Translate

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

القائد الراحل الحكيم جورج حبش


-       عاش المرحلة الأخيرة متنقلاً بين دمشق وعمان.
-       أدخل إلى إحدى مستشفيات عمان في 17/1/2008 لإصابته بجلطة قلبية وتوفى يوم 26/1/2008.

من مأثورات ومقولات القائد الراحل الحكيم جورج حبش
قوة الإرادة:
-   "تستطيع طائرات العدو أن تقصف مدننا ومخيماتنا وتقتل الأطفال والشيوخ والنساء ولكن لا تستطيع قتل إرادة القتال فينا".
-       " لا تستوحشوا طريق الحق لقلة السائرين فيه ".
-       " لا عذر لمن أدرك الفكرة وتخلى عنها ".
حديث عن الذات:
-   لقد غادرت الوطن للدراسة في بيروت لأجل الارتقاء، وكلّي أمل وإصرار على العودة إليه حاملاً معي آمالي وأحلامي وعزمي لأكمل مشواري بين أحضان وطني .. وفي لحظة تاريخية فارقة لا يمكن أن تمحى من ذاكرتي.. افتقدت هذا الوطن..!! افتقدت كياني.. وغار الجرح عميقاً في كل جسدي.. إنها اللحظة الأصعب في حياتي التي حولتني من إنسان عاشق لوطنٍ وحياة إلى سياسي يبحث عن وطن.. وحياة أفضل، ذلك هو السر الذي دفعني إلى أن أوظف كل سنوات عمري لأجل استعادة هذا الوطن. وأستعيد معه كل أحلامي وآمالي
حديثه إلى الشباب:
-   إن أهم ما يمكن أن أنقله للأجيال الصاعدة هو خلاصة تجربتي، وما احتوته من دروس، سواء كانت دروس الإخفاق أو دروس النجاح، عليهم أن ينطلقوا من حيث وصلنا، لا لتكرار تجربتنا وإنما بالاستناد إلى دروسها الثمينة كونها دروساً دُفعت أثمانها تضحيات ودماء غالية وعزيزة، وان يجتهدوا ويجاهدوا لتخطي إخفاقاتنا وأسبابها، وهذا مشروط بامتلاك الوعي والعلم والمعرفة كأدوات من دونها يستحيل التقدم، وان يملكوا الثقة بالذات، وبالمستقبل وبأن الهزائم لا تعني المساس بأهدافنا، فهي صحيحة وعلمية وعادلة وإنسانية إلى أبعد حد.
-   إن المهمات كبرى والتحديات جسيمة، وعلى شبابنا أن يشحذ عقله ويشمر عن ساعده ويندفع للعمل، عليه أن يتخطى أخطار التهميش والاستلاب والاغتراب، وان ينمّي روح التمرد الايجابي وتخطي نفسية الخضوع، وان يجاهد لتحرير المرأة من كل ما يعوق تقدمها ويحد من مبادرتها وإبداعها، وان يربط دائماً بين أصالته وضرورة امتلاك الحداثة وعدم وضعها في مواجهة مميتة، وان يجيد الإنتاج ليصبح جديراً بالاستهلاك، إنتاج الفكر والمعرفة والحضارة، والإنتاج المادي بمختلف ميادينه، وآمل ضمن هذا السياق، ألا يشكل فشل الأحزاب وقساوة الهزائم قوة تدمير لروح الانتظام والانتماء لدى شبابنا، فلا مجال للتقدم ومضاعفة الفعل من دون الانتظام الواسع ضمن أحزاب ومؤسسات ونقابات وجمعيات ونواد، للارتقاء بالانتظام الاجتماعي إلى مستوى التوحيد الشامل للطاقات، وتقليص هدرها وتوجيهها ضمن رؤية إستراتيجية شاملة.
-   إنني على ثقة بأن أجيال شبابنا الصاعدة والمتتالية لن تحتاج إلى من يلقّنها ما يجب أن تفعله، فليس من حق أحد، فرداً أو حزباً، أن يصادر حقها في تحديد طموحاتها وأهدافها مسبقاً، هذه حقيقة، لكن تقف إلى جانبها حقيقة لا تقل أهمية، وهي أن حياة الأمم والشعوب وتاريخها ومستقبلها ليست سلسلة مفككة لا يربطها رابط، إنما هي عملية تراكمية متواصلة، ومن لا يدرك تاريخه ويعيه لن يستطيع إدراك حاضره، وبالتالي مستقبله.
الصراع مع العدو الصهيوني:
-   إننا في حالة صراع مفتوح، ونضال مستمر، وصيرورة تاريخية في مواجهة المعتدي.. وليس مستغرباً أن يظهر على هامش هذه الصيرورة النضالية من يعبث بالحق الفلسطيني بصرف النظر عن الأسماء والمسميات، وكل محاولة للعبث بهذه الحقوق الوطنية عن وعي أو بدون وعي هي بمثابة كوابح سياسية وعملية لمسيرة النضال الوطني الفلسطيني، وعليه فإن كل المؤتمرات واللاءات والوثائق التي تنتقص من الحق الفلسطيني لن يكتب لها النجاح بفعل تمسك الشعب الفلسطيني بكافة حقوقه وثوابته. هل استطاعت أوسلو ووثائقها أن تنهي الحق الفلسطيني، أو تعيد جزءاً من الحق الفلسطيني؟ إن «إسرائيل» تستطيع أن تقول لاءاتها. ولكن كل واحدة من هذه اللاءات سيواجهها شعبنا بضراوة كفاحياً وسياسياً واستراتيجياً.. ويجب أن يدرك الجميع أن القضية الفلسطينية لا تنحصر في عناوين هذه اللاءات الأربع.. إنما هي الأرض والشعب معاً، أي فلسطين التاريخية .
-   أن الصراع مع عدو، كالصهيونية – وإسرائيل – والامبريالية، هو صراع تاريخي مفتوح لن تختزله لحظات انكفاء عابرة، هذا الفهم يدفع عملياً نحو ضرورة إدارة الصراع بطريقة شمولية، وبصورة يتساند ويتشابك فيها النضال التحرري القومي مع النضال الاجتماعي الديمقراطي، وهذا يعني وعي الديمقراطية كأداة للنهوض وقيم للسلوك والفكر والممارسة لتحرير المجتمع، فالديمقراطية، هي في حد ذاتها، ليست هي الحل وإنما بوابة للحل، أما الحل فهو قوى المجتمع وحريته القادرة على تحديد الأهداف والطموحات والنضال من أجل تحقيقها
الحكيم والمسألة التنظيمية (الحزب):
-   إن التنظيم الذي يقوم على أساس ماركسي، أي بمعنى الاسترشاد بالفكر المنهجي الجدلي، ويلتزم مصلحة الأغلبية المستغَلة والمضطهدة التي تكمن في التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، سينتصر بينما التنظيم الذي يقوم على أساس برجوازي صغير سيفشل.
-   إلا أن الحاجة إلى بناء العامل الذاتي / الحزب، تشكل حتى اللحظة القضية المركزية التي تحتل موقعاً هاماً أساسياً في سلم الأولويات الضرورية من أجل تفعيل العلاقة الجدلية بين الظرف الموضوعي والعامل الذاتي كشرط لا بد من توفره لتجاوز الواقع الراهن.
-   إن وقفة التأمل الايجابي التي نريدها، - من وجهة نظري – دعوة إلى التعمق في رؤية ما نحن عليه بصورة نقدية وتشخيص واقعنا بلا أية رتوش أو زيف، بعيداً كل البعد عن الاستخفاف أو المكابرة، تأمل لا يدعو إلى السكون، بل ينطلق من نبضات قلب جبهتنا وحركتها الصاعدة في إطار الحراك السياسي الاجتماعي العام، الوطني والديمقراطي على الصعيد الفلسطيني بارتباطه العضوي الوثيق بالمشروع التقدمي القومي العربي، إذ لم يعد هناك أية إمكانية للحديث عن تطور وتقدم المشروع الوطني الفلسطيني بانفصاله عن الحامل القومي العربي، أقول ذلك، رغم شدة التباعد أو الانفصام الراهن بين الوطني والقومي.
-    أن أهم استحقاق نظام على الصعيد التنظيمي يتمثل في قدرتنا في الجبهة الشعبية على تطوير بناها ومؤسساتها وأدائها بما يلبي الوظيفة والدور التاريخي الذي يجب أن تقوم به ارتباطا بما تمثله تاريخياً وما تطرحه راهناً من رؤية أيدلوجية وسياسية واجتماعية وكفاحية.
-   إن تكامل أشكال النضال المختلفة السياسية والاقتصادية والكفاحية والإعلامية والجماهيرية كلها معاول يجب أن تستخدم بطريقة واعية وعلمية واستثمارها بأعلى طاقة ممكنة من الكفاءة ووضوح الرؤية.
الحكيم وحق العودة:
-   حق العودة هو حق طبيعي، وقانوني، وجمعي وفردي، ليس لأحد في العالم أن يعبث به، فالمسألة واضحة كالشمس، هناك لاجئون أرغموا على ترك أرضهم وديارهم.. لهم الحق في العودة كحق طبيعي، ولهم الحق في العودة وفق قرار الأمم المتحدة 194، وهو قرار يجيز لهم العودة . والمنطق الطبيعي أن يعودوا لا أن يحل مكانهم مستوطنون قادمون من آفاق الأرض، وعليه فنحن ننظر إلى حق العودة كأساس وجوهر للمسألة الفلسطينية، ولا حلّ سياسياً بدون ربط حق العودة بالأرض والوطن والكيان السياسي للشعب الفلسطيني
جورج حبش ومسألة النضال القومي ضد الامبريالية:
-   ترتبط عملية التحرر القومي وعملية التحرر الاجتماعي إحداهما بالأخرى، وهذا ينقلنا إلى الحديث عن جبهات المواجهة المستقبلية، وهي أولاً: الجبهة الثقافية التي يجب أن تتناول أسباب هذا الواقع وتحليله والتفكير في الحلول والبدائل، إنها الجبهة التي تؤمن الأساس الفكري المنهجي لوعي الماضي والحاضر والمستقبل، ومن دونها سيبقى التخلف والانفعال، وهناك ثانياً الجبهة السياسية، إذ يجب أن تقوم أحزاب وجبهات حكماً بالجبهة الثقافية، وتشاركها في بلورة الرؤية والتحليل والعلاج، وتنقل الوعي إلى قوة فعل سياسي – اجتماعي منظم، وهناك ثالثاً الجبهة الاجتماعية، فلا يجوز، مهما نركز على الجهة الصهيونية، أن نهمل الموضوع الاجتماعي الذي يتصدى لمعالجة هموم الناس المعيشية، وفي هذا الإطار، أيضاً، ومهما يكن الواقع مرّاً وأنا أوافق على تشخيص هذا الواقع، فإنني أتطلع إلى تحقيق نهضة عربية كبيرة تتلاءم مع حجم طاقات الأمة العربية وإمكاناتها وتراثها وحضارتها.
-   إن الاندفاع الذي يسوقنا إليه أعداء هذه الأمة، الامبريالية الأمريكية وإسرائيل، تحت ستار العولمة، وعبر أدوات تحكم هذا الوطن أو تتحكم فيه، هذا الاندفاع أو الدفع لا بد له أن يتوقف، لأنه يسوقنا إلى مخاطر وكوارث ستهون أمامها كل المخاطر أو الهزائم أو النكبات على امتداد تاريخنا الحديث والمعاصر، لكننا جميعا ندرك أن هذا الواقع المأزوم والمهزوم الذي نعيشه اليوم يعود في أحد أهم أسبابه المباشرة، إلى تراكم أزمة حركة التحرر العربية منذ عقود طويلة، وهو تراكم تتجدد فيه عوامل الهبوط السياسي والتشوه المجتمعي والتخلف العام، مع تزايد التبعية بكل أشكالها، ولكن الإشكالية الكبرى ان تضخم هذه الأزمة لم يكن ممكناً لولا ذلك القصور السياسي لأطراف حركة التحرر العربية، وقصور أحزابها وفصائلها عن قيادة عملية التغيير من أجل تجاوز الواقع الراهن.
-   إن أول أسباب انتصار المشروع الصهيوني يكمن في أن قياداته أدارت الصراع بصورة شمولية، وعلى أساس إستراتيجية صراعية متقدمة، ويخطئ من يظن أن الحركة الصهيونية مجرد عصابات منفلتة، يمكن وصفها خلقياً من جانبنا بالعصابات، لكنها في الواقع قامت بدورها ووظيفتها ارتباطاً بأهدافها من النقطة التي وصلت إليها أوروبا والدول الصناعية على صعيد التطور. هذا عنوان أول، العنوان الثاني هو تركيم مكونات القوة. الموضوع الآخر، في هذا السياق، يتمثل في صوغ معايير تتلاءم مع مصلحة المشروع العليا، وهي معايير كانت تتخطى الأفراد والأحزاب، وفي ضرورة الارتقاء بالأفراد إلى مستوى حاجة الوظيفة والدور المطلوب تأديتها، وليس العكس.
-   مع تعميق إيماني بضرورة وحدة الأمة العربية ككل، وأهمية ذلك لتحقيق شروط تحرير فلسطين، لا أنظر إلى الوحدة اليوم كمجرد شعار، ولا كما تمت بين سورية ومصر، وإنما من خلال عملية التراكم والتكامل، ومن خلال الوحدات الأصغر: وحدة مصر والسودان، وحدة المغرب، وحدة دول الهلال الخصيب، وحدة دول الخليج، لكن من الضروري التركيز على أهمية دور سورية فيما يتعلق بالقسم الآسيوي، وعلى أهمية دور مصر بالنسبة إلى القسم الإفريقي. جوهر الاشتراكية ألاً يقوم مجتمع على أساس الاستغلال، وفشل الأنظمة الاشتراكية لا يعني فشلاً للنظرية الاشتراكية ويجب أن يكون كل الاشتراكيين في العالم معنيين بدراسة أسباب فشل التجربة الاشتراكية الأولى.
الحكيم والموقف من أوسلو والوحدة الوطنية:
-   مأساة أوسلو لا تعود إلى حدث بعينه، إنها في الواقع حصيلة تاريخية لما سبقها من مراحل، بل يمكن القول إنها حصيلة الهزائم المتراكمة عربياً وفلسطينياً، ولا أقصد بالهزائم فقط الانهزام العسكري أمام إسرائيل، بل أيضاً – وهذا هو الأهم – عناصرها الذاتية، أي الداخلية، بمعنى عجزنا عن تركيم وتأمين مقدمات الانتصار السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية، وعجزنا عن انطلاق فاعلية المجتمع العربي في كل الدول، وإبقاؤه تحت رحمة الاستلاب والخضوع وقمع الأنظمة البوليسية، فكيف يمكن تصور أن ينجح شعب في الانتصار على عدو متقدم يملك أسباب القوة كالعدو الصهيوني، ما دام ذلك الشعب لا يعرف معنى حريته الداخلية، وتسود فيه الغيبية والجهل والانغلاق على الذات، هنا تكمن مرجعية هزيمة أوسلو وغيرها من الهزائم العربية – الفلسطينية.
-   الوحدة الوطنية ضرورة ملحة لمواجهة السرطان الصهيوني، شرط أن تقوم على أساس سياسي واضح، وعلى أساس ديمقراطي، وألاّ تكون تحت رحمة قيادة فردية.
-   إن المرحلة السياسية الراهنة ليست ذاتها التي انطلقت منها الثورة الفلسطينية المعاصرة.. وبالتالي الشيء الطبيعي أن تختلف وسائل وأشكال النضال، وأولويات النضال وفقاً للظروف المناسبة، وعلى القيادات الفلسطينية المناضلة أن تقرأ اللوحة الدولية بكل تضاريسها كي تعرف أين موقعها في هذا الصراع الدائر على مستوى العالم.. وابتداع الأشكال النضالية المناسبة، كما عليها أن تدرك أن هذا التوازن الآن، بل الاختلال بتوازن القوى الدولية ليس إلا مرحلة سياسية قد تقصر أو تطول. فلا يجب على هذه القيادات أن تقدم على تنازلات تحت وطأة هذا العالم الأحادي القطبية.. فهو عالم ليس سرمدياً وأبدياً .. إنما عليها أن تؤسس لحركة وعي وطنية وقومية جديدة لدى الإنسان الفلسطيني والعربي، مضمونها بعث الهوية الوطنية والقومية لجهة عدم الاندماج في ما يسمى الهوية العالمية.. هذا تضليل من قبل الآخر لتسهيل مهمته في احتلال الأرض والعقل والثقافة
كلمات الحكيم قبل الرحيل:
-   في النهاية أقول إن جيلنا حاول ان يقوم بواجبه بصورة جيدة، أو أقل، أو سيئة، وبالتأكيد كان في إمكانه أن يعمل أفضل، وأن يعطي أفضل، وكان في قدرته أن يتخطى بعض الأخطاء الكبيرة، لكن هذا ما حدث، ونحن مستعدون لتحمل مسؤوليتنا وتحمل محاكمة الشعب والتاريخ مهما تكن قاسية، فالهدف في النهاية ليس حماية الرأس، وإنما عدم تبديد خبرة أعوام وعقود وتضحيات لا يمكن تعويضها.
-   كلمة أخيرة إلى أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات والغرب؟ كلمتي إلى الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة.. أذكّرهم بأن الاستعمار بكافة أشكاله سيرحل عن أرضنا ولنا بالتاريخ عبرة.. لكن الأمر يحتاج أولاً إلى الوحدة، ثم الوحدة، ثم الوحدة.. وإن فلسطين هي الهدف، والهدف الراهن والاستراتيجي، فلا نجعل من خلافاتنا وصراعاتنا الداخلية على السلطة الوهمية والتي هي تحت الاحتلال مجالاً لانتصار الآخر علينا .

قالوا عن الحكيم
 
الفارس الذي لم يترجّل
آثرتَ تُغادرُ هذا الزمنَ الجاحِد
زمنَ الأقزامِ المُنتَصرينَ براياتِ الغُرَباء
آثرتَ تُغادِرُ
كي لا تتلوّثَ بِغُبارِ النَفطِ الطافِحِ من أكبادِ الجَوعى
غادرتَ
وما وَطِئَت قَدماكَ بِساطَ الذُلّ
كي تَرعى حُرمةَ من سَقطَ مِن الشُهداء
لأنكَ منذُ بَدأتَ مَسيرةَ عَودَتِنا
وحَملتَ أمانينا
كُنتَ الصادِق
آمنتَ
بأن العودَةَ كَالبُردَةِ
لا يُمكِنُ أن نَنسُجَها بِالوَهم
آمنتَ بأنَ طَريقَ العَودَةِ مَمهورٌ بِإرادَتِنا
لا بِتَخاريفِ الجُبَناء
يومَ خَرجتَ مِن اللدِّ
كانَ صَليبُكَ من خَشبِ اللَوّزِ اليابسِ
واليَومَ تُغادِرُنا وتعودَ إلى اللدّ
وصَليبُكَ ما زالَ على كَتِفَيك
قَد أزهَرَ لَوزاً..!
 
آثرتَ تُغادِرُ هذا الزمَنَ الجاحِد
سافرتَ على نَهرِ دُموعك
كي تَلقى غَسان
وَكُلُّ الرُفقاءِ
الشُهداء..
 
لكنكَ تَبقى مَعَنا روحاً
نَتَلمَّسُ مِن فِكرِكَ صَبراً
وَصُموداً
لَيس لنا إلا أن نَصمُدَ.. كي نلقاكُم جَمعاً
عندِ حُدودِ الوَطَنِ الغالي
نَدخُلهُ فَتحاً..
وَنُقيم
 
الشاعر عدنان كنفاني
-   انصهرت شخصيته حتى النخاع في العملية الثورية ولم ينفصل عنها حتى توقف قلبه النبيل عن الخفقان، تسلح بالمناعة الثورية والصلابة المبدئية ولم تهزهما التغييرات العالمية العاصفة لصالح معسكر الأعداء، آمن بعمق بضرورة التجدد والتجديد وقاوم التحنط الفكري والمذهبي والميوعة والتحلل والسقوط في شراك العفوية والارتجال.

القائد الأسير أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية
 
-   مع مرور الأيام والسنين وجدت في الحكيم ليس فقط عمق الفكرة والشمول ولكن الاستعداد والحرص الدائم على التعلم، فإنه كان حريصاً دائماً على التعلم وكان يردد على مسامعنا دائماً قول ماوتسي تونغ: " حتى تكون معلماُ جيداً عليك أن تكون متعلماً جيداً" وظل الحكيم يعتبر نفسه متعلماً جيداً، حتى يستطيع وحتى يكون جديراً باللقب الذي يستحقه عن كل جدارة لقب المعلم " المعلم التاريخي".
إنه الفكرة والقضية والثورة في صورة رجل، اختصر المعاني كلها، وارتفع عن حدود المألوف، هذه كلمات لا فضل لي في إنشائها ولكنني أعيد قراءتها ونحن يجمعنا كما وسيظل يجمعنا الحكيم نقرأ نتعلم من سفرٍ للثورة، للعطاء، للتواضع، للإنسان، يعلمنا، كما سيعلم أجيالاً تحمل راية التقدم والعدالة الاجتماعية ورفع الظلم عن إنساننا الفلسطيني وعن إنساننا العربي وعن كل إنسان.
علّمنا الحكيم أن الحقيقة كل الحقيقة للجماهير ولمن يجادله في هذا الشعار كان يوضح، بأنه يدرك أن أمن الثورة وضروراتها توجب التكتم أحياناً ...  علّمنا الحكيم أن الأخلاق بنية فكرية وسياسية ومسلكية وحذرنا من خطورة ترويج مقولة أن السياسة بلا أخلاق فإنه يفتح عمل الشيطان في كل شيء ... علّمنا الحكيم الديمقراطية والتجديد، وقد جسّد الديمقراطية في علاقاته مع الجميع داخل الجبهة وخارجها، حتى أنه ابتدع مفهوم الطلاق الديمقراطي لمن وجد أنه لا يستطيع أن يستمر في الجبهة ومعها، وإحقاقاً للحق وللحقيقة وإنصافاً للحكيم فقد أراد أن يتخلى عن موقعه كأمين عام للجبهة منذ المؤتمر الخامس في 1993 ولكن إلحاحنا نحن رفاق الحكيم وتفاعله مع الانتفاضة المجيدة هو الذي أجل تنفيذ هذه الخطوة للمؤتمر السادس، إيمانه بحتمية انتصار شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية على هذه الغزوة الصهيونية وعلى كيانها في فلسطين كان راسخاً لم يهتز بالهزائم ولا بالنكسات وبكل هذا الزمن المجافي.

من كلمة الجبهة الشعبية في تأبين القائد الحكيم – ألقاها الرفيق. جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية
     
 
-       أدرك الحكيم مدى ما كان يتمتع به من إخلاص لقضايا أمته في كل مكان، ومدى ما كان يحمله من يقين لا يخالطه شك، في أن تحرير فلسطين يتوقف على تحرير إرادة الأمة.
الشاعر عبد العزيز المقالح / اليمن
 
-   امتلك فقيدنا هيبة نضال (كاريزما) تعززت بمرور الوقت بفعل سجله النضالي حتى غدا هذا القائد محط اجماع وطني فلسطيني، وحتى من خاصموه في الفكر أو الممارسة، لم يملكوا إلا أن يسلموا بطهارته الثورية، وإخلاصه الوطني والقومي والأممي وهو الذي لم تأخذه العزة بالفكر فقرر الانتقال من الفكر القومي المطلق إلى الماركسية اللينينية، دون أن يفقد هويته وانتماءه.
عبد القادر ياسين / باحث فلسطيني مقيم في القاهرة.
-   الحكيم جورج لم يغدر برفاقه، ولا رشاهم بالمناصب، ولا أغدق عليهم المال، فهو لم يكن يتدخل في الشؤون المالية نافحاً هذا امتيازات ليكسر عينه، ويستتبعه، مشترياً ذمة ذاك ليضعه تحت إبطه! عاش متواضعاً، أقرب إلى المتصوف، منسجماً مع فكره، ومع المثل التي حرص على زرعها في نفوس رفاقه.
رشاد أبو شاور / كاتب فلسطيني.
-   لا شك أن ذكرى نضالات هذا الفلسطيني الجسور ستبقى ذخيرة حية لشعوب العالم المستضعفة في كفاحها لأجل الحرية والاشتراكية والوحدة والسلام العادل، وسيبقى خطابه الذي ألقاه سنة 1970 في ملتقى الفكر العربي في الخرطوم حول موضوع العلاقة بين الدولة والثورة وخلاف الشيوعيين والقوميين منارة في تحليل القوميين للحركة الشيوعية ومنارة للفكر الماركسي اللينيني في تحليل المواقف القومية، ومنارة للإثنين في تقدير طبيعة التحولات الصغرى وآثارها العظيمة، لكن الآن ماذا يقال لعزاء أمة أنجبت هذا النضال: سوى: هذا الحكيم محمولاً في نعشه .. قومي أنظري كيف تسير الجبال، فللحكيم ورفاقه الإجلال والمجد ولشعبه ولشعبنا شرف موقفه النضير.
المنصور جعفر (الحزب الشيوعي السوداني)
-   ان رحيل الرفيق الكبير جورج حبش هو رحيل أحد رفاق الدرب مهما كانت أشكال اختياراتنا في منطلق حياتنا لأن الطريق الطويلة للكفاح أثبتت أن هذه الاختيارات تشترك في نفس المنبع وتحركها نفس الدوافع النبيلة من أجل عمالنا وشعوبنا من أجل الإنسانية جمعاء.
الصادق هجرس / الحزب الشيوعي الجزائري.
 
-   ما أكثر السياسيين الذين كسبوا رهانهم فأتى عليهم الدهر بالنسيان، وما اكثر الذين حفروا في ذاكرتهم أسماء الأنبياء والأولياء والأبطال التاريخيين الذين قضوا ولم يعاينوا ثمرات نبوءتهم أو نضالهم، لم يترك الأولون ما يذكرون به على فالح فعلهم لكن الأخيرين بذروا في النفس معنى لا يزول وارتفعت مقاماتهم على حدود البشري والواقعي.
-   هذا ليس نصاً في هجاء السياسيين، ولا هو نص في مديح الابطال والأنبياء والمرسلين، انه أقرب ما يكون الى البوح والاعتراف: البوح بشعور انساني تجاه فقدان معنى رفيع من معاني السياسة في تاريخنا العربي المعاصر، والاعتراف لمن أخذ معه ذلك المعنى وهو يرحل عنا بالجميل التاريخي الذي يليق بأي شريف على هذه الأرض أن يعترف لصاحبه به، وصاحبه جورج حبش: الرجل الذي يكفيك اسمه كي تعرف من هو انه الفكرة والقضية والثورة في صورة رجل اختصر المعاني كلها وارتفع عن حدود المحسوس والمألوف.
عبد الاله بلقزيز / المغرب.
-   أنا في حال انسجام مع قوميتي العربية ومسيحيتي وثقافتي الإسلامية وماركسيتي التقدمية... بهذه الكلمات لخص الحكيم هويته الفكرية، ويحظى هذا التلخيص بأهمية حينما نتذكر أنه مرآة مكثفة لهوية الكثير من المثقفين السياسيين الذين كانوا براكسيس حيوي وحدوا الفكر والممارسة في عملية تاريخية معقدة، لم يكن الحكيم من حفظة الكتب ولم تبهره اللفظية الثورية ولم يكن من فصيلة انزياح الواقع أو الذي يبرر الكسل الذهني أو الهبوط العملي، وفي اشتداد الظروف أو سهولتها لم تتعوّم لديه خارطة الوطن أو تختزل، وبقي مزيجاً من رجل الفكر ورجل السياسة ومن حملة المبادئ بل وصانع مبادئ كبير، وعلى غرار ماركس (إياكم والتنازل النظري، إياكم والمساومة على المبادئ) نحت مقولته (لا ينبغي أن ينتهك التاكتيك الإستراتيجية، ولا ينبغي أن تنتهك السياسة الأيدلوجية) لأنه ( يمكن التغلب على هزيمة عسكرية ويمكن التغلب على هزيمة سياسية، أما الهزيمة الثقافية فهي أمّر وأقسى).
أحمد قطامش
 
-   بدأ القائد الحكيم مسيرته النضالية مؤمناً بالثأر والحديد والنار غلافاً وهاجاً لوطنيته لكنه سرعان ما وحَّد في عقله وقلبه - بإخلاص شديد – الوطنية المتوهجة بالقومية المتعصبة بتأثير عاطفي من علي ناصر الدين، العربي اللبناني مؤسس عصبة العمل القومي 1933، وبتأثير عقلاني من ساطع الحصري وقسطنطين زريق بوجه خاص، وظل مخلصاً لأيدلوجيته القومية دون تعصب شوفيني حتى بدأت ملامح الارهاصات الأولى لمفهوم الصراع الطبقي تتجاور مع الصراع القومي عام 1963 وما تلاه من أعوام قبل هزيمة حزيران 1967، وقد تفاعل الحكيم في تلك الفترة - بحذره وهدوءه وعقلانيته المعهودة – مع مفاهيم اليسار والصراع الطبقي عبر القراءة المكثفة التي راكمت الانحياز – بوعي – للاشتراكية والماركسية برؤية قومية، لكن مع الحرص على تماسك بنيان الحركة بعيداً عن التفكك، وكانت هزيمة الخامس من حزيران 1967 بمثابة المهماز الفكري والسياسي للرفيق الحكيم صوب حسم موقفه النهائي لصالح الرؤية والتحليل الطبقي الماركسي للأوضاع العربية بالارتباط الوثيق بالرؤية القومية ووحدة الأمة العربية بقيادة العمال والفلاحين وكل الكادحين كأداة رئيسية تشكل روح النضال القومي وهدفه وأداته في آن واحد .. ومنذ ذلك التاريخ ظل ملتزماً وبوعي ومصداقية عالية بالمنهج الماركسي الجدلي بعد تأسيس الجبهة الشعبية التي حرص من خلالها على الوحدة الجدلية والعضوية بين الوطني والقومي برؤية ثاقبة ووعي عميق بالماركسية ومنهجها كضرورة ومنطلق فكري للنضال التحرري والنهوض القومي العربي حتى آخر نبضة من نبضات قلبه.
غازي الصوراني
 
-   غادرتنا يا حكيم في الزمن السيء، فهل قلبك ما عاد يحتمل الاستمرار في الخفقان وسط كل هذه القلوب الميتة؟ جثة هامدة أصبح عالمنا العربي.
-       الاستبداد والقمع أصبحا هما الديمقراطية، والباحث عن الحرية ارهابي ومخرب.
-       الأصولية والتخلف والارهاب الفكري صاروا البديل والحل والمنادي بفصل الدين عن الدولة كافر.
-       صار المدافع عن الفقراء والكادحين والجوعى جاهل بعلم الاقتصاد والعولمة والخصخصة.
-       صار الاحتلال واقعاً ومطلوباً لدى البعض ومن يرفضه ويقاومه مغامر وفاشل.
-       صار الزمن سيئاًً .. والأسوأ من ذلك قادم.
-       لكل من عرف جورج حبش وقرأه يعلم بأنه لم يتركنا نواجه القادم الأسوأ بلا رؤيا.
نبيه الحلبي / الجولان المحتل.
 
-   هو واضح للغاية في تحديد هدفه، ويمقت الحذلقة والمساومات، وهو يعيش هموم شعبه عن قرب، ولا يعرف الفواصل والحواجز عن الاخرين حتى عند ضرورات الحماية الأمنية للذات، من أجل الكل والقضية العادلة، وانا على ثقة تامة من أن رجلاً مثل الفقيد جورج حبش لا ينتهي دوره بمغادرة هذه الدنيا جسدياً، انه يظل ملهماً لكل الطامحين الى العدل والحرية، والى اقامة العلاقات المثمرة والصادقة البعيدة عن الانانية والمصالح الضيقة بين كل الثوريين أفراداً وجماعات.
آرا خاجادور / العراق
 
-   مثل كل الثوار والقادة الكبار، رحل القائد جورج حبش دون أن يتراجع قيد أنملة عن كل ما آمن به وناضل من أجله، رحل جسداً، ولكن مبادئه وأفكاره التحررية والانسانية لم ولن ترحل، لأن ثائراً بحجم "حكيم الثورة الفلسطينية" لا يموت، بل يبقى خالداً في وجدان كل الثوار والأحرار على امتداد المعمورة، وبالاخص في شرقنا المناضل الوطني والطبقي ضد الاستعمار .. ضد الاحتلال الصهيوني والامبريالية العالمية وعلى رأسها الامبريالية الامريكية وحتى رمقه الاخير ظل فقيد حركة التحرر العربية والعالمية الدكتور حبش مخلصاً لما آمن به.
اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين.
 
-   قد يغيب وجه جورج حبش عن أبناء فلسطين والامة، عن أحرار العالم المنتشرين من اليابان حتى أمريكا اللاتينية، لكن أحداً لن يستطيع أن يغيب صورة حبش المناضل والمعلم والقائد عن ذاكرة فلسطين والامة.
معن بشور / لبنان.
 
-   لقد تربى على يد الراحل جورج حبش أجيال من المناضلين العرب الذين يسجلون له وللجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بكثير من الامتنان وقوفه الى جانب قضاياهم الوطنية كما ترك الحكيم تراثاً نضالياً مهما يمكن استثماره وتفعيله في سبيل خلق معطيات جديدة للأمة العربية في طريقها للتقدم وتحقيق أهدافها النبيلة.
جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) / البحرين
-   رحل جورج حبش بالأمس، ولا شك في أن شعب فلسطين سيفقد هذا المناضل الصلب العنيد لأجيال وأجيال، وسيتحول اسمه مع الزمن الى أسطورة تتحدث مع شبيه له سيظهر وسيتابع النضال حتى تتحرر فلسطين وتسترد القدس
شفيق الحوت / قائد فلسطيني – لبنان.
-   لقد كان حبش نموذجاً للثوري الحقيقي، فقد قدم لنا اجابات عن الكثير من الأسئلة التي حيرتنا ومنها كيف يمكن لشعب أعزل، بدون سلاح مواجهة جيش مدجج بالسلاح، تؤيده القوى الاستعمارية، وأجاب حبش بأن الكفاح المسلح هو الحل الجذري لمواجهة هذا الواقع شديد التداخل والتعقيد.
احمد بهاء الدين شعبان/ مصر
 
-   ندرك أن غياب المناضل جورج حبش لا يمثل خسارة للقضية الفلسطينية فحسب بل هو مصاب جلل لكل حركات التحرر والتقدم في العالم، وفي وقت تبدو فيه الإنسانية أحوج ما تكون لزعماء من طينة الحكيم حتى يقودوا نضالها ضد الاستعمار والاستغلال والعولمة المتوحشة.
حزب الوحدة الشعبية التونسي
 
-   على مدى ستة عقود خلت من الصراع (1948 – 2008) لم تفارق الراحل الحكيم هواجس الانتصار والعودة بالاعتماد على الأجيال الفلسطينية والعربية الواعدة.
نبيل محمود السهلي / كاتب فلسطيني – دمشق
 
-   أعرف أن كثيراً من أهل الرأي ورجال السياسة كانوا يعودون من اللقاء مع "الحكيم" آخذين عليه تمسكه بالمواقف المبدئية المجافية لضرورات السياس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة