Translate

الخميس، 9 يونيو 2011

طريقة مبتكرة للكشف عن البكتيريا في الأغذية

طريقة مبتكرة للكشف عن البكتيريا في الأغذية

يتطلب اكتشاف الأغذية الفاسدة التحقق من وجود الجراثيم فيها، ويستلزم ذلك وقتا وجهدا كبيرين بالإضافة إلى معدات متطورة، لكن العلماء نجحوا في تطوير طريقة بسيطة لاكتشاف البكتيريا بواسطة جزيء صناعي يتحسس ضوئيا لمخلفاتها.


كثيرا ما يتم تصدير واستيراد اللحوم والأغذية المختلفة من بلد إلى آخر، وعند وصولها إلى البلد المعنيّ، عادةً ما تقوم المختبرات المسؤولة بفحص عينات منها لمعرفة ما إذا كانت صحيّة وسليمة وخالية من البكتيريا المسببة للتسمم. غير أن عملية الفحص لا تتم دائما بشكل سريع، إذ يمكن أن تستغرق أساليب الكشف التقليدية عن الجراثيم والبكتيريا عدة أيام، كما تحتاج هذه المختبرات إلى تجهيزات باهظة والتي يمكن بواسطتها التحقق من سلامة المواد الغذائية.
لذا قام باحثون من جامعة ماكماستار في مدينة هاملتون الكندية بتطوير طريقة جديدة سهلة التطبيق مخبريا للكشف السريع عن الجراثيم المسببة للأمراض ودون الحاجة إلى معدات غالية. وتتمثل الطريقة الجديدة في إجراء فحص بسيط، تدل فيه رؤية ضوء لامع مُجَهَّز مسبقا على وجود الجراثيم في وقت قصير جدا.
البعرة تدلّ على البعير
الحمض النووي العادي دي إن إيه يتكوّن عادةً من شريطين اثنين ملتصقين ببعضهما.Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: الحمض النووي العادي دي إن إيه يتكوّن عادةً من شريطين اثنين ملتصقين ببعضهما.ويوضح أحد الباحثين، ينغفو لي، الطريقة البسيطة للكشف عن الجراثيم قائلا:"عندما تأكل إحدى الجراثيم في وسط ما وتتكاثر فيه تترك وراءها كمية كبيرة نسبيا من البراز البكتيري الذي نستخدمه للكشف عن وجودها". ولتحقيق الكشف عن البكتيريا عن طريق مخلفاتها قام العلماء بإنتاج مادة حيوية أطلقوا عليها اسم "دي إن إيه زيم" DNAzyme، وهي عبارة عن حمض نووي ولكن بشريط واحد منفرد، يتمتع بخاصية الالتصاق بالبراز البكتيري، علما بأن الحمض النووي العادي "دي إن إيه" عادة ما يتكوّن من شريطين اثنين ملتصقين ببعضهما.
وألصق العلماء على الشريط المنفرد جزيئين اثنين. أحدهما يلمع بالضوء والآخر يحجب هذا الضوء. فإذا التصق براز البكتيريا بهذا الشريط ينفصل الجزيء الحاجب عن الشريط كاشفا عن لمعان الجزيء الآخر الضوئي. وتؤكد رؤية هذا الضوء من قِبَل الباحث على وجود البكتيريا الضارة في المادة الغذائية المعنيّة. ويتمتع الشريط النووي الكاشف وجزيئاته بخاصية التخصص، حيث أن الجزيء الحاجب للضوء لا ينفصل إلا إذا التصق بشريطه براز جرثومة معينة، وهو عبارة عن عناصر تخرج بكميات كبيرة من الجراثيم بعد قيامها بالتمثيل الغذائي، أي بعد "تناولها الطعام" في بيئتها المحيطة التي تعيش فيها، والتي قد تكون قطع اللحم أو أي مادة غذائية أخرى.
وفي الصورة نرى شريط الحمض النووي المنفرد وقلبه المسمى بالنيوكليد (انظر الرمز R)،  وعلى يسار النيوكليد يوجد الجزيء المضيء (انظر الرمز F)، وعلى يمينه الجزيء الحاجب للضوء (انظر الرمز Q) الذي يحجب نور الجزيء المضيء في الحالة العادية.Bildunterschrift: وفي الصورة نرى شريط الحمض النووي المنفرد وقلبه المسمى بالنيوكليد (انظر الرمز R)، وعلى يسار النيوكليد يوجد الجزيء المضيء (انظر الرمز F)، وعلى يمينه الجزيء الحاجب للضوء (انظر الرمز Q) الذي يحجب نور الجزيء المضيء في الحالة العادية.ويشير الباحث ينغفو لي إلى إمكانية استخدام هذا الأسلوب في اكتشاف كل أنواع البكتيريا قائلا:"من حيث المبدأ يمكن إنتاج شريط ضوئي كاشف ومتخصص لكل جرثومة موجودة في العالم"، مشيرا إلى سهولة إنتاج الشريط النووي الكاشف قائلا :"ولا يشترط عند إنتاجه معرفتنا بمكونات المخلفات البكتيرية المطلوب كشفها ولا عزل هذه المخلفات عن بيئتها المحيطة".
نيكول شيرشون/ علي المخلافي
مراجعة: طارق أنكاي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة