Translate

الأربعاء، 21 سبتمبر 2016


وجهة نظر: الإرهاب يخدم مآرب دونالد ترامب في الانتخابات

في الوقت الذي تتعامل فيه هيلاري كلينتون بالتحليل الموضوعي مع أحداث الاعتداءات، يحرز دونالد ترامب على مكاسب من خلال إطلاق مطالب. الكاتبة إينيس بول تعتقد في تعليقها أن ترامب هو المستفيد الآن.
Kombibild Trump Clinton
في مثل هذه الحالة يتم عادة الاحتفاء بالإنجازات الجماعية للشرطة ولجهاز الشرطة الفيدرالية الأمريكية: ففي أقل من 24 ساعة بعد التفجيرات في نيوجيرسي ونيويورك تم التعرف على المشتبه به، بل أيضا تم إلقاء القبض عليه، حيث كان مصابا بجروح طفيفة وبالتالي مؤهلا للخضوع للاستجواب.
قلما يلقى مثل هذا الانجاز اهتماما في الجدل العام، وقد يعود ذلك ـ كما في الأسابيع الماضية ـ إلى شخص واحد: دونالد ترامب. فمرشح الجمهوريين للانتخابات الرئاسية وجد من جديد جوابا بسيطا للرد على مخاوف الأمريكيين من وقوع اعتداءات جديدة في وطنهم، وذلك من خلال نهج العنصرية المجسدة عوض الموضوعية السياسية.
في الولايات المتحدة الأمريكية أيضا يعتبر تعقب الأشخاص بدوافع عنصرية أمرا محظورا، ولكن ترامب -على عكس هذا- قلما يكترث بذلك. فعندما تتعارض مقترحاته مع القوانين القائمة، فإن ذلك يعكس فقط حجة إضافية له ولأنصاره في موضوع فساد النظام وتهالكه. ومن هذا المنطلق فإنه الرجل الوحيد في الهامش الذي يستطيع إخضاع القوانين لمنطق أولوية الأمن الداخلي.
حلول سريعة
في المقابل، قلما تجد لغة التحليل المعقدة التي تتبناها هيلاري كلينتون آذانا صاغية. الكثير من الناس لا يريدون معرفة العلاقة بين الحرب القائمة في سوريا أو في العراق البعيدة عنهم مع اعتداءات مسلمين متطرفين في بلدهم. فلديهم شعور بانعدام الأمان وبالخوف، ويريدون حلولا سريعة.
DW Mitarbeiterin Ines Pohl
كاتبة التعليق إنيس بول
ليس هناك من أحد يود فهم الانعكاسات المتوسطة والبعيدة المدى بشكل كامل. فإضافة إلى مسألة ما قد يحصل لمجتمع يعرف نفسه من خلال التقوقع ومحاربة الإرهاب، ويسيطر عليه الخوف وانعدام الأمن، تبقى هذه الأمور غير مطروحة للنقاش. عامة الجمهور ترد بأنها سئمت أن تُمنع من مشاعر خوفها. وهذا يذكر بما يتم ترديده في حزب "البديل لألمانيا" والتأكيد على أنه " من حقي قول هذا الشيء". الولايات المتحدة على ما يبدو لم تتوصل إلى طريقة لتفنيد شعور شرائح واسعة من المواطنين والتي تعتبر أنها توجد تحت وصاية. فكيف يمكن تنظيم نقاشات تقوم على قوانين قائمة وتمنح في آن واحد المواطنات والمواطنين شعورا لأن يكونوا صريحين مع مشاعرهم وما يقلقهم أو ما يأملونه أيضا. والكثيرون على ما يبدو لم يطوروا بعد وسائل للتعرف على عناصر العنصرية وكراهية الأجانب الكامنة في مخاوفهم واضطراباتهم الذاتية.
نخب ضعيفة
لم يقم البلد إلى حد الآن بتشخيص القوى الاجتماعية التي لازالت قادرة على تفادي خروج هذه الخلافات عن السيطرة. لكن الواضح هنا هو أن النخب ووسائل الإعلام أيضا غير قادرة على تولي هذه المهمة.
وهذه هي التحديات التي تعكسها الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية أمام بلدان مثل فرنسا وبريطانيا وبولندا والدنمرك وألمانيا أيضا. وهي قضايا لا مكان لها في فترة المعركة الساخنة الحالية في الولايات المتحدة الأمريكية.
إعجاب بالنفس
الولايات المتحدة تبدو عقب الحملات الانتخابية المتواصلة منذ شهور في حالة أجيج وانقسام توحي أمام كاميرات التصوير والأخبار اليومية وعبر تويتر وكأن أطراف البلاد ستتلاشى. وقد يكون الأوان في هذه الحملة الانتخابية قد فات لخوض جدل حقيقي حول كيفية التعامل مع المحرمات وحول المنطلق الأخلاقي الذي تريد البلاد نهجه. ولازال أمام السياسيين في بلدان أخرى مقبلة على انتخابات كبيرة بعض الوقت لمغادرة الموقع المريح الذي يتجلى في حب الذات والعمل على مجابهة الواقع الذي يعيش فيه الناس حقا.

مختارات

الأحد، 11 سبتمبر 2016

طرد بروفيسور من جامعة بريطانية بسبب مشاركته في تمثيل افلام اباحية

 

البروفيسور  نيكولاس 
شهدت جامعة مانشيستر في بريطانيا  واحدة  من اكبر الفضائح في تاريخها , حيث تبين  ان  البروفيسور  نيكولاس جودراد -61 سنة- الذي  يدرس الهندسة  الكيميائية فيها  منذ 25 سنة  يشارك  في تمثيل  افلام جنسية  يشاهدها الملايين

فضيحة البروفيسور  الذي خرج  اجيالا كثيرة  تم كشفها من خلال احد الطلاب الذين كانوا يشاهدون  فيلما اباحيا  فتفاجىء بأن بطل الفيلم  هو  البروفيسور الذي يدرسه  وتعرف عليه من خلال صورته  وصوته

البروفيسور  نيكولاس تمت اقالته من الجامعة  لكن اراء  الطلاب  اختلفت حول الموضوع  فمنهم من قال بأن البروفيسور  حر  فيما  يفعله في وقت  فراغه .. وقال  بعض الطلاب  بان  طرد البروفيسور من الجامعة  كان ضروريا  ويتماشى مع المعايير الاخلاقية لاي جامعة تحترم  نفسها  في العالم



بداية قصة “داعش”: ماذا تعرف عن سجن بوكا وعن أبي بكر البغدادي

--------------

لم يكن يخطر ببال القيادة الأمريكية السابقة أثناء التحضير لغزو العراق سنة 2003 للإطاحة بنظام الرّئيس العراقي السّابق صدّام حسين بدعوى امتلاكه لأسلحة الدّمار الشّامل،أنّها ستقدّم أفضل خدمة لبعض المنتظرين دخول القوّات الأمريكيّة لإحدى دول الشّرق الأوسط.
ففي فجر الخميس من شهر مارس 2003 بدأت الطّائرات الأمريكيّة تتسابق في سماء العراق لتفرغ حمولتها المتنوّعة والمتمثّلة أساسا في أطنان المتفجّرات الفتّاكة والصّواريخ الذّكيّة والغبيّة والقنابل العنقوديّة على المدن العراقيّة وعلى رأسها العاصمة بغداد.
بعد سقوط العاصمة بغداد وإسقاط تمثال الرّئيس العراقي ظنّ العراقيّون أنّ زمن الديكتاتوريّة ولّى بلا رجعة وأعدّوا العدّة للتّرحيب بالدّيمقراطيّة والتّعدديّة والحرّيّة وغيرها من الشّعارات الّتي وعدتهم بها القيادة الأمريكيّة قبل الغزو.
لقد بدأ الجيش الأمريكي مدعوما بمرتزقة بلاك ووتر بتنفيذ الإصلاحات الموعودة،  فقتل المدنيّين وسجنهم في معتقلات أُعدّت خصّيصا لانتهاك حقوق الإنسان وكل ما يتعلّق بالكرامة الإنسانيّة.
عام 2004 هزّت الصّور المسرّبة لتعذيب السّجناء في سجن أبو غريب العالم،ومن هول تلك الصّور الّتي سبّبت فضيحة للحكومة الأمريكيّة،قرّرت القيادة نقل السّجناء إلى معتقل أفضل حال من سابقه أُطلق عليه تسمية “معسكر بوكا” تخليدا لذكرى رونالد بوكا الجندي في اللواء 800 للشرطة العسكرية الذي لقي حتفه في هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
معتقل بوكا جامعة وليس سجنا
“ليته لم يُغلق حتى الآن، إنه مدرسة، بل جامعة، توصلك إلى الحقيقة المجردة واكتشاف نفاق العالم الغربي، لقد قضينا فيها أجمل أيام حياتنا رغم بؤسها، كانا عامين مكناني من اكتشاف نفسي، وخرجت وأنا أحفظ ثلث القرآن الكريم والعشرات من الأحاديث النبوية والمسائل الشرعية على يد شيوخ الجهاد الكبار هناك، كما أني اعتدت في هذا السجن على التعذيب الجسدي حتى أصبحت رجلا لا تنزل له دمعة”..
على وقع تلك العبارات التي يتلذذ بتكرارها في كل لقاء معه، يصف المعتقل رقم (11509) ياسر عبد الله، المكنّى بأبو سمرة، أحوال وصفات أحد أكبر مراكز إعداد أخطر الجهاديّين في العالم.
لم يكن معتقل بوكا الّذي يعتبر أحد أسوأ وأبشع 3 سجون أمريكيّة في العالم سجنا عاديّا بل كان مدرسة ضمّت تشكيلة متنوّعة من الأفكار والمواهب والطّاقات العراقيّة،فقد كان نزلاء المعتقل ضبّاطا في الجيش والمخابرات وجهاز الأمن الوطني وعناصر وموظفي منظومة التصنيع العسكري العراقي وموظفي منشأة تموز النووية وعلماء وخبراء عراقيين بارزين، إضافة إلى أعضاء حزب البعث العراقي وعناصر المقاومة العراقية الوطنية الرافضين للإحتلال بالكلمة أو السلاح ثمّ سرعان ما انضاف إليهم  عشرات المعتقلين الجهاديّين من تنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات الجهاديّة المقاتلة في العراق وقتها.
بعد اجلائها للسّجناء من سجن أبو غريب،فتحت القيادة الأميركيّة  أول جامعة جهادية في العراق ربّما يفوق المدرِّسون فيها نظراءهم في جامعة هارفارد،ولم تكن الولايات المتحدة الأميركية تعلم بأنّ هذه الجامعة سيتخرّج منها أخطر رجل في العالم “أبو بكر البغدادي”.
وعلى إثر فضيحة تسريب صور التّعذيب الّتي تورّط فيها أفراد من الشرطة العسكرية الأمريكية في سجن أبو غريب،أضحت القيادة الأمريكيّة في تلك الفترة بين خيارين أحلاهما مرّ،الأوّل يتمثّل في ترك السجن يستقبل المزيد من السّجناء وتجاوز فضيحة صور التّعذيب الوحشيّة والبربريّة في حقّ المعتقلين،والثّاني فتح معتقل جديد تحترم فيه حقوق الإنسان مع منح مزيد من الحرّيّات وكل ذلك تحت رقابة دوليّة.
بفضل هذه الرّقابة الدّوليّة على معاملة السجناء في المعتقل تمكّن الجهاديّون من غزو “بوكا” ونشر أفكارهم وتجنيد مزيد من الأنصار والمقاتلين ليكونوا قنبلة قابلة للإنفجار فور خروجها من المعتقل بعد تخرّجهم من أكاديميّة بوكا العسكريّة الجهاديّة والّتي تمازج فيها النّصّ الشّرعي بالواقع السّجنيّ وبالخبرة البعثيّة والسّلفيّة.
عشرة أشهر صنعت أخطر رجل في العالم
في معتقل بوكا سُجن أخطر المطلوبين في العالم لمدّة عشرة أشهر،إنّه أمير تنظيم الدّولة الإسلاميّة “أبو بكر البغدادي”.
فمن أكل بوكا طَعِم ومن مائه شرب وفي وحداته السكنية الخشبيّة المسقّفة قضّى رفقة سجنا آخرين ليال طوال،وفي ساحاته تعارف مع ضبّاط كبار في الجيش العراقي السّابق ومع مقاتلين وقياديّين من المقاومة العراقيّة المسلّحة ومن القاعدة في بلاد الرّافدين.
فمن هو أبو بكر البغدادي أخطر رجل في العالم؟
إسمه الكامل إبراهيم بن عواد بن إبراهيم بن علي بن محمد البدري وكنيته أبو بكر البغدادي،وُلِد في سنة 1971 في مدينة سامراء احدى المدن العراقية القديمة الّتي تقع على الحافة الشرقية من المثلث السُني شمالي بغداد.
لا توجد معلومات دقيقة عن طفولته وعن شبابه،وكلّ ما كتب عن هذه الفترة من حياته لا يمكن تصديقها ولا تكذيبها لتباينها واختلافها وتضاربها وما هي إلّا محاولات محتشمة من قبل بعض الكتّاب والباحثين.
تخرج البغدادي من جامعة بغداد في العام 1996،ثمّ التحق بجامعة صدام للدراسات الإسلامية حيث درس فيها لنيل شهادة الماجستير في تجويد وتلاوة القرآن الكريم،الّذي يعتبر علمه المفضل وكانت رسالة الماجستير التي قدمها عبارة عن تحقيق وشرح على كتاب مخطوط في التّجويد والقراءات وكانت مهمته التوفيق بين إصدارات مختلفة من المخطوطات وهو ما نجح فيه ليتحصّل على درجة الماجستير في العام 1999،ويلتحق بعدها ببرنامج الدكتوراه في الدراسات القرآنية بنفس  الجامعة.
بعد أربع سنوات من حصوله على درجة الماجستير وفي وقتٍ متأخرٍ من العام 2003،وبعد أن هزم الأمريكيون جيش صدام ثم حلّوه،ساهم البغدادي في تأسيس جيش أهل السُنة والجماعة الّذي قاتل القوات الأمريكية وحلفاءها المحليين في شمال ووسط العراق.
وبعد فترةٍ وجيزة،وتحديدا في شهر فبراير 2004، ألقي القبض على البغدادي وتم نقله إلى مركز الإعتقال في معسكر بوكا، وهو مجمعٌ واسع جداً في جنوب العراق وجرى تصنيفه في ملفات السجن بأنه “معتقل مدني”،وهو ما يعني أن معتقليه لم يعرفوا أنه كان جهادياً.
خلال الأشهر العشرة التي مكثها في المعتقل،لم يكشف البغدادي النقاب عن تشدّده،وفي هذا السياق يقـول أحد زملائه من السجناء اللّذين أجرت صحيفة “ذا غارديان” مقابلة معه من دون ذكر اسمه “كان البغدادي شخصاً هادئاً يتمتع بكاريزما ويمكن أن تشعر بأنه كان شخصاً ذا أهمية كما كان يؤم المصلين أثناء أداء الصلاة ويلقي خطب يوم الجمعة ويعطي دروساً دينية للسجناء الآخرين”.
وقال سجين آخر،أجرى مراسل موقع “المونيتر” الإخباري مقابلة معه “مجندون جدد كان يتم إعدادهم في المعسكر، وما أن يُطلق سراحهم حتي يصبحوا قنابل زمنية موقوتة،وكلما حضر سجين جديد كان زملاؤه يعلمونه، ويلقنونه، ويعطونه توجيهاتٍ، فيغادر المعسكر كأنه لهبٌ مشتعل”.
 كان أبو بكر البغدادي الأخطر من بين تلك اللهب، فهو الرجل المسؤول عن معظم ألسنة النار التي التهمت المنطقة بعد أقل من عقدٍ من الزمان وهو أوّل من أعلن نفسه خليفة للمسلمين متمرّدا بذلك على تنظيم القاعدة وساحبا المشعل منها كما أنّه أوّل زعيم جماعة جهاديّة تقاتلها أكثر من 60 دولة.
هل كان البغدادي إخوانيّا؟
لقد كان أبو بكر البغدادي إخوانيّا قبل أن يصبح سلفيّا جهاديّا حسب ما ذكر الباحث الأمريكي المتخصّص بالشرق الأوسط “ويليام ماكانتس” في تحقيق له حول سيرة البغدادي،فوفقا لماكانتس فإنّ أبا بكر البغدادي كان متأثّرا بحركة الإخوان المسلمين في بداياته رغم عقيدته السّلفيّة وهو ما جاء مطابقا لما ذكره الصّحفي الفلسطيني وائل عصام في تحقيق له عن زعيم تنظيم الدّولة في صحيفة القدس العربي في شهر أكتوبر 2014.
 فقد نقل الصّحفي الفلسطيني عن بعض المصادر العراقيّة أنّه وفي سنة 2000 جلس البغدادي مع أحد قادة العرب السنة البارزين وبدا غاضبا يشتكي من قيادته في الإخوان المسلمين قائلا«جماعتنا مو حيل محتضنينا»، وقد كان البغدادي حينها طالب دكتوراة في جامعة صدام للعلوم الإسلامية.
وجاء في تحقيق القدس العربي أيضا أنّ البغدادي كان على خلاف دائم مع قياديي الإخوان المسلمين لتوجهاته السلفية ثمّ سرعان ما انفصل عنهم بعد الإصطدام بهم وانضم لـ «القاعدة» بحسب قيادات وشخصيات سنية كانوا على تواصل مع البغدادي منذ إقامته في الطوبجي في بغداد حتى دراساته العليا في الشريعة.
بعض المصادر قالت إنّ البغدادي اعتقل على خلفيّة مساهمته في تأسيس جيش أهل السُنة والجماعة في حين زعم اخرون أنّه التحق بجيش المجاهدين تحت قيادة  محمد حردان الّذي كان أحد القياديين المعروفين في تنظيم الإخوان المسلمين العراقي قبل أن يغادر إلى أفغانستان للقتال مع الجهاديين ثمّ العودة في بداية التسعينيات بميول سلفية واضحة أعقبها خروج من التنظيم الإخواني في العراق.
انتماء البغدادي للإخوان المسلمين أكّده البعض ونفاه آخرون فبحسب ما جاء في تحقيق الصّحفي وائل عصام،فإنّ قياديا بارزا من الإخوان المسلمين في الفلوجة نفى أن يكون البغدادي قد انتمى لتنظيم الإخوان العراقي لأنّه كان سلفيّا متشددا ولم يكن لينسجم مع فكر الجماعة المعتدل بل كان مقربا من الإخوان المسلمين بفضل علاقته بمحمد حردان الّذي ترك الإخوان لاحقا بسبب رفضهم لذهابه إلى أفغانستان للقتال.
لقد كان أبو بكر البغدادي شخصيّة معروفة في أوساط الإسلاميين السنة من الإخوان والسلفيين، ولم يكن مجهولا كما روج البعض، فعمه إسماعيل البدري عضو في هيئة علماء المسلمين في العراق كما أنّ والده عواد البدري كان نشطاً في الحياة الدينية للمجتمع  حيث كان إماما يقوم بالتدريس في أحد مساجد مدينة سامراء.
بعد خروجه من سجن بوكا بدا البغدادي أكثر تشدّدا والتحق بالفرع العراقي لتنظيم القاعدة تحت امرة الأردني أبو مصعب الزرقاوي وقد كانت مهمّته آنذاك الإمرة على بعض المجموعات التّابعة للقاعدة في بلاد الرّافدين ثمّ سرعان ما تدرّج في المناصب،فتولى منصب المسؤول الشرعي لتنظيم «القاعدة»في قضاء الكرمة شرق الفلوجة، ثم المسؤول الشرعي لمحافظة صلاح الدين،ثم الشرعي العام لدولة العراق الإسلاميّة،وفي تلك الفترة اعتمد عليه أمير الدّولة السّابق أبو عمر البغدادي ووزيره أبو حمزة المهاجر المصري بسبب عدم معرفة شخصيته للأجهزة الأمنية والقوات الأمريكية ثمّ سرعان ما تولى قيادة دولة العراق الإسلاميّة سنة 2010 بعد مقتلهما.
لم يسلم تاريخ حصول البغدادي على درجة الدكتوراه هو الآخر من التّشكيك،فوفق سبق صحفي لصحيفة زويد دويتشه تسايتونج والقناة التلفزيونية الحكومية الألمانية عن حياة “أبو بكر البغدادي” بعنوان “رأس الخلافة”،نال الرّجل الأخطر في العالم درجة الدكتوراه بتقدير “جيد جدا” في مارس 2007، وزعمت جامعة بغداد أمام الصحفيين الألمان أنها لم تعثر على أيّ نسخة من أطروحة الدكتوراه الخاصة به، كما اكتشف الصحفيون في تقصيهم وثيقة تعود إلى تاريخ 30 / 6 / 2004 كتب فيها عضو هيئة التدريس الجامعي والمشرف على بحث الدكتوراه الخاص بالبغدادي ما معناه التالي”لم يتواصل معي لأنه مسجون” لكنّ مصادر أخرى قالت إنّ البغدادي تحصّل على درجة الدكتوراه قبل 2007 و شذّ آخرون من المناوئين له مدّعين أنّه لم يحصل على الدّكتوراه بتاتا.
خطأ شائع
بعض المشغوفين بالشّهرة أرادوا أن يُدلو بدلوهم في نسج قصّة حياة البغدادي فقد كشفت صحيفة «دايلي بيست» الأمريكية أن أبا بكر البغدادي كان معتقلًا في قاعدة أمريكية بالعراق لسنوات طويلة،وقال لسجانيه لحظة وداعهم وإطلاق سراحه في العام 2009 «نراكم في نيويورك»، ونقلت الصحيفة عن الجنرال كينيث كينج أنه يتذكر ما قاله أبو بكر البغدادي لحظة مغادرته السجن «أراكم في نيويورك يا شباب» وحينها لم يأخذ الجنرال كينج هاتين الكلمتين على محمل الجد ليكتشف الآن بأن البغدادي كان يعني ما يقول، وأنه كان خارجًا من السجن لمواصلة القتال.
ويقول كينج إنه لم يكن يتخيل أنه خلال أقل من خمس سنوات فقط سيجد أن البغدادي يتصدر وسائل الإعلام وتقارير الأخبار ويتابع «أنا لست متفاجئا أن يكون هذا الرجل أمضى الكثير من وقته في مخيم اعتقال بوكا، لكنني متفاجئ أنه ذاته الذي كنت أراه»، ويؤكد أن «أسوأ السيئين كانوا محتجزين في مكان واحد، لكن أبو بكر البغدادي لم يكن من بينهم».
هذه القصّة الّتي تناقلتها وسائل إعلام عربيّة وأجنبيّة لا تمتّ للواقع بصلة،فقد أصبح الأمر محسوما وانعقد الإجماع على أنّ البغدادي لم يبق في السّجن إلّا 10 أشهر ثمّ سرعان ما خرج ملتحقا بتنظيم القاعدة،بل إنّ البغدادي سنة 2009 كان في مجلس شورى دولة العراق الإسلاميّة وكان الخليفة المحتمل لأبي عمر البغدادي وفق ما نقله موالون لتنظيم الدّولة.
سنة 2010 تولّى أبو بكر البغدادي قيادة دولة العراق الإسلاميّة في أعقاب مقتل أميرها أبو عمر البغدادي ووزير حربه أبو حمزة المهاجرخلال تنفيذ عملية أمريكية – عراقية مشتركة بالقرب من مدينة تكريت في شهر أبريل من نفس العام وأعلن بعدها نائب الرئيس الأمريكي”جو بايدن” أّنّهم وجهوا “ضربة مدمرة” لتنظيم القاعدة في العراق.
في الختام أقتبس ما قاله ويليام ماكانتس في خاتمة تحقيقه متحدّثا عن البغدادي بعد أن سرد تفاصيل حياته ومراحلها “لكن الحقائق المجردة في سيرة البغدادي تكشف عن رجلٍ ذي إمكانيات غير عادية،فقد ساعد البغدادي في تأسيس جماعة من المتمردين، وحصل على شهادة الدكتوراه حين كان يتولى إدارة الشؤون الدينية للدولة الإسلامية، واستطاع أن يظل صامداً وسط سياساتها الدموية، بسبب مهارته في بناء التحالفات وقدرته على ردع منافسيه وترهيبهم. وجاء توطيد المكاسب الإقليمية للدولة الإسلامية في سوريا وتوسّعها السريع في العراق بعد وفاة “أمير الظل” الذي كان معه. ورغم أن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت مؤخراً أنه يقوم بنفسه بالترتيبات اللازمة للخلافة في حال وفاته من خلال تفويض العديد من صلاحياته العسكرية لمرؤوسيه، إلا أنّ معرفته الدينية ومكره السياسي لن يتم استبدالهما بسهولة. فلا يوجد بين خلفائه المحتملين شخصٌ يجمع بين النسب النبوي، والمعرفة الدينية، والمهارة لكسب أصدقاء أقوياء والتمكن من تهدئة المعارضة”.



بالصور: نسرين طافش أكثر إثارة بظهر مكشوف

بالصور: نسرين طافش أكثر إثارة بظهر مكشوف
تاريخ النشر : 2016-09-10
 
رام الله - دنيا الوطن
تألقت الفنانة السورية نسرين طافش في حفل إطلاق مسلسلها الجديد «شوق»، والذي أقامته شركة «إيمار الشام» المنتجة للعمل بأحد الفنادق.

نسرين شاركت الفانز بصور لإطلالتها من الحفل، حيث اختارت فستان أبيض ذو شق طويل مزين بالورود، مكشوف الظهر بشكل بدت معه أكثر إثارة، في الوقت الذي تزينت فيه بماكياج قوي زادها وهجاً، كما زينت رقبتها بعقد ذو  ماسة حمراء عكست عليها بريقاً ملكياً، قكانت محل أنتباه الحميع.

مسلسل «شوق» من تأليف حازم سليمان، وإخراج رشا شربتجي، ويشارك نسرين في بطولته، النجمة السورية سوزان نجم الدين.



 

 
 

(تحليل سياسي) : الانتخابات الأمريكية ..تنافس في الولاء لإسرائيل، والفلسطينيون "مُولد بلا حمص"-ما رأي حركتي فتح وحماس ؟

(تحليل سياسي) : الانتخابات الأمريكية ..تنافس في الولاء لإسرائيل، والفلسطينيون "مُولد بلا حمص"-ما رأي حركتي فتح وحماس ؟
تاريخ النشر : 2016-09-10
 
رام الله - خاص دنيا الوطن ـ محمود الفطافطة

تُعتبر الانتخابات الرئاسية الأمريكية أكثر الانتخابات العالمية أهمية واهتماماً لدى دول وشعوب العالم، لما تمثله الولايات المتحدة الأمريكية من دورٍ وتأثير كبيرين في مفاصل وتفاعلات السياسة الدولية بكافة حقولها ومحدداتها.

وقد يكون من أكثر هذه الدول والشعوب التي تُولي أهمية أو متابعة لمثل هذه الانتخابات العرب والفلسطينيين، بسبب العلاقة الخاصة والفريدة التي تجمع الاحتلال الإسرائيلي بواشنطن التي لم تتراخ يوماً في دعم وحماية هذا الاحتلال منذ نشأته على أراضي الشعب الفلسطيني. وفي كل عملية انتخابية رئاسية تُجرى في أمريكا يأمل الفلسطيني بوصول رئيس يتفهم ـــ ولو قليلاً ـــ مطالب وحقوق هذا الشعب وقضاياه العادلة، إلا أن هذا الأمل يبقى حبيساً في اذهان أصحابه.

وفي ظل المواقف التي يُصدرها المرشحين الديمقراطي(هيلاري كلينتون) والجمهوري ( دونالد ترامب)، لا سيما تجاه قضايا الشرق الأوسط، وفي صميمها قضية الصراع الفلسطيني ـــ الإسرائيلي، فإن هذا التقرير سيسلط الضوء على مواقف المرشحين، وتأثيرات نتائج تلك الانتخابات على القضية الفلسطينية. 

وفي هذا الإطار، فإن التقرير سيجيب على جملة أسئلة، أبرزها: ما هو المختلف في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة عن غيرها ؟، ما هي القواسم المشتركة لكل من المرشحين ترامب وهيلاري إزاء القضية الفلسطينية؟، ما هي أبرز الاختلافات بين الطرفين ازاء هذه القضية؟ هل يمكن القول بديمومة هيمنة اللوبي الصهيوني على الانتخابات الامريكية الرئاسية وتوجيهها، لا سيما بشأن الصراع العربي ـ الإسرائيلي؟ في حال وصول ترامب الى البيت الابيض، فما هي تأثيرات ذلك على القضية الفلسطينية؟ وما هي الآليات التي من خلالها يمكن مواجهة التحديات المفروضة على القضية الفلسطينية في حال وصول ترامب للحكم؟

سياسة الباب الدوار!
يقول عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح مازن عز الدين إن الانتخابات الرئاسية الامريكية تلعب دورا أساسيا في موضوع ترحيل الملف السياسي الفلسطيني لتسليمه للإدارة الجديدة، بهدف تحقيق هدف تثبيت الكيان الاسرائيلي، وعدم تمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته على أمل تذويب الهوية الفلسطينية وخلق امكانية التوطين للاجئين الفلسطينيين اينما وجدوا  تحت عنوان" الملل" والتأقلم والتعايش مع الأمر الواقع.

ويضيف: يتم استهلاك الوقت ومضاعفة الوهم بأن الرئيس الذي سيأتي سيكون أفضل من سابقه، ويتعاطى مع الفلسطينيين ، ولكن الحقيقة عكس ذلك، حيث تنتهي الفترة الأولى التي يجب فيها معالجة القضايا الاستراتيجية الدولية، ومنها القضية الفلسطينية، لتأتي المرحلة الثانية؛ لينشغل فيها الرئيس وادارته في القضايا الداخلية. 

ويبين عز الدين أن أي ادارة أمريكية جديدة لا تحيد عن سياسة واستراتيجية واضحة وثابتة، وهي مساندة اسرائيل والدفاع عنها وحمايتها ودعمها بكل انواع الاسلحة المتطورة، وتقوية اقتصادها، حيث أن التنافس بين الحزبين يتمثل في من يثبت قوة إسرائيل اكثر، ومن يغدق عليها الحماية والسلاح.

ويرى أن الادارات الامريكية المتعاقبة لا يمكن لها أن تغير مواقفها تجاه اسرائيل إلا اذا تم تهديد المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط أو حدوث يقظة عربية اسلامية شاملة، عندها يمكن أن تضع الادارات المستجدة في حسبانها تغيير مواقفها من إسرائيل وتتوازن في تعديل موقفها من القضية الفلسطينية.  ودعا عز الدين إلى ترميم الوضع الداخلي، وتطوير كافة مؤسسات حركة فتح ومنظمة التحرير ، واعادة القضية الفلسطينية لتكون فوق التجاذبات العربية؛ لتعود القضية العربية الأولى والهم العربي الأول، إلى جانب العمل النشط والدائم للارتقاء بالمستوى الاقتصادي للمنظمة والسلطة والشعب، وصولا الى الاستقلالية الاقتصادية، والحفاظ على القرار الفلسطيني بعيداً عن التجاذبات العربية والاقليمية.

تراجع واختلافات
بدوره، يؤكد النائب عن حركة حماس د. أيمن دراغمة أنه يُلاحظ وجود أهمية لتلك الانتخابات ونتائجها من عدة مناحٍ، أهمها: عودة الدور الروسي بقوة للمنطقة، انكماش الدور الامريكي وضعفه في عديد المجالات والقضايا، وضع المنطقة المضطرب والمعقد والمتشابك، ارتباطاً بتراجع ذلك الدور الأمريكي.

ويشير إلى أن جوهر وحقيقة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل واضح وثابت، إلا أن الإعلام يُظهر أحياناً تبايناً في مواقف وسياسات المرشحين، إلا أن التجربة والواقع يثبتان أن الادارات الامريكية لا يمكن لها أن تخرج عن موقفها التاريخي من دعم ومساندة اسرائيل بكل الوسائل والامكانات.

ويوضح النائب د. دراغمة أنه أيا كان الفائز في تلك الانتخابات، فإن السياسة الامريكية لم ولن تكون في صالح الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية ترتيب البيت الفلسطيني والعمل على اعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية.

 وفي السياق ذاته، يقول البروفيسور هشام أحمد رئيس دائرة العلوم السياسية في جامعة سانت ميرز بكاليفورنيا: إن واحداً من أهم مواطن الاختلاف في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة يكمن في أنها أكثر حدة في التنافس بين المرشحين الرئيسين (ترامب وهيلاري كلينتون). فكلاهما يُصارع دونما هوادة، ودون الالتزام بالمعايير المعهودة، إذ يكيلان الاتهامات للآخر حتى إن وصل الأمر إلى حد التجريح، في الوقت الذي يتفوق فيه ترامب كثيراً في هذا المضمار.

  ويبين د. أحمد أن هنالك اختلافاً آخر هاماً للغاية يكمن في أننا نلحظ في هذه الانتخابات تصدعاً حقيقياً في مكانة الحزبين الأساسيين في الولايات المتحدة: الديمقراطي والجمهوري، مضيفاً" كلنا يتذكر كيف أن المنافس القوي لكلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي, عضو مجلس الشيوخ برني ساندرز, كاد أن يتفوق عليها، ويحوز على ترشيح حزبه. فمعروف عن ساندرز أنه لم يكن منضويا بالكامل تحت عباءة الحزب الديمقراطي, حيث أنه يمثل الجناح اليساري الذي يكاد لا يكون جزءاً من الحزب الديمقراطي. كما وأنه معروف بشكلٍ أكثر وضوحاً أن ترامب لا يمت بصلة للحزب الجمهوري من قبل إلا بمقدار ما يعود ذلك عليه بالنفع الشخصي" . 

التنافس في الولاء!!
ويرى د. أحمد أنه رغم تفاوت تصريحات كل من ترامب وكلينتون, إلا أن كلاهما يتنافسان في التعبير عن الولاء المنقطع النظير لإسرائيل، وعن تعهدهما بدعمها بشكل مستمر ومنتظم في كافة المجالات، منوهاً إلى أنه يمكن لكلينتون أن تبرز وكأنها أكثر دبلوماسية وبراغماتية، ولترامب أكثر فظاظة وحدة في التعبير عن مواقفهما، ولكن الحقيقة لا يوجد اختلاف جوهري بينهما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية, وإن وجدت هنا وهناك بعض الفوارق الشكلية، وفي الأسلوب.

ويؤكد أن اللوبي الصهيوني ما زال يسعى بكل قوته للاستحواذ على المرشحين الرئيسيين، وأن منظمة (إيباك) التي تقود هذا الجهد تعمل كل ما تستطيع لتكبيل المرشحين بتصريحاتهم وتعهداتهم تجاه اسرائيل، معرباً في الوقت ذاته عن ثقته بأن هذه الهيمنة للوبي الصهيوني في طريقها للتفكك, الأمر الذي "يمكن التعجيل فيه كثيراً لو توفر جهد فلسطيني وعربي فاعل بهذا الخصوص".

ويوضح د. أحمد أنه لا أحد يمكن أن يعرف كيف يمكن أن يتصرف ترامب بالضبط بخصوص القضية الفلسطينية, معتقداً أن ترامب سوف يتجه أكثر نحو المسائل الداخلية, كالاقتصاد والبناء, مما قد يساهم في عزلة الولايات المتحدة خارجياً، ومن ثم اهمال القضية الفلسطينية أكثر مما رأينا, إلا إذا ما كان هناك فعل فلسطيني يمكن أن يغير من هذه المعادلة، ويخلص د. أحمد للقول: إن أية سياسة أمريكية ليست فقط حصيلة التفكير والفعل الأمريكي ذاته, وإنما هي أيضاً نتاج لأي فكر وفعل فلسطيني أو عدمه.

يقول الباحث في العلاقات الدولية طارق الشرطي: إن القضية الفلسطينية تتأثر بشكلٍ مباشر بتوجهات ومحددات السياسة الخارجية الامريكية في وقتٍ لا يمكن التفاضل فيه بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي من حيث تأييدهما العضوي لإسرائيل وسياساتها تجاه العرب والفلسطينيين. ويضيف" يتعامل الحزبين مع القضية الفلسطينية عبر مبدأ الإدارة، وليس الحل، ويشتركان في الانحياز الواضح والمتعمد للجانب الإسرائيلي، الأمر الذي لا يُعطي الفلسطينيين حقوقهم العادلة والمشروعة، منوهاً إلى أننا " نجد أن السياسة الخارجية الأمريكية تسير في خطى وثوابت تجاه القضية الفلسطينية بصرف النظر عمن يصل لكرسي الرئاسة، فيشترك الحزبين المتنافسين في الوقوف وتقديم  المساعدات للجانب الاسرائيلي، حتى وإن ظهر أحداهما أكثر اعتدالا عن غيره في الخطاب السياسي، فهما يسعيان للتنافس على ما سيقدمونه من ضمانات لحماية أمن دولة إسرائيل، وضمان تفوقها بالشرق الاوسط .

المصالح أولاً!
ولا يعول الشرطي على أحد المرشحين في حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملا، سواء كان ترامب ام هيلاري، فكلاهما يرتبط بالمصالح الاسرائيلية ويسعيان لإرضائها وتقديم ما أمكن لها من مساعدات، وأعلن عن ذلك المرشحين بشكلٍ واضح وجلي ضمن دعايتهما الانتخابية، ولربما كان الفارق في طبيعة التصنيف العام لهما بين معتدل واقل اعتدالا، إلا أنه وبالمحصلة النهائية يلتزم المرشحين في سياسة خارجية ثابتة، خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وكيفية التعامل مع اسرائيل كحليف استراتيجي لها، ويرتبط ذلك بوجود قضايا عديدة مؤثرة، منها داخلية مرتبطة بالمؤسسات الأمريكية والمجتمع المدني، وأخرى خارجية مرتبطة بالترهل والضعف العربي.

ويطالب الشرطي بضرورة توحد الجانب العربي والاسلامي في التعاطي مع الإدارة الامريكية  للضغط عليها إزاء الملف الفلسطيني، وعليها كذلك نبذ حالة الانقسام والخلافات الشائكة، وتشكيل لوبي عربي اسلامي قادر بالضغط على الادارة الامريكية وثنيها عن قراراتها المنحازة لدولة الاحتلال، علما أن الدول العربية والاسلامية بمواقفها الموحدة سيكون لها العديد من أوراق الضغط على الولايات المتحدة.

من جانبه لا يرى الناقد والكاتب تحسين يقين الكثير من الاختلاف سوى في ترشح سيدة للمرة الثانية للرئاسة، وهذا أمر مهم للشعب الأمريكي، حيث أنه في السابق لم تتشجع النخب الحاكمة لتنصيب رئيسة، منوهاً إلى أن الناخب الأمريكي غير مهتم بالقضية الفلسطينية، والأمريكيون من أصل عربي أو اسلامي قليلو التأثير. ويشير إلى أنه لا يوجد هناك اختلافات جوهرية بين المرشحين، فالولايات المتحدة دولة عظمى، فيها مؤسسات عريقة، لا تدار فقط من شخص واحد حتى ولو كان رئيساً.

وبشأن ديمومة هيمنة اللوبي الأمريكي المؤيد لإسرائيل على الانتخابات الامريكية الرئاسية وتوجيهها، لا سيما بشأن الصراع العربي ـ الإسرائيلي يؤكد يقين أن ذلك سيستمر، لأن ذلك أصلا يتم خارج نطاق مسألة الصراع. لكن هناك من صار متفهما أكثر لمجريات القضية والحلول، بمن فيهم اللوبي المؤيد لإسرائيل. وفي الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة، أيضاً، مهتمة بالصداقة التقليدية مع العالم العربي، وأن ذلك مرتبط بمدى رغبتنا بأن يكون لنا حضور سياسي داخل الولايات المتحدة.

وحول الآليات التي من خلالها يمكن مواجهة التحديات المفروضة على القضية الفلسطينية في حال وصول ترامب للحكم  أجاب يقين قائلاً: ترتيب البيت الفلسطيني باتجاه الاعمار والعدالة والتعليم والثقافة، واستقرار الدول العربية، والاستمرار بنهج عقلاني في مخاطبة المجتمع الدولي والامريكي.

سياسة كي الوعي!
بدورها تذكر الاعلامية داليا صعايدة أن موقف كلا المرشحَيْن هيلاري كلينتون ( الحزب الديمقراطي) وترامب ( الحزب الجمهوري) منحاز بشكل كبير للاحتلال الإسرائيلي طبقاً لتصريحاتهما وخطبهما لا سيما أمام جماعات الضغط اليهودية، وقد تكون كلينتون هي الأقرب لمحاولة تفعيل المبادرة العربية لتسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي، لكنها ستعمل على تكييف بعض بنود المبادرة  بشكل يجد قبولاً أكثر من إسرائيل للمبادرة، وقد تعمل على زيادة الضغط على دول عربية لمزيد من الانفتاح والتطبيع مع إسرائيل لا سيما من قبل بعض دول مجلس التعاون الخليجي.

وتضيف" كررت كلينتون مطالبتها بإجراء مفاوضات مباشرة هادفة إلى إعلان دولة فلسطينية بسيادة حقيقية وبحدود 1967، وبأن تشمل هذه المفاوضات كل القضايا بما فيها القدس. وانتقدت الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية واعتبرها غير شرعية، دون أن تنسى دعم إسرائيل بتصريحات قوية مثل الالتزام الأمريكي بأمن إسرائيل الذي هو صلب كالصخر. أما  يتزحزح ترامب فقد وعد في بداية حملته الانتخابية أنّه سيكون محايدًا، وأعرب عن شكوكه حول ما إذا كان من المنطقي تسليم مليارات الدولارات لإسرائيل سنويًا في شكل مساعدات عسكرية. كما أيّد حل الدولتين ورفض الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، لكنه فيما بعد تراجع عن موقفه حين تجنب أي ذكر لحل الدولتين، وكتب في تغريدته أن "دعم إسرائيل هو تعبير عن الأمركة، ونحن نرفض الفكرة الخاطئة التي تقول بأنَّ إسرائيل دولة محتلة.

 وتذكر صعايدة أن كلا المرشحَين يطالب بأن تكون المفاوضات بين الطرف الفلسطيني والإسرائيلي هي الأساس في تحديد شكل التسوية، أي أنهما لا يريدان دوراً محدداً للأمم المتحدة أو المجتمع الدولي في هذا الجانب تحديداً، بمعنى ان موضوعات القدس واللاجئين والحدود متروكة للتفاوض بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وهو ما يعني توفير البيئة المناسبة للطرف الإسرائيلي لممارسة كافة الضغوط المتوفرة على الطرف الفلسطيني لتحصيل أكبر قدر من المكاسب.

وبخصوص برامج المرشحين للانتخابات الأمريكية السابقة، فإنها لا تختلف عن الحالية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فكافة برامجها الانتخابية كانت على الدوم تصب في مصلحة اسرائيل، فكل رئيس تعاقب على الرئاسة الامريكية، تعهد بحماية اسرائيل ودعمها، وعدم تحقيق حلم الفلسطينيين بإقامة دولة لهم.

يقول الباحث في الولايات المتحدة إياد جرادات: هناك قواسم مشتركة بين المرشحين تتمثل في التنافس في دعم إسرائيل وخطب ودها ورضاها، مشيراً إلى أن اللوبي الصهيوني ما زال قوياً وقادراً على فرض التوجهات الداعمة لحكومات إسرائيل وحمايتها من أي تأثير سلبي قد تتعرض له. 

مازن عز الدين

د. أيمن دراغمة

داليا صعايدة

تحسين يقين..


المشاركات الشائعة