Translate

الثلاثاء، 18 يناير 2011

المهاجر

المهاجر

العدد الأول السنة لحادية عشر
كانون الثاني . يناير 2010

النادي الثقافغي العربي
ثقافي رياضي اجتماعي
Arabische Kultur Verein e.v



محتويات العدد

معركة المونديال هل انتهى الحلم العربي
المباراة تؤدي الى أزمة بين دول عربية
مصر تستدعي سفيرها من الجزائر
الصحافة الالمانية
الحكم بالسجن المؤبد لقاتل مروة الشربيني
مسلمون ومساجد ومآذن ـ أرقام وحقائق
مراسلون بلا حدود تعلن مقتل 76 صحفيا
ابو مازن يرشح عريقات لرئاسة السلطة
من هم الحوثيون؟ ومتى ظهروا؟
سويسرا بعد حظر المآذن .. حظر المقابر
أخبار الجالية


هل انتهى الحلم العربي
معركة المونديال

شهدت الأيام الماضية حالة من الاستنفار الشديد في مصر والجزائر بسبب مباراة كرة القدم التي جرت بين فريقي البلدين من أجل التأهل لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا عام 2010 ، ومنذ أن وصلت الأمور في المجموعة التي تجمع الفريقين إلى خروج بقية المنافسين وانحصار فرصة التأهل بينهما من خلال المباراة التي جمعتهما في القاهرة، والحرب مندلعة على القنوات الفضائية والصحف والمجلات ومواقع الإنترنت، وقامت بعض الجماهير الجزائرية بحرق العلم المصري ورسم صور ساخرة للاعبين المصريين، فما كان من الإعلام المصري إلا أن رد بعنف على هذه التصرفات التي صدرت من بعض المتعصبين، معلنين الحرب على كل ما هو جزائري. ووصل الأمر إلى الاستهزاء بالشعوب وتعييرها، وانتقاد مبادرات المصالحة التي قادها بعض الإعلاميين من أجل تهدئة الأوضاع ووصفوها بالخيانة، مؤكدين أن الرد على الإهانات لا يكون إلا بالمثل !
وتحول التنافس الرياضي إلى حرب عنصرية بغيضة بل تدخلت الشعوب الأخرى في المعركة بتأييد هذه الدولة أو تلك وتجيشت الجيوش والإذاعات والفضائيات وكأننا على وشك حرب أهلية عربية مصرية جزائرية في سبيل " المونديال" !!
وسمي لقاء الفريقين في القاهرة " بموقعة القاهرة" .. إلى هذا الحد، وتطورت الأمور بعد ذلك إلى الضرب وإلقاء الحجارة كما رأي العالم على الشاشات، وأصبح الأمر أكثر خطورة عندما حاصر بعض متعصبي كرة القدم الجزائريين الشركات المصرية في الجزائر واعتدى على العاملين بتلك الشركات، وتدخلت الوزارات والاتحادات في البلدين في المعركة .. " معركة المونديال" !!
بعدها تعدى بعض المتعصبين للفريق الجزائري على مشجعين مصريين، ثم حاصر بعض المتظاهرين السفارة الجزائرية بالقاهرة ... إنها "حرب التحرير الكروية".
كرة العرب:
ازداد الاهتمام بالكرة عند الشعوب العربية على نطاق واسع في السنوات الأخيرة بعد انتشار القنوات الفضائية المتخصصة وارتفاع أثمان لاعبي الكرة وغياب قضية عامة هامة تشغل الشعوب العربية ويستطيعون التنفس من خلالها بحرية، بل أن بعض الأنظمة سعت لتأجيج الشعور الوطني بشكل مبالغ فيه من خلال مباريات الكرة لإلهاء الشعوب وصرفها عن التفكير في مشاكلها الملحة، وأصبحت الكرة بالتدريج هي الوسيلة الوحيدة المسموح فيها بالتعبير عن الوطنية بحرية دون أن تخشى من ضابط الأمن، صحيح أن هذه الإستراتيجية بدأت في سبعينيات القرن الماضي ولكنها كانت محصورة في شريحة الشباب المهتمين بالرياضة أما الآن فدخل فيها شرائح جديدة، لم تكن تعرف باهتمامها بهذا النوع من الرياضة مثل النساء وكبار السن والأطفال، فسمعنا عن امرأة تترك زوجها من أجل مباراة ونساء يزاحمن الرجال في حضور المباريات وهكذا.
فراغ نفسي:
لا يمكن لمن يشغل نفسه بقضايا الأمة الكبرى والعداء الذي تواجهه وأراضيها التي يتم تقطيع أوصالها قطعة قطعة أن يبلغ به التعصب لمباراة كرة إلى ما نراه الآن، ولا يمكن أن يجلس العربي مع نفسه ويفكر أنه سيخسر أخيه العربي من أجل مباراة كرة قدم.
إن القضية يلفها الجهل من جانب والفراغ من الجانب الآخر، كما يؤججها عدد من المنتفعين في القنوات الفضائية الذين يريدون إثراء برامجهم بالحملات الإعلانية على حساب الإخوة في العروبة.
كيف تهدم امرأة بيتها من أجل مباراة كرة لن يحصل الفائز فيها إلا على الوصول مع 31 دولة أخرى إلى مسابقة أخرى سيخرج فيها الفريق العربي، كالعادة، من أدوارها الأولى كما حدث في جميع المسابقات السابقة.. إن التفكير العاقل الهادئ ـ حتى لو استبعدنا مقتضيات الإخوة ـ لا يمكن أن يستسيغ مثل هذه التصرفات التي قد تصل إلى إيذاء النفس والغير.
لقد تفاقمت الخلافات بين الدول العربية ونراها في التحريض بينها وإحياء النعرات الطائفية والوطنية بين الشعوب، فهذا فرعوني وهذا فينيقي، وهذا شامي وهذا مغربي، وهذا أبيض وهذا أسود، حتى أصبحت كل دولة مهما صغرت حدودها وقل عدد مواطنيها تشعر وكأنها قادرة على غزو الفضاء وحدها، وأن بقية جيرانها يتربصون بها وعليها إحاطة نفسها بالأسوار الشائكة خوفا من الذئاب الجائعة، والغريب أن هذا العداء لا تجده في التعامل مع الدول الغربية التي كانت السبب الرئيسي ولا زالت في كل المشاكل التي تعاني منها الأمة العربية، والأعجب أن تتحد الدول الأجنبية التي تختلف في اللغة والدين والعادات وأن يبقى حال الدول العربية على هذا الشكل المزري.
الملهاة
وعت الدول والنخب والطبقات الحاكمة على مر الزمن للحاجة لما يضبط الجماهير، بعيدا عن قوة الضغط العنفية عليها، التي آجلا أم عاجلا كانت ستنقلب عليها، ما لم تكن مضبوطة ضمن مقادير من الشد، بأساليب فنية تخدر الجمهور، وتقوده بطريقة ممنهجة.
ابتكرت الإمبراطورية الرومانية فكرة حلبات المصارعة بعد أن طورت حلبات القتال الإغريقية القديمة، من ملاكمة بالأيادي العارية بين الرجال في الأسواق والساحات العامة، إلى ملاعب ضخمة تنحشر فيها الجماهير الغوغائية المتعطشة لتفجير غرائز الكبت لديها بمشاهدات عنيفة تارة وجنسية تارة أخرى، بعيدا عن مؤسسة الحكم ، فتفنن سياسيوها وتجارها في أنواع المصارعات بين البشر والحيوانات بين العبيد والأحرار، بمختلف الأسلحة وأحيانا، بين جيوش صغيرة لا تنتهي فيها اللعبة إلا بموت أحد الطرفين أو قرار مفاجئ من الإمبراطور ليؤجج فيه المزيد من المشاعر المختلقة، لتستمر هي في تطبيق سياساتها، وإخفاء هزائمها على الجبهات، وتبرير ممارسات نخبة الحكم على حساب الشعب.
وأن كان الأمر بدرجات أقل فقد اختلفت أساليب النخب في إلهاء الشعوب ومنهجة مشاعرهم وتوجيه غرائزهم، كل وفق ما يلائمه من أساليب التسلية، صراع الديوك في ممالك آسيا، مصارعة الثيران، قتال الوحوش في أوروبا القديمة، نوادي البغاء، ودوواين الشعر، ولاحقا المسارح والملاهي والتلفزيون وأنواع الرياضات الجماهيرية في كل أرجاء العالم ..
أفيون
قال كارل ماركس أن "الدين أفيون الشعوب إذا ما استغل في غير مصلحة الطبقة الكادحة" ربما لم يأت الرجل بجديد، ليس بالنسبة للدين وحسب، بل لكل ما له علاقة بالحياة اليومية للناس، هذا الأفيون الذي باتت خميرته تدخل في معظم الصناعات التي نراها اليوم، وكل أساليب التسلية والإلهاء التي مررنا على ذكرها أعلاه.
كم كان مثيرا للاهتمام أن تكتشف مدى اندهاش العالم لحجم الخدر الذي أصاب ما لا يقل عن نصف الأمة العربية بعد تعاطيها لجرعات مفرطة من هذا الأفيون قبيل مباراة الأمس القريب بين مصر والجزائر في كرة القدم.
لقد بدا واضحا لمن لم يملك نظرية مسبقة عن هذا الوضع الذي يعيشه الإنسان العربي المقهور، أن مفاجئات قد طفت على السطح، أثارت من الاندهاش أكثر مما يفعل الفضول نحو النتيجة النهائية للمباراة.
فمنذ الحرب على غزة لم تتفق وسائل المعرفة العربية على خبر بقدر ما فعلت المباراة الملحمية بين البلدين الشقيقين، أغان تم وضعها على عجل، كشفت عن شعراء وملحنين سريعي البديهة، مقاطع فيديو نافست في موهبتها أكثر المشاهد إثارة للإعجاب على الانترنت، أفكار وسيناريوهات تصورها المحللون الرياضيون وغير الرياضيين عن ظروف المباريات، أشك لو أن عسكريا عربيا عاش ظروفها بجدية لأمكن له تحرير هذه الأمة من نير الاستعمار في ظرف سنوات قليلة .. قراءات نفسية ، تحاليل مناخية، ومعرفة تاريخية وجغرافية، وتجييش وطني وشعبي لم يعشه أي من البلدين كما تسعفني الذاكرة منذ حرب أكتوبر /تشرين.
لا صوت يعلو صوت المعركة
انتهت المعركة الكروية ولم تنته الحرب الأخوية.. والبقية تأتي غدا، أو بعد غد ..
لقد نسينا الاحتلال، الجوع، الفساد، القهر اليومي، الأمية، التسلط، الكبت، السعار النفسي، القلق، المستقبل المعتم، التخلف، الجهل .. ودخلنا كأس العالم .. يا فرحتي !

المباراة تؤدي الى أزمة بين ثلاث دول عربية
مصر تستدعي سفيرها من الجزائر والسودان يستدعي السفير المصري
قررت مصر الخميس 19-11-2009 استدعاء سفيرها في الجزائر للتشاور، نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، وذلك بعد تقارير في صحف محلية عن اعتداءات تعرض لها مشجعون مصريون في الخرطوم بعد المباراة الفاصلة بين المنتخبين المصري والجزائري امس الاربعاء على استاد المريخ في ام درمان ضمن تصفيات مونديال جنوب افريقيا 2010.
وإلى ذلك، نقلت الوكالة قول المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية إنه "تم اليوم استدعاء سفير الجزائر بالقاهرة من قبل مساعد الوزير للشؤون العربية الذي قام بإبلاغه باستياء مصر البالغ من الاعتداءات التي تعرض لها المواطنون المصريون على أيدي المشجعين الجزائريين".
وأضافت أن مصر عبرت أيضا "عن غضبها واستهجانها إزاء استمرار شكاوي واستصراخات أعداد كبيرة من المواطنين المصريين المقيمين في الجزائر إزاء ما يتعرضون له من ترويع واعتداء".
وتابعت أن مصالح وممتلكات مصرية حكومية وخاصة في الجزائر "تعرضت لاعتداءات وتحطيم وسرقة قبل المباراة".
السودان يستدعي السفير المصري
وفي تطور جديد، استدعت السلطات السودانية اليوم الخميس السفير المصري للتعبير عن غضبها على نشر وسائل الإعلام المصرية أنباء خاطئة حول الاشتباكات التي حصلت بعد المباراة.
وأوضحت السلطات السودانية في بيان لها "قامت وزارة الخارجية باستدعاء السفير المصري لإبلاغه رفض السودان للأنباء التي نشرتها وسائل الأعلام المصرية بخصوص الأحداث التي حصلت بعد المباراة".
وسجلت بعض الصدامات ليل الأربعاء الخميس في الخرطوم بين مشجعين مصريين وجزائريين إثر فوز منتخب "الخضر" الجزائري على منتخب "الفراعنة" المصري 1-صفر بحسب رجال الشرطة وشهود عيان.
وتحدثت القنوات التلفزيونية المصرية وصحف القاهرة عن مقتل شخص على الأقل في اشتباكات، وهي أنباء نفتها وزارة الخارجية المصرية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية معاوية عثمان خالد "بدل أن يتم التاكيد على كل ما قام به السودان في هذه المباراة من استقبال وإيواء نحو 25 ألف شخص وضمان الأمن، نشرت وسائل الإعلام المصرية أنباء خاطئة".
وأكد السفير المصري في الخرطوم عفيفي عبد الوهاب أنه تباحث اليوم الخميس مع مسؤولين كبار في الدبلوماسية السودانية بخصوص الأحداث التي اعقبت المواجهة بين المنتخبين الجزائري والمصري.
وقال في تصريح: "ما حصل لن يكون له أي تاثير على العلاقات المميزة بين السودان ومصر".
وأوضحت رئاسة الجمهورية المصرية في بيان لها أن "الرئيس حسني مبارك تلقى تقارير حول التنسيق مع الأشقاء في السودان الذين بذلوا جميع الجهود الممكنة - وهي جهود تستحق الثناء- لمواجهة الأعمال الهمجية بحق المواطنين المصريين في الخرطوم بعد خروجهم من الملعب".
استدعاء سفير الجزائر بالقاهرة
وأوضحت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الرئيس المصري طلب من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط خلال اجتماع موسع اليوم استدعاء سفير الجزائر، وأن ينقل اليه مطالبة مصر للجزائر بأن "تتحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين المصريين الموجودين على أراضيها ومختلف المنشآت والمصالح المصرية بالجزائر".
ونقلت الوكالة عن السفير حسام زكي المتحدث باسم الخارجية المصرية قوله إنه تم إبلاغ السفير رسالة قوية حول الوجود المصري في الجزائر سواء الجالية أو المصالح أو الممتلكات، وبأن طلب القاهرة الذي تكرر أكثر من مرة في الأيام الماضية بحماية وتأمين المصالح المصرية بكافة مكوناتها إنما هو مسؤولية الحكومة الجزائرية في المقام الأول والأخير.
وحمّلت الخارجية في بيان لها ما وصفته "الإعلام المأجور" مسؤولية الأحداث المؤسفة التي أعقبت مباراة مصر والجزائر في كرة القدم، وإخراج الرياضة في العالم العربي عن الروح الرياضية إلى روح النرجيسة، داعية الحكماء في مصر والجزائر لتضميد الجراح التي ألمت بمشاعر شعبين وتشخيص "داء العداء" لمصر في الجزائر، ورد فعله الذي يبدو طبيعيا في القاهرة، ووضع وصفة لعلاجه واستئصال جذوره من فكر ووجدان الشعبين.
ونبهت الخارجية إلى أن "الفائز" في مباراة الأمس، هو من واصل هجومه على "المهزوم" بالألفاظ النابية وهمجية الممارسة، فأضاف إلى مرارة الهزيمة ذكريات أليمة قد لايجدي فيها دواء إلا الزمن الذي ينبغي أن يضاف إلى فعله وأثره ومفعوله قدرات خاصة "للحكماء"، وإصرار أكيد على "ميثاق رياضي عربي" يضع الأمور في نصابها. وذلك إداركا ووعيا بقيمة الرياضة في تهذيب المشاعر وأثرها في التوحيد وليس في التصعيد، وفي الربط وليس في العداء بين الشعبين بسبب "مباراة في كرة القدم".
وأوضح البيان أن المباراة كان ينبغي لها أن تكون في أجواء "عرس عربي إسلامي، عرس إفريقي" تمت تحويلها إلى تنافس غير شريف، وإلى "بوق" يبث سما زعافا وتفوح منه رائحة الكراهية والحقد الدفين ليس بين شعبين وإنما بين أجهزة إعلامية، هنا وهناك، التهييج والإثارة هاجسها، ولغة الشحن الإعلامي المريض ديدنها. وحولت كلمة مصري إلى اتهام في الجزائر، ولفظة جزائري إلى مجرم في القاهرة، والأصل في الأمر أنها مباراة كرة قدم فيها الخاسر والفائز، وفيها فائز دائم هو تمثيل عربي إفريقي مشرف في محفل دولي وتظاهرة عالمية وحدث كوني يتكرر كل أربعة أعوام.
اجتماع لبحث الأزمة
ووسط مؤشرات سلبية في مسيرة العلاقات المصرية الجزائرية، عقد مبارك اجتماعا موسعا قبل ظهر اليوم بمكتبه بمقر الرئاسة حضره كبار مساعديه ورجال الدولة.
وبدا أن الاجتماع هو لقاء عاجل لمجلس الأمن القومي الذي نادرا ما يجتمع حيث ضم اللقاء كلا من الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى.
كما حضر الاجتماع أحمد أبوالغيط وزير الخارجية، وحبيب العادلي وزير الداخلية، وأنس الفقي وزير الإعلام، والدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون القانوية والمجالس النيابية، والمهندس أحمد المغربي وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية، وأحمد شفيق وزير الطيران المدني، واللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة، والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية، والفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والمهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة، والسفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.
ولم يتضح على الفور فحوى الاجتماع أو نتائجه، فيما قالت مصادر مطلعة إن الرئيس مبارك درس اتخاذ سلسة من الاجراءات غير المعلنة ردا على ما وقع عقب مباراة الخرطوم ضد البعثة المصرية.
وقالت المصادر إن الاجتماع الذي شارك فيه كبار مسؤولي مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية قد درس عدة خيارات لمعالجة الأزمة الراهنة مع الجزائر، مشيرة إلى أن الرئيس مبارك رفض طلبات من بعض معاونيه بقطع العلاقات السياسية والدبلوماسية فورا مع الجزائر.
وعلمت "العربية.نت" أن من بين الخيارات التي طرحت للنقاش سحب جميع العاملين والمقيمين المصريين في الجزائر والمقدر عددهم بنحو 15 ألف عامل، وعدم إعادتهم مجددا إلى هناك إلا بعد تعهد الحكومة الجزائرية بحمايتهم بشكل أفضل ومنع أي محاولة للاعتداء عليهم.
كما نوقشت خيارات كوقف الاستثمارات المصرية في الجزائر والبالغ قيمتها نحو 8 مليارات دولار أمريكي، وسحب السفير المصري لدى الجزائر إلى القاهرة بحجة التشاور مع حكومته.
سفير الجزائر بالقاهرة يحتج
ومن ناحية أخرى، شكا عبد القادر حجار سفير الجزائر في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية لـ"العربية.نت" من علمه بنبأ استدعائه للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع واحد إلى مقر وزارة الخارجية المصرية من وسائل الإعلام.
وقال حجار، الذي لم يكن قد توجه حتى ساعة إعداد التقرير إلى مقر الخارجية المصرية، إنها المرة الأولى التي يتم فيها استدعاء سفير مقيم ومعتمد في دولة إعلاميا قبل لقائه بالفعل مع مسؤوليها.
وأعرب حجار عن أسفه لما وصفه بالتطورات المؤسفة في العلاقات المصرية الجزائرية، مؤكدا أنها على ما يبدو تتجه لمزيد من التدهور رغما لجهود الشخصية والدبلوماسية التي يقوم بها للحيلولة دون حدوث هذا.
ولام بعض وسائل الإعلام المصرية والجزائرية غير المسؤولة التي ساهمت في تهييج الرأي العام، ولم تراع خصوصية العلاقات بين الشعبين المصري والجزائري، مؤكدا أنه نفى منذ اللحظة الأولى تلك الأنباء الكاذبة عن سقوط قتلى من بين المشجعين الجزائريين عقب انتهاء المباراة التي أقيمت يوم السبت الماضي في استاد القاهرة الدولي وانتهت لصالح الفريق المصري بهدفين دون مقابل.
وشدد حجار على أن ثمة أخطاء وقعت هنا وهناك، وقلة من الجماهير ارتكبت أخطاء فادحة في غيبة السيطرة الأمنية، لكن هذا لا يعني تجاهل ما بين الشعبين والبلدين من حقائق ووشائج وعلاقات.

الصحافة الالمانية

رخصة القيادة .. فقط بالألمانية

صدر قرار في برلين بالتوقف عن أداء الامتحانات النظرية للحصول على رخصة القيادة باللغة العربية مع بداية العام المقبل، كما كان الحال في الماضي. وقد أثار القرار ضجة بين المواطنين الأجانب، حيث أنه تم إقرار التوقف عن أداء هذه الامتحانات بلغات أخرى.
وقد بادر السيد/ جورج حبيب ـ معلم قيادة ـ بالاعتراض على هذا القرار ، لأن معظم المبتدئين الراغبين في الحصول على رخصة القيادة لا يجيدون اللغة الألمانية ، حيث يصعب عليهم أداء الامتحانات بالألمانية. هذا وقد حاول السيد/ حبيب جمع 10 آلاف توقيع من الجالية العربية لحث المسؤولين على التراجع عن القرار بالنسبة للغة العربية.
هذا وقد لاقت حملة السيد/ حبيب على هذا القرار، والتي تهدف في الأساس إلى خدمة المئات من أبناء الجالية، عدم الاهتمام من أفراد الجالية.
من الجدير بالذكر أن الجالية العربية في برلين ليس لديها الوعي الكافي بعملية الضغط الشعبي على صانع القرار، لذا كان من المتوقع ألا تلقى الحملة الاهتمام الكافي داخل الجالية. فالجالية العربية تهتم بشؤون الموطن الأصلي، وتنسى هموما في برلين !!
الحكومة تخفض الضرائب، والخبراء ينتقدون
مهدت الحكومة الألمانية الطريق لأول إجراءات خفض الضرائب التي اتفق عليها الائتلاف الحاكم الجديد المكون من التحالف المسيحي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل والحزب الديمقراطي الحر .
واتفق مجلس الوزراء على خفض الأعباء الضريبية على العائلات والشركات والورثة وقطاع الفنادق بمقدار يصل إلى 8،5 مليارات يورو سنويا اعتبارا من عام 2010 .
وستكون الأسر أكثر المستفيدين من التخفيضات الضريبية، حيث سيزيد إجمالي دخولها بنحو 4،6 مليار يورو سنويا، وتشمل خطط التخفيضات الضريبية رفع الدعم الضريبي الممنوح للأسر ذات الأطفال من 6024 إلى 7008 سنويا، بالإضافة إلى زيادة المعونة الشهرية لرعاية الأطفال بمقدار 20 يورو للطفل .
ومن المنتظر أن يوافق مجلس الوزراء على مشروع قانون جديد يسمى “قانون إسراع النمو”، وهو خطة التحفيز الاقتصادي الثالثة التي تسعى ألمانيا من خلالها إلى التغلب على الأزمة الاقتصادية في غضون عام .
هذا وقد انتقد «مجلس حكماء الاقتصاد» حكومة ميركل الجديدة في البلاد لسعيها إلى خفض الضرائب بمقدار 24 مليار يورو سنوياً من دون طرح بديل لتمويل الخزانة العامة. وتابع المجلس الذي يقدم مشورته الاقتصادية إلى الحكومة، إن الوعد بخفض الضرائب في وثيقة الائتلاف من دون وجود مصدر تمويل آخر هي «عملية لا جدِّية فيها وغير مفهومة».
واعتبر المجلس أن في المشروع «مراهنة غير واقعية» على مسار مجهول، وحذَّر من التعامل مع المستقبل بمثل هذه السهولة، وأضاف إن إصلاح الاقتصاد يفترض اللجوء إلى التقشّف لا إلى «الأحلام الوردية»، لافتاً إلى أن وثيقة الائتلاف غير مقنعة على الإطلاق. وتوجَّه إلى الحكومة الجديدة قائلاً: «من دون تقشف شديد في النفقات العامة، ومن دون زيادة في الضرائب أو فرض رسوم أخرى، من غير الممكن إصلاح الموازنة العامة للدولة ».

قاض يطرد محامية بسبب الحجاب
طرد قاض بإحدى المحاكم الاسبانية محامية مسلمة من قاعة المحكمة بسبب ارتدائها غطاء للرأس، وذكرت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية أن المحامية زبيدة بارك - الإسبانية الجنسية، المغربية الأصل والتي تبلغ من العمر 38 عاما- قدمت شكوى رسمية ضد القاضي إلى المجلس العام للقضاء- الذي يعتبر الجهة المشرفة على النظام القضائي ككل في إسبانيا- استنادا إلى أن القانون الإسباني ينص على ارتداء المحامى أو المحامية لرداء أسود فقط دون أن يتضمن أية إشارة إلى غطاء الرأس.
وقد قرر المجلس العام للقضاء قرر إجراء تحقيق أولى مع القاضي ويدعى خافيير جوميز بيرموديز الذي قام بارتكاب هذه الواقعة.
وذكرت المحامية أن القاضي أعلن بشكل صريح أنه من غير المسموح أثناء جلسات المحكمة بارتداء غطاء الرأس من جانب المحامين الذين يمثلون جانب الدفاع أو الاتهام ثم وجه القاضي حديثه إلى المحامية زبيدة قائلا "سيدتي .. ليس بمقدورك البقاء داخل قاعة الجلسة"، واستطرد القاضي يقول "أنا رئيس هذه الجلسة..وأنا وحدي الذي يصدر الأوامر".
وقالت المحامية زبيدة أنها شاركت في جلسة المحكمة في اليوم السابق على طردها دون أن تصدر من القاضي أية شكوى بشأن غطاء الرأس، وأضافت أنها تقدمت بشكوى رسمية ضد القاضي جوميز تتهمه فيها بالتمييز وإساءة استخدام السلطة وأنها تخشى من أن تكرار واقعة الطرد من جانب قضاة آخرين في إسبانيا".

غضب بسبب فيلم مسيء للإسلام


أَثَار فيلم ألماني تركي يحمل عنوان "نعم أنا أريد" غضب المسلمين بألمانيا، لاسيَّما بعد هجومه على القِيم الدينية الإسلامية، رغم مطالبات المركز الإسلامي للحكومة بالكفّ عن اضطهاد المسلمين ووقف أي أعمال مسيئة.
والفيلم يتمّ عرضه في داري عرض فقط بحي "نويكولن" وحي "شونابرج" في برلين، وهما من الأحياء المكدسة بالأتراك والعرب والمسلمين.
واعتبر مراقبون أن الفيلم بكل المقاييس دعوة صريحة لأبناء الجيل الثاني من أسر مسلمة بالتمرد على القيم الإسلامية النبيلة، وكذلك التمرد على وصايا الأهل وعقوق الوالدين، كما تضمن الفيلم مواقف مفتعلة تسخر من التعاليم والتقاليد الإسلامية.
وادَّعى الفيلم أن الأب والأم حينما يسمعون صوت الأذان يتركان ضيوفهما بمفردهم دون اعتذار ليقوما بأداء الصلاة.
ويحكي الفيلم قصة شابة مسلمة تقع في حبّ شاب ألماني وهي تحاول خداع الأهل بأنه قد تحوَّل للإسلام حتى تظفر بالزواج منه، ثم تأتي في أحد المشاهد تصرخ في وجه أهلها لماذا لا بدَّ أن يكون مسلمًا حتى أرتبط به.
ثم يركز مخرج الفيلم -وهو تركي الأصل ويدعى "شنان أكوس"- بشكل سافر على ما سماه جهل هذه الأسر التي تعيش في ألمانيا منذ عشرات السنين ولا تتحدث الألمانية وأنها متمسكة فقط بالتعاليم الإسلامية التي وصفها بالبالية.
وبالطبع تظهر أسرة العريس الألمانية بشكل متحرِّر حتى إن أم العريس ترتدي طوال الفيلم فستانًا قصيرًا جدًّا ولم تتزوج والد العريس لأنها تعشق الحرية وتعيش معه بلا زواج رسمي، وتسأل ابنها لماذا تتزوج من هذه التركية المسلمة؟! يمكنكم أن تعيشا سويًّا دون ارتباط مثلي أنا ووالدك.
نماذج أخرى قاسية يتعرض لها الفيلم ذو الإنتاج الفقير، فأحداث الفيلم جميعها صورت في شوارع برلين وفى شقتين متواضعتين تم استئجارهما حتى تشير إلى الواقع المتدني للمسلمين الذين يعيشون في ألمانيا.
ويركِّز المخرج على أن الأتراك المسلمين لا يصلحون للانضمام للاتحاد الأوروبي بسبب أفكارهم الإسلامية التي سماها بالية، كما يركز على أن الجيل الثاني لا بدَّ أن يمارس حريته التي تتمثل من وجهة نظره في العلاقات المحرمة والشذوذ وأن يتحَدَّوا الأهل أصحاب الأفكار الرجعية، وينتقد الفيلم بشكل غير مباشر الحجاب وما سماه كبح جماح الشهوات.
ويعتبر الفيلم طريقة مبتكرة للترويج لأفكار، غربية وطمس الهوية الإسلامية عن طريق الاندماج، ومن الملفت للنظر أن الحضور في قاعات العرض تضمن بعض الأجانب من المراهقين من أصول إسلامية والأغلبية من الجانب الألماني الذين كانت تتعالى ضحكاتهم على مواقف مفتعله تسخر من التعاليم والتقاليد الإسلامية، مثل أن يؤذن الأذان فيترك الأب والأم الضيوف بمفردهم دون اعتذار لأداء الصلاة، وهو ما لا يحدث في الواقع، لكنها محاولات لتشويه الدين بشكل استفزازي .

منع تعليق الصليب في المدارس
ارتفعت في ألمانيا الأصوات المنتقدة لقرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بمنع تعليق الصليب في فصول المدارس، وأعرب مجمع الأساقفة الكاثوليك في بيان للمجمع صدر من بون، عن "خيبة أمله الكبيرة" جراء الحكم الذي صدر عن محكمة ستراسبورغ، معتبرا انه "حكم متحيز وان الصليب ليس فقط رمزا دينيا بل هو أيضا سمة ثقافية". وقال هانز لانغندورفر أمين مجمع الأساقفة الكاثوليك في ألمانيا إن حكم المحكمة رغم انه يهدف لخدمة حرية التدين فإنه يتجاوز الوضع في إيطاليا ويتجاهل الأهمية الحقيقية للصليب في المجتمع.
من جهته وصف يوهانز زينغهامر، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي لشؤون الأسرة، ، حكم المحكمة الأوروبية بالـ"المجحف والتقليدي". وأضاف بأن "الصليب يمثل رمزا مرئيا لتوجه قيمي واضح وهو حماية كرامة البشر بغض النظر عن أصلهم أو جنسهم أو معتقداتهم الدينية".
وكانت المحكمة الأوروبية قد قضت بأن تعليق الصلبان المسيحية في فصول إحدى المدارس الحكومية بإيطاليا يعد انتهاكا لحرية التدين لدى التلاميذ ويحرم الآباء من حرية تربية أبنائهم حسب قناعاتهم الفلسفية. وجاء في تبرير المحكمة لهذا الحكم التاريخي أن وضع الصلبان في الفصول الدراسية يمكن أن يجعل التلاميذ يفسرون ذلك بسهولة على أنه رمز ديني في حين أن حرية عدم الانتماء لدين تحتاج لحماية خاصة. ودفع ذلك قضاة المحكمة إلى اعتبار وضع الصلبان في الفصول المدرسية انتهاكا للميثاق الأوروبي لحماية حقوق الإنسان.
هذا وقد رُفع للبرلمان الأوروبي وثيقة جديدة، تخص القرار الذي أصدرته محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، تنص على ضرورة "الاعتراف الكامل بحق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في عرض رموزها الدينية في الأماكن العامة أو مقرات مؤسساتها" حسب النص
الوثيقة ، التي يجب أن تحمل في غضون 3 أشهر، توقيع أكثر من نصف أعضاء البرلمان الأوروبي (736 عضوا)، أكدت أن "سبب عرض هذه الرموز هو تمثيلها لتقليد وهوية البلاد بأكملها"، وبالتالي فهي "عناصر موحِدة للمجتمع القومي بأسره"، والذي "يحترم التوجه الديني لكل مواطن"، لذلك "أصبح عرضها عادة وتقليدا لدى كثير من البلدان الأوروبية" وفق الوثيقة
ولفتت الوثيقة إلى أن "عرض الرموز الدينية المسيحية أو المرتبطة بالأديان الأخرى، لا تمثل تقييدا لحرية الاختيار الديني لكل فرد، بل مرجع للتنشئة الدينية" حسب نص الوثيقة

توقعات بانخفاض خطير في عدد السكان

قال مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني في توقعات لعام 2060 أُعلنت أن عدد سكان ألمانيا سينخفض على مدى الخمسين عاما القادمة إلى قرابة 65 مليون نسمة من 82 مليونا حاليا نتيجة لانخفاض مُعدل المواليد.
وانخفض عدد سكان ألمانيا تدريجيا في السنوات الأخيرة حيث تنجب المرأة الألمانية 1.4 طفل في المتوسط. ويتوقع رودريخ ايجلر رئيس مكتب الإحصاء تسارع الانخفاض في عدد السكان. وقال في مؤتمر صحفي في برلين "تناقص عدد السكان سيصبح أكثر وضوحا."
وأشار المكتب إلى أن عدد الوفيات زاد 162 ألفا عن عدد المواليد العام الماضي. وتوقع أن يبلغ الفارق ما بين 527 ألف و553 ألفا عام 2060.
كما توقع المكتب أن يكون 14 بالمائة من السكان عام 2060 في الثمانين من عمرهم أو أكبر من ذلك وهو ما يقارب ثلاثة أضعاف نسبة الخمسة بالمائة الحالية.

هل هي حملة ضد اللغة التركية؟
يتم منذ فترة إلغاء برامج أو أقسام البث التركية أو التقليل من ساعات بثها رغم أن اللغة التركية تعد ثاني أكبر لغة شائعة في ألمانيا.
وتأتي هذه الإجراءات من الحكومة الألمانية التي طالما انتقدت تركيا قبيل مرحلة الانفتاح الديمقراطي بزعم تضييقها لحريات الأكراد السياسية والاجتماعية والثقافية وعدم فسح المجال إمامهم للتعبير عن هويتهم الإثنية.
وينتقد الأتراك القاطنين في ألمانيا مثل هذه الإجراءات بعنف ويصفونها "بالعنصرية" تُطبق تحت غطاء "حملة اندماج المهاجرين مع المجتمع الألماني" التي بدأت في عهد حكومة ميركل الأولى.
ويمكن تلخيص الإجراءات التي قامت بها الحكومة الألمانية خلال العام الحالي في هذا المجال على النحو التالي:
ـ إغلاق إذاعة "مولتي كولتي" في برلين التي كانت تقوم منذ 34 عاما بالبث بـ 17 لغة مختلفة بينها التركية بحجة "الضائقة المالية".
ـ قطع "المخصصات المالية" عن المسرح التركي الذي يقوم بفعالياته منذ 25 عاما.
ـ قرار بإلغاء قسم اللغة التركية من وكالة الأنباء الألمانية (DPA) الذي أفتتح قبل 7 أشهر فقط حتى نهاية العام الحالي.
ـ قرار بإلغاء برنامج تركي صباحي مدته ساعة واحدة من إذاعة "كولن" ووضع برنامج باللغة الألمانية بدلا عنه.


حول أحاديث وزير مالية برلين السابق والمسؤول الحالي بالبنك الاتحادي

لم يجد اللقاء الذي أجرته مجلةLetre مع تيلو سارتسين وزير مالية برلين سابقا والمسؤول الحالي بالبنك الاتحادي أي اهتماما إيجابيا بقدر ما أثاره من اتهامات وردود فعل سلبية من قبل الأجانب المعنيين، فيما تحفظت السلطة.
ها هو سارتسين يعيد الكرة من جديد في شن الهجوم على الأجانب بعد التحفظات الواضحة تجاههم والتي أدلى بها في قناة Sat1 في العام الماضي. لقد عرف سارتسين بسياسة التقتير " وفلسفة الفقر" إذ حاول أن يطبقها فيما مضى على كل المتقاضين للمساعدات الاجتماعية بتحديد منصرفات يومية لا تتجاوز 4 يورو يوميا.
نعود لنوضح أن سيادته قد صرح في مجلة Letre بأن الأجانب "الأتراك والعرب" شريحة غير راغبة في الاندماج وغير منتجة وفعالة وأقصى ما تصل إليه هو أن يصبح أفرادها تجار خضروات ، كما أنهم لا يجيدون اللغة الألمانية، منشغلون بالإنجاب وتحجيب فتياتهم.... لقد وصفت إحدى الصحف الألمانية هذا التصريح بأنه تصريح عدواني إلا أنه مهم، لم يجد هذا التصريح إلا امتعاض من قبل الجالية التركية بل واليهودية فيما صمت المكلفون بشأن العرب في ألمانيا أشخاصا وتجمعات!!!
صرحت الجالية اليهودية قائلة بأن هذا التصريح لا يختلف عن سياسة "هتلر وغوبل" في شحن العداء بين الأجانب وتحريضهم عليه، أما ممثل الجاليات التركية فقد صرح في أكثر من قناة فضائية وإذاعات وصحف بأن تصريح "سارتستين" عنصري لأنه اختار جاليات محددة من مجموع جاليات عدة في ألمانيا كما أن سارتسين بنفوذه السياسي لم يقدم أي مقترح أو تشجيع لاندماج الأتراك في المجتمع الألماني وما شغله سوى تعريتهم بأسلوب جارح رغم أنهم أكبر جالية مسلمة في ألمانيا وفعالة، ساهمت في بناء ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. هذا وقال مواصلا أن تصريحه هذا لن يجد من عامة الأتراك سوى الانفعال والغضب أما مثقفوهم فلا يمسهم هذا التصريح السطحي الذي قدمه كخبط عشواء.
من الملفت للنظر أن القناة الألمانية الثانية قد التقت بخبير الاندماج في حي نويكلن السيد نادر خليل/ من حزب CDU فقال بأن اندماج العرب في المجتمع الألماني يقتضي دعم تعليمهم لأنه أهم المقومات للانفتاح على المجتمع وسوق العمل في ألمانيا. بهذا تكون هذه الإجابة الفردية ردا غير مباشرا على تقصير السلطة في دعم اندماج الأجانب وليست عدم رغبتهم في الاندماج. نقول ردا فرديا لأنه ما يقوم به ممثلوا الجاليات التركية ـ رغم تفرقهم ـ والجالية اليهودية المتحدة هو رد مباشر معمم يدافع بوضوح ومنطقية عن كل أفراد جاليتهم.
لقد قدم الوزير المعني تصريحه هذا ضمن حديث طويل بمناسبة مرور عشرين عاما على سقوط حائط برلين فناقشه الأدباء والفنانون والسياسيون على حد معا كتصريح حاد اللهجة. إن سارتسين حاول أن يخفف من عدوانية تصريحه بالاستناد إلى الإحصائيات ومراقبته عن كثب لوضع الأجانب (الأتراك والعرب).
تقول الصحافة الألمانية بأن تصريحات سارتسين كانت منصبة في تحليله للوضع الاقتصادي في برلين من خلال تجربته كوزير للمالية وفوق كل شيء كعضو في حزب SPD . بهذا حاول سارتسين عكس التحول والهبوط التدريجي لبرلين من متربول أوروبي إلى مدينة مساعدات اجتماعية. هذا كما وجه هجومه ـ إلى جانب متقاضي المساعدات الاجتماعية الكسالى غير الراغبين في العمل ـ إلى كبار المستثمرين في القطاع العمراني. تقول الصحافة الألمانية بأن تصريحه يعكس أخلاقيات هذه الشريحة الاتكالية والأخرى الجشعة كما أنه لم يستثن المسلمين رغم ذكرهم في مقطع صغير من حديثه. لقد وصف سارتسين الشريحة الكبرى من العرب والأتراك في برلين بانتقاء وظيفتهم الإنتاجية فيما عدا تجارة الخضروات وبيعها. إن هذا المقطع مثير لحفيظة وشعور الأتراك والعرب ولا يعقل قبوله لتعميمه عليهم ولاختيارهم كجاليتين أجنبيتين دون غيرها من الجاليات الأخرى كما ذكرنا وعلقت الصحافة الألمانية كذلك.
علق ماتيس ماتسك ـ صحفي بمجلة شبيجل على تصريحات سارتسين قائلا بأنها تصريحات صحيحة ، وأن تصريحات سارتسين الانفعالي هي قوة تريد العداء والشر ولا تحقق إلا الخير. وأضاف بأن هناك حالة اجتماعية عصيبة بألمانيا يجب تسليط الضوء عليها والمعني بها وجود شريحة كبيرة من المسلمين بألمانيا غير قادرة وراغبة في الاندماج، وقد تصدى لهذا لرأي البرلماني المعروف كرستيان اشتروبل، من حزب الخضر والمقيم في حي كوريتسبيرج الشعبي، بناءا على تجربته المعيشية هذه صرح قائلا بأن انسجام الأتراك في المجتمع الألماني قد تحقق إلى درجة أن الكثير منهم في الوقت الراهن صعب تمييزه عن الألمان أنفسهم.
أما السيد/ أيتن ـ رئيس الرابطة التركية الإسلامية فيرجع فشل الاندماج إلى تقصير وإهمال المدارس. يقول "يجب أن يندمج الأطفال في المدارس ويتعلموا الاندماج الإيجابي في المجتمع الألماني. لم يتحقق هذا المسعى، فانجازات ومستوى أطفال المهاجرين أسوأ من أطفال الألمان".
عقب اشتروبل مؤكدا بأن سارتسين لم يوافق على دعم ميزانية الاندماج ـ التي طالب بها حزب الخضر ـ وقت أن كان وزيرا لمالية برلين! إن هذا الرد هو الرد المنطقي الذي أزعج سارتسين فهجومه على عدم اندماج الأجانب لا يعني سوى تسببه هو كذلك فيه. وبشكل عام فاندماج الأجانب وأطفالهم يجب أن ينطلق منهم بادئ ذي بدء.
فصل سارتسين من وظيفة
بمثل ما ناقشت الصحافة الألمانية بحذر تصريحات سارتسين الاستفزازية تطرقت لها الإذاعة الألمانية فقال محلل سياسي في إذاعة راديو أنفوا بأن ما قاله سارتسين يعني أن الأتراك والعرب لم يتغيروا وهو كما ذكرهم حرفيا غير قابلين للاندماج وعالة على المجتمع الألماني المنتج.
نعم لقد فصل سارتسين من إحدى وظائفه المصرفية الثلاثة في البنك الاتحادي بفرانكفورت بعد تصريحاته هذه.
يقول متحدث حزب اليسار الرسمي بأن هذا الإجراء لا يكفي كما أن اعتذاره غير مقنع وعليه أن يتنازل من كل وظائفه لتهوره واتهامه العنصري. على صعيد آخر تعرض إحصائيات ألمانية نسبة التقبل والتداخل للأتراك العجزة والشباب مع الألمان كالآتي 35% من الأتراك المسنين فوق 60 عاما لا يقبلون صهرا أو نسيبة ألمانية في عائلاتهم، يعتبرونها مشكلة عويصة، كما أن 50% من الشباب الأتراك لا يقبلون إلا المسلمين أصهارا لهم، أما الألمان ـ وفقا لهذه الإحصائية ـ فلا يضعون شروط دينية في الارتباط مع الأجانب، وإنما يركزون على استقلالية الفرد/ عمله، لا المساعدات الاجتماعية، وشخصيته كما أنها هنالك نسبة بسيطة في القرى والمدن الصغيرة تتهيب وترفض الارتباط بالأجانب/ الغرباء وتتمسك بنظرة عنصرية "مبطنة".
في المقابل صرح "متسفر" عضو حزب الخضر سابقا بأن هذه التصريحات هي غارة في البدء قبل أن تكون لبنة لحوار مفتوح بشقيه الإيجابي والسلبي، وعليه يطالب "متسفر" أن تتبنى الأحزاب الديمقراطية بألمانيا مثل هذه القضايا والتصريحات قبل أن تتناهبها الأحزاب اليمينية المتطرفة وتحولها إلى جملة تشهرية ضد الأجانب.
انتقل سارتسين في حديثه الشهير إلى مدينة برلين قال: أن برلين مدينة مساعدات اجتماعية للخدمات المدعومة من قبل السلطة إلى عام 1989 فتولدت فيها الإتكالية وعدم الرغبة في العمل لما يتقاضه الفرد من دعم أشبه بمرتب شهري. لقد كان الهدف من المساعدات خدمة المعوقين ومساعدة العاطلين عن العمل لفترة وجيزة إلى أن يستقطبهم سوق عمل من جديد. وما أن حل عام 1991 إلا واحتدت كارثة البطالة وتضخم مجتمع الرفاهية، الذي يعيش من المساعدات الاجتماعية. لقد كانت برلين فيما قبل أقل دينا من ولاية بايرن الثرية، وها هي اليوم تبلغ الرقم القياسي في الديون!!! برلين لم تفهم تطور العصر فظلت تنفق دون أن تنتج إلا قليلا. وفي ختام هذا اللقاء تعرضت سارتسين إلى الأجانب (الأتراك والعرب) كما جدرت الإشارة من قبل.
هل أخطأ سارتسين أم أصاب؟؟
إنني كأجنبي أتفق معه في تشخيص وضع الأجانب وأختلف معه بل وأنتقده في تمييزه بين فئات الأجانب باستثنائه للعرب والأتراك، فهم كما رسمهم شريحة صعب استثناء جزء منها لأنها كما هي لن تندمج أو تنتج! هنالك شريحة كبيرة منهم منتجة وجوانب مضيئة كالرباط الاجتماعي، كان من الواجب أن يتحدث عنها، وفوق كل شيء توجب أن يوضح أسباب فشل هذه الشريحة لأنها لم تنشأ من فراغ فكما ساعدت في فشلها ساعدت السلطة كذلك في فشلها بعدم تطوير وتفعيل الاندماج ودعم ميزانية تعليم الأجانب.
أخيرا أوجه سؤالا : لماذا لم تتصد الاتحادات العربية والمسؤولون العرب لهذه التصريحات؟
لماذا تصدى الأتراك لها ـ رغم تفرق اتحاداتهم ، بل واليهود كذلك لغارة سارتسين.
ربما تكون الإجابة كما قال الأستاذ بسام الظريف ـ مستشهدا مرارا بمقولة ـ "اجتمع العرب ليتفرقوا".
ينبغي أن نتذكر كما كتب عن النقد الذاتي وثقافة الحوار وليكن الرد على الاتهامات بالمنطق والتأني وليس بالسكين فالقضية ليست قضية شرف.

الحكم بالسجن المؤبد في حق قاتل مروة الشربيني

فخر بعدالة القضاء الألماني وتحذير من حملة التخويف من الإسلام
رحبت الأحزاب السياسية وممثلو الجالية الإسلامية في ألمانيا بالحكم الصادر في حق قاتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني، واعتبروه رسالة واضحة ضد كل مظاهر العنصرية ومعاداة الأجانب، مشيدين في الوقت نفسه باستقلالية وعدالة القضاء الألماني،، اسكندر الديك يعرض ردود الفعل على الحكم.

وصفت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج وزيرة الدولة ماريا بومر الحكم بأنه "إشارة هامة إلى الناس في مصر وفي مناطق أخرى من العالم العربي".رحَّب رئيس الجالية التركية في ألمانيا، كينان كولات، بالحكم الصادر في حق قاتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني، لكنه قال إنه افتقد وجود ممثل عن الحكومة في جلسة إعلان الحكم، خاصة وأن ردود الفعل الألمانية الرسمية بعد وقوع الجريمة العنصرية مباشرة "شابها التردد الشديد".
وتعليقا على قرار محكمة دريسدن قال الرئيس السابق للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، أيّوب أكسل كولر، "إننا نفخر قضائنا المستقل وبالعدالة عندنا" مضيفا" بأن الأمل هو في عدم تكرار ما حدث".
وطالب كولر الحكومة باتخاذ ما يتوجب لمواجهة "حملة التخويف من الإسلام في المجتمع"، مشددا على أن العنصرية والعداء للأجانب وللإسلام "عار على أمة ذي تاريخ ثقافي مثل الألمان".
"لا مكان للعنف والعنصرية واللا تسامح في ألمانيا"
وبدوره رحَّب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله بحكم المؤبد الصادر في حق القاتل الروسي الألماني الأصل ألكسندر دبيلو، قائلا إن حكم محكمة دريسدن العليا "يظهر أن لا مكان للعنف والعنصرية واللا تسامح في ألمانيا". وتابع الوزير الألماني في أول تعليق له على المحاكمة إنه يرحب بالقرار الصادر عن "قضاء ألماني مستقل".
ووصفت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج وزيرة الدولة ماريا بومر الحكم بأنه "إشارة هامة إلى الناس في مصر وفي مناطق أخرى من العالم العربي (مفادها) أن العداء للأجانب والتخويف من الإسلام لا مكان لهما في بلدنا". وأضافت أن جرائم العنف هذه تلقى في ألمانيا أشد أنواع العقاب. كما رحَّبت حكومة ولاية سكسونيا، التي تقع فيها مدينة دريسدن التي شهدت الجريمة، رحبت، مجددة إدانتها لكل أشكال العداء للأجانب والمسلمين في البلاد.
من ناحيتها اعتبرت رئيسة حزب الخضر كلاوديا روت أن حكم السجن المؤبد للقاتل "يحمل إشارات لها تأثير"، مضيفة أن قضاة محكمة دريسدن "أظهروا أن دولة القانون تصدر أقسى الأحكام التي يسمح بها القانون ضد الجرائم المرتكبة على خلفية عنصرية ويمينية متطرفة تثير الهلع من الإسلام".
رئيسة المحكمة: " الحكم لم يكن لمحاباة المسلمين"

رئيس الجالية التركية في ألمانيا كينان كولات: "افتقد وجود ممثل عن الحكومة في جلسة إعلان الحكم، خاصة وأن ردود الفعل الألمانية الرسمية بعد وقوع الجريمة العنصرية مباشرة شابها التردد الشديد".وخلال إلقائها نص الحكم الصادر ذكرت رئيسة المحكمة القاضية بيرغيت فيغاند "أن الكراهية للأجانب تسيل في عروق المتهم"، مشيرة إلى أنه وضع أداة الجريمة في حقيبة الظهر عن وعي كامل منه، كما أن "الوحشية المميزة" التي أظهرها خلال قتل مروة الشربيني أمام أعين طفلها "زاد من قسوة الحكم". وأضافت أنه أعرب لاحقا عن أسفه "لأنه أساء إلى نفسه وحياته دون أن يظهر أي ندم حقيقي عن فعلته".
وأكدت القاضية الألمانية أن هيئة المحكمة "لم تصدر حكم المؤبد تحابيا مع المسلمين أو مجموعة أخرى، وإنما أصدرته تبعا لقانون الجنايات الألماني، وكان يمكن أن تصدره أيضا في حق أي متهم آخر يرتكب جريمة مماثلة". وأعربت في الختام عن تعازيها لعائلة الضحية ولزوجها علوي علي عكاز معربة عن احترامها العميق لما أظهره من هدوء ورزانة خلال جلسات المحاكمة رغم ثقل ما حدث.
ماذا تعني عقوبة السجن المؤبد في ألمانيا؟

قاضية محكمة دريسدن "الحكم صدر وفقا للقانون الجنائي ولم يكن محاباة للمسلمين"ومعروف أن ألمانيا من الدول التي ألغت منذ سنوات عديدة ولأسباب إنسانية وأخلاقية حكم الإعدام فيما أبقت على السجن المؤبد الذي لا تقرره المحاكم إلى في الحالات القصوى. وفي كل الحالات لا يعني الحكم المذكور إبقاء المحكوم وراء قضبان الحديد حتى وفاته انطلاقا من حق كل إنسان في الحصول على فرصة ثانية في المجتمع. فالسجن المؤبد في ألمانيا يعني عموما 15 سنة، لكن دراسة وضعتها وزارة العدل الألمانية عن فترات سجن المحكومين بالسجن المؤبد أظهر أن المدة الزمنية الوسطية تصل إلى 19 سنة وتسعة أشهر.
ويُعتبر الحكم الصادر على قاتل المصرية مروة الشربيني من الأحكام المتشددة بسبب وحشية الجريمة، الأمر الذي قد يعني لدى العديد من المراقبين أنه لن يخرج من السجن قبل 15 سنة على الإطلاق. وقد تمضي بضع سنوات بعد ذلك قبل أن يبحث المسؤولون في إمكان إطلاق سراحه.
مسلمون ومساجد ومآذن ـ أرقام وحقائق


مسجد دويسبورغ، أكبر مساجد ألمانيا
قررت سويسرا في استفتاء شعبي منع بناء مآذن للمساجد في البلاد باستثناء المآذن الأربع القائمة حاليا. وفي خضم النقاش الدائر حول الموضوع يبدو النقص في المعارف حول المسلمين والمساجد والمآذن واضحا جدا.

يعيش في ألمانيا حسب التقديرات 4.3 ملايين مسلم، أي أكثر من خمسة في المائة من السكان الألمان. ونصف هؤلاء تقريبا مواطنون ألمان فيما يملك الباقون جوازات سفر أجنبية. وجاءت أكثرية المسلمين إلى ألمانيا في مطلع ستينات القرن الماضي على شكل "عمال ضيوف"، أي لفترة زمنية محددة. واعتقد هؤلاء بالفعل أن إقامتهم هنا ستكون مؤقتة، لذلك كان طابع ممارستهم لشعائرهم الدينية في مؤقتا أيضا، وغالبا ما مارسوا هذه الشعائر في مساكنهم التي تم تجهيزها ببعض الوسائل التي تخدم هذا الغرض.
المساجد في ألمانيا غير حديثة العهد

مسجد جديد في برلين بمأذنة متوسطة الارتفاع
لكن الوضع هذا تغيَّر مع صدور قانون في عام 1973 الذي يمنع استقدام العمال الضيوف. ولم يعد بإمكان المسلمين منهم السفر بين ألمانيا وأوطانهم فبقي الكثيرون منهم هنا وبدأوا يستقدمون عائلاتهم. ومنذ ذلك التاريخ يمكن الحديث عن وجود جماعة دينية جديدة في البلاد. وتمَّ بعد ذلك تأسيس اتحادات وروابط للمسلمين وإنشاء مساجد غالبيتها خلف المنازل. ومع ذلك، فإن ألمانيا تعرفت على المساجد التقليدية منذ زمن أبعد، إذ جرى بناء أحدها في عشرينات القرن الماضي في برلين ـ فيلمرسدورف. وبنيت للطلاب الذين قدموا من الدول الإسلامية بعد تلك الفترة للدراسة في جامعات هامبورغ وميونيخ وآخن مساجد أيضا. ويعتبر المسجد مكانا مقدسا للجماعة الإسلامية، فإلى جانب كونها مكان لممارسة الطقوس الدينية، تُستخدم المساجد أيضا كمراكز للتعليم الديني والنقاشات وكملتقى أيضا للحياة الاجتماعية.
وحسب معلومات الأرشيف الإسلامي في زوست بشمال الراين وستفاليا يوجد في ألمانيا 240 مسجدا تقليديا، أي بقبَّة ومأذنة، ونحو 2600 مكان للصلاة. وفي خريف 2008 تم تدشين أكبر مسجد في ألمانيا في ديسبورغ ـ ماركسلوه. وكان يخضع الأمر في كل مرة لنقاش وجدل عامَّين في البلاد يبدآ بالتساؤل إن كان الضجيج سيزيد أو أن أمكنة صفِّ السيارات ستختفي بسب البناء. وعلى خلفية القلق والتململ الناتجين عن ذلك تنطلق مبادرات من مواطنين بهدف منع بناء مساجد. وخلال مرحلة بناء المساجد في كل من كولونيا وفرانكفورت وبرلين تظهر على السطح انفعالات شديدة، ويشعر العديد من المواطنين بأن المآذن تسبب لهم استفزازا شخصيا. هذا ما يدفع البعض إلى المطالبة بألا يتجاوز علو مأذنة جامع كولونيا الـ 55 مترا بعد الاعتراض على علوها في خطط البناء الموضوعة.

المأذنة ليست فرضا في العرف الإسلامي
والمأذنة ليست فرضا بالضرورة في العرف الإسلامي. فقد تمَّ بناء أول برج للمؤذِّن بعد موت الرسول محمد عام 632، وعلى الأرجح في سوريا في مطلع القرن الثامن. وعلى ما يبدو تم استيحاء المأذنة من أبراج الكنائس المنتشرة في تلك المنطقة التي كانت لا تزال تتمتع إلى حدِّ كبير بطابع مسيحي. وفي مصر كما في المساجد القديمة في المدينة بنيت منصة عالية للمؤذِّن تطورت إلى برج لاحقا لكي يسمع المؤمنون بصورة أفضل الصلاة. ومع ذلك لا توجد تعليمات دينية لبناء المأذنة. وفي المناطق المسيحية الممتدة من بيزنطية إلى سوريا حيث دخل الإسلام وتوسَّع فيها لاحقا شكَّلت هندسة الكنائس فيها، خصوصا البيزنطية، نموذجا يحتذى به لبناء المساجد.
وفي المعاهدة المعروفة باسم "معاهدة عمر"، وفي التشريعات التي صدرت في القرون الوسطى لا يسمح لما يعرف بـ "ذوي الذمة"ـ أي للمسيحيين واليهود ـ ببناء بيوت صلاة أعلى من بيوت صلاة المسلمين. وفي ألمانيا أيضا من غير المسموح للمآذن بأن تعلو أبراج الكنائس. ولا يرى العديد من خبراء الإسلام في المآذن رمزا سلطويا، وإنما إشارة وجود وتماثل.
مراسلون بلا حدود تعلن مقتل 76 صحفيا خلال عام 2009


أعلنت منظمة مراسلون بلا حدود اليوم في برلين مقتل 76 صحافيا خلال ممارستهم عملهم في مختلف أنحاء العالم خلال عام 2009، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة القتلى وضحايا العنف من الصحافيين مقارنة بالعام الماضي.

رصدت منظمة "مراسلون بلا حدود" ارتفاعا واضحا في عمليات العنف ضد الصحفيين أثناء ممارستهم عملهم في شتى أنحاء العالم خلال عام 2009. وأعلنت المنظمة في بيان لها نشر اليوم الأربعاء (30 ديسمبر / كانون أول) في برلين أن ما لا يقل عن 76 صحفيا قتلوا في مختلف أنحاء العالم أثناء أو بسبب عملهم، لافتة إلى ارتفاع عدد ضحايا "حرية الرأي والتعبير" بمقدار 16 صحفيا مقارنة بعام 2008. ويأتي ارتفاع معدلات مقتل الصحفيين، والذي زاد بمقدار 27 بالمائة تقريبا، كنتيجة لقتل 30 صحفيا في جزيرة مينداناو الفلبينية في مذبحة قتل خلالها 59 شخصا بسبب منافسات انتخابية في تشرين ثان/نوفمبر عام 2009. وأشار تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى عدد من الدول التي تزيد فيها المخاطر على حياة الصحفيين، ومن بينها الصومال التي شهدت مقتل تسعة صحفيين و باكستان، التي سجل فيها مقتل خمسة صحفيين، وروسيا، التي شهدت خمس حالات.
مدونون ومستخدمو الانترنيت ضحايا الاعتقالات

منظمة مراسلون بلا حدود تقول إن الصحافيين في إيران بتعرضون للاعتقال والمعاملات السيئة بسبب تقاريرهم الناقدة للحكومةوأوضحت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن الصحفيين يواجهون تهديدات كبيرة خاصة في مناطق النزاعات المسلحة أو خلال انتخابات رئاسية أو برلمانية. وفي سياق متصل قال جون فرانسوا جوليار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، إن "الصحفيين عادة ما يجدون أنفسهم في مناطق تبادل النيران"، مشيرا إلى أن "الصحفيين في بعض المناطق من العالم عرضة للاختطاف أو القتل المتعمد". وحسب المصدر نفسه فإن الصحفيين في إيران يتعرضون إلى المعاملة السيئة والسجن بسبب تقاريرهم النقدية حول الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران الماضي. ويتعرض عدد من المدونين في إيران إلى الاعتقال، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على الصحافة والإعلام هناك. وبحسب حصيلة منظمة "مراسلون بلا حدود" فقد تعرض 1456 صحفي وعامل في مجال الإعلام إلى العنف، فيما كان سجلت عام العام الماضي 929 حالة. وعلى الرغم من تراجع عدد الصحفيين الذين تم اعتقالهم وسجنهم بمقدار السَُبع مقارنة بالعام الماضي، إلا أن عدد المدونين ومستخدمي الانترنيت، الذين تعرضوا للاعتقال والسجن يفوق الحصيلة، التي تم الإعلان عنها العام الماضي، بثلاث مرات.

ابو مازن يرشح عريقات لرئاسة السلطة
محيسن يرد على الحالمين بخلافة عباس:لاتخدعوا انفسكم

أثار اعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس نيته عدم الترشح لولاية ثانية لرئاسة السلطة الفلسطينية خلال الاسابيع الماضية احلام العديد من قادة فتح الحالمين بالوصول لذلك المنصب، الا ان احلامهم بدأت بالتلاشي عندما علموا بأن عباس كشف لمقربين له بأنه يرشح الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير لرئاسة السلطة الفلسطينية في اية انتخابات قادمة.
وعلمت 'القدس العربي' من مصادر فلسطينية مقربة من رئاسة السلطة بأن عباس اكد لمقربين منه بانه لن يرشح نفسه مرة اخرى لرئاسة السلطة، خصوصا اذا فشلت مساعيه بالحصول على اعتراف من مجلس الامن الدولي بحدود الدولة الفلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية في ظل فشل عملية السلام، معبرا عن اعتقاده بان عريقات يعتبر من وجهة نظره الافضل لخوض انتخابات الرئاسة الفلسطينية القادمة باسم حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
وحسب المصادر فان عريقات الذي عمل عباس على تعيينه عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن حركة فتح الى جانب عضويته في اللجنة المركزية للحركة يعتبر مرشح عباس للانتخابات الرئاسية القادمة.
وكانت اوساط في حركة فتح قالت بان اعضاء في مركزية فتح يرغبون بترشيح انفسهم لرئاسة السلطة اذا اصر عباس على عدم الترشح لرئاسة السلطة مثل محمد دحلان وجبريل الرجوب وناصر القدوة، في حين يرفض امين سر اللجنة المركزية ابو ماهر غنيم الذي اجبرته اسرائيل على مغادرة الاراضي الفلسطينية بحجة انتهاء تصريح الزيارة الخاص به الذي حضر بموجبه المؤتمر العام السادس لحركة فتح الترشح لرئاسة السلطة خلفا لعباس.
وقالت المصادر بان عباس الذي يصر على عدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في ظل فشل برنامجه القائم على التفاوض مع اسرائيل اكد للمقربين منه على ضرورة ان يكون مرشح الرئاسة الفلسطينية في الانتخابات القادمة عضوا في اللجنة التنفيذية الى جانب عضويته في اللجنة المركزية لحركة فتح.
ويرى عباس وفق المصادر بأن المرشح للرئاسة الفلسطينية القادمة سيكون من اعضاء مركزية فتح الى جانب عضويته في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لان رئيس السلطة سيكون رئيسا للجنة التنفيذية ولا يعقل ان يكون من خارج اعضائها.
ومن المعلوم فلسطينيا بان عباس ضغط في الاجتماع الاخير للمجلس الوطني الفلسطيني من اجل تعيين اعضاء جدد في اللجنة التنفيذية بدل الذين توفاهم الله من اجل تعيين عريقات عضوا في التنفيذية.
وأعاد المجلس الوطني الفلسطيني في آب (اغسطس) الماضي تجديد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي كادت تفقد نصابها القانوني عقب وفاة ثلث اعضائها منذ آخر اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني في 1996.
واصحبت قائمة اللجنة التنفيذية بعد اجتماع الوطني على النحو التالي: محمود عباس - صائب عريقات - فاروق القدومي - أحمد قريع - تيسير خالد - عبد الرحيم ملوح - علي اسحق - أبو اسماعيل - حنا عميرة - صالح رأفت - ياسر عبد ربه - أسعد عبد الرحمن - رياض الخضري - غسان الشكعة - محمد زهدي النشاشيبي - زكريا الاغا - حنان عشراوي - أحمد مجدلاني.
واوضحت المصادر بان دعم عباس لترشيح عريقات لخوض الانتخابات القادمة باسم حركة فتح اثار حالة من الغضب لدى بعض اعضاء اللجنة المركزية للحركة وان بعضهم هدد في مجالسه الخاصة بالترشح لرئاسة السلطة خارج اطر الحركة اذا اصر عباس على دعم عريقات.
واشارت المصادر الى ان عباس قادر على الحصول على موافقة اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة على ترشيح عريقات اضافة الى تسويقه في اللجنة التنفيذية التي يشغل عضويتها عن حركة فتح كذلك.
ونوهت المصادر بأن دعم عباس لترشيح عريقات لرئاسة السلطة اثار حالة من الغضب في صفوف قادة الحركة الحالمين بالوصول لرئاسة السلطة الفلسطينية مما اضطرهم للتهديد بالترشح للانتخابات الرئاسية الفلسطينية القادمة لمنافسة عريقات دون حصولهم على موافقة المركزية والثوري بحجة هيمنة عباس على تلك الاطر القيادية لفتح على حد قولهم.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. جمال محيسن اكد بانه من غير المسموح لاي فتحاوي بترشيح نفسه للرئاسة الفلسطينية دون العودة لمؤسسات الحركة ولجنتها المركزية وان كل من يعتمد على استطلاع رأي من هنا او هناك يخدع نفسه لان هذا غير مسموح أبدا.
وشدد محيسن على ان عباس ما زال هو مرشح حركة فتح، وقال: 'اقول للاخ الرئيس محمود عباس انه طالما لا مجال للانتخابات في غزة وبعد ان عطلت حماس المصالحة فان بقاءك كرئيس ليس خيارا شخصيا فقط وانما خيار تنظيمي ايضا، وان اللجنة المركزية لفتح رفضت وترفض قرارك عدم ترشيح نفسك وتدعوك للبقاء في منصبك طالما انك المنتخب من المؤتمر السادس قبل 4 اشهر فقط'.
واضاف محيسن 'انا اشكك بكل استطلاعات الرأي حول مرشحي الرئاسة بعد ابو مازن وانها لا قيمة لها وليس هناك اي اتفاق فتحاوي او وطني على مرشح خلفا لابو مازن وان المرشح القادم يجب ان يحظى بموافقة المجلس الثوري واللجنة المركزية لحركة فتح'.

من هم الحوثيون؟
متى ظهروا؟ وإلى أي شيء يهدفون؟

أصبحت قصة الحوثيين قاسمًا مشتركًا في معظم وسائل الإعلام في السنوات الخمس الأخيرة، وهي من القصص المحيرة حيث تتضارب فيها التحليلات، وتختلف التأويلات، وتضيع الحقيقية بين مؤيِّد ومعارض، ومدافع ومهاجم!
فمن هم الحوثيون؟ ومتى ظهروا؟ وإلى أي شيء يهدفون؟ ولماذا تحاربهم الحكومة اليمنية؟ وما هو تأثير القوى الخارجية العالمية على أحداث قصتهم؟ هذه الأسئلة وغيرها هي موضوع مقالنا، والذي أرجو أن ينير لنا الطريق في هذه القصة المعقَّدة..
جذور القصة
بدأت القصة في محافظة صعدة (على بُعد 240 كم شمال صنعاء)، حيث يوجد أكبر تجمعات الزيدية في اليمن، وفي عام 1986م تم إنشاء "اتحاد الشباب"، وهي هيئة تهدف إلى تدريس المذهب الزيدي لمعتنقيه، كان بدر الدين الحوثي -وهو من كبار علماء الزيدية آنذاك- من ضمن المدرِّسين في هذه الهيئة.
وفي عام 1990م حدثت الوَحْدة اليمنية، وفُتح المجال أمام التعددية الحزبية، ومن ثَمَّ تحول اتحاد الشباب إلى حزب الحق الذي يمثِّل الطائفة الزيدية في اليمن، وظهر حسين بدر الدين الحوثي -وهو ابن العالم بدر الدين الحوثي- كأحد أبرز القياديين السياسيين فيه، ودخل مجلس النواب في سنة 1993م، وكذلك في سنة 1997م.
بدر الدين الحوثي
تزامن مع هذه الأحداث حدوث خلاف كبير جدًّا بين بدر الدين الحوثي وبين بقية علماء الزيدية في اليمن حول فتوى تاريخية وافق عليها علماء الزيدية اليمنيون، وعلى رأسهم المرجع مجد الدين المؤيدي، والتي تقضي بأن شرط النسب الهاشميّ للإمامة صار غير مقبولاً اليوم، وأن هذا كان لظروف تاريخية، وأن الشعب يمكن له أن يختار مَن هو جديرٌ لحكمه دون شرط أن يكون من نسل الحسن أو الحسين رضي الله عنهما.
اعترض بدر الدين الحوثي على هذه الفتوى بشدَّة، خاصة أنه من فرقة "الجارودية"، وهي إحدى فرق الزيدية التي تتقارب في أفكارها نسبيًّا مع الاثني عشرية. وتطوَّر الأمر أكثر مع بدر الدين الحوثي، حيث بدأ يدافع بصراحة عن المذهب الاثني عشري، بل إنه أصدر كتابًا بعنوان "الزيدية في اليمن"، يشرح فيه أوجه التقارب بين الزيدية والاثني عشرية؛ ونظرًا للمقاومة الشديدة لفكره المنحرف عن الزيدية، فإنّه اضطر إلى الهجرة إلى طهران حيث عاش هناك عدة سنوات.
وعلى الرغم من ترك بدر الدين الحوثي للساحة اليمنية إلا أن أفكاره الاثني عشرية بدأت في الانتشار، خاصة في منطقة صعدة والمناطق المحيطة، وهذا منذ نهاية التسعينيات، وتحديدًا منذ سنة 1997م، وفي نفس الوقت انشقَّ ابنه حسين بدر الدين الحوثي عن حزب الحق، وكوَّن جماعة خاصة به، وكانت في البداية جماعة ثقافية دينية فكرية، بل إنها كانت تتعاون مع الحكومة لمقاومة المد الإسلامي السُّنِّي المتمثل في حزب التجمع اليمني للإصلاح، ولكن الجماعة ما لبثت أن أخذت اتجاهًا معارضًا للحكومة ابتداءً من سنة 2002م.
وفي هذه الأثناء توسَّط عدد من علماء اليمن عند الرئيس علي عبد الله صالح لإعادة بدر الدين الحوثي إلى اليمن، فوافق الرئيس، وعاد بدر الدين الحوثي إلى اليمن ليمارس من جديد تدريس أفكاره لطلبته ومريديه. ومن الواضح أن الحكومة اليمنية لم تكن تعطي هذه الجماعة شأنًا ولا قيمة، ولا تعتقد أن هناك مشاكل ذات بالٍ يمكن أن تأتي ورائها من مظاهرات ضخمة للحوثيين وبداية الحرب
وفي عام 2004م حدث تطوُّر خطير، حيث خرج الحوثيون بقيادة حسين بدر الدين الحوثي بمظاهرات ضخمة في شوارع اليمن مناهضة للاحتلال الأمريكي للعراق، وواجهت الحكومة هذه المظاهرات بشدَّة، وذكرت أن الحوثي يدَّعِي الإمامة والمهديّة، بل ويدَّعِي النبوَّة. وأعقب ذلك قيام الحكومة اليمنية بشنّ حرب مفتوحة على جماعة الحوثيين الشيعية، واستخدمت فيها أكثر من 30 ألف جندي يمني، واستخدمت أيضًا الطائرات والمدفعية، وأسفرت المواجهة عن مقتل زعيم التنظيم حسين بدر الدين الحوثي، واعتقال المئات، ومصادرة عدد كبير من أسلحة الحوثيين.
تأزَّم الموقف تمامًا، وتولى قيادة الحوثيين بعد مقتل حسين الحوثي أبوه بدر الدين الحوثي، ووضح أن الجماعة الشيعية سلحت نفسها سرًّا قبل ذلك بشكل جيد؛ حيث تمكنت من مواجهة الجيش اليمني على مدار عدة سنوات.
وقامت دولة قطر بوساطة بين الحوثيين والحكومة اليمنية في سنة 2008م، عقدت بمقتضاها اتفاقية سلام انتقل على إثرها يحيى الحوثي وعبد الكريم الحوثي -أشقاء حسين بدر الدين الحوثي- إلى قطر، مع تسليم أسلحتهم للحكومة اليمنية، ولكن ما لبثت هذه الاتفاقية أن انتُقضت، وعادت الحرب من جديد، بل وظهر أن الحوثيين يتوسعون في السيطرة على محافظات مجاورة لصعدة، بل ويحاولون الوصول إلى ساحل البحر الأحمر للحصول على سيطرة بحريَّة لأحد الموانئ؛ يكفل لهم تلقِّي المدد من خارج اليمن.
لقد صارت الدعوة الآن واضحة، والمواجهة صريحة، بل وصار الكلام الآن يهدِّد القيادة في اليمن كلها، وليس مجرَّد الانفصال بجزء شيعي عن الدولة اليمنية.
أسباب قوة الحوثيين
والسؤال الذي ينبغي أن يشغلنا هو: كيف تمكّنت جماعة حديثة مثل هذه الجماعة أن تواجه الحكومة طوال هذه الفترة، خاصَّة أنها تدعو إلى فكر شيعي اثني عشري، وهو ليس فكرًا سائدًا في اليمن بشكل عام، مما يجعلنا نفترض أن أتباعه قلة؟
لذلك تبريرات كثيرة تنير لنا الطريق في فهم القضية، لعل من أبرزها ما يلي:
أولاً: لا يمكن استيعاب أن جماعة قليلة في إحدى المحافظات اليمنية الصغيرة يمكن أن تصمد هذه الفترة الطويلة دون مساعدة خارجية مستمرة، وعند تحليل الوضع نجد أن الدولة الوحيدة التي تستفيد من ازدياد قوة التمرد الحوثي هي دولة إيران، فهي دولة اثنا عشرية تجتهد بكل وسيلة لنشر مذهبها، وإذا استطاعت السعودية محاصرة بالشيعة من كل الجهات أن تدفع حركة الحوثيين إلى السيطرة على الحكم في اليمن، فإنّ هذا سيصبح نصرًا مجيدًا لها، خاصة أنها ستحاصر أحد أكبر المعاقل المناوئة لها وهي السعودية، فتصبح السعودية محاصَرة من شمالها في العراق، ومن شرقها في المنطقة الشرقية السعودية والكويت والبحرين، وكذلك من جنوبها في اليمن، وهذا سيعطي إيران أوراق ضغط هائلة، سواء في علاقتها مع العالم الإسلامي السُّني، أو في علاقتها مع أمريكا.
وليس هذا الفرض نظريًّا، إنما هو أمر واقعي له شواهد كثيرة، منها التحوُّل العجيب لبدر الدين الحوثي من الفكر الزيديّ المعتدل إلى الفكر الاثني عشري المنحرف، مع أن البيئة اليمنية لم تشهد مثل هذا الفكر الاثني عشري في كل مراحل تاريخها، وقد احتضنته إيران بقوَّة، بل واستضافته في طهران عدة سنوات، وقد وجد بدر الدين الحوثي فكرة "ولاية الفقيه" التي أتى بها الخوميني حلاًّ مناسبًا للصعود إلى الحكم حتى لو لم يكن من نسل السيدة فاطمة رضي الله عنها، وهو ما ليس موجودًا في الفكر الزيدي. كما أن إيران دولة قوية تستطيع مدَّ يد العون السياسي والاقتصادي والعسكري للمتمردين، وقد أكّد على مساعدة إيران للحوثيين تبنِّي وسائل الإعلام الإيرانية الشيعية، والمتمثلة في قنواتهم الفضائية المتعددة مثل "العالم و"الكوثر" وغيرهما لقضية الحوثيين. كما أن الحوثيين أنفسهم طلبوا قبل ذلك وساطة المرجع الشيعي العراقي الأعلى آية الله السيستاني، وهو اثنا عشري قد يستغربه أهل اليمن، لكن هذا لتأكيد مذهبيَّة التمرد، هذا إضافةً إلى أن الحكومة اليمنية أعلنت عن مصادرتها لأسلحة كثيرة خاصة بالحوثيين، وهي إيرانية الصنع. وقد دأبت الحكومة اليمنية على التلميح دون التصريح بمساعدة إيران للحوثيين، وأنكرت إيران بالطبع المساعدة، وهي لعبة سياسية مفهومة، خاصة في ضوء عقيدة "التقية" الاثني عشرية، والتي تجيز لأصحاب المذهب الكذب دون قيود.
ثانيًا: من العوامل أيضًا التي ساعدت على استمرار حركة الحوثيين في اليمن التعاطف الجماهيري النسبي من أهالي المنطقة مع حركة التمرد، حتى وإن لم يميلوا إلى فكرهم المنحرف، وذلك للظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة جدًّا التي تعيشها المنطقة؛ فاليمن بشكل عام يعاني من ضعف شديد في بنيته التحتية، وحالة فقر مزمن تشمل معظم سكانه، لكن يبدو أن هذه المناطق تعاني أكثر من غيرها، وليس هناك اهتمام بها يوازي الاهتمام بالمدن اليمنية الكبرى، ويؤكد هذا أن اتفاقية السلام التي توسَّطت لعقدها دولة قطر سنة 2008م بين الحكومة اليمنية والحوثيين، كانت تنص على أن الحكومة اليمنية ستقوم بخطة لإعادة إعمار منطقة صعدة، وأن قطر ستموِّل مشاريع الإعمار، لكن كل هذا توقف عند استمرار القتال، ولكن الشاهد من الموقف أن الشعوب التي تعيش حالة التهميش والإهمال قد تقوم للاعتراض والتمرد حتى مع أناسٍ لا يتفقون مع عقائدهم ولا مبادئهم
ثالثًا: ساعد أيضًا على استمرار التمرد، الوضعُ القبلي الذي يهيمن على اليمن؛ فاليمن عبارة عن عشائر وقبائل، وهناك توازنات مهمَّة بين القبائل المختلفة، وتشير مصادر كثيرة أن المتمردين الحوثيين يتلقون دعمًا من قبائل كثيرة معارضة للنظام الحاكم؛ لوجود ثارات بينهم وبين هذا النظام، بصرف النظر عن الدين أو المذهب.
رابعًا: ومن العوامل المساعدة كذلك الطبيعة الجبلية لليمن، والتي تجعل سيطرة الجيوش النظامية على الأوضاع أمرًا صعبًا؛ وذلك لتعذر حركة الجيوش، ولكثرة الخبايا والكهوف، ولعدم وجود دراسات علمية توضح الطرق في داخل هذه الجبال، ولا وجود الأدوات العلمية والأقمار الصناعية التي ترصد الحركة بشكل دقيق.
خامسًا: ساهم أيضًا في استمرار المشكلة انشغال الحكومة اليمنية في مسألة المناداة بانفصال اليمن الجنوبي عن اليمن الشمالي، وخروج مظاهرات تنادي بهذا لأمر، وظهور الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق "علي سالم البيض" من مقره في ألمانيا وهو ينادي بنفس الأمر. هذا الوضع لا شك أنه شتَّت الحكومة اليمنية وجيشها ومخابراتها؛ مما أضعف قبضتها عن الحوثيين ا
سادسًا: وهناك بعض التحليلات تفسِّر استمرار التمرد بأن الحكومة اليمنية نفسها تريد للموضوع أن يستمر! والسبب في ذلك أنها تعتبر وجود هذا التمرد ورقة ضغط قوية في يدها تحصِّل بها منافع دولية، وأهم هذه المنافع هي التعاون الأمريكي فيما يسمَّى بالحرب ضد الإرهاب، حيث تشير أمريكا إلى وجود علاقة بين تنظيمالقاعدة وبين الحوثيين. وأنا أرى أن هذا احتمال بعيد جدًّا؛ لكون المنهج الذي يتبعه تنظيم القاعدة مخالف كُلِّية للمناهج الاثني عشرية، ومع ذلك فأمريكا تريد أن تضع أنفها في كل بقاع العالم الإسلامي، وتتحجج بحججٍ مختلفة لتحقيق ما تريد، واليمن تريد أن تستفيد من هذه العلاقة في دعمها سياسيًّا واقتصاديًّا، أو على الأقل التغاضي عن فتح ملفات حقوق الإنسان والدكتاتورية، وغير ذلك من ملفات يسعى الغرب إلى فتحها
وإضافةً إلى استفادة اليمن من علاقتها بأمريكا، فإنها ستستفيد كذلك من علاقتها بالسعودية، حيث تسعى السعودية إلى دعم اليمن سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا لمقاومة المشروع الشيعي للحوثيين، واستمرار المشكلة سيوفِّر دعمًا مطَّردًا لليمن، ولعل الدعم لا يتوقف على السعودية، بل يمتد إلى قطر والإمارات وغيرها.
وبصرف النظر عن الأسباب فالمشكلة ما زالت قائمة، والوضع فيما أراه خطير، ووجب على اليمن أن تقف وقفة جادة مع الحدث، ووجب عليها كذلك أن تنشر الفكر الإسلامي الصحيح؛ ليواجه هذه الأفكار المنحرفة، وأن تهتم اهتمامًا كبيرًا بأهالي هذه المناطق حتى تضمن ولاءهم بشكل طبيعي لليمن وحكومتها. ويجب على العالم الإسلامي أن يقف مع اليمن في هذه الأزمة، وإلاّ أحاط المشروع الشيعي بالعالم الإسلامي من كل أطرافه، والأهم من ذلك أن يُعيد شعب اليمن حساباته وينظر إلى مصلحة اليمن، وأن هذه المصلحة تقتضي الوحدة، وتقتضي الفكر السليم، وتقتضي التجمُّع على كتاب الله وسُنَّة رسوله r، وعندها سنخرج من أزماتنا، ونبصر حلول مشاكلنا.

الإرهاب اليميني في سويسرا بعد حظر المآذن.. حظر المقابر
يخطِّـط حزب الشعب السويسري (يمين متشدد) لإطلاق مبادرات إضافية ضد ما يُـسمّـيه "انتشار الإسلام في سويسرا"، في أعقاب موافقة الناخبين على فرض حظر على بناء مآذن جديدة.
وتأتي على رأس القائمة، الإجراءات القانونية ضدّ الزيجات الإجبارية والتشويه الجنسي للنساء ( الختان)، إضافة إلى حظر ارتداء البُـرقع في الأماكن العامة، ووضع حدٍّ للإعفاءات الخاصة من متابعة دروس السباحة للتلميذات المسلمات، على حد قوله.
وفي تصريحات للإذاعة السويسرية قال أدريان أمستوتس، النائب البرلماني والعضو البارز في حزب الشعب: "لقد أعطى الناخبون إشارة قوية لوقف مزاعم السلطة من طرف الإسلام السياسي في سويسرا، على حساب قوانيننا وقيَـمنا. يجب دفْـع المسلمين إلى الاندماج في المجتمع".
وكانت التشكيلة التي ينتمي إليها، وهي أكبر الأحزاب تمثيلا في البرلمان (62 نائبا)، الداعم الرئيسي للمبادرة الداعية إلى حظر بناء المآذن، والتي حصُـلت على أكثر من 57% من الأصوات في اقتراع شعبي أجرِي يوم 29 نوفمبر 2009.
وقال أمستوتس إن حزبه سيُـعزِّز دعواته في البرلمان، من أجل اتخاذ المزيد من الإجراءات للتصدّي لما أسماها "الأسلمة الزاحفة" على المجتمع السويسري. وأضاف أن "الزيجات بالإكراه وختان الإناث والإعفاءات الخاصة من دروس السباحة والبُـرقع، توجد على رأس القائمة"، مشيرا إلى أن الحزب بصدد النظر أيضا في حظر المقابِـر الخاصة بالمسلمين واليهود.
وكان زعيم الحزب طوني برونر قد صرح أنه "يجب على المسلمين المقيمين في سويسرا، أن يستوعِـبوا أنه ليس بإمكانهم الذهاب إلى العمل مرتدين غِِـطاء رأس" (أي للحجاب).
لا مجال لمجتمعات موازية
ويقول حزب الشعب السويسري، إن نتيجة التصويت على المآذن، أظهرت أن الناخبين السويسريين لا يريدون مجتمعات موازية وحقوقا خصوصية. وجاء في بيان أصدره الحزب "قوانيننا تُـطبّـق على الجميع، ويجب علينا السيطرة على الهجرة، وأولئك الذين ينتهكون القانون، يجب عليهم مغادرة البلد".
وسبق للحزب أن جمع العدد الكافي من التوقيعات لصالح مبادرة ترمي إلى طرد الأجانب، الذين ثبت ارتكابهم لجرائم أو قاموا بمغالطة التأمينات الاجتماعية. ولم يُـحدّد بعدُ موعِـد إجراء استفتاء حول هذه المبادرة.
وفي شهر أكتوبر الماضي، أعلنت الحكومة أنها تُـخطِّـط لتشديد القانون للتصدّي للزيجات الإجبارية، في الوقت الذي يدفع فيه الحزب الديمقراطي المسيحي (وسط يمين) باتجاه إقرار حظر على ارتداء البًُـرقع، في سعيٍ منه للكفاح من أجل حقوق النساء.
وقت مناسب للتحرّك
من جهة أخرى، يبدو أدريان أمستوتس، العضو في مجلس النواب، مقتنِـعا بأن الوقت ملائم للتحرّك، ويقول: "إلى حد الآن، رُفِـضت مقترحاتنا أو تمّ تمييعها. ومن المُـحتمل أنه اتّـضح أخيرا للحكومة وللأحزاب الأخرى، أنه يجب عليهم القيام بشيء ما".
علاوة على ذلك، أوضح الحزب أنه لن يتسامح مع أية محاولة لتأخير تنفيذ الحظر الذي أقره الناخبون على بناء المآذن، وقال: "إن أولئك الذين يتساءلون ما إذا كان ممكنا وضع نص المبادرة موضع التطبيق، يُـظهرون نقصا مثيرا للفزع في تقدير الحقوق الديمقراطية".
في السياق نفسه، دعت قيادة حزب الشعب إلى سحب مصادقة سويسرا على اتفاقية دولية (وهي المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان التي سبق أن انضمت إليها)، إذا ما رفضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان حظر بناء المآذن، لكن وزيرة الخارجية ميشلين كالمي استبعدت الخطوة تماما.
وكان بعض الخبراء أشاروا إلى أنه من المحتمل أن تُـلغِـي المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تتخذ من ستراسبورغ مقرا لها، القرار الذي أقره الناخبون ، مثلما نقلت وكالة الأنباء السويسرية على لسان الخبير القانوني البارز فالتر كايلين.
الطرد والعزل؟
وقد سبق وأن أعلن حزب الشعب السويسري (يمين متشدد)، بأنَّ على سويسرا في حالة إدانتها أن تستقيل من محكمة حقوق الإنسان الأوروبية. وكما يقول عضو حزب الشعب في البرلمان السويسري والأب الروحي لمبادرة حظر المآذن أولريش شولَر، أن على سويسرا أن تحسب حساب طَردِها من قِبَل مجلس أوروبا.
البرج الصغير
وترجع نقطة البداية التي امتدت إلى سنواتٍ عديدة من الخلاف، إلى مئذنةٍ كان قد تم التخُطِيطَ لإنشائها في بلدية لانغنتال (كانتون بَرن) من قِبَل المجتمع المحلي الإسلامي، البالغ عدده 130 عضوا من مقدونيا وألبانيا وكوسوفو. وكانوا قد تقدموا بطلب رخصةِ بناءٍ لتجديد مركزهم الاجتماعي و لبناء مئذنةٍ بارتفاع ستة أمتار.
ومنذ ذلك الحين كانت كل من السلطة التخطيطية وسلطة الكانتون مشغولة بهذا المشروع، الذي وافقت عليه مدينة لانغنتال في بداية الأمر. غير أن هذه الموافقة واجهت اعتراضات تم على إثرها تنقيح المشروع الذي جُوبِه ثانيةً باعتراضات جديدة. ومنذ ذلك الحين ظلَّت رخصة البناء مُعَلَّقة عند السلطات المُختصة في الكانتون.
المسلمون مُتمسكون ببناء المئذنة
وبعد أن صَوَّت الشعب بالموافقة على مُبادرة حظر بناء المآذن، يطرح السؤال نفسه فيما إذا كان هذا الحظر سوف يشمل بناء مئذنة المركز الديني في مدينة لانغنتال أم لا، حيث أنّ هذا الأمر غير واضح تماماً وفقا لوزيرة العدل والشرطة إيفلين فيدمر شلومبف، إذ أن الموافقة على بناء هذه المئذنة كانت قد مُنِحَت مرتين سابقاً من قِبَل بلدية المدينة.
ولا يستبعد راينَر شفايتزر، الخبير في القانون الدستوري والجنائي، إمكانية بناء هذه المئذنة "لأسباب تتعلق بحماية الثقة" حسب القانون القديم.
ووفقاً لقوانين البناء في العاصمة برن، وفي حالة التقدم بطلب للبناء، يُطبق القانون الذي كان صالحاً في الوقت الذي تم فيه تقديم الطلَب.
وحتى بعد ان تم التصويت لصالح مبادرة منع بناء المآذن، يَتَمَسك المسلمون بمشروعهم بقوة في مدينة لانغنتال. و يقول رئيس الجالية المُسلمة مطلب كرادمي "سنُقاتل حتى نصل الى المحكمة الفدرالية أو الى ستراسبورغ إذا لَزِم الأمر".
أمّا الخصوم المَحليين فيصفون هذا الإعلان بِأنه "إجباري"، وهم لا يتركون مجالاً للشك بأنهم سوف يمنعون بناء هذه المئذنة التي يصفونها بـ "مظهر لتوسع السلطة الإسلامي
ويُوجد حاليا في سويسرا حوالي 200 مكان مخصص لإقامة الصلاة، تشمل أربعة مساجد بمئذنة ولا زالت هناك طلبات أخرى لبناء مساجد أو مراكز ثقافية إسلامية قيد الدّرس.



أخبار الجالية
حكاية جالية
لم يعد الموضوع سرا على أحد من أبناء الجالية العربية عامة والجالية الفلسطينية خاصة، بعدما تحدثت برلين عن فضيحة الجالية الفلسطينية والصراعات غير الشريفة على كراسي ومناصب "افتراضية".
لقد تحدث الصحافة ووسائل الإعلام عما ما حصل في انتخابات المجلس الإداري للجالية الفلسطينية في برلين بتاريخ 16/11/2008 ومنع دخول بعض أبناء الجالية الفلسطينية للمؤتمر الانتخابي عن طريق توكيل شركات أمن وحماية ، ومن ثم استدعاء الشرطة الألمانية وقوات التدخل السريع في سابقة هي الأولى من نوعها. بلاغات ومؤامرات بحجة أن " إسلاميين يريدون تفجير المؤتمر" ، ووصم بعض أعضاء الجالية بالإرهابيين الإسلاميين.
ووصلت الأمور للمحاكم لفك الاشتباك بين أعضاء الجالية، وصدرت أحكام بمنع " الإخوة الأعداء" من التحدث باسم الجالية.
فلقد نجح الجميع في إخراس صوت الجالية، وأصبحنا جميعاً كعرب أضحوكة في المجتمع الألماني.
لقد قالت أصوات إعلامية عن هذا الحدث :
ـ الصراعات السياسية داخل الجالية الفلسطينية خلقت نوعا من اللامبالاة لأن هناك أشخاصا مصرين على "تسيس" الجالية، فكل هذه التنظيمات تكونت كي تكون في خدمة القضية الفلسطينية، لا أن تكون القضية الفلسطينية في خدمة التنظيم. والجالية الفلسطينية لم تقم على أساس أبناءها بل على أساس التقسيمات التنظيمية.
ـ الانقسامات والخلافات التي تمر بها الجالية جعلتها تخسر ثقة أبناءها، وتخسر كذلك ثقة المواطن العربي في ألمانيا في كل التنظيمات، بل جعلته يفقد الأمل في القضية برمتها !!
ـ استمر العداء بين الأشخاص والتنظيمات، إلى أن وصلت الحالة إلى ما حدث أثناء الانتخابات ، وتدخل الشرطة الألمانية لفك الاشتباك بين أناس، المفروض أنهم أصحاب قضية إنسانية، وأصبحت مهزلة أكبر الجاليات العربية عدداً وعدة على كل لسان.
ـ على ماذا تتقاتلون .. ؟ نحن نعرف أن العمل العام تطوعي وبدون مقابل، فلماذا تتقاتلون وتسيئون للقضية الفلسطينية؟ على ماذا تتقاتلون.. ؟ فليست هناك غنائم حرب ، وعلم فلسطين لم يرفع على أسوار القدس بعد.
لقد صدر قرار المحكمة في برلين واضحاً بأن كل ما خرج عن اجتماع 16/11/2008 من نتائج هي غير قانونية وأنه لا يحق لأي شخص أن يتحدث باسم الجالية أو يدعي تمثيلها، وأن الهيئة الإدارية القديمة ممثلة برئيسها مكلفة بأن تدعو لمؤتمر جديد يتم فيه انتخاب مجلس إداري جديد بطريقة دستورية.
هذا يعني أنه قد مر أكثر من عام ولم تتقدم الجالية خطوة واحدة .. مازالت الجالية تعيش في 16/11/2008 .. للأسف !!
الآن وصلت ديون مقر الجالية إلى أكثر من خمسة آلاف يورو نتيجة عدم تسديد الأجرة ، فقام المالك بطرد الجالية من المقر، وقام من يملك مفاتيح المقر بتسليم المفاتيح وترك كل شيء على حاله في المقر دون أدنى إحساس بالمسؤولية أو الخجل أن ترمى صور الرئيس عرفات أو أعلام فلسطين أو ملصقات الحرب على غزة في " الزبالة" ، كما توضح الصور .
كيف لا وقد تغلبت الطائفية والحزبية على الانتماء الوطني والقومي، كيف لا وقد تغلبت المصلحة الشخصية والقبلية على المصلحة العامة وعلى القضية كلها عامة.
أنظروا إلى الصور .. واحزنوا معنا على جالية، كانت من أكبر الجاليات العربية عددا وعدة وكفاءات..... ولا عزاء للسيدات.





مدارس قرطبة
أقامت مدارس قرطبة الشهر الماضي حفل افتتاح فرعها الرابع في برلين بحي شبنداو. وقد حضر الحفل جمع غفير قدر بحوالي 200 شخصا.
هذا وقد كانت بعثة جامعة الدول العربية ممثلة في الحفل وألقى الأستاذ مالك موصلي – ممثل رئيس بعثة الجامعة - كلمة باسمها. كما تخلل الحفل العديد من الأناشيد والدبكات والأنشطة الترفيهية، وتميز بعرض من قبل أطفال المدرسة نال اعجاب الحضور.



بيان من منظمة حقوق الإنسان في الدول العربية/ ألمانيا
قرار سويسري خطير ينتهك حقوق الإنسان
ويمارس سياسة الإقصاء ضد المسلمين
تمثل نتائج الاستفتاء الذي أجري في سويسرا ، والتي تقضي بمنع بناء المآذن انتهاكا صريحا للقوانين الدولية وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة ولحق المسلمين في ممارسة الشعائر الدينية بحرية، كما تلقي بظلال كثيفة على العلاقات بين الشعوب والأديان.
اقتراح منع المآذن والذي قام كل من البرلمان والحكومة السويسرية والكنائس وجمعيات المجتمع المدني بدعوة الشعب إلي رفضه حصل على أغلبية تفضح مدى انتشار العداء للإسلام والمسلمين، الظاهرة الخطيرة التي تفاقمت مع سياسات الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، والتي غذتها مراكز سياسية وإعلامية أمريكية وأوروبية يمينية.
كما تكشف العملية السياسية التي أدت لهذا الاستفتاء القصور الفاضح للتطبيق "الديمقراطي" الذي يسمح بأن تضطهد أغلبية عددية حقوق أساسية للأقليات.
باسم حقوق الإنسان وباسم مستقبل العلاقات السلمية بين الشعوب ندين هذا القرار الأخرق ونطالب الحكومة وكل قوى المجتمع الديمقراطية في سويسرا بالإسراع في تصحيح الوضع وضمان الحقوق الأساسية للمهاجرين ومنها حقوقهم في ممارسة حرياتهم الدينية والثقافية بلا تمييز.
إننا نطالب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي تربطه علاقات وثيقة بسويسرا ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية باتخاذ الخطوات اللازمة لحمل الدولة السويسرية على إبطال هذه الخطوة المعادية لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية.
رئيس الأمانة العامة نبيل يعقوب مقرر الأمانة العامة د. حامد فضل الله

بيان: مؤسسة ابن رشد للفكر الحر
لكي لا تتراجع مسيرة الحضارة العربية
إن منع العلاّمة المصري نصر حامد أبو زيد - والحاصل على جائزة ابن رشد للفكر الحر - من حرية الكلام في الكويت يسيء بسمعة الكويت وخصوصاً لنهج القوى البرلمانية الإسلامية فيها. إنه لمؤسف للغاية أن تستغل القوى البرلمانية الإسلامية في الكويت نفس النظام الديمقراطي الذي أوصلها إلى البرلمان لتقويض إحدى الأسس الرئيسية للنظام الديمقراطي وهو حرية الكلام والنقاش. من يمنع حرية الكلام في الفكر الديني هو من لم يتيقن من إيمانه وعقيدته فيخاف من النقاش الديني والعقلاني ويتناقض بذلك مع القيم الإسلامية. إن معنى ذلك دفن الرأس في الرمال لا بل الهروب من المواجهة الفكرية البناءة. دعونا نتذكر فقط أن النهضة العربية الإسلامية كانت دائماً في أوجها منفتحة على المعرفة والعلم ولم تكن مختزلة فقط على الإيمان. نصر حامد أبو زيد عالم يمثل الفكر العربي الإسلامي المستنير والناقد في العصر الحديث. باسم الحرية وحرية الفكر نطالب حكومة الكويت أن تتدارك الأمر بشكل جدي لأن هذا الحادث هو مؤشر لتراجع فكري وحضاري وإنساني لمسيرة النهضة العربية الإسلامية التي بدأت الكويت المساهمة فيها بنظامها الديمقراطي البرلماني.




حتى نلتقي

فى بلاد المهجر

يفقد المهجر كثيرا من عاداته وتقاليده وقيمه نتيجة ابتعاده عنها ونتيجة انفصاله عن الواقع والمجتمع الذى ربي ونما فيه ، كما قد يصاب فى اعز ما لديه وهو دينه والعياذ بالله
وأيضا نتيجة ما يتعرض له من ضغوط نفسية ومعاناة يومية فى بلاد الأغتراب وهى كثيرة والحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه ، مما قد يسبب له نوعا من الأحباط واليأس ومن ثم اللامبالاة يدفعه الى تقليد اعمى لما حوله بحجة ان لم يكن ما تريد فرد ما يكون
من هنا وحرصا منا اخوتنا واهلنا فى بلاد المهجر قمنا بتأسيس النادي الثقافي العربي فى المانيا يجمع المهاجرين فى اطار عائلي اخوي يعبرون فيه عما يجيش ويعتمل فى صدورهم يبثون همومهم بعضهم لبعض محاولين مجتمعين تجاوز محنة الغربة والعودة الى طبيعتهم وفطرتهم التى جبلوا عليها يقربهم التزاور والود والتواصل كما يقضون اوقات فراغهم بما ينفعهم ويفيدهم هم وعائلاتهم ، ان النادي الثقافي العربي فى المانيا اخذ على عاتقه العمل لتحقيق ذلك بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والعمل المدروس
بسم الله الرحمن الرحيم
قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين
صدق الله العظيم
كما خصصنا لكل همومكم مخرج ، فهنا دور للمرأة وهناك دور للأبناء وهنالك ادوار للجميع يتسابقون للعمل بما يعود عليهم جميعا بالنفع والخير ، يتقابلون ، يتزاورون ، يتحاورون ، يتراحمون ويمدون يدهم بلهفة وهمة لكل من يقع فى محنة .
كما اردنا ان يكون للنادي صوتا يصل للجميع وهو هذه المجلة المهاجر التى تصدر كل ثلاثة شهور لتعبر عن الواقع وتعمل على تطويعه وتحسينه حتى تضعه فى القالب الذى نعرفه جميعا وربينا عليه .
ستقدم للمهاجرين ما كانوا يحنون اليه ويشتاقون من معرفة وارشاد من وسائل توعية وترفيه هادف ، مستعينة بعد الله عز وجل بتراثنا وحضارتنا العظيمة التى انارت العالم وارست للعلم دعائم .
محاولين استعادة تلك الحضارة المسلوبة ومواكبة الحاضر بما ينفع ويفيد ، مستعينين بدين الله الحنيف نبراسا مضيئا وطريقا لنا ، اليس الدين عند الله الأسلام .
اخوتنا وأحبتنا اننا اذ نرحب بكم فى النادي وفى مجلته نرحب فى الوقت ذاته بكل اقتراحاتكم واسئلتكم كما ونرحب ايضا بكل انتقاداتكم الهادفة بقلوب كبيرة وصدور واسعة
اخوكم رئيس النادي عصام عبيد
الاتصال والاستعلام
Postoffice 1549 , 57206 Kreuztal , Germany
Tel&Fax 02732 28705 Mobile 01714458687



المصادر
وسائل اعلام وصحف عربية وعالمية
تنويه
الاراء والمواقف والاخبار التى وردت فى هذا العدد تعبر عن مصادرها وكتابها
ولا تعبر بالضرورة عن اراء ومواقف النادي الثقافي العربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة