانية اشهر متواصلة جددت معاناة المواطنين في الداخل والخارج على نحو غير مسبوق، عاد العراق إلى نقطة الصفر التي بدأها مع دخول قوات الاحتلال في الرابع من أيلول عام 2003 .... لتسفر النتائج أخيرا وبعد جولة مواجهات وخلافات بين ( القائمة العراقية) برئاسة د. أياد علاوي و(دولة القانون) برئاسة السيد نوري المالكي إلى بقاء الحال على ما هو عليه، وبمبادرة من السيد مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق ، وحتى لا يحسب الفضل لمبادرة السعودية الجارة العربية الكبرى للعراق و التي تقدمت بمبادرة لحل الخلاف وتشكيل الحكومة قبل أن تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه لكل دول المنطقة.

قرر الرئيس جلال الطالباني إعادة تكليف المالكي بتشكيل الحكومة على أن تتولى القائمة العراقية رئاسة مجلس السياسات الإستراتيجية، وهو المجلس الذي استحدث لإرضاء قائمة علاوي و( السنة) للموافقة على المشاركة في الحكومة بعد أن وجهت اتهامات (لدولة القانون) بتزوير النتائج وسرقة فوزها الديمقراطي بالانتخابات.

وبهذا ووفق سياسة الحكومة الجديدة سيحتفظ الأكراد بالرئاسة و(الشيعة) برئاسة الوزراء و(السنة) بالمشاركة في صنع القرار السياسي وحق الاعتراض، على ان يبقى البرلمان مستقلا عن أي طائفة أو حزب كما يؤمل له....

وكانت العاصمة برلين، التي يقدر عدد العراقيين فيها بنحو ألفين وفق آخر إحصائية فيما تضم ألمانيا بكل ولاياتها ما يقرب من 150 ألف لاجئ عراقي، قد شهدت إقبالا كبيرا من أبناء الجالية العراقية بمختلف فئاتهم وطوائفهم وأديانهم على الانتخابات.

"الدليل" التقت مع بعض أبناء الجالية العراقية ممن شاركوا في الانتخابات وممن امتنعوا عن المشاركة لتقف على آرائهم وتحليلهم لما جرى إبان الانتخابات وبعدها .. وعن مدى رضاهم عن التشكيل الحكومي الجديد ومستقبل العراق المنظور .. وأسئلة أخرى في سياق التحقيق التالي ....

حين دخلت العراق لأول مرة( انكسر) قلبي .. ليست هذه بغداد التي عرفتها

محمد حسن 41 سنة يقيم في ألمانيا منذ 12 عاما..... لم يتسن له المشاركة في انتخابات تشكيل الحكومة العراقية التي جرت مطلع العام الحالي لانشغاله ولأنه لم يعلم اين تتواجد مراكز الانتخاب والا فأنه كان سيستخدم حقه في انتخاب حكومة بلده الأم، لأن الوضع لم يعد يحتمل السكوت عليه كما قال وأضاف:ـ

اسمحي لي ان اعزي الشعب العراقي على الحكومة الجديدة ولا اهنئه لأنها نفس الحكومة السابقة، ونفس المعاناة ونفس المشاكل السابقة ( راح تبقى) اما عن المشاكل المستعصية بين (القائمة العراقية) و(دولة القانون) فإنها اثرت سلبا على الشعب العراقي، فقط لان كل حزب من هذه الاحزاب احتفظ بمركزه وامتيازاته و(فلوسه) ومليشياته وبقي العراقيون يعانون، وبرأيي ان مشاكل الأحزاب العراقية الآن انها لم تعد تستطيع ابتداع أفكار جديدة لسرقة الشعب لأنها استنفذتها كلها ومع ان كلمة حكومة جاءت من الحكم وسياسة الرعية كما فسرها اللغويون إلا أننا في العراق ليس لنا نفس المعنى لهذه الكلمة لانها باتت تعني سرقة العراق وتصفية ابناءه لأن الحكومة الحالية تعرف انها باقية لفترة قصيرة فقط فتريد اغتنام الفرصة وسرقة اكبر قدر من مقدرات العراق وثرواته.

ـ كنت قد زرت العراق قبل اشهر بسيطة حدثني عن مارايته وعايشته هناك؟

لقد خرجت من العراق بسبب استبداد النظام السابق عام 97 ولم ازر العراق الا قبل اشهر معدودة . وأول ما دخلت بغداد( انكسر قلبي) فليست هذه هي بغداد التي عرفتها وكبرت فيها وعشت فيها اجمل سنوات شبابي .. رأيت المدينة مدمرة والبيوت خالية من اهلها بعد ان تهجروا عنها في كل بقاع الأرض والأوساخ منتشرة والشوارع غير مبلطة حتى الشوارع سرقوها فهم يحفرون الشوارع على اساس تجديدها وتبليطها ويكلفون شركات وهمية بذلك ثم يسرقون المال العام ويتركونها خرابا . مع انني لمست تحسنا في الحالة المادية للموظف والعامل في العراق افضل من السابق الا ان معاناة الناس تكمن في صعوبة المواصلات والتنقلات من منطقة لأخرى كما ان موضوع (السنة والشيعة) خف كثيرا عن بداية الاحتلال الا ان الناس مازالت تخاف التنقل بين المناطق المحسوبة على طائفة معينة إلى الأخرى، مثلا شارع فلسطين القريب من مدينة الثورة لا احد يجرؤ على الذهاب اليه خوفا من التصفية الجسدية وفي الليل في بغداد لا احد يستطيع الذهاب من الكرادة الى السيدية مثلا لنفس السبب حتى سيارت الاجرة لاتقبل التنقل بين هذه المناطق اذن اين هي دولة القانون ؟ كما يسمي المالكي حكومته

ـ بعد أن تشكلت الحكومة ما هي اهم مطاليبك منها كعراقي مغترب ؟

أنا كمغترب ليس لي اية مطالب منفصلة عن العراقيين الذين في الداخل واولها توفير الأمان للشعب العراقي بكل اطيافه ومكوناته وهذا الأمر مازال مفقودا لأن الحكومة والجيش والشرطة هي نفسها ( مافيا) يغذي بعضها بعضا والمشكلة أن كل فيلق أو قاطع في العراق تابع الى حزب معين وهذا هو ما أوجد الحالة المأساوية الحالية واذكر لك مثلا، كنت ذاهبا الى وزارة االخارجية في منطقة ( العلاوي) ووجدت ان اشتباكات عنيفة حدثت بين رجال الشرطة بعضهم البعض . فكيف يمكن ان تحمي المواطن مثل هكذا شرطة ؟

المطلب الثاني... رفع الحواجز بين مناطق بغداد المحاصرة بالكتل الكونكريتية لأنها لم تجدي نفعا فالتفجيرات والاغتيالات مازالت مستمرة ولم تمنعها هذه الحواجز لأن دولة (المافيا ) تغتال من تريد دون وازع من دين او ضمير فما فائدة بقاء الحواجز انهم يحاصرون بها الشعب والشعب مل منها وبات يهرب منها للخارج خاصة وانها تحاصر المناطق (السنية ) فقط فمن يريد دخول منطقة السيدية مثلا بعد انتهاء الدوام ينتظر لساعات طويلة تحت الحر القائض يوميا للتفتيش .

ثالثا .. الكهرباء والماء واظن ان توفيرهما من ابسط حقوق المواطن العراقي حتى افقر بلدان العالم واكثرها بدائية يتمتع فيها الناس بهذه الخدمات إلا العراق وقد صرفت الحكومة مليارات الدولارات على مجرد خلايا شمسية للكهرباء ولم يرى منها المواطنين شيئا مجرد سرقة منظمة ويقولون أنهم اناروا الشوارع بالكهرباء وماذا نفعل بالكهرباء في الشوارع وبيوتنا مظلمة نحن نحتاجها في البيوت وليس في الشوارع ، ومن الذي يجرؤ على الخروج في الشوارع ليلا اصلا . أما الماء فنفس المشكلة وقد عايشت معاناة اهلي هناك في الحصول على الماء حتى عن طريق المضخات الكهربائية لايستطيعون سحب الماء لان منسوبه ضعيف جدا ونحن بلد النهرين دجلة والفرات...

كل هذه المشاكل واكثر يعانيها الشعب منذ الاحتلال وحتى اليوم وهي تزداد سوءً ونطلب من الحكومة ايجاد حلول لها قبل ان تنتهي ولايتها ونعود الى نقطة الصفر من جديد .. ولأن شر البلية ما يضحك اختم معك بهذه الطرفة التي يحلو لي ان اقصها لاصحابي هنا كلما سألوني عن زيارتي للعراق .... وهي انني كنت قد استأجرت تاكسي في بغداد وبعد فترة بسيطة استوقفنا شرطي المرور وسألني لماذا لم اربط حزام الأمان؟ فقلت له ساخرا انت تسألني عن الحزام.. اين هو الأمان حتى اربط حزام الأمان فأبتسم وسامحني عن دفع الغرامة هذه المرة.

وما ان سرنا قليلا حتى وقفت الى جانبنا في الشارع سيارة اجرة كبيرة تنقل الكثير من الناس اشبه بباص متوسط الحجم ورأيت السائق طفل صغير لايتعدى عمره الثانية او الثالثة عشرة ويجازف بحمل كل هولاءاالناس وتساءلت في سري، ألم ينتبه شرطي المرور إلى هذا السائق الطفل مثلما انتبه إلى حزام الأمان.

لو كانت انتخابات نزيهة وشفافة ..لأعلنوا النتائج بعد ساعات وليس بعد أشهر
دكتور حسن 35 سنة واحد من اشطر اطباء الاسنان العرب في برلين وهو مغترب عن العراق منذ 12 عاما قال يصف التاخير الذي عانى منه العراقيين قبل تشكيل الحكومة بأنه:سيئ جدا فالمفروض ان تعلن نتيجة الانتخابات كما يحدث في الدول الأوربية التي نعيش بين ظهرانيها فورا وبشفافية تامة خاصة وأن كل السياسيين العراقيين الحاليين كانوا يعيشون في دول أوربية.

ـ هل أدليت بصوتك في الانتخابات التي حدثت هنا؟

كلا لأنني استشعرت عدم جدواها . وحدث كما توقعت

ـ ما لذي تتمنى على الحكومة العراقية الحالية انجازه مما فشلت فيه في السابق؟

ـ برأيي أنه على الحكومة تتشكل كيفا كان المهم ان نستطيع السفر الى العراق بأمان ويقولها بعصبية (اريد اروح ح ح للعراق) دون أن اتعرض للتهديد أو أرى الخراب الذي حل بالبد بعد الاحتلال برغم الامكانية المادية العالية لإعادة إعماره ونشر الأمن في ربوعه.

للمرة الثانية ننخدع بالانتخابات المرة الأولى عام 2005 لقد سرقوا أصواتنا كما سرقوا المال العام

عمار صبحي 38 سنة قال :ـ لم أكن أريد الذهاب للانتخاب، لكن في آخر يوم ذهبت لأن كل من صادفته من ( ربعنه) اقصد العراقيين كان يقول يجب أن تشارك قد يحدث تغيير؟ لأن البرلمان في الانتخابات السابقة كان قائمة مغلقة أي أننا لم نكن نعرف من الذين ننتخبهم ..وقلنا عسى ولعل يحدث تغيير ويأتي أناس أكاديميين و(تكنوقراط). مع أنني أرى أن الانتخابات التي جرت في العراق هي الأفضل والأكثر نزاهة بين دول العالم الثالث.

ـ ما هو برأيك سبب تأخر إعلان النتائج طيلة اشهر والمشاكل التي رافقت تشكيل الحكومة حتى الآن؟

حسب ما تابعنا فإن آليات حساب الأصوات ليس كما في الدول الأوربية المتقدمة إضافة إلى تردي الأوضاع الأمنية

ـ بعد أن أديت دورك وانتخبت ، ما هي مطالبك كعراقي مغترب من الحكومة الحالية؟

أهم مطلب لي أن تفكر الحكومة بمصلحة الشعب أكثر مما تفكر بمصالحها الخاصة، وهذا يبدو بعيد المنال وللمرة الثانية ننخدع بالانتخابات المرة الأولى في العام 2005 وهذه هي المرة الثانية ، باعونا وهم الديمقراطية والسفارات تعاملت مع الانتخابات كمشروع تجاري وسرقوا أصواتنا لسرقة المال العام بغض النظر عن أية قائمة فائزة كل أعضاء البرلمان ليس فيه ( واحد شريف) الكل سواء عرب وأكراد، سنة وشيعة. وأريد أن أوجه للحكومة العراقية كلمة من خلال مجلة "الدليل" لمن يؤدي منهم الصلاة وهو يقف بين يدي الله (خل يفكر) باليتامى والأرامل والمعوقين ويقللون من امتيازاتهم المالية الضخمة التي لا يملكها أي برلماني بالعالم.

لأول مرة في التاريخ تجرى في العراق انتخابات حرة ونزيهة بشهادة المنظمات العالمية والمراقبين الدوليين

عادل سعد 46 سنة أدلى برأيه يقول:ـ شاركت بالانتخابات لأن المشاركة واجب وطني وإنساني وهدفي من الإدلاء بصوتي هو هدف سامي يهدف إلى تغيير الحال إلى الأفضل وشعبنا حرم من الديمقراطية والمشاركة في الحياة السياسية لعقود، والعناية الإلهية هي التي أنقذتنا من النظام البائد ولو بإرادة غير عراقية لأن الله بشرنا بأن نهاية الظالم تكون بيد الظالم، وكل الدول المحيطة بنا لم نلمس منها رغبة حقيقية بالخير لنا ولا دولة من دول الجوار تريد أن يكون العراق دولة ديمقراطية وشعبه ينتخب حكومته وبرلمانه . وأظن أن الانتخابات جرت بسلاسة وبانتظام رغم خبرتنا القليلة بشؤون الانتخابات إلا أن مبالغ ضخمة رصدت لها لإنجاحها، ونجحت بشهادة المنظمات العالمية والمراقبين الأجانب. صحيح ان بعض المناطق شهدت خرقا وشراء ذمم وهناك شخصيات (ضحكت على ذقون العراقيين) بأموال قذرة لأن أعداء العراق والديمقراطية كثر. ولا ننسى أن هناك تزوير حتى في الدول الأوربية.

ـ في الدول الأوربية يتم فرز الأصوات بشفافية وتعلن النتائج أمام الرأي العام مباشرة؟

نحن دولة حديثة الولادة ولأول مرة في التأريخ تجري انتخابات حرة ونزيهة ، ومثل هذه السلبيات تحدث و في دول أوربا الشرقية أوكرانيا وجورجيا مثلا حدثت انقلابات، واذكر أن احد السياسيين صرح قائلا: لو أن المؤامرات التي حيكت ضد المالكي حيكت ضد أية دولة عظمى لانهارت. وبرأيي نحن العراقيين الذين قضينا نصف أعمارنا في زنازين (صدام) نحلم أن يحكمنا شخص كالمالكي.

ـ ألا ترى أن حكومة السيد المالكي سبق وفشلت في تحقيق الأمن أو ابسط الخدمات الاجتماعية على مدى السنوات الماضية؟

لان حكمها كان مقيدا و(يحفرون له) ويتآمرون عليه، فمثلا سبق وقدمت حكومة المالكي مشروعا للبرلمان سنة 2007 بإنشاء 4500 مدرسة في المحافظات إلا أن البرلمان رفض الموافقة على ميزانية المشروع فتوقف. حتى لا يحتسب نجاحا لحكومة المالكي وتسببوا في بطالة من كانوا سيعملون في المشروع وإيقاف بناء آلاف المدارس

ـ هل زرت العراق بعد الاحتلال ؟

منذ هاجرت من العراق في العام 1991 لم أزره حتى الآن بسبب المحاصصة الطائفية لأنها سر فشل الحكومة، لأن المحاصصة الطائفية هي مشروع فاشل واثبت فشله في (لبنان) منذ 30 عاما، وأتمنى أن تكون الحكومة الحالية حكومة قوية تشترك فيها كل الأطراف السياسية ومن شروط نجاحها أن تمنح صلاحيات واسعة لان المالكي قال قبل ستة اشهر لو وكلت برئاسة الوزراء بنفس صلاحيات السنوات الماضية فسوف أتنحى.

ـ ما لذي تطلبه كمغترب من الحكومة الحالية؟

أريد أن تلتفت وزارة الخارجية للجالية العراقية في ألمانيا وفي العالم كله لان مطلب العراقي في ألمانيا هو نفس مطلب العراقي في أي مكان آخر في العالم نطالب بحقوقنا

ـ وما هي حقوقك كمغترب؟

ابسط شيء نحتاج إلى إثباتات لشخصيتنا. وهو ابسط حقوقنا التي سلبت، نريد من السفارة دعمنا وتسريع معاملاتنا التي تستغرق اشهرا طويلة للحصول المستمسكات القانونية فكل سفارات العالم تصدر جوازات سفر من مبنى السفارة نفسها إلا العراق الذي مازال يصدر جوازات السفر من وزارة الداخلية، وهذا شيء فريد في العالم وهو مطلب مصيري للعراقي المغترب ، كما نطلب الأمان للعراقيين جميعا وهذا لا يتأتى بالتمني بل بمشاركة ودعم من يتصدى لهذه المهمة، ومطلوب من كل العراقيين نبذ القومية والطائفية وكل أمر يفرق بينهم ويضعون أيديهم بأيدي بعض ويحتضنون العراق عربا وأكرادا سنة وشيعة ومسيحيين وصابئة فالعراق مائدة الجميع وخيراته للجميع كما وهبه الله.

لماذا لا يكون العراقي كالمصري أو المغربي أو اللبناني .... في العطلة يسافر مع عائلته إلى وطنه الأم إلا العراقي فإنه يسافر إلى سوريا ليرى أهله وأصدقائه بأمان

"أبو لويس" خزرج السعدي 37 سنة أدلى بصوته بالانتخابات لأنه ظن أن حكومة جديدة ستأتي وقال: وقفت في طابور طويل وتحملت البرد الشديد وتساقط الثلوج والتضحية بقضائي يوم الأجازة مع عائلتي إضافة إلى الاشتباكات التي حدثت في الطابور بين من يقف قبل الآخر ومن جاء قبل الآخر، نحن العراقيون لم نتعلم بعد ثقافة النظام والوقوف في طوابير. كما وتعرضت لتفتيش ذاتي كامل (ممل ومهين) حتى بطارية هاتفي النقال تم فصلها . كل هذا تحملناه فقط من أجل أن تأتي حكومة جديدة للعراق وتخلص العراقيين مما عانوه طوال السنوات الماضية ، إلا أنها للأسف بقيت نفسها ( وماطول استلموهه اهل العمايم ) لن تقوم لنا قائمة .. وبرأيي الشخصي وأرجو أن تتيحوا لي المجال لأقول رأيي بكل صراحة أرى ان يتقسم العراق أحسن من أن يبقى موحدا فمثل ما هناك ولايات في ألمانيا فتكون هناك ولايات الوسط والجنوب والشمال ، ولنكن واقعيين ونسأل هل استفاد جنوب العراق من بغداد أو الوسط ؟ وهل استفاد الشمال من الجنوب؟ وهل استفادت بغداد من الشمال أو الجنوب؟ برأيي أن الحل هو في التقسيم وأنا أتمنى أن يحدث ذلك.

ـ باعتبارك واحدا من أبناء طائفة الصابئة. برأيك ما هي أبرز الصعوبات التي يواجهها الإخوة الصابئة بعد الاحتلال؟

نحن والطائفة المسيحية أكثر المتضررين بما حدث للعراق بعد الاحتلال، ومع أننا كعراقيين كنا سواسية أمام القانون في زمن (صدام) ولم نكن نعاني الاضطهاد الذي نعانيه اليوم، بل كان من يتعرض للطوائف والأقليات العراقية آنذاك ولو بالسباب يغرم ماليا ويسجن لستة اشهر ... وفي ظل حكومات الاحتلال نتعرض للتمايز العرقي وكنت أتمنى لو استطعت أن تجري معي هذا الحوار في بغداد.

يخبرني أحد أقربائي أنه زار العراق مؤخرا وإذا بأحد حراس الأمن على الحدود (السيطرة) لم يتجاوز عمره الساسة عشرة ، يطلب منه إبراز هويته وجواز سفره وحين قرأ أنه من طائفة الصابئة أرسل به إلى أحد الغرف المجاورة لموقف التفتيش وطلب أن تجرى له عملية ( ختان إجباري) وفق الشريعة الإسلامية .. مع أن الختان عندنا يعتبر حرام ويتنافى مع قدسية اعتقاداتنا وديننا. والمشكلة أنه لا توجد جهة أو وزير نتوجه إليه بالشكوى .. أما مشكلة والدي فمأساة أخرى فهو شيخ يبلغ من العمر 70 عاما ولا يسمح له بدخول العراق لأنه حسب رأيهم كافر، ذنبه انه ولد صابئا في العراق. قالوا أنهم جاءوا لينهوا الظلم الذي تعرض له العراقيين جميعا في زمن (صدام) ولكننا في زمن ( صدام ) لم نكن نتكلم بالطائفية ولم نعرفها.

ـ هل زرت العراق مؤخرا؟

تركت العراق منذ 16 عاما ولم أزره حتى الآن بسبب خطورة الأوضاع الأمنية، وكل من زار العراق يقول لي انتظر لا تذهب الآن إلى أن تتحسن الأوضاع، ولا ادري إلى متى سأبقى انتظر لتتحسن الظروف، لذلك قررت أن أسافر للعراق في اقرب فرصة ( وشيصير خل يصير) .

ـ فيما لو تشكلت الحكومة ما هي أبرز ما تطلبه كعراقي صابئي مغترب؟

رغم أنني لم أنتخب الحكومة بالشكل الذي انتهت اليه لأن (إيران) كما يبدو لا تريد (علاوي) ولا تريد أن يحكم غير( أهل العمايم) والعراق لن يقف على قدميه ما دامت إيران تتدخل في الحكم، مما سبب العداوة بين أبناء الوطن الواحد السنة مع الشيعة والعرب مع الأكراد وبين الأغلبية والأقليات يبقون يغذون الكراهية والحقد ليحكموا أطول فترة ممكنة وهذا مما يؤلمني كثيرا أن أرى الفرقة بين أبناء الوطن الواحد حتى أنها وصلت إلينا هنا... وأتمنى أن آخذ أولادي ليروا وطنهم الأم، إلا أنهم يخوفونني كثيرا حتى بات حاجز الخوف يؤثر علي كثيرا وطوال السنوات الماضية كنت التقي عائلتي وأصدقائي في سوريا وكم أشعر بأمان وسعادة وأنا أزور سوريا لألتقي بأهلي وأصحابي، وأتساءل لماذا لم تتمكن الحكومات التي تعاقبت على العراق بعد الاحتلال من توفير أبسط قدر من الأمان للعراقيين ليزورا وطنهم وأهلهم، لماذا لا يكون العراقي كالمصري أو المغربي أو اللبناني ؟ حين تحل العطلة كل واحد يذهب مع عائلته إلى بلده الأم .

أما عن مطلبي من الحكومة المقبلة فهو نفس المطلب الذي يطلبه العراقيين جميعا (الأمن والأمان) وتوفير أبسط الخدمات الإنسانية كالماء الصالح للشرب والكهرباء .. وأذكر لك طرفة ربما من نوع الكوميديا السوداء التي تحصل في العراق. أحيانا يتصل بي صديقي من الناصرية (أحدى المحافظات في جنوب العراق) بعد منتصف الليل الثالثة أو الرابعة صباحا يقول لي أنه خرج يتمشى على النهر من شدة الحر لأن الكهرباء (مطفية) وهو يتمشى ويتحدث معي بالهاتف حتى ترجع الكهرباء فيعود للبيت كي يتمكن من النوم والناس هناك لم تر تحسنا على الكهرباء . في الوقت الذي يكون للمواطن الخليجي حصة من نفط بلاده يحرم العراقي من أبسط الخدمات لأن الحكومة (ملتهية) بالسرقة، حتى أنني سمعت مؤخرا أن عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي كل منهما يتقاضى راتبا شهريا قدره مليون دولار هل هذا معقول؟ ومن أين لهم هذا ؟ الم يكن من الأجدر افتتاح مشاريع خدمية للناس للأيتام والأرامل وعوائل الشهداء، الذين ضحوا بدمائهم من اجل العراق ..لقد جعلوا من العراق (خرابة).



هناك تطور علمي وثقافي واضح طرأ على إقليم كردستان العراق

عباس هرمزيار 32 سنة لم ينتخب لانشغاله وعما إذا كان قد زار كردستان مؤخرا أجاب: ـ نعم زرتها أكثر من مرة خلال السنوات الماضية وأسعدني كثيرا التطور الذي طرأ على الإقليم من انتشار العلم والثقافة في ربوعه برئاسة مسعود البارزاني .. مع أنني استغربت من تمسك الناس هناك بالعادات والتقاليد البالية التي لم تعد تناسب التطور الذي شمل كل مناحي الحياة داخل وخارج الإقليم والتي نستشعرها نحن الأكراد المغتربين أكثر ممن قضوا حياتهم فيه، فرغم الحالة المادية الجيدة التي يتمتع بها الناس هناك إلا أن المشكلة برأيي تتعلق بالنظرة للمرأة ولدور الرجل ووجاهته الاجتماعية فقط دون تطوير واقع الأسرة والارتقاء بدور الأب والأم ومسؤوليتهما في تربية الأجيال الجديدة بأفق أوسع وأرحب وكل ذلك سيصب بالنهاية في خدمة الناس والمجتمع عموما.

ـ هل هناك ملاحظات تود لو يلتفت إليها المسؤولين على الإقليم مستقبلا؟

الحقيقة هناك انتشار لظاهرة الرشوة وتفشيها في مؤسسات الإقليم بشكل يكاد يكون أمرا عاديا ومقبولا .. وهذا ما لفت نطري هناك وأثار استغرابي، كما أتمنى أن يتم الاهتمام أكثر بتطوير واعتمار الإقليم ومساعدة الفقراء ممن ليس لهم معيل أو مصدر مالي ثابت.

على الحكومة الجديدة أن تتحمل مسؤولياتها في توفير الأمان لأبناء العراق من الصابئة والمسيحيين واليزيديين إلى جانب المسلمين

سلام مسلم ( أبو فرح) انتخب على أمل أن تحكم العراق حكومة جديدة أنجح من سابقتها لكنه تأسف قائلا: مع أننا كجالية عراقية قوية في برلين انتخبنا جميعا .. لكن في النهاية ظلوا 8 أشهر مختلفين بينهم على الكراسي وتركوا الناس تواجه مصيرها، وأنا من الناس الذي أعلنها عبر مجلتكم، أنني لن أنتخب مجددا أبدا ولن أصدق وعود أي سياسي ثانية وسأقاطع الانتخابات، ولابد أن كثيرين غيري وصلوا لهذه القناعة بعدم جدوى الانتخابات وبأن نتائجها ستكون محسومة، وكانوا يعيبون على نظام (صدام) بأنه استبد بالحكم 30 عاما بينما هم اليوم يفعلون مثله بالضبط . لقد ضحى العراقيين في الداخل بأرواحهم لإنجاح الانتخابات متوقعين تغيرا إلا أن الحكومة نفسها عادت ، وكأننا لم نفعل شيئا.

ـ حتى لو كنت مستاءً من نتائج الانتخابات إلا أن لك في النهاية مطالب من الحكومة الجديدة ؟

اطلب من الحكومة أن تصنع انجازا ما لأبنائها في المهجر وأن تلتفت لمعاناتهم . أما للعراقيين في داخل العراق فلا أطلب منها أكثر مما تقدمه حكومة أي دولة فقيرة لشعبها الماء والكهرباء . فالعراقيون يعايشون مشكلة الكهرباء منذ عام 1995 وحتى اليوم مع أن أفقر بقعة في العالم تتمتع بالكهرباء، كما أنني (كصابئي) خرجت من العراق في عام 2001 ليس بسبب اضطهادي كديانة أو أقلية بل لسوء الأوضاع الأمنية وتردي الخدمات العامة، ولكن هذا لا يمنع أن هناك من العراقيين من يتعرضون لاضطهاد بسبب ديانتهم أو عرقهم، وتعرض الكثير من أبناء طائفتي إلى حوادث قتل في منطقتي البياع والمنصور، ونعزي إخوتنا المسيحيين ونتكاتف معهم ضد الحوادث الإرهابية التي تعرضوا لها في كنيسة النجاة مؤخرا، وهذا الخطر بات يهدد مستقبل العراق الذي يختلف عن كل دول المنطقة من حيث أنه متعدد الطوائف والأعراق والأديان، وهذا مما أثرى العراق وميزه على مدى العصور كالورود متعددة الألوان وعلى الحكومة مسؤولية حماية كل أبناء العراق باختلاف أديانهم وطوائفهم لأنهم مصدر عزها وفخرها.
أحمل ( المالكي) مسؤولية حماية المسيحيين وكل.. العراقيين، ( الله يرحم ) أياما كنا (ننذر) فيها للكنيسة وللجامع على حد سواء

نمير جمعة 27 سنة هاجر مع عائلته من العراق منذ أربع سنوات فقط امتنع عن الإدلاء بصوته معللا السبب :

(حسيت) أن صوتي لن يؤثر سواء انتخبت أم لا ( صفت) نفس الشيء.

ـ تركت العراق منذ بضعة سنوات فقط حدثني عن الأوضاع هناك وما الذي دعاك إلى أن تصحب عائلتك في هجرة دائمة إلى ألمانيا؟

عايشت فترة ( التصفية الطائفية) إذا جاز التعبير من عام 2003 وما تلاه من تردي مستمر في كل الخدمات وليس فقط في مجال الأمن ، وكل هذه الظروف لم تشجعنا على البقاء فآثر أهلي أن يهاجروا بنا أنا وأخوتي حتى لا نتعرض للخطف أو القتل طلبا للفدية .. كيف يمكن أن اصف لك الظروف هناك، باختصار بطالة فلا يوجد عمل خصوصا نحن أصحاب ( الديانة المسيحية)، كما أن الشباب من أبناء طائفتي مستهدفين، لذلك كنا نقضي جل وقتنا في البيت أو في أماكن قريبة منه فقط .. وما تزال أختي الكبيرة تقيم في منطقة ( زيونة) وحين نتصل بها لنطمئن على أحولها تشكي لنا من نفس المشاكل والتهديدات التي تتزايد على المسيحيين، وأصبح الخطر علينا قويا مؤخرا وتصاعدت وتيرة العنف المسلح، وهنا أتوجه بالسؤال للسيد المالكي ـ حين ظهر على شاشات التلفزيون قائلا .. ( أنه أنهى المحاصصة الطائفية وأنهى زمن العنف) ـ في أي بلد تعيش أنت ؟

ـ الحكومة الجديدة ... ما هي ابرز احتياجاتك منها كعراقي مسيحي مغترب؟

أطلب ( الأمان) مثل أي عراقي آخر لنكمل حياتنا لأننا لا نستطيع العيش بدون الأمان .. ولا يجوز أن (يذبح) المسلم أخوه المسيحي أو أخوه الصابئ .. ويدفعون بهم إلى الهجرة القسرية وترك منازلهم وأملاكهم ليأتوا أناس من خارج العراق من دول الجوار ويشتروها ويتملكوها من أصحابها الحقيقيين ... ولذا أتوجه للحكومة الجديدة بنداء وأطالبها بحماية (المسيحيين) الذين كانوا محميين من سالف الأزمان وحتى في حكم ( صدام)، وبعده صاروا ينعتوننا ( يا عبدة الصليب) و(الكفرة) .. وحضارة بابل وآشور تشهد على حضارة الديانة المسيحية وجذورها العميقة في العراق .. أجدادي مدفونين في ارض العراق .

ـ ما هو تعليقك على حادث تفجير كنيسة ( النجاة ) في بغداد مؤخرا؟

أنا ( تعمدت) في هذه الكنيسة الواقعة في منطقة (الكرادة ـ بخيته) وكل أخوتي الثمانية وكل أهلي ، هذه الكنيسة تشكل لنا رمزا نحن ( المسيح الكاثوليك) و( تناولت) فيها ككاثوليكي وحين سمعت بخبر تفجيرها كيف اصف لك مشاعري حينها ( جسمي تكهرب) وأحسست بآلام الناس هناك ودمعت عيني، ما ذنب الناس التي كانت تصلي هناك؟ وأنا أعرف هذه الكنيسة شبرا شبرا وكبرت فيها وفيها دفن جدي وعمي من زمان، ولو دخلت على (الفيس بوك) و تصفحت المعلومات عنها ستجدين اسم جدي وعمي مدون فيها.

ـ هل اطمأننت على من بقي من أهلك وأقاربك وأصدقائك هناك بعد حادث التفجير؟

نعم اتصلت بأختي وقالت أنها في يوم الحادث كانت تنوي الذهاب إلى الكنيسة ولكن اضطرار زوجها لسفر مفاجئ حال بينهم وبين الموت ... و( ترحمت على الأيام الخوالي) التي كان لنا فيها أصحاب وأصدقاء لا نعرف حتى من أي ملة هم أو من أية ديانة، وكنا حينما ( ننذر) كنا ننذر للكنيسة وللجامع، لم يكن عندنا أبدا أي نوع من التفرقة والتمييز، وهذه الطائفية والفرقة جاءت مع الاحتلال للأسف بعد السقوط.

ـ بماذا تنصح أبناء طائفتك ممن آثروا البقاء في بلدهم العراق؟

( ياريت) لو يبقون وألا يتركوا ذكرياتهم ووطنهم، لكنهم للأسف قد يكونوا مضطرين لأن يختاروا بين البقاء والموت أو الهجرة والحياة .. فخلال الشهر الأخير من العام الماضي هاجر العديد من أبناء عائلتي وأقاربي عن طريق الأمم المتحدة إلى ألمانيا لتدني الأوضاع الأمنية وبسبب التفجيرات الأخيرة التي باتت تطول أماكن العبادة خوفا على حياتهم خاصة بعد حادثة كنيسة (النجاة).

ـ هل اختلف تعاملك مع بقية العراقيين هنا بعد ما عانيته كمسيحي في العراق؟

كلا على الإطلاق، فما زلت لا أفرق بين العراقيين على أساس مذهبي أو طائفي، ولي أصدقاء كثر منهم الشيعي والسني والكردي والصابئ واليزيدي وحتى الملحد، لا أنظر لهم إلا كأبناء من وطني العراق وما حدث في العراق وما عانيته لم يزدني إلا إصرارا على أن نعمل بكل جهد لأن يعود العراق كما عرفناه وعشنا فيه جميعنا كأخوة.

كل السياسيين الحاليين ليسوا مؤهلين لخدمة العراق واثبتوا فشلهم

فرضت على العراقيين ضرائب لم تكن موجودة ، وغير موجودة في أي بلد في العالم ..

(أبو إسلام ) 45 سنة قال: لم أشارك في الانتخابات ، لم يعد عندي أي ثقة بالسياسيين الموجودين حاليا في (خدمة) العراق لأن الأعوام الماضية أثبتت سوء إدارتهم في كل مفاصل الحياة وبكل المجالات.. ولم يقدموا شيئا كي نثق بهم ونعيد انتخابهم خاصة وأن المرشحين (همه همه) .

ـ ما هي تحفظاتك على أداء الحكومة السابقة؟

الحكومة السابقة صرفت المليارات على أشخاص ورموز و( حمايات) وأحزاب .. صرفت أموال الشعب على الوهم وقد صرحوا أنهم انفقوا 20 مليار على الكهرباء ورجعت الكهرباء (أقل من الصفر). وكل هذا التردي في الخدمات لسنا مضطرين إلى ان نذهب للعراق لنراه بأم عيننا، لأن الأوضاع هناك هي المادة الدسمة لكل القنوات والصحف العربية والعالمية ... إضافة إلى ما نسمعه من شكاوى أهلنا هناك حين نتصل بهم.

ـ ما الذي تطلبه تحديدا من الحكومة الجديدة كمغترب؟

أنا لا اطلب منهم شيئا لأنني أصلا لا أثق في أهليتهم لإدارة الدولة، بل بالعكس أنا متأكد كما أراك الآن أنهم لن ينجزوا شيئا. لقد أصابوا خزينة الدولة بعجز كبير جراء إنفاقهم المستهتر على أنفسهم وحمايتهم وليس هناك أي عائد يدخل للخزينة للتعويض، هم يصرفون فقط وليس هناك أي تطور اقتصادي أو صناعي أو زراعي يسهم في سد عجز الميزانية ، حتى الزراعة ونحن بلد النهرين بتنا نستورد الفاكهة والخضراوات من الدول المجاورة ،، أما النفط فحدث ولا حرج يبيعونه ليصرفوا على أغراضهم وملذاتهم الشخصية دون حسيب أو رقيب، ويصرفون منه على رواتب ضباط الشرطة والجيش فكل ضابط يتقاضى خمسة أو ستة ألاف دولار شهريا حتى ضباط شرطة أوربا لا يتقاضى مثل هذه الراتب الكبير، أما الوزراء والنواب فرواتبهم بالملايين وحتى الموظفين العاديين الذين يتقاضون بالدينار العراقي رواتبهم تتعدى المليون دينار عراقي في الشهر وكل هذه الأموال التي تصرف من خزينة الدولة ليس هناك ما يعوضها وإذا كانت الحكومة الجديدة ستتبع نفس السياسة المالية فأنا متأكد مليار بالمئة أن مصيرها سيكون الفشل.

في الانتخابات التي جرت بعد الاحتلال أخذت زوجتي وأبنائي لننتخب، وكان الأمل يحدونا في أن تنفض عنا الحكومة التي سننتخبها غبار الاحتلال الأمريكي و تسير بنا نحو التطور والتغيير، ورغم المخاطر التي أحاطت بالعملية الانتخابية جازفنا وانتخبنا على أساس أن يأتي أشخاصا لخدمة البلد، وكل ما رأيناه هو سرقة منظمة وتثبيت مراكز، كل يقول حزبي وطائفتي وكل شخص مهما كان مركزه متواضعا تحيط به الحماية من كل جانب، وكل منهم يتقاضى عشرة أو عشرين ألف دولار، أثقلوا كاهل الميزانية العراقية ... ولأنهم اكتشفوا العجز المخيف باتوا يفرضون ضرائب خيالية على المواطنين حتى صار ثمن وحدة الكهرباء ألف دولار بعد أن كان ثمنها نصف دينار عراقي قبل الاحتلال، وصارت قوائم الهاتف والماء والكهرباء تأتي بمئتي أوثلاثمئة ألف دينار عراقي والناس بدأت تشكو. ففي سبيل تعويض الخسائر التي تسببت بها الحكومة بدأت تأخذ المال من الشعب عن طريق الضرائب. وعلى البيوت أيضا فلكي تحولي بيت بمساحة 300 أو 400 متر في ( شارع فلسطين) مثلا باسمك أو باسم أي أحد من عائلتك عليك أن تدفع 20 ـ 30 ألف دولار فقط لكي تحول البيت باسمك ، وهي ضريبة جديدة فرضت على العراقيين ولم تكن موجودة سابقا وليست موجودة في أي بلد في العالم وهي إنما تعويض لإهدارهم المال العام.

أطلب من أبناء طائفتي الصبر .. وأطلب من الحكومة أن تعطينا حقوقا كما تطلب منا واجبات

أم رافد) 56 سنة شاركت في الانتخابات على أمل أن تأتي حكومة ديمقراطية ودستورية كي تخدم العراقيين في الداخل والخارج وأن تعطيهم حقوقا مثلما عليهم واجبات، وأضافت حين سألتها أن توضح الحقوق التي تطالب بها كعراقية مغتربة قالت: حقوق الإنسان من كل النواحي العيش بأمان وسلام وتوفير أبسط وسائل العيش المحترم ..لأنني بصراحة افتقد بلدي وافتقد الإنسان العراقي، وحين أسافر لدمشق، وقد عدت منذ فترة بسيطة، أرى العراقيين هناك حزانى ويائسين (لقد اختلفت نفسياتهم) فقدوا الأمل، يحلمون وأبسط أحلامهم لا تتحقق.

ـ كمسيحية ما هي أبرز مطالبك من الحكومة الجديدة؟

أن يتاح للأقليات ممارسة حياتهم وشعائرهم الدينية بسلام وأمان وألا يتعرض المسيحيون في العراق إلى القتل في بيوتهم، باختصار أن تتكفل الدولة بحمايتهم، وهذه هي المرة الأولى التي نحس فيها كعراقيين مسيحيين بالتهديد في بلدنا، فقد كنا نسيجا واحدا مع إخوتنا المسلمين ومع الأقليات الأخرى. وقد ولدت و كبرت ودرست وتزوجت هناك ولم أشعر يوما بالتفرقة بيني وبين أي عراقية أخرى، بل أن كل صديقاتي وجاراتي مسلمات، ولم يخطر على بالي يوما أن أصادق شخصا لأنه من ديانتي أو من طائفتي، كنت أصادقه لإنسانيته.

ـ كيف تلقيتِ خبر تفجير كنيسة "النجاة" في بغداد؟

ببالغ الأسف وكان عملا غير إنساني، أنا (تعمدت) في نفس الكنيسة وكذلك أولادي( عمدتهم ) فيها وقد انتابني حزن كبير .. وقد أصيب جراء هذا التفجير الكثير من أقاربي وتم تسفيرهم عن طريق الأمم المتحدة إلى فرنسا لتلقي العلاج وتم منحهم (الإقامة) هناك، لأن حياتهم ستكون معرضة للخطر في حال عودتهم.

ـ هاجرت من العراق مطلع التسعينيات، هل تتمنين العودة إلى العراق يوما ؟

فقدت الأمل بالعودة مع استمرار تردي الأوضاع في العراق... لا أعرف ما إذا كنت سأعيش لأرى العراق ثانية .. ولكنني أنصح أبناء طائفتي بالصبر وعدم الهجرة حتى تأتي حكومة تحمي العراقيين جميعا والمسيحيين من ضمنهم . لأن واقع الحال يقول أن كل العراقيين اليوم مهددين وغير آمنين وليس فقط المسيحيين ، وهذه النعرات الطائفية والعنصرية لم نكن نعرفها قبل الاحتلال .

الحكومة ستكون مثل سابقاتها غير شرعية .. ولا تمثل العراقيين لأنها تحت سلطة الاحتلال ، وما بني على باطل فهو باطل.

محمد حميد 43 سنة ترك العراق منذ العام 1995 امتنع عن التصويت في الانتخابات الأخيرة لعدم اقتناعه بشرعيتها قائلا: لأن العراق ما يزال تحت الاحتلال وأي حكومة تأتي ستكون تحت سلطة الاحتلال،، وكل الانتخابات التي جرت في ظل الاحتلال تعتبر باطلة وفق الشريعة الإسلامية و (ما بني على باطل فهو باطل)

ـ هل زرت العراق بعد الاحتلال؟

زرته ولم أرى فيه شيئا ايجابيا، كل ما رأيته سلبيا للأسف خرابا وفسادا طال العمران والإنسان.

ـ ما الذي تطلبه كمغترب من الحكومة ؟

لا أطلب منها شيئا لأنني ارفضها ولم انتخبها وهي لا تمثلني ، وجاءت عن طريق انتخابات باطلة من حيث المبدأ كما قلت لأنها تحت سلطة الاحتلال.

ـ ألا تفكر بالعودة مع عائلتك يوما ما ؟

مشاعري بالعودة متناقضة، أنا شبه يائس من العودة .. والمشكلة أننا هنا لم نستطع التكيف مع المجتمع الألماني كما كنا نتأمل .

الخاتمة
على الحكومة الجديدة ان تبذ ل جهودا صادقة وحثيثة لانتشال البلد من بؤر الفساد التي تفشت في مفاصله وجعلته يتربع قائمة أكثر الدول فسادا في العالم، وأن تعيد ثقة العراقيين بحكامه وسياسييه عن طريق إشراكهم في العملية السياسية بحسن الإصغاء إلى معاناتهم وتفهمها، وجعل متطلبات حياتهم في العيش الكريم الآمن من أولى مهامها... ومحاولة إلحاق العراق بركب الحضارة، التي تخلف عنها عقودا طويلة بما يكفي.. وإنها لمسؤولية .....

البيت العراقي في برلين
تحت رعاية سعادة السيد د. حسين الخطيب السفير العراقي في برلين وبحضور السكرتير الأول السيد صبحي البرواري والقنصل العراقي السيد إسامة الناشي وباستضافة كوكبة من الإعلاميين العراقيين في برلين وبحضور جمع من أبناء الجالية العراقية والجاليات العربية في برلين، تم افتتاح المقر الجديد "البيت العراقي في برلين" يوم 17/12/2010 .

العنوان :
Karl-Marx-Str. 204, 12055 Berlin

Tel.: 030/2900 6689

التجمّع الفلسطيني في ألمانيا
أقام التجمّع الفلسطيني في ألمانيا،الفعالية السنوية فلسطينية ، وذلك للعام الثالث على التوالي.
والتئم الملتقى السنوي الثالث للتجمّع الفلسطيني في برلين، واتخذ الملتقى السنوي، هذا العام، من قضية الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي محوراً له.

وبحضور كثيف من الجمهور، ، وذلك تحت شعار "أسرانا أحرار، رغم طول الانتظار".
شارك في هذا الحدث الفلسطيني ممثلون عن التجمّعات الفلسطينية في ألمانيا وبعض المؤسسات الفلسطينية من خارجها، علاوة على ممثلين عن المجتمع المدني ومسئولي مؤسسات فاعلة من داخل ألمانيا التي تُعَدّ واحدة من أبرز تجمّعات الشتات الفلسطيني في القارّة الأوروبية، ومن خارجها أيضاً.
واستضاف الملتقى متحدثين، تقدّمهم مدير التجمع الفلسطيني في ألمانيا خالد الظاهر واستهل كلمته بالإشارة إلى سعي التجمع لأداء رسالته في خدمة الفلسطينيين والحفاظ على هويتهم الوطنية، وتعريف المواطنين الألمانيين بعدالة قضية الشعب الفلسطيني. وخبير العلاقات الإعلامية خالد الترعاني، من بروكسيل، الذي تناول قضية الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينما استعرض الحقوقي غسان عبيد، من منظمة "أصدقاء الإنسان الدولية"، من فيينا، معطيات أساسية عن الأسرى الفلسطينيين وظروفهم الاعتقالية وأوضاعهم الإنسانية. أمّا الكاتب إبراهيم حمامي، من لندن، فناقش المستجدّات السياسية الفلسطينية، بينما سلِّط أمين أبو راشد، من هولندا، والمسئول في الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة، الأضواء على تجربة أسطول الحرية وما لاقاه من عملية قرصنة ومجزرة إسرائيلية في عرض البحر، مستعرضاً كذلك التحضيرات الجارية لتنظيم الأسطول الثاني.
وعرض فيلم وثائقي جديد عن واقع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وإذاعة رسائل موجّهة من عدد من الأسرى للجمهور في ألمانيا، علاوة على فقرات ثقافية وإعلامية، وأخرى فنية وشعبية متنوِّعة.

الجمعية الطبية الألمانية العربية
أجرى وفد الجمعية الطبية الألمانية العربية الذي زار فلسطين عمليات جراحية وقديم العلاج للمواطنين من مختلف المحافظات، في مجمع فلسطين.

وضم الوفد ثمانية أطباء في مختلف التخصصات الجراحية، فضم البروفيسور الألماني جراح الأعصاب الشهير فوغل الذي احتفل قبل أسابيع قليلة بإجراء عشرة آلاف عملية جراحية، وهووالذي اجري عملية جراحية للرئيس الراحل ياسر عرفات في السابق، والطبيب الألماني غريسيون كبير جراحي المسالك البولية، والبروفيسور غيست كبير جراحي الأطفال في برلين ودكتور التخدير يوديت غيست والبروفيسور براون مستشار وزارة الصحة الألمانية والدكتور زياد أبو دقة كبير جراحي العظام والدكتور علي معروف رئيس الجمعية الطبية الألمانية العربية ، وطبيبة أطفال ألمانية من اصل سوري.

وأوضح الدكتور علي معروف رئيس الوفد أن الزيارة تمت بالتنسيق مع وزير الصحة د. فتحي ابو مغلي بهدف مساعدة أبناء الشعب الفلسطيني وتوفير العلاج اللازم للعديد من الحالات المرضية على أيدي أطباء أكفاء وتوفير الجهد والعناء والأموال التي تبذل لتلقي العلاج في الدول العربية والأجنبية خارج فلسطين، وانه تم اختيار أعضاء الوفد وفق التخصصات المطلوبة بعد الإطلاع على أهم الاحتياجات العلاجية الضرورية للمجتمع الفلسطيني من قبل الوزارة.

وقال أن الوفد قام بإجراء العشرات من العمليات الناجحة والسريعة للمواطنين الفلسطينيين ومعاينة ومعالجة مئات المرضى من مختلف المحافظات الفلسطينية مجانا، مشيرا إلى أن الجمعية الطبية الألمانية العربية تهدف بالدرجة الأولى إلى بناء الجسور العربية الأوروبية ومساعدة الشعوب العربية وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني على تلقي خدمات طبية أفضل، مضيفا أن الجمعية وسعت من نشاطها وأنشأت احد عشر فرعا لها في أوروبا.

وقال زيارة الوفد تهدف أيضا إلى إطلاع الطواقم الطبية الفلسطينية على خبرات الأطباء الألمان في كافة التخصصات عبر المشاركة والإشراف على عمليات جراحية يقوم بها أطباء فلسطينيون مضيفا أن الأطباء الفلسطينيين يتمتعون بمهارات عالية لكنهم بحاجة إلى الخبرة وتطوير المعلومات التي يمكن تحقيقها عبر هذه زيارات الوفود الطبية من ذوي الخبرة ، مشيرا إلى أن زيارة الوفد ستتواصل كل ثلاثة اشهر بتخصصات طبية متنوعة.

وحول الخدمات التي يمكن توفيرها للمواطنين في القطاع أوضح الدكتور معروف أن الفلسطينيين في القطاع جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وبحاجة ماسة إلى الكثير من الخدمات العلاجية، وقد حاول الوفد الذهاب إلى غزة ، لكن عقبات حالت دون وصوله إلى القطاع، الأمر الذي حدا بالعديد من المواطنين الغزيين للقدوم إلى رام الله لمعالجتهم ، لكننا سنسعى لزيارة القطاع في القريب.

رأي رجل الشارع الألماني بالعرب والمسلمين
لعل صورة العرب والمسلمين في أذهان الآخر ليست بأفضل صورة ممكنة بعد إحداث 11 من سبتمبر وما تلاها من حروب وغزو واعتداءات هنا وهناك سلبتهم ليس أوطانهم وحرياتهم ( المسلوبة أصلا) وحقهم في التعبير والرفض لما آلت إليه أحوالهم ... بل ورسمت صورة مشوهة عنهم وعن معتقداتهم وديانتهم وكل ما يمت إليهم بصلة، فصار العربي والمسلم يشار إليه بالبنان اتهاما على النوايا وبأنه سبب الخراب والدمار الذي يحل بالعالم، مع أن معظمه يحصل في بلداننا وبين ظهرانينا ، ولعل( الإسلام) هو الديانة الوحيدة في العالم التي تحمل أوزار أفعال وسلوك من يعتنقها من العالمين.

تُرى هل رسخت في أذهان الألمان هذه الصورة النمطية عن إرهابية العربي والمسلم واعتياده خرق القوانين ومعاداته للتحضر والإنسانية؟ من أين يستقي المواطن الغربي معلوماته عنا؟ وكيف سيكون مستقبل الأجيال القادمة منا ومنهم؟ وما الواجب عمله ليفهمونا ونفهمهم أكثر؟

ترى كيف ينظر الألمان إلينا وهل هناك صورة نمطية عنا في أذهانهم يتوارثونها أجيالا، وهل تكرس وسائل الأعلام الغربية مثل هذه الصورة أم تلتزم الحياد في عرض الخبر كما يفترض بها؟ وهل هي مصدر المعلومات الوحيد للشعب الألماني ؟ وما هو الدور الملقى على عاتقنا لتغيير ما يمكن تغييره من انطباعات وقناعات مسبقة عنا من خلال تفاعلنا وسلوكنا اليومي في المجتمع الألماني، كون كل منا سفيرا لبلده وديانته، شاء أم أبى لعب مثل هذا الدور الحساس ..

حملت أسئلتي هذه وعرضتها على من صادفني في الطريق والعمل ومن الجيران وحتى الأصدقاء وأنا متشوقة لمعرفة آرائهم الصريحة وظني أن الألمان صرحاء في طرح آرائهم وهذا ما قالوه لي ...

ـ أسمع في الأخبار عن هذا الدين أكثر من أي دين آخر لأن هناك مسلمين ربطوا أعمالهم الإرهابية به

ـ لا احد بمقدوره أن يربط الإسلام بالإرهاب لأن هناك متطرفين حتى في الديانات الأخرى

ساندرا 26 Verkäuferin متزوجة ولها ابن واحد .

ـ لم تكن لي أبدا أية تجارب سيئة مع العرب والمسلمين واحترمهم مثلهم مثل باقي الناس ، واعرف عن الإسلام ما اسمعه فقط في نشرات الأخبار أكثر من أي ديانة أخرى ، ذلك أن هناك مسلمين ربطوا أعمالهم ( الإرهابية) بهذا الدين وقد وصلت إلى هذا الرأي

من خلال وسائل الأعلام حيث لم يسبق لي أن زرت بلدا عربيا لكن على الشخص أن يقرر ماذا يصدق أو لا يصدق وردا على سؤالك عن من أعرفهم من الشخصيات الشهيرة من العرب لا اعرف ربما هناك مشاهير من العرب ولكني لا اعرف من الأشخاص العرب غير زبائني

بعد أحداث 11 سبتمبر ربط الأعلام الغربي الإسلام بالإرهاب فما هو رأيك؟

ـ منذ 11 سبتمبر نسمع عن الإسلام والعرب وربطهما بالإرهاب برأيي أن هناك متطرفين حتى في الديانات الأخرى لهذا اعتقد انه لا احد يقدر وليس بمقدوره أن يربط الإسلام بالإرهاب

ما هي الكلمة التي توجهينها بهذا الصدد؟

ـ رجوعا إلى الإرهاب لا احد يستطيع أن يتهم كل العرب والمسلمين بالإرهاب بناءا على حكمه إن شخصا واحدا منهم إرهابيا ، خاصة إذا كانت الغالبية العظمى تستنكر وتأخذ موقفا من هذا العمل الإرهابي ، عموما يجب على كل شخص أن يعيش حسب طريقته وأسلوبه في الحياة وان يحترم الآخر في نطاق القانون

ـ من يعيش في بلد آخر يجب أن يحترم هذا البلد وقوانينه وان يتعلم لغته ويبحث عن عمل كي يستطيع الاندماج معه

كريستينا 52 Erzieherin تحفطت عن إبداء رأيها بالعرب والمسلمين كونها تعمل مربية في حضانة غالبية الأطفال فيها من (الأجانب) خاصة من المسلمين الأتراك والعرب وتخشى أن يستخدم رأيها ضدها في العمل ) وأضافت :ـ الإسلام ديانة مثل كل الديانات وكل ديانة لها المؤمنين بها وهناك أناس متطرفين من كل ديانة و لا أتعاطى مع مثل هؤلاء المتطرفين ولا احترمهم وهم غير مهمين بالنسبة لي. عادة استقي معلوماتي عن الإسلام من خلال تجاربي واختلاطي بالأتراك المسلمين الذين يعيشون في تركيا حيث كثيرا ما اقضي أجازاتي هناك وأيضا من الإعلام ولم يسبق لي أن زرت بلدا عربيا ولا اعرف من الشخصيات الشهيرة أحدا وليس لي أصدقاء أو أقارب من العرب والمسلمين فقط بعض الزملاء في العمل ومن أتعرف عليهم في الأجازات والرحلات ولا أتأثر بكل ما يطرحه الأعلام بعد إحداث 11 سبتمبر من أن العرب والمسلمين ( إرهابيين) لأنني احكم عليهم من خلال تصرفاتهم وظهورهم ولا احكم عليهم من خلال الصورة النمطية المتعارف عليها عنهم هنا ولم تتغير نظرتي هذه حتى بعد أحداث 11 سبتمبر، والكلمة التي يمكن أن أوجهها لهم هي أن من يعيش في بلد آخر يجب عليه أن يحترم هذا البلد ويتعلم لغته ويبحث عن عمل حتى يستطيع العيش والاندماج في المجتمع وان يحترم قوانينه كي يستطيع العيش فيه

ـ لا انظر إلى العرب على أنهم إرهابيين وفي كل الدول والمجتمعات هناك مجرمين

ـ يجب أن يعيش المسلمين بيننا بسعادة

هينرش 65 سنة سائق شاحنة متقاعد متزوج وله من الأبناء اثنين علق عن رأيه بالمسلمين والعرب بأنه ايجابي وبأنه يحمل نظرة ايجابية نحوهم وبأن من حق كل شخص أن يعتنق الديانة التي يؤمن بها و(نحن أيضا) عندنا معتقدات وديانات مختلفة وأضاف لم يسبق لي أن زرت أية دولة عربية ولا اعرف أية شخصية عربية شهيرة وقال مبتسما ماعدا زميلي الذي اعرفه شخصيا وصحيح أن الإعلام الغربي يصنف العرب والمسلمين في خانة الإرهاب إلا أنني لا انظر أليهم على كذلك، ففي كل الدول والمجتمعات هناك بعض المجرمين وكلمتي للمسلمين هي (يجب عليهم أن يعيشوا بيننا بسعادة).

ـ ما اعرفه عن المسلمين أنهم يستطيعون الزواج بأربعة نساء ولا يشربون الكحول و(يكذبون كثيرا)

بيترا 41 سنة أنهت الصف العاشر وتعمل (محاسبة) في إحدى محطات الوقود متزوجة من عربي مسلم ولها طفلين بادرتني بالقول قبل أن أكمل سؤالي عن رأيها قائلة ، كل الأجانب في منتهى السفالة.
وماذا تعرفين عن الإسلام؟

ـ اعرف أن المسلمين يصومون رمضان ويستطيعون الزواج بأربعة نساء ولا يشربون الكحول وإنهم (يكذبون كثيرا)

وكيف توصلت إلى أنهم يكذبون كثيرا؟

من خلال الأشخاص الذين تعرفت عليهم وزوجي لأنه عربي ومسلم وهم كل من أعرف من العرب، ولا يتعدون العشرين شخصا من أصدقاء وأقرباء ولا أعرف أي شخصيات مشهورة

الإعلام الغربي يربط بين الإسلام والإرهاب خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر ما هو رأيك؟

أوافق هذا الرأي ليس الكل لكن 70% منهم

هل سبق وزرت بلدا عربيا؟

نعم زرت لبنان بلد زوجي 3 مرات وأعجبتني طبيعة الناس هناك والطعام اللذيذ كذلك جمال الطبيعة وكنت سعيدة جدا هناك أما ما لم يعجبني فيهم (كثرة الكذب) ولم أزر أي بلد سوى لبنان.

فما هي الكلمة التي تودين توجيهها لهم؟
أقول لهم كونوا صريحين ومنفتحين على الآخر وعليه لن (يكرهكم الألمان) إذا أصبحوا هكذا والألمان عندهم خوف من المسلمين لأن عندهم استعداد كبير للعنف.
ـ ربط الإرهاب بالإسلام قول خطير وسوف أكون متعصبا إذا وافقت عليه
ـ اعتقد أن الأمريكان هم وراء أحداث سبتمبر

مكسمليان25 سنة Bankkaufmann له أصدقاء من مختلف الثقافات إلا أن صديقه المقرب عربي من جنوب لبنان قال ما يعرفه عن الإسلام : دين عالمي وهو الدين ـ الذي بحسب فهم كل شخص له ـ مفتوح من التسامح وحتى التطرف مثله في ذلك مثل ديانتنا المسيحية
وكيف تعرفت إليه على هذا النحو؟
ـ من أصدقائي، وعندي أصدقاء عرب جيدين وتجاربي واختلاطي مع المسلمين في برلين ومن خلال مواقف الأئمة المتسامحين منهم والمتشددين
هل تعرف شخصيات عربية شهيرة؟
ـ (الحريري) و(عرفات) و(نجيب ساويرس)
وهل سبق أن زرت بلدا عربيا؟
ـ زرت من البلاد العربية مصر وتونس ولبنان وقد أعجبني فيها كرم الضيافة وأشعة الشمس ودور المرأة الذي لا ينافس الرجل كما في بلدنا، أما ما لم يعجبني فهو الظلم الواقع على المرأة
هل تؤيد ربط العرب والمسلمين بالإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر؟
ـ هذا قول خطير وسوف أكون متعصبا إذا وافقت عليه، واعتقد أن الأمريكان هم وراء أحداث 11 سبتمبر
هل ثمة كلمة توجهها للعرب والمسلمين؟
ـ الاعتدال في طرح الأحكام ، والاعتدال في تفسير القرآن والتكيف والتعايش مع الأسئلة الدينية التي يطرحها الألمان بخصوص الدين الإسلامي.
ـ اطلب من العرب أن يندمجوا ويتعايشوا مع الألمان

جيرهارد 37 سنة عامل فني متزوج وله من الأبناء اثنان قال: ـ تربطني علاقة جيرة ببعض العرب والمسلمين ومعلوماتي عن الإسلام أنه ديانة مثل أي ديانة أخرى وما أعرفه عنهم استقيه من الصحف ومن وسائل الأعلام ومن خلال حياتي و متابعاتي اليومية، غير أنني لا اعرف أية شخصيات عربية شهيرة إلا من تظهر صورهم في الأخبار ولم يسبق لي زيارة أية دولة عربية، وليس بالضرورة أن يتم ربط العرب والإسلام بالإرهاب بسبب بعض الأعمال الإرهابية من قبل بعض الأشخاص ، وأطلب منهم أن يندمجوا مع المجتمع الألماني أكثر وان يتعلموا اللغة الألمانية كي يستطيعوا التعايش مع الألمان
ـ ( أسمع) أن كل يفسر القرآن حسب فهمه

ـ في النهاية كلنا لنا إله واحد

اليزابيتا 33 سنة ممرضة ولها بنت واحدة قالت عن رأيها بالعرب والمسلمين

ـ ليس من السهولة إعطاء رأي عن الأجانب وعن الديانات الأخرى لأن لكل منا رأيه وعنده ثقافة مختلفة إلا أنني اعرف أن الإسلام ديانة عالمية كبيرة حيث يشكل المسلمين في العالم نسبة كبيرة وما سمعته أن كل شخص( يفسر) القرآن حسب فهمه
كيف؟
ـ على سبيل المثال في "الإنجيل" مكتوب (لا تقتل) وفي "القرآن" (لا تقتل إلا إذا ا قتل أحدا أخوك أو هاجم ديانتك) وهكذا...

هل قرأت القرآن يوما؟

ـ لا هذا ما سمعته من خلال التحدث مع معارف صديقي السابق ومن خلال التلفزيون ووسائل الأعلام الأخرى ومنه اعرف فقط بعض السياسيين العرب الذين يتكرر ذكرهم في الأخبار ولم يسبق لي أن زرت بلدا عربيا

هل تؤيدين ربط الأعلام الغربي العرب والإسلام بالإرهاب؟

ـ نعم فقد كانت أحداث 11 سبتمبر سيئة جدا وكنت أتابعها مباشرة على شاشة التلفزيون وكنت أتمنى أن يكون هذا كابوسا إلا أن هذا لا يمنع أن هناك في بلد مجرمين مثل المافيا الإيطالية والمافيا الروسية فأنا أراها بنفس درجة السوء وأرى أن من الأفضل لنا جميعا أن نكون مرنين تجاه بعضنا البعض حتى نستطيع التحاور معا ، ولا ضير أن يكون لكل منا ديانته واحترامه للآخر وان لا يحاربه لأننا في النهاية كلنا لنا أله واحد

ـ أعيب على إعلامنا تقصيره في استضافة عرب ومسلمين حين يتناول موضوع كالإرهاب ليسمع رأيهم

ديتر 36 سنة Beamter متزوج وله طفل واحد قال: لي موقف ايجابي من المسلمين، إلا أن عليهم أن يندمجوا في المجتمع لأنهم هم من جاءوا برغبتهم للعيش في ألمانيا وعليهم أن يحترموا هذا البلد وقوانينه و الناس خاصة ، كما قال أيضا أن موقفه الايجابي هذا بناه على تجاربه الشخصية وأخرى عايشها في العمل حيث تربطه علاقات صداقة وجيرة وزمالة بالكثير من العرب والمسلمين ويعيب على وسائل الأعلام الغربية تقصيرها في استضافة شخصيات عربية ومسلمة حينما تتعرض لتقارير إخبارية تتناول الإرهاب ليبدوا رأيهم حولها وحتى بعد أحداث 11 سبتمبر لم يغير نظرته الإيجابية رغم انه لم يسبق له زيارة أي بلد عربي


ـ أحداث 11 سبتمبر إرهابا متطرفا من قبل( أقلية) مسلمة وانطباعي جيد جدا عن العرب والمسلمين

شتيفان 43 سنة متزوج وله طفلان هو الآخر يحمل انطباعا ايجابيا بل جيدا جدا عن العرب والمسلمين في ألمانيا ويرى أن الإسلام دين فيه جوانب ايجابية وأخرى سلبية وهذا ما توصل إليه من خلال خبراته وتجاربه الخاصة لأن له الكثير من الأصدقاء منهم وأيضا من خلال زملائه في العمل ويصف أحداث الحادي عشر من سبتمبر ليس فقط عملا إرهابيا وإنما إرهابا متطرفا من قبل أقلية مسلمة وهذا يؤثر على السلام العالمي.

هل سبق لك زيارة بلد عربي؟ وما الذي لفت نظرك فيها؟

ـ كما قلت لك عندما طلبت رأيي كألماني أنني لا يجدر بي أن احسب على الألمان لأنني اقضي من الوقت خارج ألمانيا أكثر بكثير مما اقضيه داخلها ذلك أنني زرت بلدان شمال أفريقيا كلها ولبنان والعراق وأنا دائم السفر لها حيث يعجبني فيها كل شيء الناس والطبيعة والتقاليد والعادات المختلفة وليس هناك شيء لم يعجبني وليس عندي ما أوجهه للعرب المقيمين هنا لأنني لست على اتصال بهم هنا نظرا لسفري الدائم

ـ ربط الإسلام بالإرهاب خطأ يشابه خطأ ربط الألمان بالنازية

ـ أحداث سبتمبر لم تغير قناعتي

شتيفان 28 سنة محاضر في الجامعة، متزوج ولم يرزق بعد بأبناء قال: ليس عندي أية مشكلة معهم إذا حاولوا الاندماج في الحياة العامة وأنا شخصيا أحب التسوق من الأسواق التركية والآسيوية وآخر مرة عندما زرت الأسواق الهندية وجدت عندهم الكثير من المواد الجديدة المشوقة
وماذا تعرف عن الإسلام؟

ـ ديانة مثل غيرها من الديانات وما اعرفه عنه استقيه من التقارير الإخبارية ومن خلال الاختلاط والتحدث مع الناس ومن اعرفهم من الشخصيات البارزة من خلال الأعلام فقط ولي علاقات طيبة مع جيراني المسلمين ومع زملاء سابقين لي في العمل ومن خلال عملي في الجامعة كمحاضر

هل ترى ربط الأعلام الغربي العرب والمسلمين بالإرهاب منصفا؟

ـ هذا بالتأكيد خطأ مثل خطأ ربط الألمان بالنازية ، وفي كل بلد هناك متطرفين لكن للأسف هؤلاء المتطرفين هم الذين يتصدرون الأخبار مثلما يتصدر (الهوليجانز) في إنكلترا أخبار الصحف كونهم اشهر المشاغبين في مباريات كرة القدم.

هل سبق وزرت بلدا عربيا؟

ـ زرت بلدانا عربية وإسلامية كثيرة مثل تركيا وتونس وإيران والعراق وأعجبني فيها الجو والطبيعة والثقافة والعادات والتقاليد المختلفة

ما هي الكلمة التي تود أن توجهها في هذا الصدد؟

ـ يجب على كل شخص يذهب للعيش في بلد آخر أن يفهم هذا البلد وقيمه وان يحترم قوانينه، ومهم جدا أن يتعلم لغة البلد الذي يعيش فيه وهنا اذكر قولا مأثورا( مادام احدنا يسبح مع التيار فلن يلفت الأنظار ، إلا إذا سبح عكسه).

ـ الكثير منكم يعيشون في ألمانيا وكأنهم يعيشون في ( سجن) وهم في (حالة نقد) شديد لكل شيء فيها

ـ أحداث 11 سبتمبر غيرت تفكير الناس في كل العالم

أدريانا 28 سنة تحمل شهادة الماجستير في اللغة الألمانية غير متزوجة وصفت موقفها من الأجانب بصفة عامة بأنه منفتح على كل الناس وتنظر إلى ( الإسلام) على أنه دين مختلف والى العرب على أنهم يحملون ثقافة مختلفة، والاختلاف هنا " لا أعني به شيئا سلبيا وليس بالضرورة أن يكون أمرا غريبا .. وأنا مع اختلاف الثقافات واحترام العرب والإسلام كما نحترم أي ثقافة أو دين آخر"

ـ الم تغير وسائل الإعلام في رأيك هذا؟

ـ أحداث 11 سبتمبر كما اعتقد جعلت الناس في كل العالم تغير تفكيرها تجاه الكثير من الأمور والقضايا ، ولكن من خلال نظرتي الخاصة في الحياة وعلاقاتي الكثيرة مع العرب والمسلمين كوني مدرسة للغة الألمانية وغالبا ما التقي الكثير منهم في دورات تعليم اللغة أجد أن ربط العرب والإسلام بالكلمة (حرب) أقرب إلى الحقيقة من ربطهم بكلمة ( إرهاب) وكل يوم نسمع ونرى في الأخبار سقوط الكثير من الضحايا منهم.

ـ هل سبق لك زيارة بلد عربي؟
ـ من خلال السمع والاختلاط مع الكثير من الطلبة من مختلف البلدان العربية في (دوراتي) أصبحت أعرف الكثير عنها من خلال حديثهم عن بلدانهم

ـ ومن خلال اختلاطك المستمر معهم هل ثمة ملاحظات توجهينها لهم؟

ـ من المؤسف أن الكثير منهم يعيشون في ألمانيا وكأنهم يعيشون في (سجن) بمعنى أنهم في حنين دائم للوطن وفي حالة (نقد ) شديد لكل شيء في ألمانيا ويؤسفني أنهم يحسون ألمانيا بلدا غريبا عنهم ولا يستطيعون الاندماج، وأنا معجبة وأقدر مجهود الناس الذين يقيمون دورات لتعليم اللغة الألمانية وجمعيات لمساعدة الأجانب على الاندماج في المجتمع الألماني وإذا زادت مثل هذه الدورات والجمعيات فهذا أفضل.

ـ انتم (ضيوف) تحملون دينا وثقافة مختلفة

ديتلف بيشه 54 سنة متزوج وله من الأبناء اثنين قال:ـ (رأيي بالأجانب حيادي أما عن الإسلام فليس لي رأي)

ـ هل يمكن اعتبار هذا الرد ايجابيا أم سلبيا؟

ـ ليس لي رأي لأنه ليس عندي الكثير من المعلومات رغم علاقاتي مع بعض العرب والمسلمين الذين يدرسون اللغة في ولم يسبق لي زيارة أي بلد عربي
هل تؤيد ربط الإسلام بالإرهاب؟

ـ نعم

وما هي كلمتك لهم؟

ـ كلمتي للعرب والمسلمين " أنتم ضيوف تحملون ثقافة ودينا ورأيا مختلفا".

ـ يستطيع الإنسان أن يحتفظ بأخلاقه وتقاليده وهويته حتى لو تعلم لغة وثقافة جديدتين

السيدة زبينه مدرسة لغة ألمانية قالت:ـ رأيي بالأجانب إيجابي والإسلام ديانة تلعب في وقتنا الحالي دورا مهما في الحياة وفي العالم

ـ من أين تستقين معلوماتك عنا؟

ـ من خلال العمل والإعلام ومن خلال اختلاطي بطلبتي في الجامعة وأعرف العديد من الشخصيات العربية السياسية رغم أنني لم أزر أي بلد عربي إلا أن لي علاقات طيبة مع العديد من الطلبة والزملاء من خلال دورات التعليم

هل تؤيدين ربط الغرب للعرب والإسلام بالإرهاب؟

ـ هذا القول ليس بالوصف الدقيق ففي كل بلدان العالم هناك الجيد والسيئ ، وكلمتي التي أوجهها في هذا الصدد إن الإنسان يستطيع أن يحتفظ بأخلاقه وتقاليده حتى لو تعلم لغة جديدة أو انفتح على ثقافة أخرى.

ـ لكل إنسان الحق بأن يُعطى فرصة العيش أينما يريد ، والإيمان بما يريد مادام لا يؤذي الآخرين

بياتا 23 سنة طالبة جامعية غير متزوجة رفضت أن تجيب على أسئلتي بالتفصيل وعرضت أن تشارك برأيها في العموم وتجمله بالآتي:

ـ ليس عندي مشكلة مع الأجانب ولا يهمني من أي بلاد يأتون، ماداموا يعملون أو يبحثون عن عمل ويتعلمون اللغة، وكل إنسان يجب أن يعطى الفرصة لكي يعيش أينما يريد، وله الحق بأن يؤمن بما يريد مادام ذلك لا يؤذي الآخرين بأي شكل ، وفي العموم ليس لي أية تجارب سيئة مع العرب والمسلمين.

تعقيب
رغم محاولتنا طرح الأسئلة على أشخاص مختلفي العمر والمهنة والمستوى الثقافي إلا أنهم كانوا متأثرين بطريقة ما بما يعرضه إعلامهم مما يشبه الصورة النمطية المتعارف عليها عن العربي والمسلم سواء بالسلب و نادرا بالإيجاب ، مع أن بعضهم تعاملوا أو ارتبطوا بعلاقات الصداقة أو الجيرة أو الزمالة و حتى القرابة مع عرب ومسلمين وابدوا نوعا من الإعجاب ، والايجابية تجاهنا ، إلا أن ما خرجنا به، وهو الأهم برأيي، أنهم أفصحوا عما يريدونه منا : أن نكون فعالين ومساهمين في بناء المجتمع معهم وهذا برأيهم لن يتم إلا من خلال تعلم اللغة الألمانية أولا والبحث عن عمل ثانيا والإحساس بالانتماء ثالثا.

مصر " أم الدنيا" ... و فلسطين " الجريحة"
محمد عبد المنعم
ـ من يضع علم مصر بجوار علم إسرائيل " للتشكيك" ، فهو جاهل في علم السياسة والتاريخ والمقاومة.

ـ من يريد انتقاد النظام فليتفضل، أما التشكيك في دور مصر وشعبها فخط أحمر.

ـ لولا مصر لم تكن هناك " قضية فلسطينية".

ـ لم يقدم شعب في العالم ما قدمه المصريون للقضية الفلسطينية.

ـ من أين جاءت الأسلحة التي قاومت بها حماس العدوان الإسرائيلي .. أليست من مصر؟

ـ الصراع المصري الإسرائيلي ـ بعيدا عن قضية فلسطين ـ تاريخي ودائم ومتواصل.

ـ قوة مصر قوة للعرب ، وضعفها وبال عليهم .. وهذا هو الحال الآن !!

فلسطين.. بوابة مصر الشرقية، وأمن واستقرار مصر مرتبط بأمن واستقرار وهدوء فلسطين.. حقائق لمن يُجيد قراءة التاريخ والجغرافيا والواقع، ولمن لديه حسٌّ سياسيٌّ أو فهمٌ للأمن القومي المصري، وكل من حكم مصر من أحمس الأول حتى جمال عبد الناصر وعى ذلك وراقب كل ما يحدث في الشام عن كثب.

فالهكسوس غزوا مصر من الشام ، والتتار اجتاحوا العراق والشام فخرج إليهم المصريون وهزموهم على أرض فلسطين، والصليبيون احتلوا الشام وبيت القدس فهزمهم المصريون في بأرض فلسطين أيضًا.. ومحمد علي بعدما استتبَّ له حكم مصر أرسل ابنه إبراهيم باشا بجيش إلى الشام، وهو القائل: إن أمن مصر يبدأ من جنوب جبال الأناضول في تركيا.

وعندما بدأت الهجرة اليهودية لفلسطين أوائل القرن الماضي أدركت كل الحكومات المصرية قبل الثورة مدى خطورة ذلك على أمن مصر، وهو ما حدا بالمصريين لدخول حرب 1948 واهتمام كل قادة وجماهير مصر بالشأن الفلسطيني، ولأن خريطة "إسرائيل الكبرى" المعلَّقة في الكنيست: (من النيل إلى الفرات) لا يمكن أن تغيب عن العقل المصري.

لكل ذلك يندهش المرء من أن تضع أحد الدوريات الإعلانية في برلين ـ التي تتحدث باسم " العرب" ـ علم جمهورية مصر ، الذي يمثل كل المصريين، أقباطا ومسلمين ، أغلبية ومعارضة، حكومة وشعبا ، بجوار علم الدولة الصهيونية ، للتشكيك في دور مصر المحوري والأبدي في المنطقة.


لقد قمنا نحن هنا في الدليل بانتقاد النظام المصري مرارا بسبب مواقفه ، ونقول من يريد أن ينتقد النظام المصري أو السياسة المصرية فليتفضل ، أما علم مصر ـ رمز كل المصريين ـ ووضعه بهذه الطريقة بجوار علم إسرائيل ، ما هو إلا نكاية بكل المصريين ، الشرفاء منهم والمهرولين، أعضاء الحزب الحاكم والإخوان المسلمين، لكل الشعب المصري، الذي قدم أعظم التضحيات في سبيل القضية الكبرى " قضية فلسطين".


والآن بعض من لقطات تاريخية لكل " البلهاء"، الذين لا يعرفون ولا يقدرون ما يقولون ويكتبون ...


ـ مصر الفرعونية وفلسطين

الحقيقة التاريخية للوجود المصري تقول " إن وجود إسرائيل في ذاته خطر على الوجود المصري" ، وأدوار وأشواط ومعارك الوجود المصري تؤكد هذه الحقيقة، كانت معاركها الوجودية الكبرى تدور إلى الشرق ـ فلسطين والشام عموما .

1580 ق.م تقدم (الملك المظفر أحمس الأول) فرعون مصر لصد الغزاة من الهكسوس ـ الذين احتلوا منطقة فلسطين الحالية وشمال مصر ـ خرج ومعه جيش مصر لتحرير البلاد والعباد من المحتل، وهرب أمامه الهكسوس فطردهم خارج البلاد، ثم تبعهم حتى قلعتهم الحصينة في شاروحين في فلسطين وأبادهم ، ولم يذكر التاريخ الهكسوس بعد ذلك.
1468 ق.م ، تقدم (الملك الأعظم تحتمس الثالث ) حتى مدينة مجدو ( تل المسلم حالياً شمال شرق جبل الكرمة شمال فلسطين) ليلاقي الأعداء فهزمهم وأكمل فتوحاته حتي " سوريا وإيران".

ـ معركة يافا القوات المصرية بقيادة جحوتي أحد قواد تحتمس الثالث أثناء اقتحامه القلعة الحصينة بمدينة يافا لاستردادها من الأعداء ، وقد استخدم الحيلة الماكرة بوضع الجنود في مجموعة من السلال ليدخل القلعة على أنه تاجر بعد أن استعصى عليه فتحها، وإذا ما بلغ المدينة قام بقية الجند ممن يحملون السلال بإطلاق إخوانهم والقبض على كل من بالقلعة، واستطاعوا استرداد المدينة من يد الأعداء بتلك الحيلة البارعة.

1285 ق.م قوتان عظمتان: مصر في الجنوب والحيثيون بآسيا الصغرى في الشمال.

ففي العام الخامس من حكم الملك رمسيس الثاني، قاد الملك جيشا من أربع فرق لملاقاة الحيثيين في أقصى موقع في الشمال يمكن للجيش المصري أن يصل إليه. وعبر الجيش أرض كنعان (أو فلسطين) وفينيقيا (أو لبنان) إلى أن بلغ التلال جنوب قادش على نهر "العاصى". وانتصر المصريون.

ـ الملك مرينبتاح بن رمسيس الثاني، يخلد انتصاره على دولة إسرائيل القديمة بقوله: "وإسرائيل هزمتها لم يعد لساكنيها من وجود".

ـ 605 ق.م جرت في شمال فلسطين عدة معارك تاريخية، وكلها تعتبر مصيرية بالنسبة لبلاد الشام. منها المعركة التي خاضها (نخاو) فرعون مصر مع (يوشيا) ملك يهوذا. وقد سحق (نخاو) الجيش اليهودي . وجرح (يوشيا) في المعركة وتقهقر راجعا إلى القدس، ليموت فيها متأثرا بجراحه. بينما واصل (نخاو) زحفه نحو الشمال إلى سورية.

هذه الحقائق التاريخية تؤكد أن " وجود إسرائيل في حد ذاته خطر على الوجود المصري"، والفتور والهدوء من الجانب المصري في بعض الحالات يعني ضعفاً مؤقتا في بنية مصر ، التي عودت أهلها على العودة ـ بعد غياب ـ لدورها عندما تسترد عافيتها.

وتحضرني هنا قصة " موشى ديان" وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق عندما ذهب خصيصا إلى فرنسا عندما كانت مومياء الملك رمسيس الثاني في باريس للعلاج .. ذهب موشى ديان حيث تعالج المومياء الملكية ليلتقط صورة تذكارية مع المومياء ممسكا بعصاه، التي وضعها فوق رأس الملك ( المومياء)، وكان يردد " هل ترى ، لقد عدنا من جديد"، فهو يعلم أن أحد أحفاد الملك رمسيس هو من أخرج اليهود من مصر.

مصر العصور الوسطى وفلسطين " قوة مصر .. قوة للعرب"

ـ بينما كانت دولة المصريين " الفاطمية " آخذة في التدهور في أيام المستنصر ، بدأت الحملات الصليبية على الشام وفلسطين، واختل الصليبيون معظم مدن فلسطين والشام.

ـ بعدها بمدة جاء الناصر صلاح الدين حاكم مصر وقاد جيوش المصريين ووحد المسلمين لتحرير فلسطين في موقعة حطين أثناء الحروب الصليبية الأولى.

ـ قام المصريون بأسر ملك فرنسا " لويس التاسع " في مدينة "المنصورة" حين أغار على المشرق في عهد السلطان " توران شاه".

ـ قام المظفر " سيف الدين قطز" سلطان مصر مع جيوش المصريين بهزيمة التتار في " عين جالوت" و"بيسان" عندما اجتاحوا كل دول العراق والشام وفلسطين .

ـ قضى " الظاهر ركن الدين بيبرس" سلطان مصر على الدولة الصليبية بلا رجعة ، عندما حاربهم لمدة عشرة سنوات شتت فيها شملهم، وهدم "يافا" و"انطاكية" .

ـ في عهد محمد على باشا هزم جيش مصر القوات التركية في معركة الزراعة في 14 أبريل 1832 ، ثم معركة عكا في 27 مايو 1832 ، ثم معركة حمص فى 6 يوليو 1832 ، ومعركة بيلان فى 30 يوليو 1832 .

وهنا أيضا نرى الحقيقة التاريخية للوجود المصري.

مصر الحديثة وفلسطين ( لولا مصر لم تكن هناك " قضية فلسطينية" )

ـ السياسة المصرية وفلسطين

كان قيام ثورة 23 يوليو إضافة ـ ولاشك ـ للنضال العربي المعاصر وبخاصة قضية فلسطين. ومن يقرأ كلمات قادة الثورة في بداياتها سوف يجد إشارات عامة إلي المطالبة باستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المسلوبة.

فمنذ هزيمة 1948 م وخلال سنوات الخمسينيات كان الفلسطيني مجرد لاجئ يفتقر إلي المساعدة الاجتماعية من وكالة الإغاثة، ويعيش تحت رحمة رجال الأمن في البلاد العربية، كما أنه من الناحية الدولية لم يكن هناك ما يعرف بقضية فلسطين وإنما كانت القضية من وجهة نظر الأمم المتحدة هي قضية اللاجئين.


لكن منذ منتصف الخمسينيات كان هناك بوادر إيجابية بأن القضية سوف تتحول من قضية لاجئين إلي قضية مناضلين، فقد نشأت حركة التحرير الوطني الفلسطيني إثر الهجوم علي غزة في27 فبراير 1955 ، وبدأت الحركة تمارس نشاطها الفعلي عام 1958 بتنظيم خلايا سرية ببعض البلاد العربية، وكانت العاصفة هي الجهاز العسكري للحركة خلال السنوات الأولي من الستينيات.

وكان من تلك البوادر الإيجابية حدوث بعض الأعمال الفدائية غير المعروف مصدرها في فلسطين المحتلة، ويوم يكتب تاريخ هذه الفترة سوف يتبين أن مصر التي كانت تشرف مؤقتا علي قطاع غزة لحين تسليمه لعرب فلسطين. كانت تنظم تلك الأعمال الفدائية، وكان لاغتيال إسرائيل العقيد مصطفي حافظ الضابط المصري بقطاع غزة في خان يونس في 13 يوليو 1956 علاقة بتلك الأعمال.

ـ بتوجيه من عبد الناصر أوصت وزارة الخارجية المصرية مجلس جامعة الدول العربية في مارس 1959 بالعمل علي إبراز الكيان الفلسطيني، حيث وافق مجلس الجامعة في 9 مارس 1959 علي إعادة تنظيم الشعب الفلسطيني وإبراز كيانه. كما طالبت مصر مجلس الجامعة في أغسطس 1960 م بإبراز الشخصية الفلسطينية.

وفي يناير 1964 دعا عبد الناصر إلى قمة عربية وكان أهم ما تمخض عنه المؤتمر هو قراره بتنظيم الشعب الفلسطيني وتمكينه من القيام بدوره في تحرير وطنه وتقرير مصيره. وبعد أربعة أشهر ونصف من عقد هذا المؤتمر (28 مايو 1964 ) تكونت منظمة التحرير الفلسطينية.

وبدأت المقاومة نشاطها داخل الأرض المحتلة مع بداية عام 1965، حيث صدر البلاغ العسكري الأول لقوات العاصفة في 1 يناير 1965 يعلن بدء الكفاح المسلح وانطلاق الثورة الفلسطينية لتصفية الكيان الصهيوني المتمثل في دولة إسرائيل. ومنذ هذا التاريخ استأنف الفلسطيني حمل سلاحه وظل يحمله من هذا التاريخ مدافعا عن وجوده وقضيته.

وبناء علي تعليمات من جمال عبد الناصر تم تنفيذ الدعم المالي للفلسطينيين عن طريق الصندوق القومي الفلسطيني الذي أنشئ عام 1964 حيث جري خصم 3% من رواتب أبناء فلسطين العاملين بمصر لمصلحة الصندوق، إضافة إلي المساعدة المالية التي قدمتها الحكومة المصرية وفقا لقرارات القمة عام 1964 التي قضت بمنح المنظمة إسهاما ماليا سنويا.

وقبيل عقد مؤتمر القمة العربي الثالث في الدار البيضاء في13 سبتمبر1965 كان الجو العربي متسما بحملات إعلامية متبادلة بين بعض الدول العربية وعمليات مزايدة واتجار بقضية فلسطين، مما دفع جمال عبد الناصر إلي أن يعلن في خطاب له في موسكو أنه ما لم تتوقف عمليات المتاجرة بالمزايدة والمناقصة في قضية فلسطين، فإن الجمهورية العربية المتحدة تجد نفسها مرغمة علي الانسحاب من سياسة مؤتمرات القمة، متحملة وحدها ـ إذا اقتضي الأمر ـ مسئوليتها التاريخية حيال النضال العربي وقضية فلسطين في المقدمة لكن الأمور تحسنت نسبيا قبل انعقاد المؤتمر.

وكان ختام حياة جمال عبد الناصر من أجل القضية الفلسطينية، فنتيجة لصدام السلطة الأردنية مع منظمة التحرير الفلسطينية خلال عام 1970 دعا عبد الناصر إلي مؤتمر استثنائي بين الأردن والمنظمة دون مزيد من إراقة الدماء.

ويدخل في هذا الإطار نجاح عبد الناصر في إنقاذ ياسر عرفات الذي كان محاصرا في الأردن ليتمكن من حضور مؤتمر القمة، وهي العملية التي تمت بواسطة الرئيس السوداني جعفر النميري والشيخ عبد الله الصباح ولي عهد الكويت.

وقد لقي جمال عبد الناصر وجه ربه إثر هذا المؤتمر بعد أن جمع الأمة العربية حول قضية فلسطين، ومهد السبيل بحرب الاستنزاف لحرب أكتوبر سواء بالاستعداد الجاد لخوض الحرب وإعطاء الثقة للجنود أو بتهيئة الأمة العربية لمساندة تلك الحرب.

ـ الفن المصري وقضية فلسطين

السينما المصرية تحفل بالعديد من الإبداعات الدرامية و التي كان همّها الأول معالجة القضية الأولى للعرب سينمائيا . فنشأت العديد من النصوص السينمائية اهتمت أساسا بالقضية الفلسطينية ، و الصراع المخابراتي ما بين مصر و إسرائيل.

إن القضية الفلسطينية تعتبر من أهم القضايا السياسية التي يعيشها الوطن العربي ، في تاريخه المعاصر، وإن معالجة هذه القضية، سينمائياً، يمثل أمرا أهم بكثير من مجرد الدعاية، بل إنه يجسد مشاركة فعلية ، في الصراع ، ومقاربته من وجهة محددة وهي المعالجة الفنية و بالتحديد السينمائية ، فالفن عموما والسينما بالخصوص ، ليست مجرد صور- حركة ، الغاية منها التسلية ، و الفرجة ، بل إن هذا المجال الإبداعي له فعاليتة و نجاعته في مستوى مناصرة القضايا العادلة.

فمنذ الوهلة الأولى، ومنذ عام 1948 ، ساهمت السينما المصرية، بعدة أفلام لعل من أشهرها في تلك الفترة – 1949 - فيلمي "فتاة من فلسطين" و"نادية". سنجد أن الفيلم الأول الذي كتب قصته وأعَدَّ له السيناريو مؤسسة السينما المصرية الفنانة عزيزة أمير، وقامت أيضًا بإنتاجه وبطولته، وأخرجه محمود ذو الفقار. أما فيلم نادية، فقد كان أيضًا من إنتاج عزيزة أمير وبطولتها، عن قصة وسيناريو وحوار يوسف جوهر، وإخراج فطين عبد الوهاب.

وفي عام 1953 يقدم نيازي مصطفى فيلمًا ، هو "أرض الأبطال"، وهو عن شاب ابن باشا يتطوع في حرب فلسطين، وأنتجت السينما المصرية "الله معنا"، قصة إحسان عبد القدوس و إخراج أحمد بدرخان 1955". وفيلم "أرض السلام" لكمال الشيخ 1957 ، قصة حلمي حليم وسيناريو وحوار علي الزرقاني" أول فيلم يقدم الأحداث داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، من خلال فدائي ذهب مع زملائه لتدمير مستودعات بترول العدو الصهيوني، ولكنه يصاب، فيجد الحماية من أهالي قرية فلسطينية، ويشترك معه الفدائيون الفلسطينيون في تحقيق الهدف الذي جاء من أجله. وتشتعل المستودعات ويتم تدميرها!.

تبقى هناك أفلام أخرى تعرضت للقضية الفلسطينية بصورة أو بأخرى "كرُدَّ قلبي، وكذلك فيلم بور سعيد. وفي أفلام مثل
فيلم "أُغنية على الممر"، للمخرج علي عبد الخالق (1972)، فيلم "ظلال على الجانب الآخر" (1973)، فيلم "إعدام ميت 1985"، و"بئر الخيانة 1987. كما قدمت السينما المصرية فيلم "ناجي العلي"، في أواخر الثمانينيات.

في التسعينيات من القرن الماضي قدمت مصر فيلم "القبطان" لسيد سعيد – 1997، فيلم "48 ساعة في إسرائيل – إخراج نادر جلال 1998، فيلم "فتاة من إسرائيل " سنة 1999. كما قدمت فيلم عن وفاء إدريس وهي أول «شهيدة» فلسطينية تقدمها السينما المصرية في فيلم روائي طويل هو «القنبلة» عام 2003عن قصة محمد سلماوي .

ويتصدّر الأفلام الروائية التي تناولت القضية الفلسطينية فيلمان رائعان، «المخدوعون» للمخرج توفيق صالح، و«باب الشمس» ليسري نصر الله.

أما الأغاني والأشعار التي قدمها مطربي مصر وشعرائها فهي معروفة للجميع، ومن كثرتها وتعددها لا يسعنا المجال هنا لذكر هذا الكم الهائل من الأعمال.

ـ الأدب المصري وقضية فلسطين

في الثالث عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1933، أي قبل حدوث نكبة فلسطين بخمسة عشر عاماً، نشرتْ صحيفة البلاغ المصرية قصيدة طويلة للشاعر المصري أحمد محرم بعنوان (نكبة فلسطين)، وهي القصيدة الشعرية الأولى التي حملت هذا المصطلح، وهي تبكي وجع فلسطين، وتستحثّ همم العرب على نصرتها.
يومها لم تنشر الجريدة هذه القصيدة دون أن تتوقف عندها، بل كتبت مقدمة لها، إيماناً منها بتميّز النص وصاحبه في هذا المجال فقالت: (صيحةٌ عاليةٌ يرسلها الشعر الحيّ في ممالك الشرق وشعوبه، رحمةً بفلسطين الجريحة، وعظةً لها ولغيرها من هذه الأقطار الوالهة، والممالك الحزينة، تلقَّاها البلاغ من ناظمها الأستاذ أحمد محرم شاعر الوطنية المصرية، والجامعة الشرقية، فنحن نذيعها كعنصر قوي من عناصر الأدب والتاريخ والسياسية).

إن الشاعر محرم هو أول من كتب في الشعر العربي قصيدة بمصطلح النكبة قبل وقوعها بخمسة عشر عاماً.

تقول بعض أبيات من القصيدة .. التي تكررت فيها كلمة " نكبة" ثلاث مرات :

في حمى الحقِّ ومن حولِ الحَرَمْ

فزعَ القدسُ وضجَّتْ مكةُ

ومضى الظُّلْمُ خليّاً ناعماً ....

أُمَّةٌ تؤذى وشعب يُهْتَضَمْ

بكت يثرب من فرط الألمْ

يسحب البردين من نار ودمْ ....

يا فلسطينُ اصْطَليها نكبة

واشهديه في حماهم مأتماً

واشربي كأسك مِمَّا عصروا

أذكري يومك في أفيائهم ....

ـ ويقول الشاعر على محمود طه في قصيدة فلسطين:

أخي جاوز الظالمون المـــــدى

فحق الجهاد وحق الفــــــــــــدا

أنتركهم يغصبون العــــــروبة

مجد الأبـــــــــــــوة والسؤددا؟

وليسوا بغير صلـــيل السيوف

يجيبون صوتا لنا أو صـــدى

فجرد حسامك من غمـــــــــده

فليس له بعد أن يغمــــــــــــــدا .......


وغير ذلك كم من القصص والروايات والدراسات والكتب قدمها مبدعي وعلماء وأدباء ومثقفي مصر للقضية الفلسطينية.

ـ شعب مصر والقضية الفلسطينية:

ـ استقبل المصريون مئات الآلاف من الفلسطينيين في بيوتهم ، ولم يعرف الفلسطينيون في مصر المخيمات أو الانعزال ، بل تربت أجيال فلسطينية واندمجت في المجتمع المصري ، ولا تتحدث إلا "العامية" المصرية.

ـ الشهداء المصريين في الحروب العربية ـ الإسرائيلية يزيد عددهم علي شهداء أي دولة عربية أخري، بما في ذلك الفلسطينيون أنفسهم ، ومصر لم تسع في يوم من الأيام لإيجاد فصيل فلسطيني تابع لها يأتمر بأوامرها ، ويتحدث باسمها ، ويرعي مصالحها ، وليس مصالح الفلسطينيين ، وهي القادرة علي ذلك.

ـ بإحساس المصري البسيط يرفع اللاعب محمد أبو تريكة المصري في أحد مباريات كرة القدم الدولية شعار " تعاطفاً مع غزة"، مع أن هناك أكثر من 3 ملايين لاعب كرة قدم في العالم العربي.

فهل أخطأت مصر عندما لمت شمل العرب وأقامت جامعة الدول العربية، واتخذت من القاهرة مقرا لها منذ منتصف أربعينيات القرن الماضي؟

خاتمة
أصبح من شبه المتوقع على مدى العقود الأربعة الأخيرة أنه كلما ألمت بالأمة العربية مصيبة.. والمصائب كـُـثر.. يثور ضجيج .. حول مسألة نسميها هنا 'المسألة المصرية-العربية'، و ذلك لا يحدث إلا حول مصر.. ففي كل منعطفات الوطن العربي على مدى تلك السنين لم نسمع عن شيء مماثل تجاه دولة عربية أخرى .. دائما هي (مصر والعرب)، وهي مسألة تحتاج إلى التفكير

أولا: هناك طرفان، طرف يضم مصر وحدها وطرف يضم بقية العرب، هذا هو الكائن.. سياسيا وثقافيا وعلى مستويات عديدة..

ثانيا: هناك مستويان داخل هذين الطرفين " الرسميون والمطبلون" .. أي نظم الحكم وكل من يهلل لها في الجهتين.

ثالثا: هناك (اتهام) دائم في الاتجاهين، العرب يتهمون مصر بأنها (تخذلهم) .. ومصر تتهم العرب بأنهم (عبء) عليها، والاتهام يتداوله المستويان.. الرسميون والمطبلون.. كلٌ بوسائله.. والشعوب تتأرجح بينهما دائما..

رابعا: هناك غموض وغياب للجرأة في الاتهامات المتبادلة.. فالعرب لا يقولون- مباشرة- ما أرادوه من مصر و(خذلتهم) فيه.. ومصر لا تحدد فيما بالضبط العرب (عبء) عليها..

فهل يمكن إذن أن نناقش تلك النقاط بهدوء









التوقعات العامة لسنة 2011

تشهد سنة 2011 الكثير من الفسحات الهادئة حيث تنفرج الأجواء كلمعان البرق وكأن السماء استجابت لدعاء البشر فتعود السكينة إلى النفوس وتبدأ عملية ترميم ما تهدم.
المهم أن لا يسيطر اللون الأسود على النفوس لان السنة ليست معتمة وعلى كل إنسان أن يحافظ على قدراته ويستغلها على الدوام لان الجدية في العمل تحطم الصعاب مهما كبرت.
إن سنة 2011 تعد بالتغيير والتجديد لكافة الأبراج وتدعوهم لاستغلال كل إحداث 2010 والاستفادة منها من كل النواحي ويستمر كوكب جوبيتير ونبتون في سباق الدلو نحو الحوت لنرى تأثيرهم عند الناس ونلاحظ أنهم أصبحوا أكثر مسؤولية بكل ما يتعلق بالأمور العلمية والطبيعية.
رغبة التحرر من القيود نلحظها لدى مواليد الأبراج النارية "الحمل، الأسد والقوس".
أما بالنسبة إلى الأبراج الترابية سوف يسمح لهم كوكب بلوتون برؤية أفضل لأهدافهم، ما يجعلهم قادرين على اختيار الأمور الأمثل والأصح للعام الجديد.
وجود كوكب اورانوس في الحوت يفيق الأبراج المائية "السرطان العقرب والحوت" فيجعلهم يهتمون بمشاريع إبداعية وفنية.
بما يتعلق بالأبراج الهوائية لا يزال كوكب ساتورن (زحل) في ضيافة مواليد الميزان ما يجعل هذه السنة سنة الصعوبات والعقبات وزيادة التشنج والمواجهات المتصاعدة لدى مواليد "الجوزاء الميزان والدلو".
بالرغم من الهدوء الذي ستشهده سنة 2011 سوف يسجل الفلك أحداث أقسى من العام الماضي لجهة الكوارث والفضائح والأزمات العنيفة على المستوى السياسي والاقتصادي وذلك ابتداء من تاريخ 28 كانون الثاني وحتى أواخر شهر مايو/ أيار.
وتقول الفلكية اللبنانية ماغي فرح "سيكون عام 2011 أقسى من العام الماضي لجهة الكوارث والفضائح والأزمات العنيفة على المستوى السياسي والاقتصادي" ... أيضاً وقوع كوارث طبيعية ابتداءً من 28 كانون الثاني حتى أواخر شهر أيار” .
ما هي الأبراج الأكثر والأقل حظاً هذا العام
ستكون هذه السنة مقسمة، بمعنى أن بداية السنة ستكون جيدة على مواليد الحمل بحيث لأن كوكب الحظ جوبيتير سيدخل بتاريخ 22 كانون الثاني 2011 وتستمر زيارته إلى تاريخ 4 حزيران بعدها ينتقل إلى برج الثور ويسكن فيه لغاية تاريخ 4 حزيران 2012 لكن هناك برجين يمتلكان حظوظا كثيرة هذه السنة وسيتخلصان من الكثير من المعاناة والضغوط وهما القوس والجوزاء أما العذراء فسيكون الحظ بالنسبة إليه تصاعدياً
بالنسبة إلى الأبراج الأقل حظا: ستكون بداية السنة مربكة بين كانون الثاني وحزيران وأكثر الأبراج المتأثرة بهذا الجو هي "الجدي والميزان والحمل ثم السرطان"، لكن في شهر يونيو/حزيران تتغير الأوضاع الفلكية ويرتاح السرطان فسيكون في نصف السنة الثانية أفضل، أما الجدي فيصبح في الشهور الثلاثة الأخيرة أفضل من بداية السنة والميزان يمر بتجارب كثيرة مربكة وصدمات مفاجئة.
الحمل: سنة التغيرات والمفاجآت
سنة مليئة بالأحداث التي تخضّه. النصف الأول من السنة يحمل انقلابات طارئة لا يتوقعها. ينهي دورة ويتجه نحو جديد. يواجه مفاجآت سلبية وأخرى إيجابية، وقد تتغير كل عاداته. يشير الفلك إلى انفصال أو فراق ولو لفترة قصيرة. لكن شهر آذار (مارس) يحمل غراماً من النظرة الأولى وزواجاً محتملاً في آب (أغطس). تشرين الثاني (نوفمبر) سيكون أكثر رومانسية. فيما يتعلق بالترقيات و التطور الوظيفي فقد تكون سنه ممتازة من الناحية المهنية
للعزاب الكثير من الفرص الجيدة للزواج في أكتوبر و نوفمبر
الثور: سنة التطورات الإيجابية
سنة جيدة. قد يواجه مواليد برج الثور الكثير من التحديات خلال النصف الأول وتكون أفضل في نصفها الثاني. يبحث عن جديد، ويتحرى ما كان مخفياً عنه، ويوسّع دائرة أعماله إلى الخارج. قد يقع في حب شخص غريب أو أجنبي. وتتغير أحداث حياته خلال السنة حيث يفاجئه كوكب أورانوس بتنقلات وأمور غير متوقعة تغيّر مصيره ابتداءً من آذار (مارس). على مواليد برج الثور أن يكونوا أكثر حذرا خلال هذه الفترة فيما يتعلق باتخاذ قرارات متسرعة حول مشروع ما. بين نيسان (أبريل) وآب (أغسطس)، يكتشف الحقائق ويصل إلى مكانه ويرافقه الحظ. وقد يطل على زواج إذا كان عازباً. تشهد حياته العاطفية تغيرات إيجابية في الأشهر الأخيرة ابتداء من شهر أيار (مايو).
الجوزاء: سنة التحرر والانطلاق
إنّه البرج الأكثر حظاً هذا العام. قد تبدأ سنة ببعض المشاكل لمواليد برج الجوزاء في مجال العمل، يشهد تعويضات عن سبع سنوات ماضية مؤلمة. أفضل فترات الحظ تكون بين 22 كانون الثاني (يناير) و4 حزيران (يونيو). تكون سنة 2011 ممتازة له. إذا حلم بسفر، سيحققه. تفتح له الأبواب، ويستقبل وجوهاً جديدة، ويناضل من أجل هدفه ويصل إليه. إن كان قد عانى سابقاً من عدم الاستقرار العاطفي، سيتوصل هذا العام إلى تسويات أو حب مميز. إنّها سنة التعويضات بالنسبة إليه. يحظى بحبّ مميز وقد يكون شخصاً ذا مكانة. الفترة الواعدة له في أوائل الصيف وأوائل الشتاء حيث تعني الزواج.
السرطان: سنة التحديات الكبرى
سنة صعبة جداً تجمل تغيرات جذرية في مجال العمل. تبدأ السنة بأجواء متوترة تسودها الثورة والغضب والاحتجاج والعصبية. بدءاً من 5 حزيران (يونيو)، يستعيد توازنه وينطلق من جديد بقناعات مختلفة. يخضع لعلاج إذا كان مريضاً ولا يجب أن يستهتر في الأمر. في النصف الثاني من السنة، يلتقي بنصفه الثاني إذا كان عازباً أو يعاود اللقاء بأحباء بعد غياب، أو يحصل على المنصب الذي يصبو إليه. يشهد السرطان زوال علاقة عاطفية بالية ويعيش ولادة علاقة أخرى. لكن ابتداءً من حزيران (يونيو)، تتغيّر الأمور لمصلحته.
إجمالا الأوضاع المادية و المهنية ستكون على ما يرام خلال العام.
الأسد: سنة التألق والإبداع
من الناحية المهنية تعد السنة الجديدة مواليد الأسد بالكثير من النجاح و الازدهار، فقد يكسب مولود الأسد الكثير من الخبرة في حياته المهنية بسبب تعاطيه مع مواقف و مشاكل متنوعة في العمل. تبدو الشهور الخمسة الأولى الأفضل، يخوض خلالها مجالات جديدة وينتقل إلى أماكن أفضل تألقاً وبريقاً. يهتم بقضية مالية أساسية. لديه تطلعات جديدة. يطرق أبواباً للمرة الأولى. ابتداء من شهر حزيران (يونيو) يخف الوهج. تبدو حياته العاطفية واعدة حتى فصل الخريف حيث يلتقي غراماً من النظرة الأولى. ربما يدخل القفص الذهبي خلال الأشهر الأولى من السنة.
العذراء: سنة الانتصارات التصاعدية
عام التغيرات لمواليد برج العذراء و يكون هذا التغير في كافة المجالات "العمل – العائلة – الحب .ينتهي العذراء من سبع سنوات ماضية مؤلمة. وقد بدأ يرتاح مند العام المنصرف ويكمل ذلك هذا العام، حيث يعيش مغامرات لا ينساها، ويتلقى عروضاً ضخمة. وإذا كان قد طلّق سابقاً أو أجبر على الانفصال من مؤسسة، فسيعود. عروض جديدة تأتيه بين تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر). الخبر الأفضل في برج العذراء أنه كلّما تقدمت نهاية السنة، كلما ازداد الحظ. عاطفياً، يدخل سنة التحرر وربما سنة الزواج.
يطلب من مواليد العذراء التعامل مع هذه السنة بحذر وبشيء من الصبر و محاولة استغلال الفرص المتاحة.
الميزان: سنة الانقلابات المفاجئة
يواجه الميزان انقلابات مفاجئة وتجارب متنوعة وفريدة. بالنسبة إلى النصف الأول من السنة قد يمر مواليد الميزان بخيبة أمل وأزمات مادية. يعاني من أعداء ودعاوى قضائية وطلاق. سيعيش خيارات تفرضها الظروف رغماً عنه. ابتداء من آذار (مارس)، ينتقل إلى برج الحمل. مما يعني شراكة أو زواجاً أو عملاً جماعياً أو انفصالاً عن حزب سياسي. على العكس فإن النصف الثاني يعد بالانتعاش و النشاط الاقتصادي وابتداء من حزيران (يونيو)، يدخل فترة أكثر إنتاجية توحي بنجاحات مادية تأتي عن طريق شراكة أو إرث أو تغيير للعمل أو مكان الإقامة. وقد يعيش حباً جديداً.
العقرب: سنة الارتباطات المتينة
إنّها سنة الاستقرار والعلاقات المتينة. قد يكون المناخ العام للعقرب مربكاً لكنه يعمل بسرعة سيما في الشهور الخمسة الأولى. تغيرات كثيرة مفاجئة تحدث لصالحه. بين نيسان (أبريل) وتموز (يوليو)، يواجه قراراته بإيجابية، ولو مر بفترة مراجعة حسابات تتعلق بشراكة ربما أو بمشاكل قانونية. يسافر إلى الخارج، ويقف إلى جانب أحد مقرّبيه المرضى أو يدعم شخصاً في نجاحه. كما يوحي الفلك باحتمال زواجه من شخص ثري ويعيش رومانسية خاصة.
الحياة المهنية ستكون أفضل في النصف الثاني من السنة يتخللها بعض المكافآت و الحوافز.
القوس: سنة الإنجازات
عام الإنجازات يفتح صفحات جديدة ومفاجئة حلوة. يغامر في ميادين متنوعة ومميزة، ويتعرف إلى ما كان غائباً عنه. الشهور الأولى تبدو الأفضل،فهي تجلب معها الكثير من الترقيات وزيادة الدخل وتحمل فرص للسفر و اكتساب الخبرات.
لكن ابتداءً من 4 حزيران (يونيو) يصبح أقل وهجاً. يمر بفترة تغير في مجال العمل وقد يشهد حدثاً جميلاً كزواج أو ولادة خلال الأشهر الخمسة الأولى. يدعمه الحظ المطلق ابتداءً من آذار (مارس).
الجدي: سنة التجارب المربكة
إنّها سنة الاستحقاقات والعراقيل والتعقيدات الكثيرة المربكة. تبدأ بكسوف في البرج وتنافر بين جوبيتير وأورانوس. عليه أن يكون متأنياً وحذراً منذ الشهر الأول في السنة ليخرج بسلام. انتبه جداً أيها الجدي، إذ يتحدث الفلك عن تغيرات كبيرة وانتقال إلى مكان آخر. إنّها سنة التحديات التي لم تخطر في بالك وتتطلّب الانضباط الشديد. قد يضطر لتقديم استقالته أو الانتقال إلى مكان آخر. وقد يجد نفسه في محاكمة أو يُحاسب إذا ارتكب أخطاء في الماضي.
لكن الانفراج يأتي في الشهور الثلاثة الأخيرة كأن عصا سحرية قلبت الأمور. عاطفياً قد يلعب الخارج دوراً مهماً في حياته. يمر بفترة حساسة ودقيقة وحرجة حتى فصل الصيف. ابتداءً من حزيران (يونيو)، يلتقي بنصفه الآخر إن كان عازباً.
يعتبر العام هو عام الحصول على النتائج، فقد يحصل مواليد الجدي على نتائج مرضيه نتيجة عملهم الشاق خلال السنوات الأخيرة، مما يعطيهم شعور بالراحة و يدفعهم إلى بذل المزيد من الجهد لحياة مهنية أفضل.
الدلو: سنة التجدد والقرار
تدعمه الأفلاك ويخدمه حدسه في الخروج من مأزق في الوقت المناسب، سيما في الأشهر الأولى. ابتداء من شباط (فبراير)، تبدأ دورة الأرباح وهي دورة جيدة للتغيير. لكن دخول جوبيتير في 4 حزيران (يونيو) يعني تغير المشهد وتهديد الاستقرار. مما قد يعني بيع أو شراء عقار أو بعض الممتلكات العائلية. قد يتعلم جديداً أو يؤلف كتاباً. لكن الفلك يحذّره بين حزيران (يونيو) وآب (أغسطس) من المضللين والمخادعين. النصف الأول من السنة قد يعني له المغامرات أو التغيرات أو الانفصال. بينما النصف الثاني يعني الاستقرار. بين آب (أغسطس) وتموز (يوليو)، يشير الفلك إلى لقاء استثنائي.
من ناحية أخرى تتحسن العلاقات الاجتماعية لمواليد برج الدلو، فقد تكون خاليه من أية خلافات شخصية أو مهنية.
الحوت: سنة المال
سنة الأرباح والمشاريع والمال. النصف الأول يساعد مواليد برج الحوت على الالتزام بمسؤولياتهم و تحقيق النجاح المادي و الوظيفي، في 4 حزيران (يونيو)، ينتقل من عمله أو ينسحب إلى جديد. يقتحم الساحة بجرأة وإقدام.
جوبيتير يحمل له فرصاً ومفاجآت لم يعرفها من قبل. قد يجد دعماً من قبل البعض في السلطة. يشير الفلك إلى أن تموز (يوليو) يحمل معه فرصة لقاء بشخص يحلم به. وإذا لم يكن الحوت مغرماً، فقد يفعل في تشرين الأول (أكتوبر).
الحياة العاطفية لمواليد برج الحوت تكون إجمالا مستقره خلال العام.
بهدوء .. كيف تحصل على وظيفة؟

يسعى كل منا للحصول على وظيفة مناسبة لإمكانياته ومهاراته العلمية والعملية، لذلك نبذل الجهد الكبير للبحث عنها في جميع الأماكن والمجالات، لكن تظهر مشكلة غير متوقعة وهي عدم قدرتنا الحصول عليها. حيث يتقدم الشخص لأكثر من وظيفة ولا يحصل عليها دون أن يعرف الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، مما يصيبه بحالة من الإحباط والنقمة على المجتمع ويلقي باللوم عليه.
لذلك نقدم لك عزيزي "الباحث عن الوظيفة" بعض الأسباب التي ربما لا تلحظها أو لم تخطر على بالك، ومع ذلك يمكن أن تكون هي العائق بينك وبين وظيفة أحلامك. فهيا بنا نتعرف على هذه الأسباب
1ـ لديك توقعات غير معقولة: يرغب جميع الناس في الحصول على وظيفة مثالية، لكن ماذا لو كانت السمات التي تحلم بها مثالية بشكل زائد عن الحد، وخاصة إذا لاحظت أن مجالك مطلوب بشدة، فربما تظل بدون عمل لفترة طويلة.
فليس هناك من يريد أن يقدم تنازلات، لكن الواقع هو أن الحياة تتطلب ذلك، ففي بعض الأحيان على الأقل تكون تلك التنازلات لفترة مؤقتة. وعليك أن تحلل متطلباتك واحتياجاتك وما هي الضروريات التي لابد أن تحصل عليها؟ وما هي الاحتياجات القابلة للتفاوض والتي يمكن تأجيلها؟
وإذا سألت نفسك هذه الأسئلة ربما تجد الحل.
2ـ تستخدم طريقة واحدة للبحث عن الوظيفة: هناك العديد من الطرق التي يجب أن نستخدمها للبحث عن وظيفة، لكن بعض الأشخاص الذين يستخدمون نوعا واحدا فقط ويستمرون عليه في رحلة البحث. فربما تكون من هؤلاء الأشخاص وتلجأ للبحث على الانترنت فقط، أو على شبكات العمل أو تستخدم وكالات التوظيف أو حتى تتقدم للشركات التي تعلم أنها تقوم بالتوظيف.
لذلك لا تحدد نفسك بنوع واحد أو باب واحد للبحث، بل يجب أن تستخدم جميع أنواع البحث المتعارف عليها وتحاول التواصل مع مختلف مجالات العمل وتكون مبدعا في طرق البحث.

3ـ تستخدم كلمة "أنا" كثيرا في خطاب التقدم للوظيفة: أفضل طريقة لتقديم نفسك بشكل محبب لدى صاحب العمل هي أن تركز أكثر عليه وليس على نفسك، فيجب أن توضح له أنك قمت بما طلبوه منك وهدفك هو تحقيق ما تسعى إليه الشركة، وفي النهاية أخبرهم كيف يمكنك إنجاز ما يطلبونه منك.

4ـ تظهر لصاحب العمل أن هذا عمل مؤقت بالنسبة لك: عند التقدم للوظيفة لا تظهر لصاحب العمل سواء بقصد أو عن غير قصد أنك تعتبر هذا العمل عملا مؤقتا، لكن صاحب العمل يريد موظفا يستمر معه. فمثلا يمكن أن تقول أنك بحاجة إلى هذه الوظيفة الآن وهذا خطأ لأنه سيشعره بأنك لن تدوم معه، فهم يريدون معرفة كيف ستساهم معهم في العمل اليوم وفي المستقبل أيضا.
ومن الأسئلة التي ربما يستشفون منها هذه النقطة ما يلي:
ـ أين ترى نفسك في مجال العمل بعد خمس سنوات من الآن؟
فهذا السؤال ليس على سبيل السرد فقط، إنما هناك مغزى من ورائه.
5ـ تكرر الخطأ بدون وعي: هل تخصص بعض الوقت بعد إنهاء المقابلة الشخصية لتراجع وتحلل ما قلته وما سمعته بها؟
حيث يكون السبب لعدم حصولك على الوظيفة لعدة مرات هو شيء خارج عن إرادتك، وربما ليس له علاقة بك، بالرغم من أن هذا السبب لا يحدث دائما، فلتحاول أن تفهم ما سبب رفض صاحب العمل لك، وما هي الأخطاء التي وقعت بها دون أن تقصد لتتجنبها في المرات القادمة.
6ـ لم تتدرب جيدا للإجابة على أهم الأسئلة: ربما يكون السبب في فقدانك الفرصة هو أنك لا تهتم أو تتردد في التدريب على الرد على أهم الأسئلة الشائعة. بالطبع أنت لا ترغب أن تبدو مثل الببغاء، أنت تريد أن تعبر عن نفسك بطريقتك الخاصة، لكن عليك أن تضع في اعتبارك الفوائد التي ستعود عليك من خلق أو التدريب على الردود الماهرة لكل سؤال يوجه لك.
يجب أن تحضر إجاباتك لتكون مختصرة، بليغة ومدعمة بالحقائق والأمثلة، وتقوم بالتدريب عليها جيدا حتى يمكنك الرد بإقناع وثقة.
7ـ تتوقف عن البحث منتظرا الرد: جميعنا يقع في هذا الفخ لمرة أو أخرى، حيث تذهب لعمل مقابلة أو اثنين لوظيفة مناسبة لرغباتك لدى شركة كنت تحلم بها، وتستسلم لهذا الحلم، ثم تتوقف عن البحث عن وظائف أخرى حتى يصلك الرد على الوظائف التي قد تقدمت لها بحجة أنك بحاجة إلى فترة راحة. وهذا هو التصرف الخاطئ لأن عليك الاستمرار وعدم التوقف عن البحث نهائيا إلا في حالة الاستلام الفعلي لعمل ما، واعلم أن البحث عن عمل ليس شيئا بسيطا بل هو مشروع ضخم تتوقف عليه مسارات حياتك.
لذلك فهو مهمة صعبة وتتطلب المزيد من الطاقة، والجهد ،الصبر وتقوية العزيمة، فعصفور في اليد خير من ألف على الشجرة.
8ـ لا تعتبر إيجاد وظيفة هو وظيفة في حد ذاته: البعض يعتبر مهمة البحث عن وظيفة شيء هامشي ولا يخلصون ويبذلون الجهد المطلوب، وعند فشلهم في إيجاد واحدة يستسلمون للموقف ولا يدركون أن هذه المهمة مثل التنافس في لعبة أو سباق ينبغي أن نحقق النجاح به دون أن نمل أبدا من المحاولة.
عندما يتعلق الأمر بالمقابلات الشخصية، يجب أن نعتبرها مهمة تعتمد على الأرقام فكلما زاد عدد المقابلات الشخصية للوظائف كلما زادت فرصتك للحصول على وظيفة أفضل.
9ـ لا تعرف الضغط النفسي والعاطفي الذي يتضمنه تغيير الوظائف: بإنكار هذه الحقيقة، يقوم الناس بالعمل خوفا من التعرض للرفض، مما يحدث لديهم اختلاطا بين قيمتي القيام بالعمل والإنتاجية به والتركيز على الأشياء الثانوية التافهة التي تبدو في مظهرها إيجاد وظيفة دون الاهتمام بكيفية تحقيق إنجاز وليس مجرد بحث.
10ـ تتجاهل الأعمال الصغيرة: يبحث الأغلبية عن الشركات الكبيرة ذات الشهرة الواسعة حتى يحصلون على الوظيفة الخيالية، بينما يتجاهلون بعض الشركات والمكاتب ذات الأعمال الصغيرة التي يمكن أن تكون هي الأفضل بالنسبة لهم.
يجب أن تلقي نظرة على الشركات ذات الأعمال الصغيرة فربما تكون هي أفضل فرصة لك وتحقق من خلالها الحصول على ما تحلم به، لأن الأعمال الكبيرة ما هي إلا مجموعة من الأعمال الصغيرة التي اتحدت مع بعضها.
11ـ لا تقوم بتسويق نفسك بصورة صحيحة: لا يقوم الأغلبية من المتقدمين للوظائف بالتحدث عن أنفسهم بأسلوب مشوق ومناسب، فهم يقعون في الكثير من الأخطاء مثل عدم القدرة على اختيار الملابس المناسبة، أو تنسيق المعلومات بطريقة متسلسلة حتى توضح تاريخهم العملي والعلمي.
12ـ تقدم أسباب فقيرة عن تركك لعملك السابق: يقدم الناس أسباب تركهم لعملهم السابق من وجهة نظر أنانية تدين صاحب العمل وتبرئهم من جميع الأخطاء، فهم ينتقدون العمل السابق وأصحابه بطريقة مهينة، ويشمل ذلك نقد الراتب، أسلوب معاملة صاحب العمل لهم، وغيرها من الأعذار التي يقدمونها دون الالتفات إلى أن من يتحدثون إليه هو أيضا صاحب عمل، كما يبررون هذه الأسباب معتقدين أن صاحب العمل الجديد سوف يقف في جانبهم ضد من هم في نفس وضعه.
ولكن ما يجب عمله عند التحدث عن أسباب ترك الوظيفة أن يكون الشخص حيادي، حيث يذكر عيوب العمل ومشكلاته التي لم تجعله يستمر به، كذلك لابد أن يتحدث عن صاحب العمل بطريقة تتميز بالاحترام والتقدير حتى لا يعطي انطباعا سيئا بأنه شخص منافق وغير صادق مما ينفر صاحب العمل منه.
13ـ عدم المعرفة الدقيقة بالعمل وصاحبه: معظمنا يتقدم للعمل وهو لا يعرف إلا أقل القليل عنه وعن صاحبه، وهذا ما يسبب الكثير من سوء التفاهم أو التفوه بأشياء لم يكن من الواجب قولها، مما ينتج عنه فقدان فرصة العمل بهذا المكان.
لذلك يجب جمع المعلومات الكافية عن المكان الذي سنتقدم له بحيث تشتمل هذه المعلومات على ما يلي:
- مجال العمل.
- سلبياته وإيجابياته.
- طرق ذكية لتنميته.
- شخصية صاحبه
- ما يحب صاحب العمل وما يكره في موظفيه.
- مواعيد الذهاب والانصراف.
- الرواتب.
فكل هذه المعلومات ستساعد في إنجاح المقابلة الشخصية لأن المتقدم ستكون لديه خلفية واسعة عن أهم الأشياء.
14ـ لا تقدم الحلول: دعنا نكون واقعيين، يريد صاحب العمل توظيف شخص ما ليقوم ببعض المهام وحل بعض المشكلات الخاصة بها، حيث يكون السبب هو إما عدم وجود مهارة كافية لديهم لحل هذه المشكلات، أو يرغبون في إصلاح أو تغيير شيء ما.
اعلم أنهم لو يملكون الحلول لم يكونوا ليبحثوا عنك، لذلك بعد إطلاعك على كل المعلومات اللازمة عن الشركة مثل ثقافتها، نطاق المنافسة بها، الصناعة التي تقدمها، من الأفضل إيجاد الحلول المناسبة التي يحتاجون إليها بحيث تشتمل على نقاط القوة والضعف وفرص التقدم، والمخاوف التي قد تواجه الشركة على شكل بحث يقدم إلى صاحب العمل مما يجعله يقدر ما بذلت من جهد ويكون هذا في صالحك، فإذا لم تقدر على ذلك سيقوم به شخص آخر.
15ـ تتحدث لغة واحدة فقط: كل ما لديك هو أن تقول أنك تتحدث الفرنسية أو الإنجليزية، لكن ليس هذا المقصود بلغة الحوار بين الناس، ونقصد هنا الثلاثة طرق التي يتحدث الناس بها ويتعلمون من خلالها.
حيث يتعلم ويقدم الناس المعلومات بأحد هذه الطرق الثلاثة:
- الطريقة المسموعة.
- الطريقة المرئية.
- الطريقة الحركية.
فلابد أن تتقن جميع هذه الوسائل التخاطبية، والسبب في ذلك أننا نجد أن الأشخاص الذين يتعلمون من خلال الطريقة السماعية يمكنهم فهم المعلومات عندما تتحدث إليهم فقط.
والأشخاص الذين يتعلمون بالطريقة البصرية بحاجة إلى بعض أنواع الوسائل مثل الصور أو القصص لخلق صورة تخيلية قبل رؤية الصورة الواقعية.
بينما يحتاج المتعلمين بالطريقة الحركية إلى المشاركة النشطة قبل أن تصل المعلومات إلى عقولهم.
أما أصحاب العمل الذين يجرون معك المقابلة الشخصية فيستفيدون أكثر من النوع الأرستقراطي حتى يتوصلوا إلى نتيجة تؤكد لهم أنك الشخص المناسب لهذه الوظيفة. وبالمناسبة، جميع الناس يميلون للطريقة البصرية.
ما الحل؟
الحل هو دائما أن تتعرف على أسلوب التفاعل والتواصل المفضل لدى صاحب العمل، فإذا كان من الصعب عليك التعرف على الأسلوب المفضل لديه، ففي هذه الحالة يجب أن تستخدم الأساليب الثلاثة معه.
16ـ أنت لا تستفيد بمميزات الفرص التي أمامك: توجد الفرص من حولنا كل يوم، لكن في معظم الأحيان لا نكون مستعدين للاستفادة منها، لذلك يجب أن يستغل الشخص أي فرصة تأتي أمامه ويجرب حظه بها حتى لو كان يعتقد أنها لا تناسبه، فربما يمكنه إثبات نفسه بها وتصبح هي فرصة العمر بالنسبة له.
وقد تكون الفرصة في وظيفة بسيطة تصبح من خلالها رجل أعمال كبير أو غير ذلك من الفرص الأخرى.
17ـ تريد أن تأخذ قبل أن تعطي: إذا كنت تبحث دائما عما سوف تمنحك إياه الشركة من الفوائد المادية وغيرها، يكون مصيرك هو قلة الأداء ومنه إلى الفشل. لكن أفضل طريقة للتخلص من هذه المشكلة هي بتعلم كيف تضيف قيمة عن طريق عمل قائمة بالاهتمامات العامة التي ربما تدفع صاحب العمل إلى توظيفك وتحاول الإجابة عليها.
حيث يهتم أصحاب العمل بثلاثة أشياء فقط وهي:
ـ قدرتك على القيام بالعمل.
ـ هل حقا ستقوم بهذا العمل؟
ـ هل أحبوك أم لا؟
وعليك أن تجيب عن هذه التساؤلات قبل أن توجه لك. كما يجب أن توضح ما يمكن أن تضيفه لهذا العمل من جهد وابتكار وتطلعات للمستقبل، حتى يشعر صاحب العمل أنك متحمس له وسوف تعطي







ياسر عرفات
ضابط سابق بالمخابرات الفلسطينية: خصوم عرفات قتلوه بسم بولونيوم


القدس المحتلة "العرب اونلاين": قال الضابط السابق في المخابرات الفلسطينية المحامي فهمي شبانة إن خصوما فلسطينيين للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات هم المسؤولون عن موته وأنه تم تسميمه بسم من نوع "بولونيوم".

وأضاف شبانة الذي تحدث إلى برنامج "مجلة الشرق الأوسط" الذي بثته الإذاعة العامة الإسرائيلية مساء الأحد والذي شارك في لجنة تحقيق في موت عرفات أنه بعد عدة شهور من ذلك قتلت الجهات الفلسطينية نفسها قائد المخابرات العسكرية الفلسطينية في قطاع غزة الجنرال موسى عرفات، قريب الرئيس الراحل، من أجل منع الثأر.

ودعا شبانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى استئناف عمل لجنة التحقيق في ملابسات موت عرفات من أجل أن يتأكد الجمهور الفلسطيني أن عباس لا يخفي شيئا.

ويذكر أن شبانة كان قد كشف العام الماضي عن الفضائح الجنسية التي تورط بها مدير مكتب الرئيس الفلسطيني رفيق الحسيني والذي أمر عباس بعد ذلك بتنحيته.

من جانبه قال عضو الكنيست يسرائيل حسون الذي تولى في الماضي منصب نائب رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" إن موسى عرفات قُتل من أجل منعه من التدخل بالقوة في النقاش داخل حركة فتح.

واعتبر حسون أن "الفلسطينيين يخفون ظروف موت ياسر عرفات لأنه إما مات موتا طبيعيا أو لأنهم يحاولون الحفاظ على كرامته لأسباب تتعلق بخصوصيات الفرد".

بدوره قال رئيس الموساد الأسبق داني ياتوم إن عرفات مات موتا طبيعيا وأنه "لا أساس للادعاء الفلسطيني بأن إسرائيل ضالعة بموته".

واعتبر الوزير السابق عن حزب المتقاعدين والمسؤول السابق في الموساد رافي ايتان إنه "لا يمكن نفي إمكانية أن أبو مازن "الرئيس الفلسطيني عباس" ومحمد دحلان يقفان وراء تصفية ياسر عرفات".


15-1-2011 14:31:24
هنية يكشف أن عمر سليمان أبلغه بأن مصر لديها رغبة في دعوة الفصائل الفلسطينية لبحث المصالحة
أشرف الهور:
2011-01-16



كشف إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة التي تديرها حركة حماس عن وجود رغبة من القيادة المصرية لدعوة الفصائل الفلسطينية مجدداً لبحث ملف المصالحة المتعثرة. وقال هنية خلال لقائه وفدا من جمعية الصحافيين الكويتية يزور غزة ليل السبت ان وزير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان ابلغه في الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما قبل ثلاثة أيام أن مصر 'ترغب في دعوة الفصائل الفلسطينية كافة مجددا إلى القاهرة للبحث في مستقبل الوضع الفلسطيني'.
وأشار هنية إلى أن مبادرة مصر 'تعكس مدى يقينها بأهمية الحوار الفلسطيني الفلسطيني ووجوب المضي قدما نحو عملية المصالحة الفلسطينية'.
وذكر هنية انه في حال قامت مصر بتوجيه هذه الدعوة للفصائل الفلسطينية فإن حركة حماس 'ستقوم بدراستها من منطلقات ايجابية'. وكانت القاهرة توقفت عن دعوة الفصائل الفلسطينية لعقد جلسات حوار على أراضيها بعد ان طرحت ورقة للمصالحة عقب سبع جولات حوار، قبلتها حركة فتح وأبدت حماس عليها ملاحظات، ما أعاد ملف المصالحة إلى نقطة البداية. لكن بعد وساطة مصرية عقدت الحركتان لقاءين للمصالحة بحثا أربعة ملفات عالقة بينهم في العاصمة السورية دمشق، ونجحت الحركتان في حل ملفين هما لجنة الانتخابات ومحكمة الانتخابات وملف منظمة التحرير، وفشلا في إيجاد حل لملف الأمن، وعادت العلاقات وتوترت ين فتح وحماس بسبب تجدد الحديث عن ملف الاعتقال السياسي، مما أفشل عقد لقاء مصالحة ثالث في دمشق نهاية الشهر الماضي.
وفي هذا السياق أكد هنية ان العلاقة ما بين حركة حماس في غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة تشوبها 'حالة من الجمود'، مؤكداً أنه لا توجد أي اتصالات مع السلطة الفلسطينية حول مسألة المصالحة.
وأكد خلال حديثه على رغبة حركة حماس في التوصل إلى حل لإنهاء حالة الانقسام السياسي 'لا سيما في ظل الأوضاع التي تشهدها الساحة المحلية والإقليمية والدولية'. يشار إلى أن هنية هاتف قبل ثلاثة أيام عمر سليمان لوضعه في آخر تطورات الموقف الميداني بعد ان أعطت الحكومة المقالة في غزة أوامرها لقوات الأمن بالحفاظ على توافق الفصائل بتهدئة الأوضاع الميدانية المتوترة مع إسرائيل، عقب تلقي حماس تحذيرات من مصر بنية إسرائيل شن عدوان جديد على القطاع.
وقال هنية خلال لقائه بوفد جمعية الصحافيين ان مصر نقلت لهم رسالة مفادها انه في حال استمرار عملية إطلاق الصواريخ من قطاع على إسرائيل فان جيش الاحتلال سيقوم بعملية عسكرية كبيرة ضد غزة مشابهة لعملية 'الرصاص المصبوب'. وأشار الى ان حكومته 'تتعامل مع التهديدات الإسرائيلية بدرجة عالية من الجدية والمسؤولية'، لافتاً إلى ان حكومته تعمل لمواجهة التهديدات الإسرائيلية من خلال 'تجنيب السكان ويلات حرب جديدة'، إلى جانب استمرارها في الاستعداد لمثل هذه التهديدات ومواجهتها.
وأشار إلى ان حكومته تحركت على المستوى الدبلوماسي من خلال الاتصال بمصر وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة وبعض القوى والأطراف الإقليمية والدولية 'في محاولة لوقف ما يخطط له العدو الصهيوني من نوايا عدوانية إزاء القطاع'.
إلى ذلك تحدث هنية عن التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني سواء في الضفة أو غزة، والمتمثلة في تهويد مدينة القدس، والحصار المشدد المفروض على القطاع، وجدد مطالبته للدول الدول العربية والإسلامية بانهاء الحصار والعمل على رفعه بأقرب وقت ممكن.
وتطرق هنية خلال حديثه للعلاقة التي تجمع بين حركة حماس التي يعد أحد أبرز مسؤوليها وبين إيران، وقال ان هذه العلاقة 'كأي علاقة أخرى في أية دولة عربية أو إسلامية'.
وأضاف 'ان حماس منفتحة مع كافة الدول العربية والإسلامية ولديها علاقة واسعة معها'.
وأكد في ذات الوقت ان إيران قدمت دعما ماليا للشعب الفلسطيني لمواجه الحصار، وقال هنية ان حماس تقبل هذا الدعم، لكنه أكد في ذات الوقت أن حركته لا تقبل بأي شروط أو التزامات منها نظير هذه المساعدات المالية.
وكشف هنية ان الدعم المالي لحكومته في غزة ليس محصورا في إيران وحدها، وقال 'إن العديد من الدول العربية والإسلامية بادرت بتقديم الدعم لأهالي قطاع غزة'.


45 ألف فلسطيني متضررون من إغلاق شارع نابلس القديم

توجهت حركة "كرامة" الدولية لحرية حركة الفلسطينيين مع مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان باسم مجلس دورا القرع بطلب للمستشار القانوني الإسرائيلي في "بيت ايل" لإعادة فتح شارع نابلس القديم. الشارع يحمل رقم 466،. الشارع قديم عمره أكثر من 70 عاما. شكل دوما الطريق الحيوي والرئيسي بين رام الله ونابلس وأيضا هو الشارع الرئيسي لـ 13 قرية فلسطينية هي عين سينيا، عين يبرود، سنجل، ترمسعيا، ابو فلاح، المغير، عارورة ، عبوين، مزارع النوباني، عجول، دورا القرع، سلواد، الطيبة ومخيم الجلزون.

الشارع أغلقته إسرائيل عام 2002 دون سبب، والإغلاق إلى الآن في الاتجاهين، بوابة عند مخيم الجلزون، وإغلاق عند قرية عين سينيا. هذا الإغلاق يترك أثره البالغ على 45000 فلسطيني ابتعدوا عن عصب الحياة في مدينة رام الله. كانت الطريق إلى رام الله مجرد سبع دقائق بالسيارة الآن يضطر السكان لسلك طريق وعرة والتفافية ليصلوا إلى رام الله بعد ثلث أو نصف ساعة. وهذا بالطبع عرقل وصول كثير من أهالي تلك القرى إلى أشغالهم في رام الله، أو مدارسهم أو المستشفيات أو حتى للتسوق ومواصلة حياتهم وارتباطهم الاجتماعي برام الله وارتباط رام الله بتلك القرى الثلاثة عشر.
إغلاق الطريق أيضا عقد وصعب المسافة بين رام الله ومدينة نابلس، المدينتان المرتبطتان تاريخيا.
أمين عنابي من حملة "كرامة" الدولية لحرية حركة الفلسطينيين قال: لا يوجد سبب لإغلاق الشارع ومن حق الفلسطينيين التنقل بين مدنهم وقراهم بحرية مضيفا أن الحملة بالتنسيق مع مركز القدس سيتوجهان للمحكمة الإسرائيلية العليا في حال لم تستجب بيت ايل للطلب بفتح الشارع.
أمل غضبان من حملة "كرامة" أكدت ان الحملة تتحرك لضمان حركة تنقل الفلسطينيين عبر المعابر وعبر طرقهم وشوارعهم وهو حق تكلفه القوانين الدولية وحقوق الإنسان.

المتحدث باسم فتح لـ (الزمان): حماس تنشر الفوضي في الضفة

القاهرة ــ مصطفي عمارة - رام الله ــ غزة -الزمان:
كشفت مصادر مصرية رفيعة المستوي لمراسل (الزمان ) في القاهرة ان مصر حذرت حماس من مغبة هجوم اسرائيلي واسع النطاف علي غزة. ودعت مصر الحركة الي ضبط النفس بعد اجراء الحكومة المصرية اتصالات مع الجانب الاسرائيلي محذرة الجانب الاسرائيلي من مغبة شن هجوم واسع النطاق علي القطاع والذي يمكن ان ينسف عملية السلام برمتها. في الوقت نفسه اتهم احمد عساف المتحدث الرسمي باسم فتح في اتصال هاتفي مع مراسل (الزمان) من القاهرة في رام الله حماس بعرقلة المصالحة والعمل علي نشر الاضطرابات في الضفة الغربية. واضاف اننا لن نسمح باستمرار هذا الوضع الذي يلحق الضرر بالقضية الفلسطينية وان حركة فتح تدرس استراتيجية جديدة في التعامل مع حماس سوف نعلن عنها في الوقت المناسب . علي صعيد آخر ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت ان الجيش الاسرائيلي سيبدأ جمع اسلحة المستوطنين بسبب الوضع الهادئ في الضفة الغربية ووسط مخاوف من استخدامها ضد الفلسطينيين.
في وقت ازالت اسرائيل سقالات كانت تحد من الوصول الي حائط المبكي في الحي الاسلامي في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، في خطوة اثارت مزيدا من الاستياء لدي المسلمين. وتشمل هذه الخطوة جمع مئات الاسلحة التي سلمها الجيش الاسرائيلي للمستوطنين في بداية الانتفاضة الثانية في ايلول/سبتمبر 2000 . وقال الجيش الاسرائيلي في بيان انه "لن يقوم بجمع الاسلحة من جميع السكان بل الاسلحة غير المستخدمة حاليا والمخزنة كجزء من عملية معالجة مشكلة الأسلحة المسروقة". واوضحت الصحيفة ان القرار اتخذ بسبب تحسن الوضع الامني في السنتين الاخيرتين وبسبب تزايد سرقة الاسلحة من المستوطنات.
واضافت انه من الاسباب الاخري لسحب الاسلحة مخاوف من لجوء المستوطنين الي اطلاق النار علي اي فلسطيني يعتبرونه تهديدا. وحسب الصحيفة، اعطي مسدس واحد لكل عشرة مستوطنين في بداية توزيع الاسلحة، لكن في الواقع هناك كميات اكبر. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري قوله ان "عملية الخليل" هذه ستطبق في جميع انحاء الضفة الغربية. وقال "يجب ان نتذكر ان الوضع في السنتين الاخيرتين اصبح اكثر هدوئا واذا دعت الحاجة سنعيد الأسلحة الي السكان مع المراقبة طبعا".
وتقع السقالات تحت قوس بنيت فوقه عدة بيوت فلسطينية في ساحة تعرف باسم حوش الشهابي وتشكل جزءا من موقع رباط الكرد الي يسار باب الحديد، احد ابواب المسجد الاقصي. وكانت السقالات اضيفت لتدعيم المنازل في المكان التي تأثرت بعمليات حفر اسرائيلية في المنطقة.
وكشفت صحيفة هآرتس الجمعة الخبر اولا، موضحة ان بلدية القدس الاسرائيلية قامت بازالة سقالات لتفتح مجالا لدخول المصلين اليهود الي جزء صغير من حائط البراق يقع داخل الحي الاسلامي.

فتح: فتوى حاخامات يهودبإنشاء معسكرات إبادةللفلسطينيين"
دعوةلارهاب عنصري"
اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أمس الأحد/16 يناير الحالي/، فتوى حاخامات يهود في إسرائيل بإقامة معسكرات إبادة للشعب الفلسطيني بأنها "دعوة لإرهاب عنصري وصراعات دينية".
وقال عضو المجلس الثوري لحركة (فتح) جمال نزال في بيان صحفي، إن بث هذه الدعوات "يهيئ تعبئة من نوع آخر في نفوس الإسرائيليين للهجوم على الشعب الفلسطيني بقصد إفشال الاعتراف الدولي بحقه في تقرير المصير وتقدمه نحو أهدافه الوطنية وانجاز مشروعه الوطني".
ونبه الى المناخ "الدموي العنصري في الخطاب الديني بإسرائيل بوجه عام"، محذرا مما يحمله من أخطار فعلية على حياة المواطن الفلسطيني.
وشدد على خطورة انتشار هذه الدعوات في صفوف الجيش الإسرائيلي، محملا المستوى السياسي في إسرائيل مسئولية انتشارها، خاصة التيار اليميني على وجه التحديد بـ"إتاحة الفرصة أمام هذا المد العنصري".
ودعا المجتمع الدولي والدول الأوروبية خاصة إلى موقف "حازم" تجاه هذه الدعوات.
وقال "إن القارة الشقراء توطن نفسها على محاربة اللاسامية والتحريض، ونحن ننتظر منها أن تقف بحزم أمام مناخ الكراهية والتحريض العنصري الذي ينتشر في إسرائيل".
ورأى ان ما يحدث في إسرائيل "يعتبر مناوئا للمبادئ الديمقراطية والعدالة والتسامح والمؤاخاة الإنسانية التي يتعلمها المواطن الأوروبي حتى أصبحت جزءا من ثقافته".
وكانت مجلة صادرة عن التيار الديني اليهودي وقع عليها الكثير من الحاخامات يتم توزيعها في الكنس اليهودية في جميع أرجاء إسرائيل دعت إلى إقامة معسكرات إبادة للفلسطينيين باعتبارها "فريضة شرعية".
وانتقدت المجلة التي نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) أخيرا مقتطفات منها حاخامات تحفظوا على إقامة هذه المعسكرات للفلسطينيين الذين وصفتهم بأنهم "العمالقة"، في إشارة إلى العمالقة الذين تروي المصادر الصهيونية "أن الرب أمر بني إسرائيل بذبحهم وذبح أطفالهم ونسائهم وشيوخهم وحتى بهائمهم قبل ألفي عام".
وحسب الصحيفة "فإن التوراة تلزم اليهود بمحو أي أثر للعمالقة في هذا العصر، في إشارة للفلسطينيين".
وأوضحت أنه حتى الحاخامات الذين يرفضون التوقيع على هذه الفتوى يؤيدون جوهرها. شينخوا

الهدوء يسود غزة بعد "توافق فصائلي" على التهدئة وسط تساؤلات بشأن مستقبلها
ساد الهدوء النسبي خلال الأيام الثلاثة الماضية قطاع غزة ليضع حدا ولو مؤقتا، لتوتر أمني تصاعد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة مع تهديد إسرائيل بشن عملية عسكرية واسعة النطاق جديدة ضد القطاع الساحلي.

وجاءت حالة الهدوء عقب اتفاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على غزة منذ ثلاثة أعوام ونصف ، مع الفصائل الفلسطينية الأخرى على التهدئة من أجل تجنب عملية عسكرية إسرائيلية أخرى على القطاع. ووفقا لمسئولين في (حماس) ، فإن زعماء الفصائل الذين حضروا اجتماعا دعت إليه الحركة الاربعاء الماضي في غزة ، قبلوا باتفاق التهدئة وتعهدوا بالامتناع عن إطلاق قذائف الهاون والصواريخ المحلية الصنع على إسرائيل.

وامتنعت إسرائيل عن شن غارات جوية على قطاع غزة فيما تراجعت حدة تهديدات مسئوليها العسكريين بشن مثل هذه العملية.

ولم يستثن من ذلك سوى إطلاق جماعات مسلحة صغيرة يبدو أنها ترفض احترام الاتفاقية ، صاروخين محليي الصنع على جنوب إسرائيل اول امس الجمعة أحدهما انفجر قبل وصوله إلى الأراضي الإسرائيلية، إلا أن الحادثتين لم تعكرا صفو الهدوء في القطاع.

وأصدر رئيس الحكومة المقالة التي تديرها (حماس) إسماعيل هنية قرارات لوزارة الداخلية ورؤساء الأجهزة الأمنية التابعة له للحفاظ على التهدئة حيث انتشر المئات من رجال الأمن والشرطة في المناطق الواقعة على مقربة من السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل.

كذلك نسق هنية مع مصر للحفاظ على التهدئة التي نقلت مع بعض الدول العربية الأخرى رسائل تحذيرية لـ (حماس) من رد إسرائيلي على إطلاق الصواريخ محلية الصنع من غزة تجاه إسرائيل . ويقول محللون فلسطينيون لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه على الرغم من أن الحفاظ على التهدئة ووقف إطلاق النار في غزة بات "مصلحة وطنية" لسحب الذرائع الإسرائيلية لشن حرب أخرى على غزة ، إلا أنه لا توجد ضمانات أن التهدئة ستستمر لفترة طويلة.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة ناجي شراب "من الواضح أنه لا توجد ضمانات لاستمرار وقف إطلاق النار، لذلك أنا لا اعتقد أن التهدئة ستستمر طويلا لوجود مجموعات مسلحة صغيرة لا تريدها". وأعلن هنية أول أمس الجمعة خلال خطبة الجمعة في غزة، أن الأمن في غزة "مستقر"، مضيفا "لكن هناك أيدي عابثة تريد أن تزعزع الأمن"، مشددا في الوقت ذاته على التمسك بـ"المقاومة وبالكفاح المسلح ضد إسرائيل". وعلق شراب بقوله ان " بيانات قيادات (حماس) تبدو متناقضة فالبعض يقول إن الحفاظ على التهدئة في غزة لا يعني أن الحركة تركت المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، وفي نفس الوقت إذا استمر وقف إطلاق النار لفترة طويلة فذلك يعني إسقاط خيار المقاومة". وليس فقط زعماء (حماس) ولكن زعماء الفصائل الإسلامية المتشددة والأحزاب اليسارية تعتقد بأن "الاستفزازات" الإسرائيلية مثل عمليات التوغل على حدود مع قطاع غزة "ستكون الاختبار الحقيقي الذي سيظهر هل إسرائيل مهتمة حقا في الإبقاء على التهدئة مع غزة".

ويقول المحلل السياسي في غزة هاني حبيب، إن هناك عاملين لإنجاح التهدئة في غزة، الأول أن على إسرائيل وقف استفزازاتها، والثاني يعتمد على المجموعات المسلحة الصغيرة التي قد تحاول خرق التهدئة.
وقدر حبيب أنه "إذا واصلت إسرائيل استفزازاتها العسكرية ضد الفلسطينيين بشكل رئيس قرب الحدود فهذا سيشجع الفصائل المسلحة على خرق وقف إطلاق النار وهناك مجموعات مسلحة صغيرة سوف تحاول انتهاك الاتفاق".

في الوقت ذاته ، يستبعد كل من شراب وحبيب، اندلاع مواجهات مسلحة بين قوات (حماس) والمجموعات المسلحة الأخرى التي ترفض وقف إطلاق النار إذا حاولت حكومة (حماس) الحفاظ على وقف إطلاق النار بالقوة.

ويقول حبيب، " لا اعتقد أنه ستكون مواجهات مسلحة في المستقبل في غزة بين حكومة (حماس) والمجموعات المسلحة المعارضة لوقف إطلاق النار".

ويضيف أن " (حماس) ستحاول أن تمسك العصا من النصف حيث ستعمل على الحفاظ على التهدئة مع انتهاج الدبلوماسية في نفس الوقت لتفادي شن إسرائيل حربا جديدة على غزة".

مع ذلك يقول شراب ، " عادة ما تأخذ كل حركات المقاومة شرعيتها من المقاومة المسلحة لذا إذا فرضت حركة (حماس) التهدئة بالقوة وهذا يعني تجميد شرعيتها وهذا التناقض سيؤدي إلى فشل التهدئة".

ويعبر سكان قطاع غزة عن رضاهم بتجنب شن إسرائيل عملية عسكرية جديدة قد تكون أكثر تدميرا من عملية (الرصاص المصبوب) التي شنها الجيش الإسرائيلي قبل عامين واستمرت 22 يوما ، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 فلسطيني غالبيتهم من المدنيين في مقابل مقتل عشرة إسرائيليين.

في الوقت ذاته ثمة شكوك تنتاب سكان غزة إزاء تطورات الموقف الفلسطيني على الأرض ورد الفعل الإسرائيلي وسط تساؤلات هل يمكن أن تستمر التهدئة لفترة طويلة، أم تنتهي سريعا وسط تدهور ظروفهم المعيشية اليومية؟".
/شينخوا/

• هدم قرية العراقيب للمرة التاسعة
• الناصرة - «الحياة»
• هدمت دائرة أراضي إسرائيل للمرة التاسعة صباح امس قرية العراقيب، حيث دهمت قوات كبيرة من الشرطة بأذرعها المختلفة القرية لإسناد الجرافات.

• يذكر أن لجنة الدفاع عن العراقيب تنظم أسبوعياً صلاة جمعة في العراقيب، كما تنظم تظاهرة أسبوعية عصر كل يوم أحد على مفترق «رهط لهافيم» احتجاجاً على هدم بيوت القرية

تصدعات اجتماعية بين العرب واليهود
وإثنية بين الشرقيين والغربيين
وخلافات بين المهاجرين الروس والاثيوبيين
راكاح مثّل الوسط العربي علي مستوي القيادة والقاعدة الحزبية والانتخابية

د. عبد القادر عبد العالي
الخارطة العائلية الحزبية الاسرائيلية قابلة للتشظي والانقسام دائما كما يوضح الباحث في الصفحات التالية:
القسم اليهودي الذي احتفظ بتسمية الحزب فهو ماكي، فقد بقي مقتصرا علي اقلية من الناخبين في الوسط اليهودي، ورغم انحيازه الي تأييد النظام الاسرائيلي، وتأييده لحرب 1967 التي اعتبرها حربا دفاعية مشروعة، فانه لم يحظ بثقة الجمهور اليهودي، اذ لم يحصل سوي علي مقعد واحد في كل من انتخابات عامي 1965 و1969 ثم انضم الي حزب الشعلة (موكيد) في انتخابات 1973 وحصلت القائمة علي مقعد واحد شغله زعيم حزب موكيد مئير بعيل كما انضم عام 1977 الي قائمة شيلي (السلام والمساواة)، وفشل في الحصول علي اي مقعد في انتخابات 1981 ثم تحالف اعضاء هذا الحزب مع حزب راتس في انتخابات 1992 بعد استعادة راكاح اسم الحزب (ماكي) مجددا عام 1989. اما الجناح ذو الاغلبية العربية راكاح، او القائمة الشيوعية الجديدة فقد ترأسه مئير فيلنر منذ تأسيسه الي بداية الثمانينيات، واصبح حزبا يمثل الوسط العربي علي مستوي كل من القيادة والقاعدة الحزبية والانتخابية ، وينص في برنامجه والمنشورات علي ادانة الصهيونية ، ويدعو الي تغيير النظام السياسي الي دولة تتساوي فيها كل القوميات، وفي عام 1977 شكل مع مجموعات معارضة للصهيونية وتنظيمات عربية، حركة الفهود السود، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش)، وفي عام 1989 عاد راكاح الي التسمية القديمة له (ماكي) ويعتبر التنظيم الرئيسي في تحالف حداش ومن ابرز الوجوه التاريخية في الحزب: اميل حبيبي، وتوفيق طوبي، وصموئيل ميكونيس.
وقد انشق عن حزب الشيوعي الاسرائيلي عام 1995 منظمة العمل الديمقراطي (دعم) حيث شارك هذا الحزب الصغير في انتخابات الكنيست السابع عشر، وفي انتخابات 2009 دون ان يحصل علي اي مقعد، وباعتبار اعضائه ذوي خلفية شيوعية، ومن المنشقين من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اعلنوا عن افكارهم من خلال منشوراتهم، فهم يرفضون الحل الذي تتجه نحوه القضية الفلسطينية التي يرونها تتراوح بين مشروعين: امريكي اسرائيلي يؤدي الي استيعاب الحركة الفلسطينية في الداخل والخارج، وخيار الحركة الاسلامية الاصولية الذي يؤدي الي الانتحار بالنسبة الي القضية القومية الفلسطينية.

معيار اليمين واليسار
رابعا: التصدعات الاجتماعية في اسرائيل واعادة هيكلة العائلات الحزبية
تعكس التصدعات الاجتماعية الاساسية في المجتمع جانبا مهما من الانقسام السياسي بين العائلات الحزبية في اسرائيل، المتمثل في التصدع القومي بين العرب واليهود، والتصدع الاثني الذي كان قائما بين مجموعتين: اليهود الشرقيين واليهود الغربيين واصبح الان تصدعا اجتماعيا متعدد الابعاد بدخول المهاجرين الروس والمهاجرين من اثيوبيا كعناصر اضافية في هذا التصدع، والتصدع الديني المتمثل في الصراع العلماني الديني حول الطابع اليهودي الديني للمجتمع والدولة والتصدع الطبقي الذي ليست له عائلات حزبية قوية محددة وواضحة وتتفاوت التصدعات الاجتماعية في مدي حضورها وتأثيرها في هيكلة الانقسام بين العائلات الحزبية ومدي تأثيرها في النقاش والخلاف السياسي وفي حضور القضايا المرتبطة بالتصدع الاجتماعي في برامجها.
وفي تقسيم هذه الدراسة للعائلات الحزبية في اسرائيل، حاولنا الاخذ بالبعدين: الموقف من التصدعات الاجتماعية ومعيار اليمين واليسار وذلك وفق القضايا التالية:
1 ــ الموقف من الاقلية العربية والقضايا ذات الصلة بها مثل مسألة الامن والتسوية السلمية، والموقف من العرب في الاراضي المحتلة، ومدي تأييد اندماج العرب المواطنين في اسرائيل او ما يسمي بالاقليات في الحياة الاسرائيلية العامة كمؤشر علي توجهات الحزب تجاه التصدع القومي بين العرب واليهود.
2 ــ الموقف من الاندماج بين اليهود والمجموعات الاثنية اليهودية ومدي اهتمام الحزب بالمسألة الطائفية وموقفه من الانقسام الحاصل بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين والموقف من المهاجرين من بلدان الاتحاد السوفييتي سابقا والمهاجرين من اثيويبا، وهنا فان ظهور الاحزاب القطاعية الاثنية في الوسط اليهودي مؤشر علي ظهور التصدع الاثني كتصدع بارز سياسيا.
3 ــ الموقف من مسألة العلاقة بين الدين والدولة، ولاسيما ما يعرف بالموقف من الوضع القائم او الستانيكو، والموقف من المؤسسات والقوانين الدينية، مثل قانون السبت، والامتيازات التي يحصل عليها المتدينون مثل الاعانات المالية للمدارس الدينية واعفاء قسم من المتدينين من الخدمة العسكرية، كمؤشر علي اهمية التصدع الديني في البرامج الحزبية وفي تقسيم العائلات الحزبية الاسرائلية علي اساس التصدع الديني بين احزاب دينية واحزاب علمانية.
4 ـ الموقف من قضايا توزيع الثروة بين الطبقات ومدي الحفاظ علي دولة الرفاه والاعانات الاجتماعية التي كانت تتسم بها السياسات الحكومية في عهد حكومات حزب العمل، التي تمثل احد اعمدة دولة الرفاه في اسرائيل التي تؤمن استمرار جذب الهجرات. كما ان سياسات الرفاه الاسرائيلية بدورها تمثل احدي آليات اعادة انتاج نظام التراتبية الاثنية القومية بين اليهود الغربيين واليهود الشرقيين والعرب الفلسطينيين.

التقسيم الاجتماعي
وفي ضوء الدراسة المقارنة بين البرامج الحزبية بعد عام 1996 والقوائم والتنظيمات الحزبية التي بدأت تظهر في الساحة السياسية يلاحظ ان التصدعات الاجتماعية في اسرائيل اصبح لها اهتمام واضح في الخطابات الحزبية ومن خلال نتائج الانتخابات، يتضح ان لها دورا معتبرا في تغيير الخريطة الحزبية، في اعادة تقسيم العائلات الحزبية نحو المزيد من التفتيت والانقسام وذلك نظرا الي تصاعد التوتر بين المجموعات الثقافية الاثنية الرئيسية السبع التي سبق ان تكلمنا عليها في الفصل السابق، وذلك علي المستوي الاعلامي وعلي مستوي اثارة القضايا الاثنية والقومية في النقاش السياسي داخل الكنيست وخارجه.
ويمكن ان نستخلص ، وفقا لخطوط التقسيم الايديولوجية والتصدعية ان العائلات الحزبية في اسرائيل تعكس الي حد بعيد التقسيم الاجتماعي بين هذه المجموعات، فقد اصبح لكل بعد من ابعاد التصدع الاجتماعي مجموعة من الاحزاب تتموقع علي احد الجانبين او الطرفين منه، ونتيجة لشدة الاستقطاب في التصدعات الاجتماعية مثل التصدع القومي فهذا يجعل من الصعوبة نجاح اية حركة حزبية باتخاذها مواقف وسطية، بالحصول علي تأييد الاغلبية في الوسط اليهودي رغم وجود العديد من الاحزاب الاسرائيلية التي تحاول ان تعرف نفسها علي انها حزب او حركة عربية يهودية، كما هو الحال بالنسبة الي احزاب اقصي اليسار وحركة ميريتس والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. ففي المسألة القومية هناك تميز وخروج للاحزاب العربية من دائرة الاجماع الاسرائيلي الذي يبقي ضمن الدائرة اليهودية التي تعرف اسرائيل كدولة يهودية.
وعلي هذا الاساس فالاحزاب العربية تشكل عائلة حزبية منفصلة عن الاحزاب اليهودية والانفصال القائم والمتزايد بني عائلة الاحزاب اليهودية وعائلة الاحزاب العربية يدل علي تزايد اهمية التصدع القومي وفي داخل الاحزاب اليهودية تزايد التوجه اليميني القومي كما تنامت شعبية الاحزاب التي تتبني خطابا اكثر تشددا وعنصرية تجاه الوجود العربي في دولة اسرائيل، مثل اقتراح بدائل عنصرية للتخلص منه. وهذه الفئة من الاحزاب تتشابه مع خصائص الحركات اليمينية المتطرفة المتصاعدة في اوروبا التي تركز علي كراهية الاجانب والاقليات القومية،
وفي اطار المسألة الدينية والموقف من العلاقة بين الدين والدولة، يلاحظ تحرك واضح لدي كل من الحزبين الرئيسيين لليسار واليمين الي توجه وسطي في الموقف من المتدينين، وعلي هذا الاساس يري روفن حازان ان اسرائيل ليست دولة علمانية ولا دولة دينية، فمبدأ الفصل بين الدين والدولة ليس علي اطلاقه في اسرائيل، لان الجدل السائد ليس هو الفصل بين الدين والدولة، بل المدي الذي تقف عنده الدولة في دعمها للمؤسسات الدينية وهو مكمن الخلاف بين الاحزاب العلمانية الكبيرة مثل الليكود، وحزب العمل وحزب كديما التي تتخذ مواقف وسطية تجاه مسألة الدين والدولة، وبين الاحزاب العلمانية اليمينة واليسارية الصغيرة، مثل تسوميت وميريتس وشينوي التي تتخذ مواقف معارضة ومعادية لدور المتدينين في السياسة العامة للبلد.
وتتخذ الاحزاب الرئيسية موقفا وسطيا تجاه المجموعتين الاغلبية العلمانية، والاقلية الدينية، فكل من حزبي الليكود والعمل وحزب كديما بصفتها احزابا حاكمة في حينه، ونتيجة للحاجة الي اغلبية برلمانية لتشكيل الحكومة، تحاول التقرب من الاحزاب الدينية، ومن الجمهور الديني المتعاطف مع الاحزاب الدينية من خلال الدعوة الي الحوار بين المتدينين والعلمانيين واحترام القيم والتقاليد اليهودية، واحترام الوضع القائم في المؤسسات الدينية والعلمانية ومن خلال برامجها تحاول ان تجمع بين العنصرين (الدين والدولة) وبين المجموعتين المتدينين والعلمانيين ضمن صيغة توفيقية تعايشية قائمة علي احترام الوضع القائم بالتوفيق بين مصالح المجموعات الدينية واغلبية الجمهور العلماني.

سياسة الاحتواء
اما الاحزاب ذات التوجه العلماني فقد زادت شعبيتها نتيجة ما يعتبره الرأي العام الاسرائيلي ممارسة ابتزازية من قبل الاحزاب الدينية ومع تزايد التوتر بين الاحزاب الدينية المتصلبة في الشؤون الدينية، مثل حزب شاس وهي ما يطلق عليها بالاحزاب الحرادية وبين احزاب ما يسمي بالوسط العلماني التي اخذت تحتج علي الوضع القائم، وتدعو الي تغييره واعادة النظر فيه تحول حزب صغير في السابق مثل حزب شينوي، الي الحزب الثالث انتخابيا عام 2003 بسبب تركيزه في الحملة الانتخابية علي مهاجمة الاحزاب الدينية الحريدية، لهذا نجد في هذا البعد طرفين متعارضين، فمن الجانب الديني نجد الاحزاب الدينية التي تدعو الي عدم الفصل بين الدين والدولة، بل اخضاع الدولة لتعاليم الدين او الشريعة اليهودية وفي الطرف المقابل نجد الاحزاب العلمانية المعارضة لتدخل المتدينين في الحياة العامة، والمطالبين بالفصل الواضح بين الدين والدولة، وازالة القوانين الدينية، ومن الناحية التاريخية فقد مثل توجه الطرف العلماني المعارض للاحزاب الدينية وامتيازات الوسط الديني، في عهد الحزب المهيمن في الفترة ما بين عام 1948 وعام 1977 كلا من حزب المابام من اليسار والحزب الليبرالي من اليمين وفي عهد الاستقطاب الثنائي بعد عام 1977 برزت احزاب مثل راتس وشينوي وميريتس تعارض المتدينين من الجانب اليساري وحزب تسوميت من الجانب اليميني.
اما البعد المتعلق بالصراع والتصدع الاثني فهو بعد لم يكن مسموحا له بالبروز في اوائل تأسيس الدولة، وقد تم احتواء الاحزاب والقوائم التي كانت تمثل السيفاراديم واليهود اليمنيين في الاحزاب ذات الهيمنة الاشكنازية مثل حزب الصهيونيين العموميين وحزب الماباي. وهذا البعد من التصدع الاجتماعي تمثله الحركات والاحزاب المعارضة لهيمنة النخب الاشكنازية علي الحياة السياسية والحزبية منذ تأسيس الدولة، واولي هذه الاحزاب والحركات هي تلك التي خرجت من الوسط السيفارادي وفشلت في الاستمرار، وحزب تامي المنشق عن الحزب الديني القومي، وحزب شاس المنشق عن حزب الاغودات في الثمانينيات وغيشر المنشق عن الليكود في عام 1996. وازداد بروز البعد الاثني والطائفي في القوائم والاحزاب في القطاع اليهودي بعد الهجرة المهمة عدديا من اليهود الروس بعد عام 1990 فقد برزت احزاب المهاجرين الروس، مثل اسرائيل بالهجرة، واسرائيل بيتنا وقوائم اخري علي مستوي الانتخابات. وهذا التنامي للاحزاب ذات الطابع الاثني شجع عليه النجاح الذي وجدته حركة شاس في الاوساط السيفارداية، وهذا دفع بمجموعات اخري تمثل الثقافات الفرعية الهامشية الي انشاء احزابها الخاصة، فبرزت بصورة واضحة الاحزاب العربية التي كان التمثيل العربي فيها يقتصر علي القوائم التابعة لحزب العمل او جبهة المعراخ، والاحزاب اليهودية الاخري، مثل المابام او علي الحزب الشيوعي والمنظمات الاهلية المتحالفة معه في ما بعد، التي عرفت باسم حداش ، اما مجموعات المهاجرين من اثيوبيا فقد تمكنوا من انشاء تنظيمات محلية نافست الاحزاب الاخري في الانتخابات المحلية، وحازت علي مقاعد في بلدات التطوير، ولكن علي المستوي الوطني لم تتمكن قوائم اليهود من اثيوبيا من اجتياز نسبة الحسم المطلوبة للحصول علي مقعد في البرلمان.

الانقسام الايديولوجي
وعلي مستوي البعد الطبقي فقد سبق ان اشرنا الي ان التقسيم الطبقي هو تصدع مقو للتصداعات الاخري واخذت تضعف اهميته السياسية رغم ان هناك تراتبية طبقية تتبع الانقسام الاثني والقومي في المجتمع الاسرائيلي . ورغم ان هذا البعد من التصدع موجود علي مستوي الانقسام الايديولوجي منذ نشأة الاحزاب الصهيونية بين احزاب ما يسمي بالصهيونية العمالية التي حملت الفكر الماركسي والاشتراكي، واسست النقابة العمالية الهستدروت، وبين الصهيونية التنقيحية واليمينية التي كان لها توجهات وبرامج برجوازية، مثل الحزب الليبرالي وحزب حيروت الا ان هذا الاختلاف الايديولوجي الذي كان قائما لم يكن يجسد حقيقة طبقية واقعية في المجتمع. وحتي الانقسام الايديولوجي بين الاحزاب العمالية والاحزاب الليبرالية اخذت تخف حدته، وبدأت المسافات تتقارب بتحول الاحزاب العمالية الصهيونية في برامجها نحو الديمقراطية الاجتماعية، علي غرار حزب العمل ونحو تبني الليبرالية الاجتماعية، مثل حركة ميريتس، اذا ما قارناها مع سلفها الماركسي: حزب المابام ومما يؤكد ضعف اهمية التصدع الطبقي تلك المفارقة الموجودة من حيث صلة الاحزاب بالقواعد الاجتماعية حيث ان هناك تحيزا انتخابيا في الطبقات العليا نحو الاحزاب العمالية التي توصف باليسار، مثل ميريتس وشينوي وحزب العمل، وتحيزا في الطبقات الدنيا اليهودية نحو احزاب اليمين، مثل الليكود رغم انها تتبني برامج اكثر ميلا نحو اقتصاد السوق، واقل ميلا نحو تعزيز الخدمات الاجتماعية وسياسات الرفاه، مما يدل علي ضعف التصدع الطبقي، وبقاء الاحزاب التي تركز علي المطالب والمصالح العمالية، مثل الحزب الشيوعي الاسرائيسلي محدودة التأييد انتخابيات بل ان الانقسام الايديولوجي بين اليسار واليمين، ليس مرتبطا بالقضايا الاجماعية بقدر ارتباطه بشؤون السياسة الخارجية، وقضايا الامن، والموقف تجاه العملية السلمية، والصراع العربي ــ الاسرائيلي.

لما ذا القرد يأكل الموز..

ولماذا القرد دائماً نشيط؟؟!! ولا يجلس بالأرض,لكن يقفز من شجرة إلى أخرى؟؟!!
أجروا التجربة تلو الأخرى على القرد و موزه...إلى أن توصلوا إلى حقائق عجيبة عن الموز...
حسد العلماء القرد,, وجربوا الموز على الإنسان...وكان العجب العجاب... فوجدوا:---
أنّه يحتوي على ثلاثة سكريات طبيعية - سكروز وسكر الفواكه والجلوكوز، مع الألياف بالطبع، يمنحنا الموز دفعة كبيرة وثابتة وفورية من الطاقة. حيث أثبت بحث علمي بأن موزتان فقط يمكنهما أن يزودان طاقة كافية للقيام بتمرين رياضي لمدة 90 دقيقة. فلا عجب أن يكون الموز الفاكهة الأولى للرياضيين البارزين. ولكن الطاقة ليست هي كل ما يقدمه الموز، فالموز يمنحنا النشاط والصحة. ويساعدنا على التغلب على عدد كبير من الأمراض لذلك يجب إضافته دائما.

الكآبة:
وفقاً لدراسة جديدة، على أشخاص مصابين بالكآبة، شعر الكثيرون بالتحسن بعد تناولهم الموز، حيث يحتوي الموز على ترايبتوفان، نوع من البروتين الذي يحوله الجسم إلى سيروتنيوم، الذي يمنح الجسم الراحة والاسترخاء، ويحسن المزاج، ويجعلك تشعر بالسعادة.

فقر الدم:
يحتوي الموز على مستويات عالية من الحديد، كما يقوم الموز بتحفيز إنتاج الهيموغلوبين في الدم وكذلك يساعد على علاج فقر الدم.

ضغط الدمّ:
هذه الفاكهة الاستوائية الفريدة عالية جداً بالبوتاسيوم ولكنه منخفض بالملح، مما يجعله مثالي لمكافحة ضغط الدم.

تحفيز قدرة الدماغ:
في دراسة شملت 200 طالب، تم إعطائهم الموز في وجبة الإفطار، والفسحة، والغداء، لتحفيز قدرة الدماغ. فأثبتت الدراسة بأن الفاكهة الغنية بالبوتاسيوم، تقوم بتحفيز القدرة الدماغية عند الطلاب للتعلم أكثر.

الإمساك:
يحتوي الموز على مستوى عالي من الألياف، لذلك فأن إدخاله في الحمية الغذائية يساعد على إعادة عمل الأمعاء الطبيعي، كما يساعد على التغلب على المشكلة دون اللجوء إلى أدوية مسهلة .

الحموضة المعوية:
للموز تأثير طبيعي معدّل للحموضة في الجسم، وينصح بتناول الموز للتخلص من الحموضة خاصة عند الحوامل

غثيان الصباح:
خبر سار للحوامل، لا غثيان في الصباح مع الموز، يعمل الموز على تهدئة المعدة، وبث السرور في الجسم، كما يغذي الطفل.

عضات البعوض:
قبل أن تفكري في الكريمات والمراهم، هناك طريق أسهل وأفضل، افركي عضات البعوضة بالجلدة الداخلة البيضاء للموزـ التي تعمل على تخفيف التورم والاحمرار.

الأعصاب:
لأن الموز غني بفيتامينات مجموعة ب التي تساعد على تهدئة النظام العصبيَ

زيادة الوزن والعمل:
وجدت دراسات قام بها معهد علم النفس في النمسا بأن ضغط العمل يؤدي إلى التهام أطعمة مهدئة مثل الشوكولا ورقائق البطاطس. حيث وجدت بأن سبب بدانة أكثر من 5,000 موظف كانت على الأرجح بسبب ضغط العمل. ولتفادي شهوة تناول الطعام ، نحتاج للسيطرة على مستويات السكر في الدم عن طريق تناول وجبات خفيفة عالية بالكربوهيدرات والفيتامينات المغذية، كل ساعتان، فكان الموز الفاكهة الأكثر ملائمة لمنع البدانة.

قرحة المعدة:

يستخدم الموز لعلاج الاضطرابات المعوية بسبب قوامه الناعم. ويعتبر الموز الفاكهة النيئة الوحيدة التي يمكن أن تؤكل دون ضِيق في الحالات المرضية. حيث يحيد حموضة المعدة ويخفف التهاب بطانة المعدة .

السيطرة على درجة الحرارة:
تعتقد العديد من الثقافات بأن الموز يستطيع
خفض درجة حرارة الجسم الطبيعية، والعاطفية للأمهات الحوامل. وفي تايلاند، تأكل النساء الحوامل الموز لضمان ولادة الطفل في درجة حرارة معتدلة.

الإضرابات العاطفية الموسمية ( الحزن
يساعد الموز على التخفيف من أعراض الاضطرابات العاطفية الموسمية بسبب توفر مادة التربوتوفان به
.
التدخين:
يمكن أن يساعد الموز الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين. لاحتوائه على فيتامينات ب 6, وب 12، بالإضافة إلى البوتاسيوم، والمغنيسيوم، كما يساعد الجسم على التعافي من تأثيرات انسحاب النيكوتين

الإجهاد:
البوتاسيوم معدن حيوي، يساعد على جعل نبض القلب متوازناً، ويحفز إرسال الأكسجين إلى الدماغ كما ينظم توازن الماء في الجسم. عندما نكون مرهقين، فإن مستوى الأيض يرتفع، مما يخفض مستويات البوتاسيوم. ويمكن إعادة توازن الجسم بتناول الموز الغني بالبوتاسيوم.
الدورة الشهرية:
انسى الحبوب المهدئة، وتناولي الموز قبل وخلال الدورة الشهرية، لأنه يعمل على تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم، الأمر الذي يحسن المزاج و يمدك فيتامين ب6 ويهدئ الألم.

السكتات:
وفقاً لبحث في 'مجلة نيوإنجلند الطبية، 'فإن تناول الموز كجزء من حمية منتظمة يمكن أن يقلل خطر الموت بالسكتة بنسبة 40 %.

وهكذا فالموز غذاء كامل متكامل، وعند مقارنته بالتفاح، فالموز يحتوي على 4 مرات أكثر بروتين، ومرتان أكثر كربوهيدرات، و3 مرات أكثر فسفور، وخمس مرات أكثر فيتامين أ وحديد، ومرتان أكثر فيتامينات، ومعادن، كما أنه غني بالبوتاسيوم. لذلك فقد يكون الوقت لاستبدال المثل القائل: تفاحة في اليوم تبعدك عن الطبيب، إلى موزة في اليوم وصحة على الدوم.

"فتح" في الـ45... حاجة وطنية اكثر من اي وقت

خيرالله خيرالله
مع اقتراب السنة 2010 من نهايتها، تكون مرت خمس واربعون سنة على انطلاق حركة "فتح". تمثّل "فتح" المشروع الوطني الفلسطيني المتجدد الذي سمح لياسر عرفات الزعيم التاريخي بان يدفن في ارض فلسطين. لم يعد ياسر عرفات
بعيدا عن القدس. انه يقرع ابواب المدينة كل يوم منذ حيث هو في رام الله على بعد خطوات من المقاطعة، مقرّ الرئاسة الفلسطينية.
استطاع "ابو عمّار"، على الرغم من مرور ست سنوات على رحيله، ان يؤكد ما سبق واكده في العام 1965 لدى انطلاق "فتح". اراد ان يثبت منذ البداية ان لدى الفلسطينيين مشروعا وطنيا قابلا للحياة وللتطوير لا يمكن الاّ ان يقود الى قيام دولة مستقلة. في استطاعة ياسر عرفات ان يؤكد ذلك مجددا الآن، بغض النظر عما اصاب القضية الفلسطينية من تراجع في السنوات الاخيرة، خصوصا منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر- ايلول 2001 واعلان الادارة الاميركية ما يسمّى "الحرب على الارهاب"، ثم انتقالها الى الحرب على العراق. ادت حرب العراق الى خلل كبير على الصعيد الاقليمي، مكّنت النظام في ايران من مصادرة القضية الفلسطينية والمتاجرة بها وبالشعب الفلسطيني من جهة وانفلات الغرائز المذهبية، بابشع انواعها، من جهة اخرى. جعل انفلات الغرائز المنطقة كلها مهددة بالتفتيت. ولم يعد الخطر محصورا بالعراق بمقدار ما انه بات يهدد المنطقة العربية كلها...
مرة اخرى، تظهر اهمية "فتح" كحاجة وطنية ومشروع وطني قادر على ممارسة المرونة السياسية الى ابعد حدود من دون التخلي عن الثوابت التي يفرضها الواقع الاقليمي والدولي الذي ليس في الامكان تجاوزه او التحايل عليه الى ما لا نهاية. على رأس هذه الثوابت خيار الدولتين على ارض فلسطين. وهو الخيار الذي ترفضه اسرائيل باسم الاحتلال وتعمل على تقويضه.
ثمة حاجة اليوم الى "فتح" اكثر من أي وقت كي لا تضيع القضية الفلسطينية في متاهات الوضع الاقليمي وتعقيداته وكي لا تذهب ضحية المتاجرين بالشعب الفلسطيني تحت شعار "المقاومة". ربما كان افضل اختصار لهذا الشعار الصواريخ "العبثية" التي راحت "حماس" تطلقها من قطاع غزة على الرغم من الانسحاب الاسرائيلي منه صيف العام 2005. حتى الامس القريب، كانت هذه الصواريخ، في رأي بعض الاميين في السياسة والعلوم العسكرية، قوة "رادعة". اليوم صار اطلاق الصواريخ، بقدرة قادر، "خيانة وطنية". صار على "حماس" ملاحقة مطلقي الصواريخ من قوى اكثر تطرفا منها ولدت في كنفها، كي تحكم قبضتها بطريقة افضل على قطاع غزة وتغيّر طبيعة الحياة فيه. تغعل ذلك كي لا يقال ان الاخوان المسلمين فاشلون في تولي السلطة وان لا علاقة لهم بادارة الدول وشؤون الناس. بالنسبة الى "حماس"، ان المشروع الوحيد الذي تؤمن به هو مشروع السلطة، حتى لو كان ذلك يخدم السياسة الاسرائيلية القائمة على تكريس الاحتلال ولا شيء غير ذلك...
تكمن اهمية "فتح" في اواخر السنة 2010 ومطلع السنة 2011 في انها لا تزال حاجة وطنية فلسطينية وذلك لسببين على الاقلّ. السبب الاول ان لا بديل من مشروعها الوطني، الذي اصبح البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، في المواجهة مع الاحتلال. اما السبب الآخر، فهو ان "فتح" لا تزال قادرة، على الرغم من ترهل بعض قيادييها، من التصدي للمشاريع العبثية التي تلتقي بصورة او باخرى مع المشروع الاسرائيلي. هل من خدمة تقدّم لاسرائيل افضل من المشاريع القائمة على الشعارات الطنانة التي يرفضها المجتمع الدولي والتي تجعل هذا المجتمع بقف موقف المتفرج حين تمارس اسرائيل ارهاب الدولة بكل اشكاله وانواعه ودرجاته في غزة وغير غزة؟
نعم، مرت خمس واربعون سنة، ولا تزال "فتح" حاجة فلسطينية، "فتح" "ابو جهاد" و"ابو اياد" وابو الوليد" وآلاف الشهداء الآخرين. وصل الفلسطينيون الى طرح قضيتهم في العالم بفضل "فتح" التي ناضلت عسكريا وسياسيا واوصلت فلسطين الى الامم المتحدة. لا يمكن بالطبع تجاهل الاخطاء الضخمة التي ارتكبها ياسر عرفات في الاردن ولبنان او موقفه المعيب من الاحتلال العراقي للكويت في العام 1990. كذلك، لا يمكن تجاهل تردده في اتخاذ قرارات حاسمة على الصعيد الداخلي الفلسطيني عندما كانت هناك حاجة الى مثل هذه القرارات. ولا يمكن ايضا تجاهل محاولة تذاكيه في احيان كثيرة على الاميركيين والاسرائيليين، وحتى الاوروبيين، في مرحلة ما بعد توقيع اتفاق اوسلو في ظروف لا فائدة فيها للتذاكي. ولكن يبقى ان "فتح" هي الضمانة لاستمرار المشروع الوطني الفلسطيني وحمايته وتطويره وجعله، بالتالي، يتكيف مع المعطيات الاقليمية والدولية.
بعد خمس واربعين سنة من الانطلاقة في 1-1 1965، لا تزال القضية الفلسطينية على قيد الحياة بفضل "فتح". لم تتحول الى العوبة في يد ايران وغير ايران. لا تزال "فتح"، على الرغم من الخلافات الداخلية القابلة للاحتواء، من نوع ذلك الخلاف القائم بين رئيس السلطة الوطنية السيد محمود عبّاس من جهة والسيد محمد دحلان مسؤول الاعلام في الحركة، قادرة على حماية القرار الفلسطيني المستقل الذي تحول هذه الايام ضرورة اكثر من اي وقت. تلك هي "فتح" التي ستظل ترفع راية فلسطين الى ان تقوم الدولة الفلسطينية. كانت هناك في مرحلة معينة حاجة الى الكفاح المسلح. كانت الظروف الدولية والاقليمية تسمح بذلك. هناك في مرحلة اخرى حاجة الى الديبلوماسية والسلاح في آن. الآن، هناك حاجة الى متابعة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية. هذا ما تفعله "فتح" عبر دعمها الحكومة الفلسطينية، حكومة الدكتور سلام فيّاض، من جهة ومنع تحويل الضفة الغربية الى ارض طاردة لاهلها من جهة اخرى. انها تفعل ذلك، عبر حماية امن المواطن في الضفة الغربية والتي تصب في حماية للمشروع الوطني الفلسطيني اوّلا واخيرا. انه المشروع الوحيد القابل للحياة الى اشعار آخر!

الطيب في حفل لـ'وفا':
إعلامنا الوطني سيرد على التحريض الإسرائيلي وأكاذيب حماس

القدس- رام الله -وفا-- أطلقت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية 'وفا' اليوم الإثنين، صفحتها الجديدة وخدمات معلوماتية وأخرى جديدة، بحضور أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم.

وأنضم إلى صفحة أنباء 'وفا' خدمة الوسائط المتعددة 'الملتيميديا' وموقع معلومات وآخر للصور، وأعلن عن إنطلاق خدمة 'وفا sms'، عدا عن احتمال إنطلاق الموقع الإنجليزي قريبا.
عبد الرحيم أشار في مستهل كلمته التي ألقاها في حفل أقيم للمناسبة في مدينة رام الله، إلى أن الرئيس محمود عباس طلب منه تمثيله بالاحتفال، 'تعبيرًا منه عن اهتمامه وتقديره للمناسبة وللمشاركين فيها، وتأكيدًا منه على رعايته ومتابعته الدائمة لوكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا'، هذه المؤسسة الوطنية العريقة التي كانت نشأتها مترافقة مع نشأة منظمة التحرير الفلسطينية، وكانت مسيرتها جزءًا من مسيرة كفاحنا الوطني منذ بداية السبعينات حتى يومنا هذا'، هذا ما قاله عبد الرحيم.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة أمين عام الرئاسة:
الأخوات والأخوة،،
أعضاء اللجنة التنفيذية، أعضاء اللجنة المركزية، الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي، الحضور الكرام.

شرفني السيد الرئيس أبو مازن بتمثيله أمامكم في هذه الاحتفالية الهامة، تعبيراً منه عن اهتمامه وتقديره للمناسبة وللمشاركين فيها، وتأكيداً منه على رعايته ومتابعته الدائمة لوكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا'، هذه المؤسسة الوطنية العريقة التي كانت نشأتها مترافقة مع نشأة منظمة التحرير الفلسطينية، وكانت مسيرتها جزءاً من مسيرة كفاحنا الوطني منذ بداية السبعينات حتى يومنا هذا. طوال العقود الماضية حملت 'وفا' الخبر الفلسطيني من مصدره وطافت به ليصل أرجاء الدنيا على اتساعها، ونقلت إلى العالم ساعة بساعة ويوماً بيوم تفاصيل نضالنا المرير والطويل، فكانت اللسان المعبر عن المنظمة والناطق باسمها والأمين على مبادئها وأهدافها.

بدأت الوكالة ببضعة من المقاتلين الجرحى الذين أجبرتهم جراحهم على الانتقال من ميدان المعركة إلى ميدان القلم والصورة. فكانت 'وفا' آنذاك نشرة محدودة تضم بياناتنا العسكرية والسياسية وتوزع على الصحف ووكالات الأنباء والبعثات الدبلوماسية في لبنان. ثم تطورت تدريجياً لتشمل الخبر والتعليق والصورة وأنشطة الممثليات والجاليات ولتصبح نافذتنا إلى العالم ومصدراً أولاً للخبر الفلسطيني في كل وسائل الإعلام العربية والعالمية. وعندما ارتحلنا إلى تونس بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 ارتحلت 'وفا'، وهناك كانت نقلتها الثانية عندما هيأت كادرها وأدواتها لاستيعاب التكنولوجيا الحديثة في العمل الإعلامي فأسست موقعها الالكتروني لأول مرة وباتت متاحة للعالم أجمع دقيقة بدقيقة، وبانتقالها إلى أرض الوطن عززت 'وفا' من حضورها الإعلامي وباشرت مشاريعاً طموحة بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء، وجاء الانقلاب الظلامي الأسود في غزة ليجبر 'وفا' على إنتقال مقرها الرئيسي إلى رام الله بعد أن أقفلت مكاتبها وصودرت معداتها ومنع موظفوها من العمل. انتقلت 'وفا' إلى رام الله لتبدأ من جديد بكادر بشري محدود ومعدات ضئيلة وموارد شحيحة، وبدأت بالفعل مشوارها الصعب بقرار اتخذه سيادة الرئيس أبو مازن يوم 1/4/2008 بدمج الهيئة العامة للاستعلامات ووكالة الأنباء الفلسطينية في مؤسسة واحدة تسمى وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية 'وفا'. وقد هيأ هذا القرار للمؤسسة الجديدة سقفاً أعلى من الموارد البشرية والفنية ومنحها القدرة على الانطلاق نحو الأهداف التي رسمناها لها. وها نحن اليوم نحتفل بما تحقق من منجزات على ذلك الطريق الطويل.

إننا في حاجة، أيتها الأخوات أيها الأخوة، إلى وسائل إعلام وطنية قوية وفاعلة تحمل رسالتنا وتنقل صورة كفاحنا ومعاناتنا اليومية ضد الاحتلال والاستيطان والظلم والتعسف.

لقد هدمنا جدار الصمت منذ سنين، وبات العالم يسمع ويرى ويدرك ما يجري على أرضنا، وبات على يقين من أنه قد حان وقت الحرية لشعبنا المكافح، حان وقت الاستقلال في دولة عاصمتها القدس على حدود العام 1967، وبات يعرف أن لا سلام ولا استقرار في هذا الجزء من العالم ما لم يتحقق السلام الشامل والدائم المؤسس على العدل وعلى الشرعية الدولية.

وكما تتابعون فإن عملية السلام تواجه إنتكاسة، فالحكومة اليمينية الإسرائيلية قررت وبغطرسة لا مثيل لها، التنصل من الالتزامات المترتبة عليها، وانقلبت على الآليات والمرجعيات المتفق عليها بين الأطراف كافة، فباشرت حملة استيطانية مسعورة كان أخرها هدم فندق شبرد في القدس لإقامة حي إستيطاني جديد واستعدادها صباح اليوم لهدم منازل في رأس العامود في القدس ولتفضح أهدافها الحقيقية. فالحكومة الإسرائيلية لا تريد السلام بل تريد الأرض، وتحاول تكييف عملية السلام لكي تنتج دولة مجزأة بلا سيادة وبلا عاصمة وبلا حل مقبول لقضية اللاجئين. ولقد رفض السيد الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية سياسة الغطرسة هذه وتغيير معالم الواقع بالقوة، وحدد ما سبق أن أجمع عليه العالم بأسره، فلا مفاوضات من أجل المفاوضات ولا مفاوضات مع استمرار الاستيطان ولا حديث في دولة ذات حدود مؤقتة، ولا تأجيل لأي من قضايا الوضع النهائي الست. ولاقى هذا الموقف الحكيم تأييداً عربياً ثابتاً في القمة وفي لجنة المتابعة العربية، وتفهماً دولياً واسع النطاق كان من أهم تعبيراته اعترافات دول أميركا اللاتينية والوسطى بالدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني في دول أوروبية عدة، والسخط الدولي على السلوك الإسرائيلي المعرقل لعملية السلام، والذي إعترف به بعض أركان الإئتلاف الحاكم في إسرائيل. لقد ووجهنا بضغوطات تنوء تحتها دول وحكومات أكبر وأقوى وأكثر نفوذاً وتأثيراً، فواجهناها بقوة الحق وصلابة الموقف ومرونة الأداء وصدق النية بالعمل من أجل السلام القائم على العدل، فلم تفلح هذه الضغوطات في ثنينا عن الطريق الذي اخترناه، طريق التوافق مع قيم ومبادئ الحق والحرية والشرعية الدولية. ولأننا صمدنا انفلتت الألسنة والأقلام الإسرائيلية، المسكونة بالحقد والكراهية، ضد الشعب الفلسطيني وضد قيادته وضد رئيسه، حتى وصل الأمر بوزير خارجية تلك الحكومة اليمينية إلى الإعلان الوقح بأن لا سلام مع السلطة الفلسطينية لأنها حسب وصفه سلطة غير شرعية، وهكذا أتحدت مزاعم اليمين الليكودي مع مزاعم الانقلابيين في غزة ضد السيد الرئيس فبدأت تظهر الآن حقيقة الحملة الإسرائيلية الشرسة ضد الرئيس أبو مازن، فالتسريبات التي نشرت قبل يومين تنقل عن نتنياهو حديثه إلى قادة يهود أميركيين، ووصفه السيد الرئيس بأنه أخطر زعيم فلسطيني تواجهه إسرائيل في تاريخها فهو يدمر صورة إسرائيل على كل الجبهات، وتنقل أيضاً اعترافه بأن إسرائيل حاولت استخدام حركة حماس ضده فلم تفلح وحاولت استخدام آخرين ولم تفلح أيضاً، وانه يجب مساعدة إسرائيل في تشويهه والتخلص منه.

إننا نواجه حملة ضارية من هنا وأخرى أكثر ضراوة من هناك. فلتبرير العجز عن المضي في المصالحة الوطنية وللتذرع بالاحتفاظ بالقطاع رهينة بيد جلاديه، ولتبرير الارتهان إلى السياسات الإقليمية التي تحاول إستخدام قضيتنا لمصالحها ولو على حساب مصالحنا الوطنية العليا ، تشن حماس حملة دعائية مضللة قائمة على الكذب الرخيص ضد السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية التي تعمل ليل نهار لتوفير الأمن للمواطن وخلق البيئة الآمنة للصمود والعمل والعلم والازدهار والاستثمار في بلادنا. تساندها حملات تشويه منظمة من رعاتها المتأسلمين قادة الاتجاهات الأصولية، وعلى رأسهم القرضاوي الذي ذهب بعيداً في التحريض على الفتنة والانقسام داخل الصف الفلسطيني.

وفوق هذا وذاك تطالعنا صحف وأقلام عربية بمقالات مسمومة تنتقد وتجرح وتلقي مواعظ ودروساً وتتلون كيفما شاءت التلون وبثمن بخس من هنا وهناك ، ويستحضرني هذا كله قول المتنبي لسيف الدولة الحمداني

وسوى الروم خلف ظهرك روم فعلى أي جانبيك تميل

أيتها الأخوات، أيها الأخوة

لقد اتخذنا قرارنا الذي لا رجعة فيه، فإزاء استعصاء عملية السلام سنذهب إلى بدائل وخيارات أخرى، جنباً الى جنب مع مقاومتنا الشعبية للإستيطان وجدار الفصل العنصري مستفيدين من تجاربنا السابقة وحتى لا نجر الى المربع الذي يريدنا الإحتلال أن نذهب إليه. سنواصل تحركنا على المستوى الدولي وسنهيئ المسرح العالمي لقبول قرارات دولية تدين الاستيطان وتدين استمرار الاحتلال وتمنح الشعب الفلسطيني الحق في إعلان دولته المستقلة على أرضه، وما اعترافات الدول المتنامي بالدولة الفلسطينية في حدود العام 67 إلا ثمرة من ثمار هذا التحرك المنظم والواسع والفعال. وسنتابع تطويق السياسات الإسرائيلية وعزلها وفضح أغراضها ومراميها، وفي الوقت نفسه سنواصل بناء مؤسساتنا المدنية التي تمثل الأركان الرئيسية لدولتنا المقبلة، بوصفها أحد المهمات أو الإستحقاقات الثلاث في هذه السنة وصولاً إلى إقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وهنا فسوف لن نتهاون في مسألة الأمن فما جرى في غزة سوف لن يتكرر. الأمن واحد: أمن الشرعية، والسلاح واحد: سلاح الشرعية، وبمصالحة أو من دون مصالحة وبحوار أو من دون حوار لا تقاسم ولا محاصصة في هذا الشأن الحيوي، وما عدا ذلك فإن عقولنا وقلوبنا مفتوحة للحوار والمصالحة والمشاركة وقد أثبتنا الصدق والجدية عندما وقعنا ورقة المصالحة المصرية، يحدونا في ذلك الأمل باسترداد قطاعنا الحبيب الى حضن الشرعية واستعادة وحدتنا الوطنية كممر لا سبيل غيره لتحقيق مصالحنا الوطنية العليا. وأثبتنا الصدق والجدية مرات ومرات في جولات الحوار الطويلة مع حماس، يحفزنا إلى ذلك الأمل في تخليص شعبنا في غزة من مصابه الأليم: الاحتلال الذي يحاصره والقمع الذي يجثم فوق أنفاسه، لكننا لم نجد من حماس سوى الصلافة والعناد وتغليب مصلحة تجار الأنفاق والدم والحروب الكاذبة على مصلحة الوطن، ولم نر منهم سوى التمادي في طريقهم المظلم، طريق القمع وملاحقة واعتقال واغتيال الشرفاء من أبناء شعبنا وتوجيه التهم وإصدار الفتاوي لتحقق لهم هدنتهم وتهدأتهم دوام سلطتهم الزائفة .

أيتها الأخوات، أيها الأخوة

في موقف دقيق وحساس كالذي نواجه، وأمام جبهة متعددة الخصوم، فإن وضوح إستراتيجيتنا وأهدافنا وحنكة ومرونة سياساتنا ومواقفنا وتكامل أنشطتنا وأدوارنا يشكل الضمانة الأكيدة لاجتياز هذا المأزق الصعب. وإن ما نشهده من تطور وتوسع نوعي لدى وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا' إنما هو ضرورة ليتكامل مع ما يشهده المواطن من أداء اقتصادي واجتماعي وأمني وإنجازات تحققها الحكومة نحو التأسيس لبناء دولتنا العتيدة وشهدت له دول ومنظمات ومؤسسات دولية محترمة وأكدت أنه يضاهي أداء دول سبقتنا في الاستقلال. بهذه المنجزات نهيئ أنفسنا لدولة مستقلة ونثبت للعالم كله اننا جديرون بها. فتحية ألف تحية لكل من يسهم في معركة البناء الوطني، وتحية ألف تحية لأولئك الذين سقطوا شهداء على الدرب، وتحية لأسرانا البواسل وجرحانا الأبطال، والعهد أن نستمر في كفاحنا حتى تحقيق أسمى غاياتنا وأهدافنا النبيلة في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف تعيش بسلام مع جيرانها وتسهم، إلى جانب دول العالم كافة، في صناعة السلام والرخاء والاستقرار والازدهار.

وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من جانبه، توجه رئيس الوكالة رياض الحسن بالشكر والتقدير للرئيس محمود عباس لرعايته هذه الاحتفالية، ولعنايته، ومؤسسة الرئاسة بوجه عام، بـ'وفا' ومتابعته لها، كما شكر رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ودائرة الموازنة العامة في الحكومة.
وقال 'أرى من الضروري أن أتوجه بالشكر أيضا إلى السيد د.سلام فياض رئيس الوزراء ووزير المالية وإلى الأخ فريد غنام ودائرة الموازنة العامة، فما سنعرضه الآن لم يكن لينجز لولا التفهم والدعم الذي وجدناه'.

وتقدم بالشكر أيضا إلى منظمة 'اليونسكو' التي قدمت 'دعمًا متواصلًا للوكالة سواء بالمساهمة في تمويل مشروع قانون تنظيم 'وفا' أو بالمساهمة في برامج تنمية القدرات في مجال الملتيميديا والقصص الإنسانية'.

وعرض الحسن بإيجاز صورة 'وفا' التي 'تهيأت لمواجهة شروط المستقبل وتكيفت مع احتياجات عالم الإعلام المعاصر'.

وقال الحسن إن الخدمة الأولى التي تقدمها 'وفا' هي الرسائل الإخبارية العاجلة 'وفا sms. '، موضحا أنه عند إرسال رسالة قصيرة تحتوي 'سجل وفا' إلى الرقم 37714 سيصل رد فوريا 'بنجاح اشتراكك في خدمة وفا sms وسيبدأ جهازك بتلقي أهم الأخبار المحلية ثم أهم الأخبار الدولية بعد إتمام اتفاق نحن بصدد إبرامه مع وكالة أنباء عالمية'.

وتحدث الحسن عن موقع 'وفا' الجديد، والدخول إلى نافذة 'وفا Audio-Video'، وعرض أحدث التقارير التلفزيونية، إذ إن الخدمة الثانية هي 'وفا Audio-Video'، مشيرا إلى أن منذ مطلع العام باشرت 'وفا' إنتاج التقارير الإذاعية والتلفزيونية بتركيز على القصص الإنسانية، وهيأت لهذا الغرض كادرًا شابًا حديث التخرج تم تدريبه لاكتساب مهارات العمل الإذاعي والتلفزيوني في مجالات التصوير والمونتاج والإخراج والتقديم وغيرها.

وأكد الحسن أن الهدف من ذلك تقديم خدمة متكاملة للمحطات الإذاعية والتلفزيونية المحلية والعالمية تطبيقا لمبدأ اندماج عناصر العمل الإعلامي معًا في هذا العصر.

وتحدث عن الخدمة الأخرى المتمثلة في 'وفا امجيز'، إذ لدى 'وفا' مخزون ضخم من الصور الثمينة والنادرة التي توثق مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني منذ بدايات القرن الماضي وحتى يومنا هذا. بدأت 'وفا' مشروعًا طموحًا لحوسبة هذا المخزون وعرضه بتركيز ضوئي منخفض، وسيكون متاحًا بتركيز عالي لمن يطلب الحق في استقبال الصور ونشرها.

كما تحدث الحسن عن 'وفا info'، وهو مركز المعلومات، لافتا إلى أن 'وفا' تلقت قواعد البيانات التي كانت الهيئة العامة للاستعلامات قد أنشأتها وطورتها. وباشرت عملية طويلة لإعادة تدقيق وتصنيف المعلومات المحوسبة فيها قبل أن تبدأ بتشكيل اللجان المؤلفة من الجهات المنتجة للمعلومات كل حسب القطاع المنتمي إليه.

تضم وفا Info أو مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، حسب ما قاله الحسن، الذي أضاف '34 قطاعًا معلوماتيًا تشمل جوانب الحياة الفلسطينية كافة من تاريخ وجغرافيا ومدن وخرائط وصحة وتعليم وصناعة وتجارة وزراعة وسياحة وثقافة وسياسة وأحزاب وشخصيات'.

أوضح الحسن أن خدمة 'وفا info' توفر قاعدة بيانات شديدة الأهمية للدارس والباحث والصحفي والإعلامي وصاحب القرار، و'هي بيانات ذات مصداقية عالية باعتبارها من الجهة المنتجة لها وعلى مسؤوليتها'.

ونوه إلى أن الوكالة بدأت برامج قبل أشهر من أجل إطلاق الصفحة الانجليزية بداية شهر آذار و'لاحظنا أن هيئة تحرير الصفحة الإنجليزية قادرة على انجاز وظائفها في الوقت الحالي، وسوف نهتم بالقارئ الناطق باللغة الإنجليزية'.

وعاد الحسن إلى موضوع 'الملتيميديا'، مشيرا إلى أن الطلب العالمي يزداد على القصص الإنسانية 'لذلك خصصت 'وفا' صفحة رئيسية للقصص الإنسانية على صفحتها وستكون بلغتين ومتاحة للجميع'.

واستطرد الحسن 'هذه الخدمات ستمكن 'وفا' من أن تكون منافسة لوكالات الأنباء العربية والعالمية، والهدف أن يرى العالم بعينية ويسمع بأذنيه ما يجري على أرضنا ولنا شرف كبير في تحقيق ذلك'.

أسرار انقلاب عباس على محمد دحلان

غزة-ميلاد
أن الخلاف بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي في فتح محمد دحلان وصل إلى طريق مسدود ، بل والأرجح أيضا أن الأسوأ مازال بانتظار الأخير .

ففي 28 ديسمبر ، قررت اللجنة المركزية لحركة فتح رسميا تعليق حضور محمد دحلان لاجتماعاتها إلى حين انتهاء التحقيق معه في عدد من القضايا منها الإساءة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأولاده.

ولم يقف الأمر عند ما سبق ، بل إن اللجنة قررت بالإجماع أيضا خلال اجتماعها في رام الله برئاسة عباس وقف إشراف دحلان على مفوضية الثقافة والإعلام بحركة فتح.

ورغم أن السلطة الفلسطينية كانت اتخذت مؤخرا عدة إجراءات بحق دحلان منها سحب الحراسات الرسمية عنه وإلغاء ترخيص قناة فضائية محسوبة عليه ، بالإضافة إلى منعه من المشاركة في اجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح في نوفمبر الماضي ، إلا أن الإعلان رسميا عن تعليق مشاركة دحلان في اجتماعات اللجنة المركزية إنما يرجح أن الأمور تتطور باتجاه إدانته في الاتهامات الموجهة له .

ولعل ما يرجح صحة ما سبق أيضا أن أجهزة الأمن بالسلطة الفلسطينية قامت في الأيام الأخيرة بملاحقة قيادات أمنية وأخرى من فتح محسوبة على دحلان حيث اعتقلت عددا منهم وأجرت تحقيقات واسعة معهم ، بل إن بعض العناصر المحسوبة على دحلان دلت الشرطة على مخزن للأسلحة في مخيم بلاطة شمال الضفة الغربية كانت تخبئه إضافة إلى العديد من بنادق كلاشينكوف وهو الأمر الذي أثار الكثير من علامات الاستفهام خاصة في ظل تضارب الروايات حول حقيقة الخلاف بين عباس ودحلان.

فهناك من يرى أن المشاكل تفاقمت بينهما قبل قرابة ثلاثة أشهر لأسباب يعود أهمها لاتهام مساعدي عباس لدحلان بأنه وراء تحريض قيادات في فتح وخاصة ناصر القدوة على أنهم أحق من عباس ورئيس حكومته سلام فياض بالحكم واستلام زمام الأمور بالسلطة ، كما ترددت أنباء حول أن عباس غضب من دحلان بشكل غير مسبوق بعد أن وصلته معلومات بأن دحلان تطاول في أحد الاجتماعات عليه وعلى أبنائه .

وفي المقابل ، أقر محمد دحلان عضو المجلس الثوري لحركة فتح بأن من سماهم "الوشاة" نجحوا في الإساءة إلى العلاقة التي بينه وبين أبو مازن وأعلن في 22 ديسمبر الماضي أنه منذ أن بدأت مشكلته مع الرئيس الفلسطيني وهو ملتزم الصمت ويتابع تداعياتها عبر الأطر والقنوات الرسمية حرصا على مصلحة الحركة وسلامة موقفها.

وأضاف أنه يستهجن الإصرار المشبوه من البعض على إذكاء نار الفتنة عبر حملة إعلامية ودعائية مسعورة لا تراعي أي مصلحة وطنية أو حركية وتصب في خانة أعداء المشروع الوطني وخصومه.

وتابع أن اللجنة التي تم تشكيلها مؤخرا من اللجنة المركزية للحركة للتحقيق معه تهدف إلى معالجة وإزالة سوء الفهم الحاصل ، موضحا أن تلك اللجنة عقدت اجتماعا واحدا قبل نحو شهر وحضره للاستماع إلى الحيثيات المنسوبة له والتي تزعم الإساءة من قبله لأبناء الرئيس عباس ، مطالبا وسائل الإعلام بـ"تحري الالتزام بأصول المهنة وأخلاقيات العمل الصحفي والعودة إلى الجهات المعنية في حركة فتح لتحري دقة معلوماتها ممثلة بأمين سر اللجنة المركزية أبو ماهر غنيم في هذا الشأن".

وشدد في هذا الصدد على أنه سيحتفظ لنفسه بالحق في "ملاحقة ومحاسبة كل الجهات التي أسهمت من قريب أو بعيد في حملة التشويه والتشهير التي يتعرض لها وتديرها مجموعة معروفة بعينها، وذلك وفق الأصول التنظيمية والقانونية".

وبجانب ما سبق ، نقلت صحيفة "القدس العربي" في مطلع نوفمبر الماضي عن مصادر فلسطينية مطلعة القول إن خلافا كبيرا نشب مؤخرا بين الرئيس محمود عباس من جهة وبين محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لفتح من جهة أخرى بسب عدد من الملفات.

ووفقا لتلك المصادر ، فإن بداية الخلاف كان بسبب انتقاد دحلان للخطوات السياسية التي قام بها مؤخرا عباس والخاصة بعملية التفاوض ، إضافة إلى انتقاده المتكرر للحكومة الفلسطينية التي يرأسها سلام فياض.

وتابعت المصادر ذاتها أن أحد المسئولين قام بـ"الوشاية" للرئيس عباس بأن دحلان وجه له في أحد المجالس "انتقادات شخصية" بسبب طريقة الحكم والتعامل مع الملفات الفلسطينية خاصة المفاوضات مع إسرائيل وهو ما أثار غضب أبو مازن الذي أوعز عقب ذلك بتخفيف الحراسات التي تؤمن منزل دحلان بمدينة رام الله بالضفة الغربية كما رفض بشدة جهود أعضاء في اللجنة المركزية لفتح لالتقاء دحلان والمصالحة قبل الانتهاء من أعمال لجنة التحقيق .

وتتواصل الروايات حول حقيقة الخلاف ، حيث عزا البعض الأمر إلى صراع على السلطة داخل فتح والسلطة الفلسطينية ، ففي إبريل 2010 كشفت مصادر فلسطينية أن محمد دحلان يسعى لتولي منصب نائب الرئيس الفلسطيني الذي بحثت اللجنة المركزية للحركة استحداثه تحسباً لأي مكروه قد يصيب الرئيس.

ووفقا للمصادر السابقة ، فإن تعيين نائب للرئيس طرح أكثر من مرة في اجتماعات المركزية لفتح إلا أن الصراعات الداخلية بين أعضائها حالت دون اتخاذ القرار ، حيث اقترح محمود عباس تسمية أمين سر اللجنة المركزية للحركة محمد غنيم ولكنه لم يحظ بقبول دحلان الذي ضغط باتجاه استحداث المنصب تحسبا لأي شيء قد يصيب عباس وخوفاً من انتقال صلاحيات الرئيس مؤقتا حسب الدستور الفلسطيني لرئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك المحسوب على حماس.

تهديدات بالقتل
وأخيرا ، هناك رواية تتحدث عن خيانة دحلان ، ففي 15 مايو الماضي ، هددت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح محمد دحلان بالقتل وقالت إنها ستكشف عن شريط فيديو "سري" لدحلان وهو يجتمع وفريقه الأمني بجنرالات صهاينة ومعهم الجنرال الأمريكي دايتون.

وحذرت شهداء الأقصى حينها في بيان عمم على وسائل الإعلام من أسمته الخائن محمد دحلان من الوجود بشوارع ومدن الضفة الغربية ، قائلة :" فإن لم يطله رصاص قناصتنا فإن عبواتنا ستطاله وتطال فريقه الأمني" .

وأنذر البيان كل من يتحدث باسم "شهداء الأقصى" ويعلن موالاته لـ "الخائن دحلان"، معلنة أنها ستضطر "إلى قطع لسانه وجعله عبرة لمن لم يعتبر" ، مطالبا برفع الغطاء التنظيمي عن كل قيادي في فتح يساوم على الثوابت الفلسطينية والتي أهمها حق العودة .

وبصرف النظر عن مدى صحة الروايات السابقة ، فإن الحقيقة التي لاجدال فيها أن دحلان شخصية مثيرة للجدل ، فحركة حماس طالما اتهمته بالعمالة لإسرائيل كما اتهمته بالمسئولية عن الاقتتال الداخلي الذي اندلع منذ فوزها بالانتخابات التشريعية .

وهناك أيضا تصريحات لأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح السابق فاروق القدومي اتهم خلالها دحلان ومحمود عباس باغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات .

وأضاف القدومي في يوليو/ تموز 2009 في مؤتمر صحفي بالأردن أن عرفات أودع لديه قبل وفاته محضرا لاجتماع سري جمع عباس ودحلان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إرييل شارون وضباط من الاستخبارات الأمريكية تم التخطيط فيه لاغتيال عرفات وقيادات أخرى من فصائل المقاومة الفلسطينية.

كما اتهم محمد نزال وهو عضو المكتب السياسي لحركة حماس دحلان بالتدخل لدى سلطات إمارة دبي للإفراج عن فلسطينيين اثنين يعملان في مؤسسة عقارية تابعة له وكانا جزءا من الخلية التابعة لجهاز الموساد التي اغتالت القيادي بحماس محمود المبحوح في دبي مطلع العام الحالي.

بل واتهمت وزارة الداخلية بالحكومة المقالة بقطاع غزة دحلان أيضا بجمع معلومات عن منفذي عملية خان يونس التي وقعت في 26 مارس/ آذار الماضي وأسفرت عن مقتل جنديين
إسرائيليين وذلك بالاتصال بضابط سابق بالأمن الوقائي ليزوده بمعلومات عن منفذي العملية وتحديد أماكن سكنهم بدقة عبر برنامج "جوجل إيرث" ، حسبما أفاد ضابط الأمن الوقائي نفسه.

كما كشف مسئولون من حماس لمجلة "التايم" الأمريكية أن دحلان كان في مدينة العريش المصرية المتاخمة لقطاع غزة قبل العدوان الإسرائيلي على القطاع في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2008 للتعاون مع إسرائيل بهدف إضعاف حماس واستعادة حركة فتح السيطرة على غزة ، بل وترددت تقارير صحفية أيضا حول وجود رجال أمن فلسطينيين تابعين لدحلان على الجانب المصري لمعبر رفح للتعرف على هوية الجرحى الذين دخلوا مصر .

وبجانب ما سبق ، فقد التقى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش مع دحلان في ثلاث مناسبات على الأقل وامتدح بوش دحلان على الملأ ، قائلا :" إنه قائد جيد وصلب " وذلك عقب مباحثات جرت في البيت الأبيض في يوليو/ تموز 2003.

بل وكشف مسئولون إسرائيليون وأمريكيون أن بوش وصف دحلان في جلسات خاصة بأنه "رجل أمريكا " ، كما أكدت صحف أمريكية أن دحلان الذي يوصف بـ"الكولونيل الوسيم " بسبب بدلاته باهظة الثمن وشعره المصفف تعاون عن كثب مع مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" وجهاز الاستخبارات الأمريكي "سي آي أي".

ويبدو أن هناك الكثير من الأسرار حول دحلان ستكشف عنها الأيام المقبلة وخاصة في حال أدانته لجنة التحقيق التي شكلتها "مركزية" فتح .

حتى نلتقي

فى بلاد المهجر

يفقد المهجر كثيرا من عاداته وتقاليده وقيمه نتيجة ابتعاده عنها ونتيجة انفصاله عن الواقع والمجتمع الذى ربي ونما فيه ، كما قد يصاب فى اعز ما لديه وهو دينه والعياذ بالله
وأيضا نتيجة ما يتعرض له من ضغوط نفسية ومعاناة يومية فى بلاد الأغتراب وهى كثيرة والحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه ، مما قد يسبب له نوعا من الأحباط واليأس ومن ثم اللامبالاة يدفعه الى تقليد اعمى لما حوله بحجة ان لم يكن ما تريد فرد ما يكون
من هنا وحرصا منا اخوتنا واهلنا فى بلاد المهجر قمنا بتأسيس النادي الثقافي العربي فى المانيا يجمع المهاجرين فى اطار عائلي اخوي يعبرون فيه عما يجيش ويعتمل فى صدورهم يبثون همومهم بعضهم لبعض محاولين مجتمعين تجاوز محنة الغربة والعودة الى طبيعتهم وفطرتهم التى جبلوا عليها يقربهم التزاور والود والتواصل كما يقضون اوقات فراغهم بما ينفعهم ويفيدهم هم وعائلاتهم ، ان النادي الثقافي العربي فى المانيا اخذ على عاتقه العمل لتحقيق ذلك بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والعمل المدروس
بسم الله الرحمن الرحيم
قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين
صدق الله العظيم
كما خصصنا لكل همومكم مخرج ، فهنا دور للمرأة وهناك دور للأبناء وهنالك ادوار للجميع يتسابقون للعمل بما يعود عليهم جميعا بالنفع والخير ، يتقابلون ، يتزاورون ، يتحاورون ، يتراحمون ويمدون يدهم بلهفة وهمة لكل من يقع فى محنة .
كما اردنا ان يكون للنادي صوتا يصل للجميع وهو هذه المجلة المهاجر التى تصدر كل ثلاثة شهور لتعبر عن الواقع وتعمل على تطويعه وتحسينه حتى تضعه فى القالب الذى نعرفه جميعا وربينا عليه .
ستقدم للمهاجرين ما كانوا يحنون اليه ويشتاقون من معرفة وارشاد من وسائل توعية وترفيه هادف ، مستعينة بعد الله عز وجل بتراثنا وحضارتنا العظيمة التى انارت العالم وارست للعلم دعائم .
محاولين استعادة تلك الحضارة المسلوبة ومواكبة الحاضر بما ينفع ويفيد ، مستعينين بدين الله الحنيف نبراسا مضيئا وطريقا لنا ، اليس الدين عند الله الأسلام .
اخوتنا وأحبتنا اننا اذ نرحب بكم فى النادي وفى مجلته نرحب فى الوقت ذاته بكل اقتراحاتكم واسئلتكم كما ونرحب ايضا بكل انتقاداتكم الهادفة بقلوب كبيرة وصدور واسعة
اخوكم رئيس النادي عصام عبيد
الاتصال والاستعلام
Postoffice 1549 , 57206 Kreuztal , Germany
Tel&Fax 02732 28705 Mobile 01714458687



المصادر
وسائل اعلام وصحف عربية وعالمية
كتاب وصحفيون عرب واجانب

تنويه
الاراء والمواقف والاخبار التى وردت فى هذا العدد تعبر عن مصادرها وكتابها
ولا تعبر بالضرورة عن اراء ومواقف النادي الثقافي العربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة