Translate

الجمعة، 20 يناير 2012

هاتوا من يراقب المراقبين

هاتوا من يراقب المراقبين

بقلم:إبن الجنوب,


تاريخ النشر : 2012-01-20





هاتوا من يراقب المراقبين .
كتب إبن الجنوب,
نرحب بتعليقات القراء الكرام ,و خفة ظل أبو البلاوي ,يدخل في تعليقاته ما يدفع عنا الملل ,أما الأخ الكريم; أبو خالد الذى يلومنى على دخولنا في مناكفات ,نرد عليه ,عندما يقتضى الموضوع شرحا ضافيا ,نصبح أمام حقائق ,ربما تبدو لك مناكفات ,و لكن إن كنت متابعا لمقالاتنا ,أنا أبعد ما يكون عن المناكفات, أما أم أحمد ,نشاطرها الراي ,لعن الله الفتن, و من يوقظها ,و لا يراقب لسانه .
و من مراقبة اللسان ,نمر هذه الليلة إلى موضوع مشابه , لأن السؤال الذي لم أجد له جوابا , و أنا اراقب كل هذا اللغط ,حول بعثة المراقبين في سوريا ,التي ولدت ميتة من بطن جامعة عربية جامدة .
الآن الدعاية السورية المضادة لم يعد لها ما تقدمه للرأي العام , و هي تقتل الشعب السوري الكبير, هذا الشعب الطيب , الذى رضى عن مضض بالديكتاتورية, يعنى على قول المثل, رضينا بالهم و الهم لم يرضى بنا .
النظام السورى أصبح يتداوى من خصومه ,بما كان يشتكى منه , التلفيق و الكذب ,منها أن المراقب المنشق ,جزائري تلقى رشوة من قطر!!! و أن تصريحاته حول تشويش بعثة المراقبين ,جعلتها غير ذى جدية , بما أن مهمتها يلفها الضباب , ورئيسها السودانى ليس مؤهلا لقيادة بعثة مراقبين ,لأنه أجرم في جنوب السودان , و يفتقر إلى أدنى مستوى اللياقة, التى وصف بها زميلا في البعثة .
أنا أتسائل ما جدوى هذه البعثة ,و المشهد السورى يزداد تعفنا , هل سنضطر إلى الإجتماع على مستوى القمة لإرسال بعثة أخرى , مهمتها مراقبة المراقبين? و إذا كانت بعثة المراقبين من رجال أمن ,هل بعثة مراقبة المراقبين ستكون من رؤساء الأركان ?.
المتفق عليه , المذبحة متواصلة , المراقبون يراقبون أعمال العنف, و ما باليد من حيلة ,لذلك وجب سحبهم و حالا ,فعدد الشهداء منذ وصولهم وصل إلى 250 شهيدا ,و لن تكترث بهم آلة الإجرام, و لن تحل المشكلة المناورة الجديدة ,التى تدخل أيضا في ربح الوقت , مراوغة من الأسد, و أتت ايضا متأخرة, يدعو الإخوان و هو إقتراح إيراني, أن يؤلفوا الحكومة على شرط أن يبقى بالحكم !!!يعنى كما قال أحد المعلقين على هذه الصحيفة ...صبغوا الجحش و باعوه مرتين ... يعنى نسخة مصرية ,مجلس عسكرى كل أعضائه تعاونوا مع بارليف , و داسوا على الفصل 25 لدستوره سنة 1979, الذي لا يسمح بمحاكمة بارليف و العادلى إشكنازى إلا من محكمة عسكرية ,و ماذا نشاهد اليوم ,مسرحية محاكمة مدنية لعسكريين!!! و ترك الذراع السياسية لحزب الإخوان و السلفيين, يرخص لها رغم عدم دستوريتها , و لكن سوريا مختلفة عن مصر , لأسباب يطول شرحها .
أخوان سوريا لن و لا يقبلوا المرة , الحكم مع المجرم الأسد مكانه قفص إتهام بمحكمة لا هاي .
الإخوان يريدون السلطة , و لن يتقاسموها مع الأسد , حتى و إن تم إفنائهم ,هذه عقيدة لديهم ,و دفعوا الثمن غاليا .
بالأمس تحدثنا عن إمكانية قوات ردع عربية, كتلك التى دخلت لبنان سنة 1977 ,و كان المرحوم صديقنا حمادى الصيد ,منسق العمليات الديبلوماسية للجامعة , قد تألم كثيرا لما رآه من خيانات الرادع و المردوع و لم يتحمل قلبه و يلات ما شاهده , فكانت السكتة القلبية في بيته بباريس, لذلك و حتى لا يستشهد بالسكتة القلبية مبعوثا آخر ,يقود قوات الردع ,التى لن تحل المشكل ,و لا حتى الناتو ,السوريون قادرون على إسقاط الأسد لوحدهم ,لا يريدون إنقلابا مغلفا بثورة ربيع ,هذا لا يليق بهم.
لسنا مع إعانة الناتو, و لا الباشبكان التركى, و لا قوات ردع عربية , لأن كل ما أخشاه من هذه الخيارات التى لا تستهوينى, هو إغتنام العدو بعض الثغرات , ليهجر مرة أخرى الفلسطينيين, و بموافقة عربية إلى تونس, كما حصل مع المنظمة ,و تفتتوا بين الجزائر و اليمن و مباركة من المريكان .
الآن هناك إحتمالا آخر علينا أخذه في الحسبان ,و إذا إفترضنا أن الشعب عجز لوحده عن الإطاحة بالأسد , بما أن الحل بإرسال بعثة مراقبين فشلت , و التدويل عبر رفع الموضوع إلى مجلس الأمن غير مقبول, و الإخوان لا يتقاسمون الحكم مع مجرم , ماذا بقى لنا?
لتصبح إذن بعثة المراقبين دولية ,بإمكانيات و آليات, و لن يكون أعضائها من مجلس الأمن ,بل من الجمعية العمومية , عرفوا بالحياد , ليضعوا البديل الشعبي , و لا يقولوا لنا تكوين مجلس عسكرى ,و حكومة إنقاذ , لأن الثورة تعنى القطع تماما مع الماضى .
الذي نطالبه من الجيش ,إنقاذ الوطن و ليس إختطاف الوطن.
الذي نطالبه من السفراء و كل الديبلوماسيين السوريين رمى إستقالاتهم في وجه المجرم, ليثبتوا وطنيتهم.
أعرف أن المأمورية صعبة , خاصة إذا عرفنا ما كنت أجهله أن سوريا بها أكثر من 50 طائفة ,عددوها لي ,فذهلت.
لا ننسي ايضا أن إيران, كل خطوة تصعيدية ضدها ,تقابلها تصلب في سوريا , فإيران تريد قطف الثمار من العون الذي تقدمه إلى سوريا ,و عبرها إلى حزب الله,و نبقى نطالب بمراقبين يراقبون المراقبين.
تصبحون على وطن آمن.
إبن الجنوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة