Translate

الأحد، 25 مارس 2012

هكذا نضيء الإنقلاب!! هنية يريد الكهرباء من فياض، ويتهمه بأنه حكومة غير شرعية




كتب: د.جمال نزال
عضو المجلس الثوري لحركة فتح
يمكن لرسام كاريكاتير متواجد في الحج أن يصور أزمة الكهرباء في غزة على النحو التالي و بضمير نظيف:
هنية يريد الكهرباء من فياض ويتهمه بأنه حكومة غير شرعية!
يكاد يشفى غليلي على طغمة المهرطقين المقالين في غزة وهم يتوسلون ويزمجرون على حكومة يعتبرونها غير شرعية ويطالبون بأن تضيئ عليهم البيوت في الليل. في بيت الزوجة ألف. وبيت الزوجة باء. وبيت الزوجة جيم. وبيت الزوجة دال. وبيت جارتها. فهي لطيفة ايضا.
سياسة الرئيس هي التزام وطني قوامه توفير مقومات الحياة لشعبه في غزة مهما كانت التكاليف.
وفقا لمشير المصري يعتبر الرئيس مسؤلا عن أزمة شح الكهرباء في البلد الذي تحكمه حماس. الحكم في الحقيقة يعني تحمل المسؤلية عن حياة شعب في وطن كامل. وبحماس يريدون الورد ولا يريدون الشوك. الشوك على الرئيس والشوكولاته لحماس. مشير يضلل. فبتعليمات الرئيس تقوم السلطة الوطنية منذ فجر الأزل بتوفير 200 ميغاوات لقطاع غزة وهي ما يعادل مئة بالمئة من احتياجات القطاع الشهرية من الطاقة الكهربائية. ومصادر الأخيرة تقسم على النحو التالي:
السلطة الوطنية تستورد لقطاع غزة كهرباء جاهزة من إسرائيل بمقدار 120 مغاوات تكلفنا 45 إلى 50 مليون شيكل يدفعها دافع الضريبة الفلسطيني. وبالإضافة إلى هذه الكمية تؤمن السلطة الوطنية كهرباء جاهزة من جمهورية مصر مقدارها 22 ميغاوات وهي نصيب مصر من المساعدات العربية المخصصة للسلطة الوطنية الفلسطينية. (ويمكن للسلطة من ناحية نظرية أن تطلبها على شكل كاش أو معونات من صنف آخر ولكن السلطة رتبت مع مصر أن يكون هذا العون على شكل كهرباء مخصص لغزة).
وهكذا يصبح عندنا 120 ميغاوات مستوردة من إسرائيل زائد 22 ميغاوات تؤمنها السلطة بواسطة حيلفها الإستراتيجي مصر فيصبح المجموع 142 ميغا وات أي ما ينقص بمقدار 58 ميغاوات عن سقف ال 200 ميغاوات مجمل ما يحتاجه الغزيون. وهذه ال 58 المتبقية هي ما اعتادت السلطة الوطنية على تأمينه من خلال تشغيل توربين محطة الكهرباء الغزية أي انتاج محلي ولكنه لا يتم إلا عن طريق استيراد السولار. ومن يشتري السولار لمحطة الكهرباء؟ مشير؟ لا. بل السلطة الوطنية الفلسطينية.
إذن؟
السلطة تؤمن للقطاع الذي تحكمه حماس ما نسبته 100% من احتياجاته من الكهرباء. ومساهمة حماس فيه صفر شيكل. ورغم ذلك يصرخ الصغير وزملاؤه غضبا من الرئيس لأن 100% من الرعاية والترفيه الكهربائي لا يكفيهم لتحقيق الخاوات المستدامة في الإنقلاب المفروش وإشباع شهية الضباع.
من أين جاءت الأزمة إذن؟
في ظل الأزمة المالية التي تعانيها السلطة الوطنية بسب سياسة مص الدماء التي تنتهجها حماس وبسبب تضاؤل الدعم المالي العربي في الأعوام الماضية لم يعد بمقدور السلطة الوطنية أن تفي بالتزاماتها للموردين بشكل عام كما يجب. ومن ضمن هؤلاء أيضا المورد الإسرائيلي للسولار الذي تحتاجه محطة الكهرباء لكي نولد الطاقة الكهربائية لغزة من أموال دافعي الضرائب الفلسطينيين. فاضطرت السلطة للعجز عن سداد إسرائيل أثمان دفعات السولار. وإسرائيل تستطيع التوريد ولكن ليس قبل أن تقبض. من هنا بدأت حماس بتهريب السولار من مصر عبر الأنفاق مما أغضب مصر وأضطرها مؤخرا للتحرك ضد تهريب حماس للنفط عبر الأنفاق. تضييق الأنفاق في وجه النفط المسروق عمليا من مصر أدى في النهاية إلى شح السولار الضروري لتوليد الطاقة الكهربائية التي تسرقها حماس هي أيضا من السلطة والمواطن المقهور.
ماذا تريد حماس؟
حماس تريد من السلطة أن تواصل شراء الكهرباء والسولار لإضاءة القطاع الذي سرقته بعملية عسكريه. وتريد كذلك أن تعفي مسؤليها من فواتير الكهرباء وأن يتزود جيشها المتقاعد عن المقاومة ومقراتها الحزبية بكهرباء مجانية لا يتم سدادها. وتريد شيئا ثالثا: أن تجبي هي أثمان ما يتم استهلاكه من كهرباء تشتريها السلطة الوطنية للشعب! وهي تعتبر أن التزام السلطة بتوفير الطاقة الكهربائية لغزة ألتزاما وطنيا وأن إخلال السلطة فيه يخرج الأخيرة من الصف الوطني. وهذا ما يجعل حمس ترى في سياسة السلطة هذه نوعا من 'الخاوة النظامية' أو منحة إلهية على السلطة والمواطن أن يؤديها صاغرا أو يخون! !
الحل؟
الشعب يريد كهرباء بأي ثمن. والسجان يحدد الثمن. وأما السلطة ودافعو الضرائب فيدفعون بلا كلل ولا ملل ولا شكوى ولا أنين. فالله المستعان.
والحل هو أكثر من سبيل: أولا أن تبدأ حماس بأداء ما عليها مقابل استهلاك كهربائنا. (كاتب المقال و180 ألف موظف للسلطة الوطنية يدفعون ضريبة من معاشهم للسلطة الوطنية ويتم استخدام جزء منها لشراء كهرباء ونفط يولد كهرباء في غزة تستهلكهما حماس مجانا ولا تساهم بأي قدر في مجهود توفيرهما).
ثانيا: أن تتوقف حماس عن سرقة طاقات الشعب الكهربية وأن تحترم سيادة مصر وتتوقف عن سرقة نفط مصر والتحريض عليها.
ثالثا:أن تتحلى بروح الإمتنان والشكر للرئيس مقابل مواصلته للسنة رقم المليون على التوالي وفاءه بالتزامه تجاه شعبه في غزة.
هذه الحلول المبينة أعلاه هي حلول محتشمه، ولكن ما يليق بالمصري هو حل من نمط آخر قد نضطر له يوما مكرهين. ففي سياق تصريحات المصري وأمام طوابير المصطفين الغاضبين لتعبئة كرادلهم وسياراتهم سولارا وبنزين يتضح أن الكهرباء التي نهديها للقطاع فيها حياة للشعب والإنقبلاب على السواء. وإن عجزت السلطة مستقبلا عن توفير جانب منها لوقت قصير فسيغلي دم الشعب. ويرتفع ضغطه. ويكشر عن اسنانه وتحمر عيناه ويرى الشيطان في الحكم اي حماس ويبدأ برجمه. ساعتئذ لن يجد الإنقلاب لنفسه في البحر ملاذا ولا في مصر خليل. ولم يخفى علينا أن غياب الكهرباء أخاف حماس وأدخل الرعشة في ركبتيها. وقد كتب لي احدهم في الفيس بوك: إذا تأخرت الكهرباء أسبوعا سيأكل الشعب حماس بعظمها وريشها وأنيابها وقد يصل عون السلطة لها متأخرا جدا.. فهل يتادب الحية والناس شركاء في ثلاث؟ الماء والكلأ والنار. والشعب يعلم مساهمة حماس في تكاليف توفير هذه الأشياء الثلاثه: صفر. ويعلم كذلك حجم النصيب الذي تقتطعه لنفسها من هذه النعم وهو يعادل نصيب الأسد. فيا ليتها تواجه مصيره!

2012-03-25 12:06 PM

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة