Translate

الأربعاء، 13 يونيو 2012

المصريون أمام خيارين أحلاهما مر.. الشيخ أم الجنرال ؟

المصريون أمام خيارين أحلاهما مر.. الشيخ أم الجنرال ؟ 

 معتصمو التحرير يؤكدون لـ"البيادر السياسي" أنهم لن يتركوا الميدان حتى تحقيق مطالب الثورة




*السيد علي: هدفنا القضاء على الظلم والفساد الذي كنا نعيشه
* شيماء حسن: انتخاب شفيق لا يعني إعادة إنتاج النظام السابق من جديد
* عبد المعطي: نتائج الجولة الأولى أصابت المواطن المصري بالذهول
* سعيد عمر: سنقاوم أي احتمال لعودة الظلم من جديد وسننزل إلى الشارع كلما شعرنا بأن الثورة في خطر

القاهرة- خاص بـ"البيادر السياسي":ـ تقرير موفد البيادر/ محمد المدهون

قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فعلى غير ما كان يتوقعه المصريون والمراقبون، جاءت نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية المصرية مفاجئة للجميع، فبعد عام ونصف من الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك الذي حكم البلاد ثلاثين عاماً متواصلة، وبعد طول انتظار وترقب من المواطن المصري الذي اعتاد على  النزول إلى الشارع للتعبير عن رأيه وإيصال صوته، والاعتصام في ميدان التحرير الذي كان ولا يزال مهد الثورة المصرية، جاءت نتائج هذه الانتخابات على عكس ما كان يتمنى أو يرغب، فقد وضع الناخب المصري أمام خيارين أحلاهما مر.. الشيخ أم الجنرال ؟ فهل يعطي صوته في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية للفريق أحمد شفيق الذي يعد من أبرز رموز النظام السابق، وبالتالي يكون أعاد إنتاج النظام الذي أطاح به في ثورته من جديد ؟ أم يعطي صوته للشيخ محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين اللذين فازا بأغلبية في الانتخابات البرلمانية ويكون بذلك سلم كل السلطات للإخوان الذين لم يقدموا شيئاً خلال الأشهر الماضية على طريق تحقيق ما يصبو إليه المواطن المصري؟.. فماذا يقول المواطن المصري عن الجولة الثانية من الانتخابات التي من المقرر أن تبدأ في السادس عشر والسابع عشر من الشهر الجاري ؟ وما هي تطلعاته؟ وهل الرئيس القادم سيضع مصر على بداية طريق الاستقرار والأمان ؟.. "البيادر السياسي" تجولت بين المواطنين المصريين المعتصمين في ميدان التحرير وأعدت التقرير التالي.

ميدان التحرير
ميدان التحرير.. مهد الثورة المصرية.. يقع ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية "القاهرة"، أمام مجمع التحرير، وهو مجمع الدوائر الحكومية الذي يؤمه يومياً الآلاف من المصريين وغير المصريين المقيمين في أنحاء مختلفة من الجمهورية لإنجاز معاملاتهم، فقد اعتاد المصريون منذ بدء ثورتهم للنزول إلى هذا الميدان بالملايين للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم، حيث تجد الخيام منتصبة هنا وهناك في أرجاء مختلفة من الميدان، وهناك من الثوار من يقيمون بشكل دائم في هذه الخيام، ويمكثون فيها لأيام طويلة دون العودة إلى منازلهم، في رسالة منهم على إصرارهم على تحقيق أهدافهم التي انطلقوا من أجلها، ولعل أبرزها تحقيق العدالة الاجتماعية والسلم الأهلي والحرية، وصولاً إلى دولة مدنية يحكمها العدل والقانون الذي يسري على الجميع دون استثناء.

لا للفساد ولا للفلول
محمود السيد علي مواطن مصري في الثلاثين من عمره، أنهى دراسته الجامعية قبل نحو ثماني سنوات، بحث عن عمل في تخصصه، فلم يجد، عمل في أشياء كثيرة لكسب قوت يومه وتكوين نفسه، إلا أن ما يحصل عليه بالكاد يكفي لسد احتياجاته اليومية.. يقول السيد علي لـ"البيادر السياسي": "عندما شاركنا في الثورة كان هدفنا الأساسي تغيير الحال الذي نعيشه إلى حال أفضل، والقضاء على الظلم والفساد الذي كنا نعيشه، فلا مستقبل ولا أفق لأي حلول لمشاكلنا وقضايانا التي كنا ولا زلنا نعاني منها، لذلك دفعنا حياتنا من أجل العيش بكرامة وحرية، وقمنا بهذه الثورة التي نتمنى أن تحقق أهدافها، واستطعنا الإطاحة برأس النظام الفاسد الذي حكمنا على مدار ثلاثين عاماً ونهب خيرات بلادنا، إلا أن الفساد لا يزال بعد مرور عام ونصف على الثورة، فما زال فلول النظام السابق يسيطرون على أشياء كثيرة في البلد، لذلك نزلنا إلى الشارع من جديد حتى نسمع صوتنا ونقول كلمتنا لا للفساد ولا للفلول، مؤكداً أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية جاءت مخيبة للآمال والتوقعات، ووضعت الناخب المصري أمام خيارين أحلاهما مر، وأضاف: من غير المقبول أن أنتخب أحمد شفيق وهو من رؤوس النظام السابق الذي قدمنا الضحايا من أجل إسقاطه، وفي نفس الوقت كيف يمكن أن نجدد الولاء لمحمد مرسي، وهم لم يقدموا لنا شيئاً منذ أن انتخبناهم في انتخابات مجلس الشعب، فهم يسعون إلى خدمة مصالحهم الحزبية وليس الشعب، فكيف نجدد ثقتنا فيهم من جديد ؟.. كان لدينا أمل أن تفرز الانتخابات شخصاً آخر نثق به ويستطيع وضعنا على بداية الطريق وصولاً إلى بر الأمان الذي ننشده جميعاً".

أسلمة المجتمع
شيماء حسن طالبة جامعية في السنة الرابعة أكدت أنها ستنتخب أحمد شفيق وأنه أفضل الموجودين، على الأقل لن يسعى إلى أسلمة المجتمع المصري، ولن يكون من المتشددين، ورأت  حسن في حديثا لـ"البيادر السياسي" أن انتخاب شفيق لا يعني إعادة إنتاج النظام السابق من جديد، فيجب ألا نحمله فوق طاقته، وأن نحمله وزر غيره، فهو رجل لديه تاريخ طويل، وشارك في حروب وقاد الجيش، وهذا يسجل له، على عكس غيره من المرشحين الذين لم نسمع عنهم شيئاً من قبل، متمنية أن يفوز أحمد شفيق في انتخابات الرئاسة.
من جهته قال عبد الرحمن أحمد عبد المعطي لـ"البيادر السياسي" أنه تفاجأ بنتائج الانتخابات الرئاسية، حيث كان يتوقع أن يكون التنافس بين عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي، إلا أن النتائج جاءت مخالفة لكافة التوقعات، وهو الأمر الذي أصاب المواطن المصري بذهول، فهو لا يريد أن يعطي كل شيء للإخوان، وفي نفس الوقت لا يريد إعادة النظام السابق من جديد، مشيراً إلى أنه كانت هناك تخوفات من فوز أحد المرشحين قبل ظهور النتائج، وها هي التخوفات أصبحت حقيقة، فلا مناص من فوز أحد المرشحين.


التحرر من الظلم والاستعباد
ويقول سعيد عمر وهو أحد النشطاء الذين شاركوا في الثورة المصرية منذ البدايات "عندما انطلقنا في الثورة كان هدفنا الأساسي هو التحرر من الظلم والاستعباد، لذلك سنقاوم أي احتمال لعودة الظلم من جديد، وسننزل إلى الشارع كلما شعرنا بأن الثورة في خطر، وكلما وجدنا أن أهداف الثورة لم تتحقق، مؤكداً أن الظلم الذي عايشوه خلال العقود الماضية لا يمكن لأحد أن يقبل بعودته، لذلك لا بد أن نفكر جيداً عندما ندلي بصوتنا في الجولة القادمة من الانتخابات". ولم يخف عمر خلال حديثه لـ"البيادر السياسي" امتعاضه لما أفرزته نتائج الجولة الأولى من الانتخابات، حيث وضعت الناخب أمام خيار صعب، متمنياً أن تمر هذه الفترة الحساسة من تاريخ مصر على خير، وأن يجنبها الفتن.
وحول ما إذا كانوا سيتركون الميدان وسيعودون إلى بيوتهم بعد الانتخابات، أكد عمر أن الاعتصام في ميدان التحرير سيبقى وسيستمر طالما تطلبت الضرورة ذلك، وأنه كلما شعروا بأن الظلم والفساد موجود، سينزلون مجدداً إلى الشارع لإعلاء الصوت عالياً في وجه الظلم والفساد.

آمال كبيرة يعلقها المصريون على ثورتهم في تحقيق ما يصبون إليه من عدل وحرية وحياة كريمة تحفظ لهم حقوقهم وحياتهم وكرامتهم، فهل الرئيس القادم سيستطيع أن يحق لهم ذلك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة